عالم المراهنات الرياضية في لبنان.. بين الحظّ والإفلاس شعرة!
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
من كأس العالم 2022 في قطر إلى كأس آسيا 2023، ظاهرة استثنائية رافقت هذين الحدثين، وفرضت نفسها كضيفٍ أساسي على المقاهي الشعبية، أو تلك المنتشرة بين الأحياء.. لتشعل لهيب الليالي، التي قد تقلبك بين دقيقة وأخرى من شخصٍ مديون إلى إنسان يلعب بالأموال، أو العكس تمامًا.. إنّها جمهورية المراهنات في لبنان.
هذه الظاهرة التي ليست بجديدة داخل الأراضي اللبنانية، عادت لتطل برأسها من جديد، ليبرق نجمها بشكل واضح خلال ليالي الأحداث الرياضية، ككأس آسيا مؤخرًا، إذ يعتبر أهم حدث رياضي عند "مجتمع هذه الظاهرة" بعد كأس العالم 2022 ونهائي دوري أبطال أوروبا، خاصةً عندما تكون المنافسات بين الأندية ذات الشعبية الكبيرة.
ومن خلال جولة على مواقع التواصل الإجتماعي رصد "لبنان 24" العديد من الصفحات التي تهتم بعملية الرهان؛ بعضها أُغلق مجرد انتهاء الحدث الرياضي، والبعض الآخر لا يزال موجودًا إنّما من دون أي تفاعل.
وبتواصل مع أحد اللاعبين الذي يُدعى سامر، أوضح لـ"لبنان 24" أن فكرة المراهنات ليست وليدة اليوم، إنّما هي "لعبة" قديمة، دخلت إلى لبنان مع نشوء لعبة الكازينو أونلاين في الخارج، وهذا ما سمح بإدخال هذه الظاهرة، مع تطور الإنترنت، ووسائل التواصل، التي عرّفت اللاعبين على أساسيات المراهنات.
يقول سامر بأنّ الأمر لا يشمل فقط محبّي الرياضة، والأحداث المهمة التي يمكن المراهنة عليها حول العالم، إذ باتت الأحداث الرياضة بأعين هؤلاء مجرّد "بزنس" وفرصة يستطيع من خلالها الشخص أن يستغلها لتأمين مبالغ لا يستهان بها من الأموال أو الدولار الفريش، ويؤكّد سامر على أنّه مثلاً استطاع خلال مونديال قطر 2022 أن يجمع 89 مليون ليرة لبنانية خلال شهرٍ واحدٍ فقط، وذلك من خلال مراهنات، أصاب حسب قوله 75% منها بطريقة صحيحة، على الرغم من أنّه لا تستهويه الرياضة، إذ باتت هذه العملية مجرد فرصة ذهبية لتأمين مصروفه.
بالتوازي، يؤكّد مصدر أمني لـ"لبنان 24" على أنّ عملية ملاحقة هذه الأعمال كانت قد بدأت منذ عشرات السنوات، حيث تم من خلالها تفكيك العديد من العصابات التي كانت تراهن على أحداث رياضية معينة، إلا أنّها لم تكن بالوتيرة التي نشهدها اليوم.
ويشرح المصدر الأمني عبر "لبنان 24" كيف تطورت عملية الملاحقة عبر السنوات، إذ يشير إلى أنّه أولا كانت تتم ملاحقة مكاتب كانت تكرّس أعمالها لأجل وضع مراهنات، إذ لم تكن الشبكة العنكبوتية متطورة كما اليوم، وعليه فإن سمسارًا كان هو الذي يدير عملية المراهنات داخل مكاتب يُرسم ظاهريًا أنّها مكاتب مختصة بالعمل بقطاع ما، إلا أنّ عملها بالواقع يكون مختلفًا تمامًا.
