الحرة:
2025-02-22@20:35:23 GMT

مقاهي دمشق.. أماكن للعمل والدراسة بظل أزمة الكهرباء

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

مقاهي دمشق.. أماكن للعمل والدراسة بظل أزمة الكهرباء

في ظل معاناة الشعب السوري من أزمة انقطاع الكهرباء المتفاقمة نتيجة الحرب المستمرة منذ عام 2011، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وانهيار كبير في قيمة العملة، يلجأ الكثير من السوريين إلى المقاهي، التي باتت تشكل مساحات للعمل والدراسة، لقضاء حاجاتهم وتيسير أمورهم.

ومنذ عام، تتردد "ماجدة" بانتظام إلى مقهى في وسط دمشق بات أشبه بمكتبها حيث تنجز عملها وتعقد اجتماعاتها وتستوحي أفكارها في مجال تصميم الإعلانات، مستفيدة من توفر الكهرباء بشكل متواصل.

وتقول ماجدة (42 عاما)، متحفظة عن ذكر شهرتها، لوكالة فرانس برس "أحتاج للكهرباء طيلة الوقت وأستوحي أفكارا كثيرة من الناس الحاضرين هنا".

على أريكة ملونة وسط المقهى، تضع ماجدة عدة العمل وأغراضها. تتوقف حينا عن الرسم على جهاز بحوزتها، لتلاعب ليلي، الكلبة البيضاء التي لا تفارق المكان. ويحدث أحيانا أن تتبرع لنقل أكواب القهوة أو ترتيب الأرائك بعدما باتت علاقة ود تجمعها مع العاملين في المقهى.

وتضيف "لولا وجود المقاهي لكنت توقفت عن العمل، على وقع انقطاع الكهرباء في المنزل لساعات طويلة".

وماجدة واحدة من سوريين كثر يجدون في المقاهي مساحة لإنجاز أعمالهم، خصوصا الطلاب والعاملين بدوام حر، على وقع تقنين طويل في ساعات التغذية بالتيار يصل إلى عشرين ساعة.

ومنذ اندلاعها قبل نحو 13 عاما، استنزفت الحرب قطاعي الطاقة والكهرباء مع خروج أبرز حقول النفط والغاز عن سيطرة النظام السوري من جهة، وتضرر محطات توليد وأنابيب في المعارك من جهة أخرى. وتحول العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على النظام دون وصول بواخر النفط بشكل منتظم إلى سوريا.

ومع الإقبال المتزايد من رواد يرغبون بالعمل أو الدراسة، اضطر، إحسان العظمة، إلى إعادة ترتيب المقهى. فأصبحت الطاولات أشبه بمقاعد دراسية، وضاعف عدد مقابس الكهرباء لشحن الهواتف والحواسيب وكذلك البطاريات التي يستخدمها لتوليد الطاقة.

يقول العظمة (38 عاما) إنه منذ تأسيسه المقهى قبل ثلاث سنوات، أراده أن يكون مساحة للشباب الباحثين عن مكان للعمل والدراسة

ويقول العظمة (38 عاما) إنه منذ تأسيسه المقهى قبل ثلاث سنوات، أراده أن يكون مساحة للشباب الباحثين عن مكان للعمل والدراسة، بعدما واجه الصعوبة ذاتها.

في يمين المقهى، تتصدر طاولة مستطيلة كبيرة المشهد، تبدو أشبه بطاولة داخل قاعة اجتماعات رسمية. وعلى الطرف الآخر، تتوزع طاولات صغيرة دائرية مع مقاعد مريحة على غرار مقاعد الدراسة. وتسود حالة من الهدوء داخل المقهى الذي يدخله الكثير من الضوء بينما بعض الرواد غارقون بين كتبهم وأوراقهم، وآخرون يتسمرون أمام شاشات الحواسيب أو يتصفحون هواتفهم.

"ليس خيارا"

على وقع أزمة الكهرباء وشح الوقود، وجد العظمة نفسه يواظب حتى على النوم في المقهى.

ويوضح "أعاني كجميع الشباب من مشاكل في الكهرباء والمواصلات والتنقل، فأجد نفسي في كثير من الأيام أفضل النوم داخل المقهى بدلا من التوجه إلى المنزل".

