قيادي حوثي للجزيرة نت: نتمتع بالجاهزية ولدينا خيارات لهزيمة الأميركيين
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
صنعاء– قلل قيادي بارز في جماعة (أنصار الله) الحوثيين من تأثير الضربات الأميركية البريطانية على مواقعهم العسكرية سواء في العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة ومحافظات أخرى.
ووصف الغارات الجوية والصاروخية، التي تدخل شهرها الثاني على محافظات في اليمن تقع تحت سيطرة الجماعة، بـ"الفاشلة". وأكد هذا القيادي الحوثي عدم خشيتهم من أي تحرك عسكري بري أميركي بريطاني للسيطرة على سواحل اليمن الواقعة على البحر الأحمر.
وفي حوار خاص مع الجزيرة نت، قال محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء إن "الحرب البرية هي ما يريده الشعب اليمني".
وأضاف متحديا "إذا أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى اليمن فستواجه تحديات أصعب من تلك التي واجهتها في أفغانستان وفيتنام، وشعبنا يتمتع بالمرونة والجاهزية، ولديه خيارات لهزيمة الأميركيين إستراتيجياً في المنطقة".
وأوضح محمد علي، وهو ابن عم عبد الملك بدر الدين الحوثي زعيم جماعة أنصار الله أن "رسالة عمليات القوات المسلحة اليمنية (في البحر الأحمر وخليج عدن) هي وقف التوحش الإسرائيلي وجريمة إبادة أهل غزة التي يستمر الأميركان في حمايتها ومساندتها والمشاركة فيها".
وفيما يلي نص المقابلة:
عناصر مسلحة من الحوثيين خلال عملية احتجاز سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي (الفرنسية) للشهر الثاني تتواصل الهجمات الأميركية البريطانية على الحديدة ومحافظات أخرى بينها العاصمة صنعاء. هل قوّضت هذه الضربات قدرات أنصار الله العسكرية خاصة الصاروخية؟ وماذا حققتم بالمقابل على صعيد مساندة المقاومة والفلسطينيين بقطاع غزة؟الهجمات الأميركية البريطانية على بلدنا، سواءً بالغارات الجوية أو بالصواريخ، فاشلة لم تحقق شيئاً. وقد أكد ذلك السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ـحفظه اللهـ في خطابه الأخير، حيث أكد أنها لم تؤثر على قدرات القوات المسلحة اليمنية ولم تحد من قدراتها الصاروخية.
بل بالعكس، فقد كان لها تأثير في تطوير قدراتها العسكرية، وهذا واضح ويلمسه الأميركيون والبريطانيون من خلال استمرار وتنويع عملياتها في البحر الأحمر أو البحر العربي (بحر العرب) وكذلك استمرار عملياتها الصاروخية التي تستهدف بها كيان العدو الإسرائيلي في مدينة أم الرشراش (إيلات) المحتلة.
وبالنسبة لما حققته القوات المسلحة اليمنية على صعيد مساندة المقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فعملياتها في البحر فعَّالة ومؤثرة بفضل الله تعالى.
واليوم تسود حالة يأس لدى العدو الإسرائيلي من إمكانية مرور سفنه أو السفن التي تتبعه في البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، وسبق أن اعترف بحدوث شلل في ميناء أم الرشراش، ووسائل إعلامه تتحدث باستمرار عن الخسائر الفادحة التي لحقت باقتصاده جرّاء هذه العمليات.
ونقف لنصرة الإخوة الفلسطينيين كواجب أخلاقي والتزام إيماني وشعور أخوي. ولموقفنا أثره الكبير على كل المستويات، بإمكانكم ـفي شبكة الجزيرةـ رصد وإحصاء هذا الأثر وإتاحته للجمهور العربي والإسلامي ولأحرار العالم كمادة إعلامية استقصائية هي من صميم عمل أي مؤسسة إعلامية محترفة.
أعلنتم عن تشييع 17 ضابطا في صنعاء، السبت، استشهدوا بالغارات الأميركية البريطانية. فكيف سيكون ردكم على ذلك؟هؤلاء الابطال من مجموعة الشهداء هم من الطليعة في هذه المعركة، وهم شهداء فازوا فوزا عظيما خلال أداء مهمة مقدسة وواجب عظيم، وسيحقق الله بدمائهم ـإن شاء سبحانه وتعالى ـ نتائج عظيمة ومهمة.