ومع تطور نطاق الشبكة العنكبوتية، يشير المصدر الأمنيّ إلى أنّ عملية ملاحقة هذه الأعمال غير الشرعية باتت أصعب بكثير، إذ إنّ المكاتب اضمحلت وحلّت مكانها الهواتف، التي باتت الوسيلة الأسهل للمراهن للدخول إلى مواقع المراهنات حول العالم، وهذا ما صعّب عملية الحدّ من هذه الأعمال، خاصةً وأن عملية التواصل مع السمسار انتقلت من التواجد الشخصي داخل المكاتب إلى التراسل عبر تطبيقات الدردشة.
ويلفت المصدر إلى أنّه يبقى العائق الأكبر وهي العصابات المنظمة التي تستهدف الشباب داخل المقاهي الشعبية، خاصةً المقاهي التي تقدم خدمات الألعاب الإلكترونية أو ما يعرف في لبنان بـالـ"network"، إذ يعمدُ سمسارٌ الى استقطاب الشباب، ودفعهم إلى وضع مراهنات على المباريات بناء على مسؤوليتهم.
ولكن كيف تتم عملية الربح؟
حسب المعلومات، فإن السمسار الذي يدير عملية الرهان، يرتبط بمجموعة تشغّل الموقع الإلكتروني بشكلٍ مباشر؛ بكلمات أخرى، فإن هذا السمسار يكون كوكيل لهذه المواقع، إذ يجمع لها أموال الرهانات، ويحصل على نسبة من الأرباح من كلّ شخص راهن، سواء فاز هذا الشخص أم خسر، وعلى هذا الأساس، يرسل السمسار هذه الرهانات إلى المجموعة المشغّلة والتي غالبًا ما تكون متواجدة في دولة أوروبية، وعلى الأغلب في تركيا، لتقسّم الشركة الأرباح، ويحصل الرابح على نصيبه من الربح في حال صحّ رهانه. ومن هنا تظهر خطورة هذه المجموعات، التي تقوم بالتلاعب بنسبة الارباح وعدد النقاط التي من شأنها أن تكسب المراهن الدولارات، إذ إنّ عملية الرهان حسب المتابعين ترتكز بمجملها على النقاط المرصودة لكل فريق.
خيارات بالجملة
وبما أن المراهنة باتت كالبزنس، إذ إن البعض شبّهها بأنها تميل إلى تداول العملات الرقمية المشفرة، إلا أنّها تبقى أخطر بكثير من ذلك، إذ إن الأحداث الرياضية هي وليدة لحظتها، على عكس العملات الرقمية التي تتم عملية تداولها بناء على تحليلات من قبل خبراء.
فمن هنا يكون المراهن بوضع أكثر خطورة لناحية خسارة أمواله، إذ إنّ العديد من السماسرة قد وضع حدًا أدنى للدخول بعملية الرهان، وهذا ما من شأنه أن يشكّل حالة خطر كبيرة على المراهن غير المضطلع بأمر الرهان، خاصة وأن جملة من الخيارات يستطيع أن يراهن عليها، كالمراهنة على الفوز والخسارة فقط، أو المراهنة على النتيجة الصحيحة، أو عدد الأخطاء، وعدد البطاقات الصفراء والحمراء، وحتى على من سيدخل من البدلاء ومن سيخرج من اللاعبين.. وكلما كان الرهان أصعب، كلما ازدادت نقاط الرهان، وازداد معها مدى الربح الوفير للمال أو الخسارة، التي أفلست عشرات الشباب في لبنان.
لماذا لا يتم حظر هذه المواقع؟
حسب خبير تكنولوجي، فإنّه أكّد لـ"لبنان 24" على أن مواقع المراهنة هي تمامًا كتطبيقات الدولارات، بمعنى أنّه كلما قامت الدولة بإغلاق الموقع، فإنّ القائمين عليه باستطاعتهم أن يعيدوه إلى العمل خلال 15 دقيقة فقط، وذلك من خلال استخدام عنوان إلكتروني جديد يسمح بالتحايل على بيانات الوزارات المختصة التي حجبت المواقع. وعليه فإن قيام الجهات المعنية بحجب المواقع لن ينفع، طالما أن هناك قدرة على إعادة الموقع، أضف إلى انتشار خدمة "vpn"، والتي تسمح للمراهن داخل لبنان أن يصل للموقع ولو أقدمت الدولة على إغلاق الموقع بمجرد عودته للعمل.
