قيادي حوثي للجزيرة نت: نتمتع بالجاهزية ولدينا خيارات لهزيمة الأميركيين
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
صنعاء– قلل قيادي بارز في جماعة (أنصار الله) الحوثيين من تأثير الضربات الأميركية البريطانية على مواقعهم العسكرية سواء في العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة ومحافظات أخرى.
ووصف الغارات الجوية والصاروخية، التي تدخل شهرها الثاني على محافظات في اليمن تقع تحت سيطرة الجماعة، بـ"الفاشلة". وأكد هذا القيادي الحوثي عدم خشيتهم من أي تحرك عسكري بري أميركي بريطاني للسيطرة على سواحل اليمن الواقعة على البحر الأحمر.
وفي حوار خاص مع الجزيرة نت، قال محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء إن "الحرب البرية هي ما يريده الشعب اليمني".
وأضاف متحديا "إذا أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى اليمن فستواجه تحديات أصعب من تلك التي واجهتها في أفغانستان وفيتنام، وشعبنا يتمتع بالمرونة والجاهزية، ولديه خيارات لهزيمة الأميركيين إستراتيجياً في المنطقة".
وأوضح محمد علي، وهو ابن عم عبد الملك بدر الدين الحوثي زعيم جماعة أنصار الله أن "رسالة عمليات القوات المسلحة اليمنية (في البحر الأحمر وخليج عدن) هي وقف التوحش الإسرائيلي وجريمة إبادة أهل غزة التي يستمر الأميركان في حمايتها ومساندتها والمشاركة فيها".
وفيما يلي نص المقابلة:
عناصر مسلحة من الحوثيين خلال عملية احتجاز سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي (الفرنسية) للشهر الثاني تتواصل الهجمات الأميركية البريطانية على الحديدة ومحافظات أخرى بينها العاصمة صنعاء. هل قوّضت هذه الضربات قدرات أنصار الله العسكرية خاصة الصاروخية؟ وماذا حققتم بالمقابل على صعيد مساندة المقاومة والفلسطينيين بقطاع غزة؟الهجمات الأميركية البريطانية على بلدنا، سواءً بالغارات الجوية أو بالصواريخ، فاشلة لم تحقق شيئاً. وقد أكد ذلك السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ـحفظه اللهـ في خطابه الأخير، حيث أكد أنها لم تؤثر على قدرات القوات المسلحة اليمنية ولم تحد من قدراتها الصاروخية.
بل بالعكس، فقد كان لها تأثير في تطوير قدراتها العسكرية، وهذا واضح ويلمسه الأميركيون والبريطانيون من خلال استمرار وتنويع عملياتها في البحر الأحمر أو البحر العربي (بحر العرب) وكذلك استمرار عملياتها الصاروخية التي تستهدف بها كيان العدو الإسرائيلي في مدينة أم الرشراش (إيلات) المحتلة.
وبالنسبة لما حققته القوات المسلحة اليمنية على صعيد مساندة المقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فعملياتها في البحر فعَّالة ومؤثرة بفضل الله تعالى.
واليوم تسود حالة يأس لدى العدو الإسرائيلي من إمكانية مرور سفنه أو السفن التي تتبعه في البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، وسبق أن اعترف بحدوث شلل في ميناء أم الرشراش، ووسائل إعلامه تتحدث باستمرار عن الخسائر الفادحة التي لحقت باقتصاده جرّاء هذه العمليات.
ونقف لنصرة الإخوة الفلسطينيين كواجب أخلاقي والتزام إيماني وشعور أخوي. ولموقفنا أثره الكبير على كل المستويات، بإمكانكم ـفي شبكة الجزيرةـ رصد وإحصاء هذا الأثر وإتاحته للجمهور العربي والإسلامي ولأحرار العالم كمادة إعلامية استقصائية هي من صميم عمل أي مؤسسة إعلامية محترفة.