أمّا الجانب الأميركي فسيتحمل تبعات وعواقب هذا الاعتداء الوحشي الإجرامي الذي حتما ستكون وخيمة عليه. ونؤكد أن هذا الاعتداء الإجرامي لن يثني شعبنا بكافة فئاته وقواته المسلحة والأجهزة الرسمية عن مواصلة أداء هذه المهمة التضامنية مع الشعب الفلسطيني المظلوم كجهاد مقدس في سبيل الله. فالأميركي لن يزيدنا بما قام به من إجرام إلا إصرارا وعزما وتصميما على الثبات.
السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن، قال إن قرار تصنيف أنصار الله كـ "جماعة إرهابية عالمية" سيدخل حيز التنفيذ في 16 فبراير/شباط الجاري إذا لم توقفوا هجماتكم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. فما تعليقكم؟
ما يجب أن يفهمه الأميركي هو أننا نحمي الإنسانية بهذه العمليات، وأن رسالة عمليات القوات المسلحة اليمنية هي وقف التوحش الإسرائيلي وجريمة إبادة أهل غزة التي يستمر الأميركي في حمايتها ومساندتها والمشاركة فيها، فهو والكيان الغاصب الإسرائيلي من يستحقان التصنيف بالإرهاب.
ولقد استبق الأميركي التصنيف بقتلنا من أجل حماية سفن إسرائيل، وعَسْكَرَ البحر وأرهب الملاحة الدولية وأقلق السلم العالمي بعملياته العسكرية الإرهابية الهمجية المعلنة ضد الجمهورية اليمنية، التي حاول فيها فرض هيمنته بُغية دعم الإرهاب على غزة ليستمر الإسرائيلي في مواصلة المذابح بدون إزعاج.
فما عساه سيضيف تصنيف عدو يقاتل إلى جانب عدو ثَبَتَ حتى أمام محكمة لاهاي أنه يرتكب جريمة الإبادة ولم يستطع تفنيد أدلة ارتكابه لها في غزة؟ إن مَن يحمي المجرم لا يمكن أن يكون جندياً لحماية الأخلاق. كما أن تاريخ أميركا الدموي لا يمنحها حق تصنيف غيرها، كحال التاريخ البريطاني الاستعماري والسجل الإسرائيلي الحافلين بالإجرام والمجازر.
دول الاتحاد الأوروبي ستطلق في 19 فبراير/شباط الجاري مهمة عسكرية سمتها "أسبيدس" تشارك فيها بوارج وفرقاطات لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن بقيادة اليونان. كيف تنظرون لهذه المهمة؟ليس من مصلحة أي دولة أن ينطلي عليها التضليل والخداع الأميركي، فالهجمات البريطانية والأميركية الإرهابية الهمجية على بلدنا ليست سوى لحماية سفن المحتل الإسرائيلي. ولا حاجة أو مشروعية لعسكرة البحر الأحمر وإشعالِ حروب في المنطقة، فالنتائج ستكون عكسية، وستكون هذه الدولة ومثيلاتها شريكة لأميركا وبريطانيا في تهديد الملاحة البحرية الدولية والإضرار بها، وستتحمل النتائج معهما، وستكون الكلفة باهظة عليها.
وإن كان لدى أي دولة قلق على سفنها وملاحتها البحرية فيمكنها تبديده بالمزيد من التنسيق، بدلاً من التورط في حرب لا ناقة لها فيها ولا جَمل.
إننا لا نستهدف تلك السفن لمحدودية السلاح لدى الكيان الإسرائيلي وأميركا وبريطانيا، ولكن لما يقوم به من إبادة لأهل غزة ولدورهما في حماية واستمرار إجرامه هناك.
ولذا ننصح أي دولة بالحذر من أن تجرها أميركا إلى التورط في البحر الأحمر خدمةً للصهيونية، فهي ستدخل نفسها في مأزق ليست في حاجة إليه، إذ ستلحق بنفسها وباقتصادها أضرار كبيرة من دون نتيجة، وعليها أن تأخذ العبرة من تجربة الأميركي والبريطاني الفاشلة في هذا الإطار.