ويتابع "تختصر المقاهي عموما في دمشق هذه الأيام ثلاث أزمات على الأقل، الكهرباء والإنترنت والدفء".

وتشهد مناطق سيطرة النظام منذ سنوات ساعات تقنين طويلة وشحا في الوقود والغاز اللازمين لتشغيل محطات التوليد والمستخدمين في النقل والتدفئة.

وفي عام 2021، قال النظام السوري إن خسائر قطاعي الطاقة والمحروقات تجاوزت مئة مليار دولار، جراء المعارك وفقدان السيطرة على حقول كبرى فضلا عن العقوبات الاقتصادية المشددة.

وفي منطقة باب توما المعروفة بحاناتها ومقاهيها في شرق دمشق، تحول مقهى إلى قاعة دراسة يسودها الهدوء.

حول طاولة صغيرة، يجلس ثلاثة طلاب ينهمكون في تصفح كتبهم تحضيرا لامتحاناتهم الفصلية.

ويقول أحدهم، جورج كسارى (18 عاما)، وهو طالب في كلية المعلوماتية في جامعة دمشق لفرانس برس إن ارتياد المقهى "ليس خيارا بالنسبة إلي بل ضرورة. هنا يتوفر الإنترنت والكهرباء".

ويضيف "فور وصولي، أخرج الأجهزة كافة لأعيد شحنها، وأحضر أحيانا أجهزة شقيقتي وهي تقوم بالمثل حين تخرج إلى أي مقهى، لتبقى كافة البطاريات لدينا مشحونة".

"الحل الوحيد"

على طاولة أخرى، يستعد، محمد صباهي (22 عاما)، لبدء اجتماع عمل عبر الكومبيوتر. ويقول لفرانس برس "أنا موظف عن بعد مع شركة خليجية، وأداوم يوميا من المقهى".

محمد صباهي (22 عاما)، يقول "أنا موظف عن بعد مع شركة خليجية، وأداوم يوميا من المقهى"

ويضيف "صار لدي مقعد ثابت هنا والموظفون حفظوا مشروبي المفضل إذ يبدأون بتحضيره فور وصولي".

ويضع الشاب قربه حقيبة كبيرة تحوي كل ما يمكن أن يحتاجه خلال النهار، من وصلات كهربائية وشاحن وسواه.

ويشرح "لولا هذا المقهى لرسبت في جامعتي في السابق، ولفقدت عملي اليوم (..) هذا هو الحل الوحيد بالنسبة إلي ولكثير من أصدقائي".

ورغم أنه يفضل الدراسة في منزله الواقع في شرق دمشق، لكن مع ساعات التقنين الطويلة ومغيب الشمس باكرا، يجد الطالب في اختصاص الطب، شادي الياس (18 سنة)، نفسه يطارد بمصباح أوراقه وكتبه من غرفة إلى أخرى.

وما أن ينتهي شحن المصباح، حتى يهم بالتوجه إلى أقرب مقهى لمتابعة دراسته.

ويقول "لا شيء يصمد أمام انقطاع الكهرباء الطويل".

اعتاد شادي على الوضع مذ كان طالبا في المدرسة، وحفظ منذ سنوات المقاهي الملائمة للدراسة.

ويضيف الشاب "تزدحم المقاهي خلال فترة الامتحانات، لذا أحرص على المجيء باكرا".

ويتابع مبتسما "يتحول المكان إلى قاعة دراسية كبيرة، نستعير من بعضنا الأقلام والأوراق والمراجع، وأحيانا شواحن الهواتف".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

وزير العمل يعلن تسليم 36 عقد عمل لمدربين مصريين للعمل في "نادي إمارتي"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن وزير العمل محمد جبران، اليوم الخميس، عن تسليم 36 عقد عمل لكوادر مصرية من الشباب الذين اجتازوا الاختبارات، وذلك للعمل بفندق إرث ابو ظبي التابع لنادي ضباط القوات المسلحة، بدولة الإمارات العربية المتحدة ، على وظيفة مدربين رياضيين في مجال الإعداد البدني بالنادي، تلك الفرص التي وفرها مكتب التمثيل العمالي بالإمارات برئاسة المستشار منال عبدالعزيز عثمان رئيس المكتب العمالي، حيث شهد مقر وزارة العمل القديم بمدينة نصر عملية تسليم العقود بحضور وفد اماراتي.

وقال الوزير جبران إن تسليم هذه العقود اليوم بعد الاختبارات التي شهدها وفد اماراتي، تؤكد مصداقية الفرص التي تعلن عنها الوزارة ، كما تؤكد نجاح منظومة التدريب من أجل التشغيل، وجهود الوزارة لتوفير فرص عمل للشباب المصري خاصة في الأسواق الخارجية.

وأوضح جبران أن هذه الفرص الجديدة  تأتي ضمن الخطوات التي تحرص "الوزارة" من خلالها على دعم الشباب وتوفير وظائف  تناسب خبراتهم ومؤهلاتهم،مؤكدا على توجيهاته إلى الإدارة المركزية للعلاقات الدولية ،بالتنسيق مع مكاتب التمثيل العمالي بالخارج ،والادارة العامة للتشغيل ،لتوفير المزيد من فرص العمل للشباب بالداخل و الخارج، خاصة وأن منظومة التدريب المهني بالوزارة نجحت في تجهيز كوادر ذات مهارات تتناسب مع احتياجات سوق العمل الداخلي والخارجي.

وكان الوزير جبران  قد أكد للشباب المرشح، خلال الاختبارات، أنهم سفراء بلادهم في الخارج، وأن قنوات الاتصال مع الوزارة مفتوحة معهم باستمرار لتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم..

ومن جانبها، أوضحت هبة أحمد مدير عام الإدارة العامة للتشغيل على أن هذه الفرص كانت الوزارة قد اعلنت عنها منذ أيام قليلة ،وشهدت مراحل التقديم ثم الاختبارات العملية والنظرية بكل شفافية.

ولفتت إلى أن المقبولين في هذه الاختبارات سيحصلون على العديد من الامتيازات منها  أن الراتب الشهري يصل إلى 9000 درهم إماراتي، شامل بدل السكن والانتقالات، وأن ساعات العمل، 8 ساعات يوميًا، وفقًا لقانون العمل الإماراتي، ومدة العقد، سنتان مع إمكانية التجديد.

473739197_1052044746956702_8433633917754331997_n 476390305_1052044966956680_6489909667857207169_n 476916948_1052044926956684_1438434229418751512_n 479835101_1052044633623380_3381873991089402668_n 479988556_1052044886956688_5460704570642507929_n 480176796_1052044850290025_5521578709694530830_n 480263627_1052044796956697_6331296261380610113_n 480354242_1052045063623337_7717759795941974675_n 480441208_1052045173623326_1152551734261640908_n 480460758_1052045013623342_5708954882471230901_n 480478593_1052045130289997_1645715430000781423_n 480604963_1052044706956706_2146136290575422287_n 480959998_1052044593623384_2477014052787226747_n

مقالات مشابهة

  • كثافات مرورية بسبب حادث انقلاب سيارة نقل فى منطقة حلوان
  • في تحول خاطف.. كيف اختفت رموز نظام الأسد من أسواق دمشق وحلّت محلها ألوان الثورة؟
  • القبض على عاطل نصب على 6 أشخاص وأوهمهم باستخراج تأشيرة للعمل في الكويت
  • مراحل وآثار عملية ردع العدوان على المنطقة والعالم خلال محاضرتين للدكتور أحمد موفق زيدان في حمص وحماة
  • وزير العمل يعلن تسليم 36 عقد عمل لمدربين مصريين للعمل في "نادي إمارتي"
  • مستشفى كمال عدوان بغزة يعود للعمل بإمكانيات شحيحة
  • رئيس طاقة النواب: أتوقع انتهاء أزمة انقطاع الكهرباء في مصر بشكل نهائي
  • مسلسل أثينا يساعدك على فهم نفسك.. كيف تتعامل مع الضغوط في العمل والدراسة؟
  • وظائف شاغرة لدى شركة دار الشاي العربي للتجارة
  • هل يتمهل الأردن في دعوة الرئيس؟