وهذا التطور التكنولوجي سمح للسماسرة بالاستفادة من تقديم خدمة فتح حسابات مباشرة للمراهنين على هذه الشبكات بمبالغ طائلة، سمحت حسب المصدر الأمني لهؤلاء بجمع ثروات خيالية خلال كأس العالم الأخير، وكأس آسيا الذي أُقيم هذه السنة في قطر، ولا شك أن عملية الربح ستُستكمل بمباريات الدوريات الأوروبية، وخاصةً خلال مباريات دوري أبطال أوروبا، الذي ستعود فعالياته هذا الاسبوع. المصدر: خاص لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان لبنان 24 من خلال
إقرأ أيضاً:
"كسر السيف" يهز إسرائيل.. والإعلام العبري يقر بهول الكمين
القدس المحتلة – الوكالات
أثار مقطع الفيديو الذي نشرته كتائب القسام، ويُظهر تفاصيل كمين "كسر السيف" الذي استهدف قوة عسكرية إسرائيلية شرق بيت حانون، ردود فعل غاضبة وتحليلات حادة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي أجمع مراسلوها ومحللوها على أن ما جرى يمثل "فشلًا أمنيًا وعملياتيًا خطيرًا".
وقال مراسل قناة "كان" العبرية، إيتسك زواريتس، إن المشاهد التي بثتها حماس "تبرز حجم الإخفاق الأمني"، مشيرًا إلى أن "الحظ فقط حال دون تمكن المقاتلين من أسر المجندات المصابات من داخل المركبة العسكرية". وأضاف أن الفيديو يكشف "فجوات خطيرة في الاستعدادات الميدانية"، مؤكدًا أن "الوضع كاد ينتهي بكارثة أكبر".
من جانبه، وصف ألموغ بوكير، مراسل القناة 12 الإسرائيلية، الفيديو بأنه "يوثق فشلًا عملياتيًا"، لافتًا إلى أن الجيش كان على علم بوجود فوهة نفق قريبة من نقطة الاستهداف، ومع ذلك لم يتم التعامل معها. وأضاف: "المرصد العسكري كان يبعد فقط 200 متر عنها، ولولا الحظ، لكنا أمام عملية أسر جديدة".
أما موقع "لبنون شيتح إيش"، فاعتبر أن ما جرى "ليس الحادثة الأولى التي يتم فيها الكشف عن نفق وتأجيل تدميره"، مضيفًا: "المسلحون اقتربوا بسهولة من القوة، ومن حسن الحظ أنهم لم ينجحوا في تنفيذ اختطاف، وإلا لكنا أمام سيناريو كارثي".
موقع "مدونة أبو علي" نشر جزءًا من فيديو الكمين رغم اعترافه بأنه يتضمن خسائر إسرائيلية، وبرّر ذلك بالقول إن الفيديو "يحمل قيمة مضافة"، ويكشف عن واقع أمني معقّد، حيث "لا يمتلك الجيش الإسرائيلي القدرة على تطهير القطاع من الأسلحة الخفيفة بشكل كامل". وأكد الموقع أن "استمرار سيطرة حماس على القطاع يعني تكرار مثل هذه الهجمات"، مشددًا على أنه "لا يمكن إنهاء الحرب في ظل بقاء حماس".
وفي السياق ذاته، قال موقع "عدكونيم شوتفيم" إن الكمين الذي وقع يوم السبت وأسفر عن مقتل جندي وإصابة 5 آخرين يثبت أن "الجيش لم يتعلم شيئًا عن حماية جنوده"، داعيًا إلى مراجعة شاملة للجاهزية الميدانية والإجراءات الوقائية.