أعلنتم عن تشييع 17 ضابطا في صنعاء، السبت، استشهدوا بالغارات الأميركية البريطانية. فكيف سيكون ردكم على ذلك؟هؤلاء الابطال من مجموعة الشهداء هم من الطليعة في هذه المعركة، وهم شهداء فازوا فوزا عظيما خلال أداء مهمة مقدسة وواجب عظيم، وسيحقق الله بدمائهم ـإن شاء سبحانه وتعالى ـ نتائج عظيمة ومهمة.
أمّا الجانب الأميركي فسيتحمل تبعات وعواقب هذا الاعتداء الوحشي الإجرامي الذي حتما ستكون وخيمة عليه. ونؤكد أن هذا الاعتداء الإجرامي لن يثني شعبنا بكافة فئاته وقواته المسلحة والأجهزة الرسمية عن مواصلة أداء هذه المهمة التضامنية مع الشعب الفلسطيني المظلوم كجهاد مقدس في سبيل الله. فالأميركي لن يزيدنا بما قام به من إجرام إلا إصرارا وعزما وتصميما على الثبات.
السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن، قال إن قرار تصنيف أنصار الله كـ "جماعة إرهابية عالمية" سيدخل حيز التنفيذ في 16 فبراير/شباط الجاري إذا لم توقفوا هجماتكم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. فما تعليقكم؟
ما يجب أن يفهمه الأميركي هو أننا نحمي الإنسانية بهذه العمليات، وأن رسالة عمليات القوات المسلحة اليمنية هي وقف التوحش الإسرائيلي وجريمة إبادة أهل غزة التي يستمر الأميركي في حمايتها ومساندتها والمشاركة فيها، فهو والكيان الغاصب الإسرائيلي من يستحقان التصنيف بالإرهاب.
ولقد استبق الأميركي التصنيف بقتلنا من أجل حماية سفن إسرائيل، وعَسْكَرَ البحر وأرهب الملاحة الدولية وأقلق السلم العالمي بعملياته العسكرية الإرهابية الهمجية المعلنة ضد الجمهورية اليمنية، التي حاول فيها فرض هيمنته بُغية دعم الإرهاب على غزة ليستمر الإسرائيلي في مواصلة المذابح بدون إزعاج.
فما عساه سيضيف تصنيف عدو يقاتل إلى جانب عدو ثَبَتَ حتى أمام محكمة لاهاي أنه يرتكب جريمة الإبادة ولم يستطع تفنيد أدلة ارتكابه لها في غزة؟ إن مَن يحمي المجرم لا يمكن أن يكون جندياً لحماية الأخلاق. كما أن تاريخ أميركا الدموي لا يمنحها حق تصنيف غيرها، كحال التاريخ البريطاني الاستعماري والسجل الإسرائيلي الحافلين بالإجرام والمجازر.
دول الاتحاد الأوروبي ستطلق في 19 فبراير/شباط الجاري مهمة عسكرية سمتها "أسبيدس" تشارك فيها بوارج وفرقاطات لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن بقيادة اليونان. كيف تنظرون لهذه المهمة؟ليس من مصلحة أي دولة أن ينطلي عليها التضليل والخداع الأميركي، فالهجمات البريطانية والأميركية الإرهابية الهمجية على بلدنا ليست سوى لحماية سفن المحتل الإسرائيلي. ولا حاجة أو مشروعية لعسكرة البحر الأحمر وإشعالِ حروب في المنطقة، فالنتائج ستكون عكسية، وستكون هذه الدولة ومثيلاتها شريكة لأميركا وبريطانيا في تهديد الملاحة البحرية الدولية والإضرار بها، وستتحمل النتائج معهما، وستكون الكلفة باهظة عليها.
وإن كان لدى أي دولة قلق على سفنها وملاحتها البحرية فيمكنها تبديده بالمزيد من التنسيق، بدلاً من التورط في حرب لا ناقة لها فيها ولا جَمل.
إننا لا نستهدف تلك السفن لمحدودية السلاح لدى الكيان الإسرائيلي وأميركا وبريطانيا، ولكن لما يقوم به من إبادة لأهل غزة ولدورهما في حماية واستمرار إجرامه هناك.
ولذا ننصح أي دولة بالحذر من أن تجرها أميركا إلى التورط في البحر الأحمر خدمةً للصهيونية، فهي ستدخل نفسها في مأزق ليست في حاجة إليه، إذ ستلحق بنفسها وباقتصادها أضرار كبيرة من دون نتيجة، وعليها أن تأخذ العبرة من تجربة الأميركي والبريطاني الفاشلة في هذا الإطار.
فإذا كانا قد فشلا ـبالرغم من ترسانتهما القوية وتقنياتهما المتطورة ـ في حماية سفنهما ومدمراتهما وبوارجهما فضلاً عن فشلهما في توفير الحماية للسفن الإسرائيلية، فلن تكون مشاركة دولٍ أخرى إلا مشاركةً في الفشل والهزيمة العسكرية والسياسية والأخلاقية، وزيادةً للتوتر وتهديد الملاحة في البحر الأحمر، ولم ولن تجدي نفعا.
نقول لدول الاتحاد الأوروبي إن الحل يكمن في الضغط لإيقاف العدوان وإنهاء الحصار على غزة، فهذا ما ينسجم مع المبادئ والقيم والأخلاق.
غارات تستهدف منطقة الكثيب في الحديدة غربي اليمن (الجزيرة) وماذا بشأن الخطوات التي يمكن أن تقدم عليها أنصار الله في حال تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وخاصة اجتياح رفح أو جرى توسيع الهجمات الأميركية البريطانية على اليمن؟مسارنا سيكون التصعيد كما أعلن السيد القائد في خطابه الأخير، فالاستمرار في الإجرام والعدوان في غزة وفي العدوان على شعبنا لن يكون له نتيجة لمصلحتهم. عملياتنا مستمرة وستستمر، ونحن واثقون بنصر الله. ولا جدوى للأميركي ولا للبريطاني من العدوان على بلدنا. المجدي فقط والحل هو دخول الغذاء والدواء إلى أهالي غزة ووقف جرائم الإبادة الجماعية هناك.
تردد بعض وسائل الإعلام أن هناك توجهات أميركية بريطانية بعملية برية تستهدف احتلال الشريط الساحلي لليمن على البحر الأحمر. كيف تنظرون لمثل هذه التوجهات؟الحرب البرية هي ما يريده الشعب اليمني، حيث سيواجِه أولئك الذين يتحملون مسؤولية معاناته طوال 9 سنوات. وكما قال السيد قائد الثورة، إذا أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى اليمن فستواجه تحديات أصعب من تلك التي واجهتها في أفغانستان وفيتنام، وشعبنا يتمتع بالمرونة والجاهزية، ولديه خيارات لهزيمة الأميركيين إستراتيجياً في المنطقة.
لقد نُصح الأميركي سابقاً بعدم الدخول في حربٍ بحرية مع اليمن، وحذّرناه من ذلك، وها هو العالم اليوم يرى فشله ويعرف أن ادعاءاته عن تحقيق تأثير هي مجرد أوهام.
وفي حال ارتكب حماقةً ـكما ذكرت بالإقدام على عدوانٍ بريـ فإنه سيغرق، وستكون عواقب الحماقة بإذن الله أعظم مما لحق به في أفغانستان أو فيتنام أو غيرها من حروبه العبثية. الأميركي قد خَبِرَ بَسالة الشعب اليمني، فاليمني بإذن الله يعلم كيف ينتقم من الأميركي والبريطاني الذين هم وراء إفقاره وحصاره وقتاله طوال 9 سنوات.
هناك اتهامات لأنصار الله بأنهم أحد أذرع إيران، وينفذون أجندة طهران من خلال إشعال البحر الأحمر أمام الملاحة الدولية؟هذه أسطوانة مشروخة تمت الإجابة عليها في حوارات ومقابلات سابقة مع أغلب وسائل الإعلام، ويكفي أن العدو الأميركي هو من يُروج لها مع مَن يحركهم فقط.