فإذا كانا قد فشلا ـبالرغم من ترسانتهما القوية وتقنياتهما المتطورة ـ في حماية سفنهما ومدمراتهما وبوارجهما فضلاً عن فشلهما في توفير الحماية للسفن الإسرائيلية، فلن تكون مشاركة دولٍ أخرى إلا مشاركةً في الفشل والهزيمة العسكرية والسياسية والأخلاقية، وزيادةً للتوتر وتهديد الملاحة في البحر الأحمر، ولم ولن تجدي نفعا.
نقول لدول الاتحاد الأوروبي إن الحل يكمن في الضغط لإيقاف العدوان وإنهاء الحصار على غزة، فهذا ما ينسجم مع المبادئ والقيم والأخلاق.
غارات تستهدف منطقة الكثيب في الحديدة غربي اليمن (الجزيرة) وماذا بشأن الخطوات التي يمكن أن تقدم عليها أنصار الله في حال تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وخاصة اجتياح رفح أو جرى توسيع الهجمات الأميركية البريطانية على اليمن؟مسارنا سيكون التصعيد كما أعلن السيد القائد في خطابه الأخير، فالاستمرار في الإجرام والعدوان في غزة وفي العدوان على شعبنا لن يكون له نتيجة لمصلحتهم. عملياتنا مستمرة وستستمر، ونحن واثقون بنصر الله. ولا جدوى للأميركي ولا للبريطاني من العدوان على بلدنا. المجدي فقط والحل هو دخول الغذاء والدواء إلى أهالي غزة ووقف جرائم الإبادة الجماعية هناك.
تردد بعض وسائل الإعلام أن هناك توجهات أميركية بريطانية بعملية برية تستهدف احتلال الشريط الساحلي لليمن على البحر الأحمر. كيف تنظرون لمثل هذه التوجهات؟الحرب البرية هي ما يريده الشعب اليمني، حيث سيواجِه أولئك الذين يتحملون مسؤولية معاناته طوال 9 سنوات. وكما قال السيد قائد الثورة، إذا أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى اليمن فستواجه تحديات أصعب من تلك التي واجهتها في أفغانستان وفيتنام، وشعبنا يتمتع بالمرونة والجاهزية، ولديه خيارات لهزيمة الأميركيين إستراتيجياً في المنطقة.
لقد نُصح الأميركي سابقاً بعدم الدخول في حربٍ بحرية مع اليمن، وحذّرناه من ذلك، وها هو العالم اليوم يرى فشله ويعرف أن ادعاءاته عن تحقيق تأثير هي مجرد أوهام.
وفي حال ارتكب حماقةً ـكما ذكرت بالإقدام على عدوانٍ بريـ فإنه سيغرق، وستكون عواقب الحماقة بإذن الله أعظم مما لحق به في أفغانستان أو فيتنام أو غيرها من حروبه العبثية. الأميركي قد خَبِرَ بَسالة الشعب اليمني، فاليمني بإذن الله يعلم كيف ينتقم من الأميركي والبريطاني الذين هم وراء إفقاره وحصاره وقتاله طوال 9 سنوات.
هناك اتهامات لأنصار الله بأنهم أحد أذرع إيران، وينفذون أجندة طهران من خلال إشعال البحر الأحمر أمام الملاحة الدولية؟هذه أسطوانة مشروخة تمت الإجابة عليها في حوارات ومقابلات سابقة مع أغلب وسائل الإعلام، ويكفي أن العدو الأميركي هو من يُروج لها مع مَن يحركهم فقط.
هل أحداث البحر الأحمر والهجمات الأميركية البريطانية قضت على جهود التسوية بين أنصار الله والحكومة اليمنية التي تقود جهودها السعودية، خاصة خارطة الطريق التي كان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ تحدث عنها مؤخرا؟
يُسأل عن هذا مَن أعلن عنها. إلا أننا ننصح بأن التلكؤ في التنفيذ لا يفيد وقد يثمر نتائج عسكرية، سيكونون الأخسرين فيها.
