نقص المعلمين والمناهج أهم الأسباب.. إمبراطورية الدروس الخصوصية تلاحق الأسر المصرية
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
تزامنًا مع بداية الفصل الدراسي الثاني، تواجه أولياء الأمور والطلاب أزمة تتضخم مع الوقت وهي الدروس الخصوصية.
والتي باتت تمثل عائقًا كبيرًا على كاهل أولياء الأمور، وبالذات في ظل أزمة ارتفاع الأسعار التي تعانى منها الأسر المصرية حاليًا، والذي يستغلها العديد من المعلمين لزيادة أسعار الدروس الخصوصية.
وتحدث الخبير التربوي، الدكتور محمد عبد العزيز، عن أزمة الدروس الخصوصية التي يعاني منها أولياء الأمور، وحل هذه الأزمة، وأوضح أنه لمحاربة الدروس الخصوصية، يجب البحث أولاً في أسبابها، والتي تنقسم إلى شقين، الشق الأول، والذي يتمثل في عدم تأدية المدرسة لدورها الأساسي المنوط به، والذي يترتب عليه لجوء أولياء الأمور، والطلاب للدروس الخصوصية، وهذا الأمر في غاية الأهمية، وإذا تمت معالجة هذه المشكلة سنكون وجدنا حل لنصف الأزمة.
وبالنسبة للشق الثاني من مشكلة الدروس الخصوصية، وهي مشكلة المناهج، وهنا نطرح سؤالاً وهو: «لماذا يلجأ الطالب، أو التلميذ للدروس الخصوصية؟»، والإجابة هي: «عندما يكون الطالب متعثرًا عليه فهم المادة أو المنهج بشكل أعم»، مشيرًا إلى أن هناك اختلافًا في مستويات الفهم والمستويات العقلية بين الطلاب، فهناك فرق بين الطالب المجتهد الذي يملك القدرة على فهم المناهج المدرسة له، وغير محتاج لدروس خصوصية، وبين الطالب الذي تواجهه مشكلة في فهم المنهج، والمواد العملية المقررة عليه.
وأكد عبد العزيز أنه يجب النظر في مسألة المناهج، والبحث عن العقبات، والعمل على معالجة، وحل هذه المشاكل.
وأضاف عبد العزيز، أنه من الممكن أن تكون هذه التحديات متمثلة في: «صعوبة المنهج على الطلاب، أم عدم توافق المنهج، وما يحمله من معلومات مع المرحلة العمرية التي يدرس لها هذا المنهج.
كل هذه الأمور يجب أن يتم البحث بها، وإيجاد حل لها، وإذا تم بحثها جيدًا، والعثور على حلها لها، نكون وضعنا حلاًّ جذريًّا لهذه المشكلة.
وبالنسبة لأولياء الأمور، وجه الدكتور محمد عبد العزيز عدة تعليمات، وتوجيهات لأولياء الأمور، وهي: عدم الثقل على الأبناء، وإذا وجد ولي الأمر غير القادر على توفير دروس خصوصية لطفله، ووجد طفله متعثرًا في فهم المنهج في ظل الظروف الراهنة، هناك أكثر من حل يمكن تقديمه للطفل، وهو القنوات التعليمية التي يتم بثها عبر التليفزيون، والتي تضم مجموعة من أفضل المعلمين التي تم استيفاؤهم بعناية.
بالإضافة إلى القنوات التعليمية على منصات التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب، ولكن يجب انتقاء هذه القنوات بعناية، لأن البعض منها يبث المعلومات الخاطئة للطلاب، فيجب تحري الدقة عند اختيار هذه القنوات، ولذلك الأفضل هو اللجوء إلى القنوات التعليمية الرسمية.
وأضاف عبد العزيز أن مشكلة نقص المدرسين التي تعاني منها بعض المدارس، لها دور في أزمة الدروس الخصوصية، موضحًا أننا نعاني أزمة كبيرة بسبب نقص عدد المعلمين في المدارس، والعجز الموجود في هذه المدارس يؤثر بلا شك على أداء المعلم، حتى إذا كان لديه كفاءة عالية وأداء متميز، حيث تقوم المدارس التي تعاني من نقص معلمين تقوم بتحميل المعلمين الموجودين لديها فوق عاتقهم، حيث تسند إليهم عددًا من الحصص إضافية لتكون قادرة على تغطية الفجوة الموجودة بها نوعًا ما.
بالتالي يتم استنزاف المعلم بشكل كلي طوال اليوم، ليكون غير قادر على توصيل المعلومة بالشكل الكافي، والطريقة الصحيحة للطالب، فينتج من هذا أن الطالب غير متفهم للمنهج فيلجأ إلى أخذ درس خصوصي في هذه المادة، ليفهم المعلومة بشكل صحيح وسهل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المدارس الدروس الخصوصية نقص المعلمين الدروس الخصوصیة أولیاء الأمور عبد العزیز
إقرأ أيضاً:
لماذا تتأخر العلاوة الشهرية؟
«العلاوة الشهرية التي نستلمها، أشبه ما تكون براتبٍ مُصغر، نقسمه بدقة، بين سكن ومواصلات وطعام ومستلزمات جامعية واحتياجات شخصية. هذه العلاوة خففت من قلق العائلة علينا، فهي تدخلُ فـي صلب حياتنا اليومية، لكن أي تأخير فـي صرفها، يُحدثُ خللًا عارمًا فـي توازنات المعادلة»!