هل أحداث البحر الأحمر والهجمات الأميركية البريطانية قضت على جهود التسوية بين أنصار الله والحكومة اليمنية التي تقود جهودها السعودية، خاصة خارطة الطريق التي كان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ تحدث عنها مؤخرا؟
يُسأل عن هذا مَن أعلن عنها. إلا أننا ننصح بأن التلكؤ في التنفيذ لا يفيد وقد يثمر نتائج عسكرية، سيكونون الأخسرين فيها.
مع الهجمات الأميركية البريطانية خرجت دعوات من بعض النشطاء للاصطفاف الوطني باليمن لمواجهة مخاطر تداعيات تطورات هذه الأحداث.. هل لديكم تصورات بهذا الشأن؟الاصطفاف الوطني شيء إيجابي نرحب به في إطار المصلحة العامة، وقد شكّلنا لجاناً للمصالحة اليمنية تعمل باستمرار على ذلك، كما أن الثقافة القرآنية الإيمانية تدعونا للتوحد لإعلاء كلمة الله والجهاد في سبيل الله، والثقافة الشعبية تدعونا للتوحد أيضا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: اليمن الأمیرکیة البریطانیة على القوات المسلحة الیمنیة فی البحر الأحمر أنصار الله
إقرأ أيضاً:
فرص السلام في اليمن بعد وقف إطلاق النار بغزة.. ما خيارات المملكة السعودية؟
يمانيون/ تقارير
تتسارع الأحداث بوتيرة عالية في ظل متغيرات على مستوى العالم والمنطقة.
وخلال الأيام الماضية تعامل العالم مع حدثين مهمين: الأول، هو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتوقف حرب الإبادة الصهيونية التي استمرت على مدى 15 شهراً، والثاني، هو تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وطي صفحة المجرم بايدن، الذي سخر هو وحكومته كل جهودهم لمساندة “إسرائيل” والشراكة مع الكيان في تدمير القطاع، وتوسيع الحرب في مناطق متفرقة من المنطقة.
منطقياً، يفترض أن المملكة العربية السعودية قد استوعبت الدرس جيداً من تجربة اليمن في مساندة غزة، فاليمنيين الذين ظلوا طيلة الأشهر الماضية في حالة استنفار تام نصرة لغزة، على كافة المستويات السياسية، والشعبية، والعسكرية، وفرضوا حصاراً خانقاً على الكيان، وانتصروا في معركة البحار على ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، لن يفضلوا الصمت أمام الحصار المفروض عليهم من قبل السعودية وتحالفها المشين.
لا يعني أن صنعاء التي انشغلت في معركة إسناد غزة تتجاهل المماطلة السعودية وعدم جنوحها للسلام، ولكن القيادة الثورية والسياسية حريصة على إقامة الحجة، وإتاحة الفرصة أمام الرياض للمبادرة والتوقيع على خارطة الطريق، لكن ما حدث هو العكس تماماً، فالرياض تستمر في سلوكها المتواطئ والمتجاهل لمسار السلام في اليمن، بل تلجأ إلى تقديم الدعم على كافة مستوياته للإضرار بأمن اليمن وسلامته، مثلما ظهر جلياً في شبكة التجسس السعودية البريطانية التي تم القبض عليها مؤخراً.
محاولات خجولة لتحريك عجلة السلام
وتواصل القيادة السياسية حث العدو السعودي على استيعاب الدروس من الأحداث الماضية، والكف عن ارتكاب أية حماقة جديدة في اليمن، لأنها لن تكون في صالحها على الإطلاق.
هنا نستحضر تصريحاً لعضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي قبل أيام حين قال: “نقول للسعودية قراءاتكم خاطئة في السابق وأي عدوان جديد على اليمن سيلحق باقتصادكم خسائر كبيرة”، لافتاً إلى أن من يريد أن يعتدي على اليمن لن يستطيع هزيمة هذا الشعب الذي أصبح لديه صواريخ عالية الدقة والإصابة، مؤكداً على وجوب الشكر لله تعالى على ما وصل إليه اليمنيون من دعم ومساندة لغزة”.
يأتي هذا التصريح في ظل الجفاء لتحريك عجلة السلام في اليمن، باستثناء بعض المحاولات الخجولة من قبل المبعوث الأممي الذي زار صنعاء مؤخراً حاملاً المزيد من رسائل التهديد والوعيد، بدلاً من فتح الأبواب نحو السلام العادل والمشرف، وهو ما أثار غضب صنعاء، ورفضت القيادة أن تلتقي به، وغادر الرجل بخفي حنين خالي الوفاض.
كان المبعوث الأممي يحاول الربط بين السلام في اليمن والعمليات اليمنية المساندة لغزة، لكنه وجد كل الأبواب مؤصدة أمامه، فصنعاء لا تساوم في قضاياها العادلة والثابتة، وإسناد غزة لا يخضع لأية معايير أو حسابات سياسية، وإنما ينطلق من مبادئ إيمانية وأخلاقية وإنسانية ثابتة لا تتغير أو تتبدل.
غضب صنعاء قد ينفد
من بعد معركة “طوفان الأقصى” كان واضحاً أن الإدارة الأمريكية هي التي أوعزت للنظام السعودي بإيقاف المضي في خارطة الطريق، وقد أعلنت واشنطن أنه لا سلام ولا مرتبات في اليمن إلا بإنهاء العمليات اليمنية المساندة لغزة، وكان هذا أحد أشكال العقاب لصنعاء على موقفها الإنساني والأخلاقي والديني الداعم والمساند لغزة”، لكن الآن وقد تم وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما الذي يعيق المبعوث الأممي من التحرك من جديد، وإقناع المملكة بالجنوح نحو السلام، وعدم المماطلة والتلكؤ، وما الذي يجعل السعودية تختار هذا السلوك الذي سيغضب اليمن، ويعجل باستئناف قرع طبول الحرب.
في الجوانب الإنسانية، لا تزال اليمن تعاني بالفعل من الحماقة السعودية، فالحصار لا يزال قائماً على مطار صنعاء الدولي، ولا يسمح سوى برحلات مجدولة متفق عليها مسبقاً من قبل السعودية من وإلى الأردن، وهذا انتهاك واضح لسيادة اليمن، وتدخل سافر، ولا يحق للرياض المضي بهذه السياسة المزعجة.
أيضاً، ليس هناك أي بوادر من قبل السعودية لدفع رواتب موظفي الدولة، الذين يعانون الأمرين منذ 10 سنوات، فالثروات النفطية والغازية اليمنية منهوبة من قبل الرياض، وهي المتحكم في المسار الاقتصادي اليمني، كما أن تعويضات الحرب لا تزال طي النسيان، والأهم من ذلك، أن ملف الأٍسرى لا يزال عالقاً، ولا يزال الآلاف من المجاهدين يعانون ويلات التعذيب والهوان في سجون المرتزقة والعملاء سواء في مأرب أو عدن وغيرها.
لم يتبق سوى 3 أشهر فقط على انتهاء العام الثالث من اتفاق خفض التصعيد، والذي لم يتحقق منه إلا وقف الغارات السعودية الإماراتية على بلدنا، مقابل إيقاف صنعاء للعمليات العسكرية على البلدين، لكن الأذى السعودي الإماراتي لم يتوقف، فالمحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية لا تزال محتلة، ولا تزال أبو ظبي والرياض تتحكمان بالمرتزقة، ويحركونهم كالدمى وبيادق الشطرنج، ما يعني أن المخاطر على اليمن مرتفعة، ومؤشرات السلم متدنية، وبالتالي فإن صمت الشعب اليمني لن يطول، وإذا ما اندلعت شرارة الحرب من جديد، فإن السعودية والإمارات لن تكونا في مأمن من غضب اليمنيين وسطوتهم.
نقلا عن موقع أنصار الله