مع الهجمات الأميركية البريطانية خرجت دعوات من بعض النشطاء للاصطفاف الوطني باليمن لمواجهة مخاطر تداعيات تطورات هذه الأحداث.. هل لديكم تصورات بهذا الشأن؟الاصطفاف الوطني شيء إيجابي نرحب به في إطار المصلحة العامة، وقد شكّلنا لجاناً للمصالحة اليمنية تعمل باستمرار على ذلك، كما أن الثقافة القرآنية الإيمانية تدعونا للتوحد لإعلاء كلمة الله والجهاد في سبيل الله، والثقافة الشعبية تدعونا للتوحد أيضا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: اليمن الأمیرکیة البریطانیة على القوات المسلحة الیمنیة فی البحر الأحمر أنصار الله
إقرأ أيضاً:
ائد الثورة يجدّد التأكيد على استمرار العمليات العسكرية في البحر الأحمر
سبأ :
جدّد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على أن العمليات العسكرية اليمنية مستمرة في استهداف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني وبالعمليات إلى عمق فلسطين المحتلة.
وقال قائد الثورة في كلمة له عصر اليوم حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية “قرارنا مستمر في التعامل مع عمليات التمويه الإسرائيلية في نقل الملكية للسفن المرتبطة به كما جاء في إعلان الجيش اليمني”.
وأكد أن نتائج الانتخابات الأمريكية لن تؤثر على الموقف اليمني المبدئي، ولا خيار للأعداء إلا وقف العدوان والحصار على غزة ووقف العدوان على لبنان .. مضيفًا “بعض الأنظمة العربية وأبواقها الإعلامية تحاول التهويل على شعوبنا من ترمب، ولدينا في اليمن تجربة مع ترمب وكذلك المنطقة بكلها، والنتيجة أنه لم يحسم الجبهات في اليمن ولم ينجح في فلسطين ولبنان وسوريا وإيران والعراق”.
وتابع “لا ترمب ولا بايدن ولا أي مجرم في هذا العالم، سيتمكن من أن يثنينا عن موقفنا الثابت المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني، ومهما كان حجم أي تصعيد ضدنا وأي عدوان يستهدفنا فلن يثنينا نهائيا عن موقفنا المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني”.
كما أكد قائد الثورة أن الخيار الأفضل للأمريكي ولغيره، يتمثل في وقف العدوان والحصار عن غزة ووقف العدوان على لبنان وإنهاء هذه الحروب، مضيفًا “ترمب قال إنه سينهي الحروب، وإذا كان صادقا فليوقف العدوان الذي تشترك فيه أمريكا على قطاع غزة ولبنان”.
وأشار السيد القائد إلى أن ما حققه ترمب من نجاحات، هو في حلب بعض الأنظمة العربية بمئات المليارات من الدولارات التي أنهكت اقتصادها.. لافتًا إلى أن ترمب نجح في حلب الأنظمة العربية الحلوبة التي تعطيه مقدرات شعوبها وثرواتها ليزودها بشيء من السلاح للفتن والاقتتال الداخلي بين أبناء الأمة.
وأوضح أن المزيد من العدوان والفتن لن تحقق لترمب ولا لأمريكا وإسرائيل وبريطانيا وكل أعداء أمتنا أهدافهم، ومن يتحرك في المعركة اليوم من الأمة هم أبناؤها الذين يؤمنون بالله ويتوكلون عليه ويعتمدون عليه ويثقون بنصره.
ولفت إلى أن الأمة التي تواجه هي التي تثقفت بثقافة القرآن الكريم فلا تخشى إلا الله ولا ترهب سواه ولا تكترث ولا تنحني أمام أي طاغية في هذا العالم.. وقال “واجهنا بالاعتماد على الله العدوان الأمريكي وشركاءه في فترة رئاسة ترمب السابقة لأمريكا ونحن في وضع أضعف مما نحن فيه اليوم”.
وأضاف “بالاعتماد على الله والرهان عليه لن نُعجب لا بكثرة ولا بنوع من الإمكانيات أصبح بأيدينا، وكل فاعلية ذلك مع التأييد والرعاية الإلهية، ونحن حاضرون في المعركة مع الأمريكي ومستمرون في مساندة الشعب الفلسطيني، في هذا الموقف بكل ثبات سعيا لمرضاة الله وثقة به”.
واستطرد قائلًا “نحن مواصلون بالتصعيد بكل ما نمتلك ونسعى كما قلت مرارا وتكرارا لما هو أعظم لما هو أكبر لما هو أقوى، وشعبنا يواصل حركته ونشاطه ومسيراته ومظاهراته لأن هذا جزء من الموقف وجزء من الجهاد”.
ودعا السيد القائد أبناء الشعب اليمني إلى الخروج المليوني يوم الغد في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات خروجًا مشرفًا متحديًا لكل طواغيت العالم، وللتأكيد على الوفاء والثبات والاستمرار في الموقف المساند لفلسطين ولبنان.
وقال “شعبنا سيخرج غدا الجمعة حضورا مليونيا ليعبر عن وفائه وثباته وشجاعته وصموده، ويمن الإيمان والحكمة وشعب القيم والوفاء لا يخشى إلا الله وسيتحدى كل الطغاة، خروجكم المليوني يوم الغد يقول لمجاهدي فلسطين ولبنان أننا لن نتركهم لوحدهم أبدا، ونقول لهم من جديد: لستم وحدكم ومعكم حتى النصر”.
وأضاف “الحضور يوم الغد له أهمية كبيرة جدا ليسمع الأمريكي وكل طواغيت العالم وليؤكد شعبنا أنه لا يبالي بأي طاغية في هذا العالم، كما أن خروج شعبنا يوم الغد يؤكد أنه لن يتراجع عن موقفه أبدًا في نصرة الشعب الفلسطيني ومساندته مهما كانت التحديات”.
واستهل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، كلمته بالحديث عمّا ارتكبه العدو الإسرائيلي هذا الأسبوع من جرائم بما يزيد عن 30 مجزرة استشهد فيها وجرح أكثر من 1300 فلسطيني، وقال “تشير التقديرات إلى استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني وجرح أكثر من أربعة آلاف خلال التصعيد العدواني شمال قطاع غزة”.
وأوضح أن العدو الإسرائيلي يمنع دخول أي مواد غذائية أو طبية ويفرض تحت القصف والمذابح والتجويع تهجيرا قسريا على سكان شمالي قطاع غزة.. مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي الفاشل في المواجهة العسكرية والعاجز عن تحقيق أهدافه المعلنة انتهج المسلك الإجرامي للاستهداف الشامل للمدنيين.
وأضاف “إخوتنا المجاهدون في قطاع غزة صامدون ومتماسكون وثابتون وينكلون بالعدو ويلحقون به الخسائر الكبيرة، وفي هذا الأسبوع هناك ما يقارب 16 عملية لكتائب القسام فيها الكمائن المنكلة بالعدو والاشتباك المباشر مع جنوده وإلحاق الخسائر بهم”.
ولفت قائد الثورة إلى أن القصف الصاروخي لسرايا القدس على مغتصبة “سديروت” مع عمليات بقية الفصائل تعكس عجز العدو عن القضاء على فصائل المقاومة.. وتابع” كما أكدنا مرارًا أن ارتكاب الجرائم الكبيرة جدًا لا يمثل إنجازًا عسكريًا مهما بلغ عدد ضحايا الشهداء من الأطفال والنساء”.
وأكد أن العدو ما يزال في حالة الفشل الواضح والمؤكد مع طول الوقت وحجم الإجرام المتراكم، ومع الأسف لا جديد في الموقف العربي والإسلامي أمام الجرائم الرهيبة والتصعيد الذي يقوم به حاليًا شمال قطاع غزة.
وأفاد بأن الحالة العربية والإسلامية تجاه ما يجري في غزة خطيرة وتعتبر من الدلائل على مدى الإفلاس الإنساني والأخلاقي والإيماني.. مضيفًا “كثير من أبناء شعوب أمتنا رضوا لأنفسهم بأن يكونوا متفرجين وألا يكون لهم أي موقف بأي مستوى وهذا محزن جدًا”.
وأردف قائلًا “حتى على المستوى السياسي الدبلوماسي العربي والإسلامي ليس هناك موقف بما تعنيه الكلمة، وما تزال بعض الأنظمة الرسمية تصنف المجاهدين في فلسطين كإرهابيين بدون أي ذنب إلا جهادهم ودفاعهم عن شعبهم ومقدساتهم”.
وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن المجاهدين في فلسطين لم يفعلوا شيئًا بالأنظمة التي تصنفهم كإرهابيين وما يزالون حريصين على علاقات إيجابية مع كل أبناء الأمة.. مؤكدًا أن جرائم العدو الإسرائيلي في غزة لم تدفع بعض الأنظمة العربية إلى مستوى تصنيف العدو بالإرهاب فقط، حيث يساند بعض الإعلام العربي، العدو الإسرائيلي ويخدمه بشكل مفضوح وواضح وبشكل مخزٍ لا مثيل له حتى في المراحل الماضية.
وأشار إلى “أن الحالة التي عليها الموقف العربي ومن حوله الموقف الإسلامي مع وجود استثناءات يذكرنا ببداية المأساة التي عانى منها الشعب الفلسطيني”.. متسائلًا “كما باع البريطاني الوهم والسراب والوعود للعرب؟، ويقوم الأمريكي بنفس الدور وكلاهما تنكر لهم بشكل عجيب وجفاء كبير”.
ومضى بالقول “القادة البريطانيون كانوا يقولون لمن وقف وتعاون معهم من العرب أنتم أغبياء ومشكلتكم كيف صدقتم وعودنا.. مشيرًا إلى أن الحركة الصهيونية اتجهت فعليًا ضمن مشروع آمنت به قوى الغرب في بريطانيا وأمريكا وأوروبا واتجهت لدعمه.
وذكر بأن المشروع الصهيوني يستهدف الأمة الإسلامية والعربية في أرضها وعرضها ودينها ودنياها وكل شيء.. موضحًا أن اليهود لا يمتلكون من اللحظة الأولى القدرة على تأمين الزخم البشري اللازم لانتشارهم في أنحاء واسعة من العالم العربي، وكانت البداية في فلسطين.
وأكد السيد القائد أن التوافد الصهيوني اليهودي أتى من مختلف أنحاء العالم إلى فلسطين برعاية بريطانية، ورغم ما تعرض له اليهود في البلدان الغربية وقبل أن يخترقوا المعتقدات التي رسخت المشروع الصهيوني في أوروبا اتجهوا بكل حقد وعداء ضد المسلمين.
وقال “من اتجهوا ضمن المشروع الصهيوني تحركوا في استهداف أمتنا كمعتقد ديني في إقامة ما يسمونه “إسرائيل الكبرى” ومن ثم السيطرة على المنطقة بكلها”.. موضحًا أن بريطانيا أقدمت على خطة احتلال فلسطين دون أن يكون هناك أي استفزاز أو تحرك معاد لها في معظم البلدان العربية إلا القليل النادر في مناطق لم يصلوا إليها.
ولفت إلى أن بعض الأنظمة العربية آنذاك ساهمت في العمل مع البريطاني على إيقاف الحركة الثورية الجهادية للشعب الفلسطيني في مراحل مهمة.. مشيرًا إلى أن المسلك الإجرامي للعدو الإسرائيلي كان منذ اليوم الأول، وآنذاك لم يكن لإيران أي علاقة بما يحدث بالمنطقة العربية.
وأضاف “من وفاء الثورة الإسلامية في إيران أنها تبنّت نصرة الشعب الفلسطيني كواجب إسلامي”.. مشيرًا إلى أن العوامل الأساسية التي مكنت من تحقيق وعد بلفور ومن نجاح البريطاني، هو الدفع الأمريكي منذ مرحلة مبكرة كما أكدت المصادر التاريخية.
وأوضح قائد الثورة أن وضعية الأمة ورعاية الغرب الكافر البريطاني مع الأمريكي هما من العوامل التي مكنت الأعداء من السيطرة على الأمة.. معتبرًا تشتيت شمل اليهود على مدى آلاف السنوات كان رحمة إلهية لما يشكلونه من خطورة كبيرة على المجتمع البشري.
وتابع “حالة ذلة اليهود كبّلتهم عن أن يتمكنوا من النفوذ والسيطرة، والحالة الاستثنائية تتعلق بتفريط الأمة الإسلامية والعرب في المقدمة، وتفريط الأمة في القيام بواجب المسؤولية المقدّس هبطت أخلاقيًا وفكريًا وثقافيًا واستمر هبوطها إلى أن وصلت في الحضيض”.
وأفاد السيد القائد بأن قوى كثيرة من أبناء الأمة أصبحت تمد يدها للبريطاني وفي مراحل مختلفة من التاريخ استندت إليهم في تحقيق نفوذ ومصالح وحسم الصراعات الداخلية.
وأردف قائلًا “عندما وصل حال الأمة إلى الحضيض جعلها في مقام المؤاخذة الإلهية ففقدت عزتها وقوتها ودورها بين الأمم”.. مؤكدًا أن الأمة الإسلامية أصبحت ساحة مفتوحة للطامعين من مختلف القوى الكافرة في بلدانها وثرواتها وموقعها الجغرافي ومنافذها البحرية المهمة.
وشدد على ضرورة أن تسعى الأمة بجد لتصحيح وضعيتها للخروج من دائرة المؤاخذة الإلهية والاتجاه إلى النهوض بالمسؤولية بإنابة صادقة إلى الله، وإذا اتجهت للنهوض بمسؤوليتها وأنابت إلى الله فحبل المؤاخذة والتسليط سينتهي عن هذه الأمة.
ومضى بالقول “عندما تقف الأمة على قدميها وتنهض بمسؤوليتها معتمدة على الله وتطهر ساحتها من الظلم والفساد فسيعطيها الله العون والتأييد في دورها العالمي”.. مبينًا أن الكثير من القوى الغربية سترى نفسها في موقف العاجز الفاشل الخاسر المستسلم إذا نهضت الأمة بمسؤوليتها وصححت من واقعها.
وأكد قائد الثورة أن حالة التخاذل والإعراض والتجاهل والتعامي عن كل الأحداث يمكن للأمة أن تتكبد معها الكثير من الخسائر.. مضيفًا “الاتجاه الواعي الذي يستجيب لله تعالى في إطار المسؤولية المقدّسة لهذه الأمة يحظى بتأييد الله”.
وأرجع الأعباء والصعوبات التي تواجه أحرار الأمة في هذه المرحلة لتحركهم من نقطة الصفر ولكن مع رعاية إلهية.. مؤكدًا أن اليهود لا يمتلكون المقومات الذاتية لأن يفرضوا لهم كيانا متماسكا قويا صامدا، ولذلك أتى بهم البريطاني وأتى من بعدهم الأمريكي.
وعدّ اعتراف الأمم المتحدة بالعدو الصهيوني كعضو كأي دولة أخرى من الشواهد الواضحة على أنها لا تقوم على أساس من العدل، ولأن العدو الإسرائيلي قائم على الاغتصاب والظلم والجرائم الفظيعة وقتل الأطفال والنساء، والتهجير القسري للملايين.
وبين السيد القائد أن كل المؤسسات الدولية التي تأسست من بعد القضية الفلسطينية وحتى اليوم لم تفعل شيئا لفلسطين بل خدمت العدو الإسرائيلي.. مشيرًا إلى أن العالم الغربي الذي ينظر إليه الكثير من أبناء الأمة على أنه عالم الحرية والحضارة والحقوق هو من أسند الظلم والباطل الإسرائيلي ضد الأمة.
ولفت إلى أن أمريكا تولّت الدعم والشراكة مع العدو الإسرائيلي إلى جانب بريطاني.. وقال “هناك عقيدة دينية وأطماع استعمارية وأحقاد في المشروع على أمتنا، ويعتبرون الفرصة مهيئة لهم ووضعية الأمة زادت من طمعهم”.
وذكر أن الرؤساء الأمريكيين يتعاقبون في خدمة العدو الإسرائيلي والمشروع الصهيوني، وبايدن كان يعلن للعرب أنه يؤمن بالمشروع الصهيوني الذي يستهدف أرضهم وعرضهم وبلادهم وأوطانهم وثرواتهم ومقدساتهم، بينما حرص ترمب على أن يقدم للعدو الإسرائيلي إنجازات معينة وتباهى بأنه فعل ما لم يفعله الرؤساء الأمريكيون من قبله.
وأضاف “ترمب قال إنه مستعد لإعطاء إسرائيل المزيد من الأراضي العربية وهو يقصد ما يقول، وهذه هي حقيقة الأمريكيين، فيما الزعماء العرب ممن يتسابقون للولاء والطاعة له، لا يحظون بأي قيمة عنده مهما فعلوا ومهما قدموا”.
وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن ترمب يرى في الدول العربية الغنية بقرة حلوب، ويرى في الفقراء أمة بائسة تعيسة ليس لها في حساباته إلا الموت والدمار، وعمل تحت عنوان “التطبيع” على تطويع بعض العرب ليكونوا خدامًا للعدو الإسرائيلي والمصالح الأمريكية، وجيّر بعض الأنظمة العربية بإمكانات شعوبها وبلدانها لخدمة الصهاينة.
وتابع “ترمب فشل في مشروع صفقة القرن رغم كل عنجهيته واستكباره واستهتاره وطغيانه، وسيفشل في هذه المرة أيضًا، مهما آثار من الفتن ومهما ألحق بأمتنا من النكبات نتيجة لعملائه والمتواطئين معه”.
وأكد قائد الثورة أن القضية الفلسطينية محمّية بالوعد الإلهي بزوال الكيان المؤقت، ومحمية بأولياء الله وعباده المجاهدين المخلصين المضحين في سبيل الله.
وقال “أمام أمتنا نموذج راقٍ وعظيم في الصمود والتماسك والاستبسال والروح الجهادية العظيمة وهم المجاهدون في قطاع غزة ولبنان”.. مشيرًا إلى أن جبهة حزب الله جاءت في مرحلة كان العدو الإسرائيلي يعول فيها على أنه أحكم السيطرة على لبنان عسكريًا وسياسيًا.
واعتبر حزب الله سندًا للشعب الفلسطيني، وتضحياته وجهاده أسهمت في خدمة الشعب الفلسطيني وفي عزّة لبنان وحريته وحمايته واستقلاله..مبينًا أنه ومنذ عملية “طوفان الأقصى” وقف حزب الله بِجِدّ وفاعلية ومصداقية وثبات عظيم وتأثير على العدو في جبهة جنوب لبنان.
وأضاف “العدو تصور أنه قد تمكن من إلحاق الهزيمة بحزب الله لكنه تفاجأ في العملية البرية وتعرّض لهزائم ميدانية وخسائر كبيرة.. وقال” في أربعينية شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله فقد خسرت كل الأمة الإسلامية باستشهاده، وهو من القادة التاريخيين النادرين”.
وأكد قائد الثورة أن السيد نصر الله أبقى للأمة مدرسة متكاملة يتخرج منها الأبطال والشجعان والمجاهدون في وجه العدو بكل بسالة وثبات وبصيرة وإيمان.. مضيفًا “حزب الله نفذ في أربعينية السيد نصر الله عملية قوية جدًا باتجاه يافا المحتلة والمغتصبات والمصانع الصهيونية، وهذا دليل الفاعلية والحضور”.
وتابع “العدو كان يتوقع أنه حسم المعركة مع حزب الله، وتفاجأ بحضور الحزب وتماسكه التام وعملياته الفاعلة والمؤثرة في إطار القيادة والسيطرة”..واصفًا كلمة الشيخ نعيم قاسم بالأمس بالقوية والمؤكدة على الثبات في الموقف والاستمرار في النهج.
وعرّج السيد القائد على عمليات المقاومة الإسلامية في العراق المستمّرة والفاعلة والمؤثرة رغم الضغوط السياسية والإعلامية الكبيرة لمحاولة إيقافها.. مبينًا أن الواقع بالنسبة للعدو الإسرائيلي صعب فعلا بالرغم من جرائمه الفظيعة جدا التي لا تمثل نصرا وإنجازا عسكريا.
وقال “واقع العدو الإسرائيلي مأزوم، وإقالة المجرم نتنياهو لشريكه في الإجرام والعدوان غالانت أتى في سياق أزمته ومشاكله الداخلية، وأزمة التجنيد في جيش العدو الإسرائيلي تأتي بعد تكبّده المئات من القتلى والآلاف من الجرحى وهو يحتاج إلى تعويض خسائره”.
وأضاف “رغم أن العدو الإسرائيلي حرّك قوته الاحتياطية إلى الحد الأقصى لكنه لا يزال بحاجة إلى المزيد من التجنيد، ويعيش كيان العدو أزمة داخلية ونتنياهو يتعهد بإعادة الأمن للصهاينة لأنهم في حالة خوف شامل، وفي حالة صعبة خاصة في الوضع الاقتصادي بالرغم من الدعم الأمريكي الذي يغطي 75 بالمائة من تكاليف العدوان والإجرام”.
وأفاد قائد الثورة بأن الوضع الاقتصادي للعدو منهك جدا ومأزوم، وتكلفة خسائره تقدر بـ 160 مليار دولار حتى اليوم.