هذا ما قالته لي إحدى الطالبات الجامعيات من اللاتي يحصلن على علاوة شهرية هذا العام، إلا أنّها كغيرها تكابدُ مشقة عدم وجود تاريخ محدد ودقيق لاستلامها، الأمر الذي دفعني للتحدث مع عدد من مستحقي العلاوة، فأشاروا بوضوح إلى تأخرٍ يُقدر أحيانا بأسابيع وأحيانًا أخرى بأشهر! وإن كانت تُسدد لهم العلاوة لاحقا بأثر رجعي، إلا أنّ تأخرها يوجد حالة من الفوضى والارتباك، لا سيما أنّها تدخلُ فـي صميم حياتهم، وليست لأغراض ترفـيهية!
ورغم أنّ هذا المخصص الشهري بمثابة كنز يتوزعُ فـي أوردة عديدة، فإنّ المُعضلة التي تؤرّقهم جميعا هي عدم وجود تاريخ ثابت لنزولها فـي حساباتهم، الأمر الذي يتركُ ظلالا سلبية على مستواهم الدراسي، وذلك بسبب القلق الذي يتكبدونه، فبعض مؤجري السكنات ووسائل المواصلات لا يتقبلون تأخر سداد المبالغ المترتبة على الطلبة، الأمر الذي يدفع بعض الأسر لأن تتحمل ظروفا قاسية فـي سبيل ألا يُعرض أبناؤها إلى شعور من هذا النوع، وقد يتوقف الطالب عن الذهاب إلى الجامعة، وفـي أسوأ الظروف قد ينسحب!
علينا أن نضع فـي الحسبان أنّ هذه «العلاوة» صُرفت لأبناء الأسر المتعثرة أصلا، تلك المُثقلة بإطعام بقية الأفواه فـي البيت وسداد التزاماتها الأساسية، فكيف تضطر إلى مواجهة كابوس من هذا النوع مجددا؟
أخبرتني الفتاة ذاتها أنّها تتنازل عن شراء بعض الأشياء رأفة بعائلتها، كالتضحية ببعض وجبات الطعام، والتعثر فـي إتمام بعض المشروعات الجامعية، ويلجأ البعض آخر إلى تقليص النفقات عبر تأجيل عودتهم إلى قراهم البعيدة!
إنّها المرة الثالثة للسنة الثالثة على التوالي التي أتحدث فـيها عن موضوع «العلاوة»، وفـي كل مرّة تختلفُ تفاصيل القصّة على نحو ما، ففـي سبتمبر ٢٠٢٣م، كتبتُ مقالا بعنوان «البعثات الداخلية والانسحاب!»، تناولتُ فـيه: قصّة الذين حصلوا على مقاعدهم التعليمية بعد تنافسٍ مُضنٍ تحت بند «البعثات الداخلية»، وهم -على كثرتهم- لا يحصلون على «علاوة» تُعينهم على الحياة كما هو حال طلبة البعثات الخارجية، لا سيما القادمين من أماكن بعيدة عن المراكز التعليمية، الأمر الذي يجعل عديد الأسر تفكر ألف مرّة قبل إرسال أبنائها للدراسة!
بعدها بعام واحد، تحديدا فـي سبتمبر ٢٠٢٤ م، كتبتُ مقالا آخر بعنوان «المخصصات الشهرية واستيفاء الشروط!»، تحدثتُ فـيه عن المفاجأة السارة المتمثلة فـي منح الطلبة مخصصات شهرية، كبارقة أمل جديدة تُسعفُ المضطر فـي بؤس عيشه لكيلا يتخلى عن مقعده، وهي لفتة لا يمكن تجاهل الأثر الذي ستتركه فـي المتعلم والتعليم على حد سواء، إلا أنّ البهجة والمسرات ضمرت عندما رُبطت بمستوى دخل الأسرة وعدد أفرادها والمسافة بين البيت والمؤسسة التعليمية، إذ بقدر النفع الذي عاد على عدد من الأسر المتهالكة أوضاعها، فقد حُرم آخرون ممن يرزحون تحت أثقال رفع الدعم وكلفة الضرائب وغلاء المعيشة، وذلك لعدم استيفائهم لتلك الشروط!
ويبدو أنّ القصّة لم تنتهِ عند هذا الحد، فالفئة الفائزة بالعلاوة -بعد فرز كثير- تُعاني من تذبذب صرفها من شهر لآخر، الأمر الذي يُورثُ شعورا مُعقدا بأنّ الحق الأصيل والمستحق يغدو بطرفة عين أشبه ما يكون بهبة أو أعطية!
وكما يبدو ظاهريا، فالأمر عائد لتغير بيانات الطلبة بتغير ظروف الأسرة، مما يجعل هذه القوائم متأرجحة على الدوام بين زيادة ونقصان!
على الحكومة أن تفكر مجددا فـي منح العلاوة بانتظام، لكل طالب مستحق لمقعد سواء أكان ضمن بعثة داخلية أو أكان ضمن بعثة خارجية، قياسا بمنفعة كبار السن التي لم تؤطر بشروط صارمة، لا سيما مع تخلخل تعريفنا لمن هو «المحتاج» فـي ظل الأزمات المالية وهشاشة الطبقة الوسطى التي تُكابد ويلات الحياة المعاصرة، وذلك لحماية طلابنا من القلق الذي يحوم حول مستقبلهم التعليمي، فالاتكاء على شعب متعلم يستثمرُ فـي موارده البشرية بسخاء، أكثر أهمية من اجتثاث حشائش الجهل السامة من تربتنا الخصبة.
هدى حمد كاتبة عُمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى