الزيادة تجاوزت 100% في سنة.. شعبة العطارة: أسعار التوابل في الأسواق «نار»
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
لا تزال أسعار العطارة في تزايد مستمر وبشكل لافت في فوضى غير مسبوقة، حيث دقت زيادة الأسعار ناقوسَ الخطر على المواطنين البسطاء ومحدودي الدخل مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك.
سوق العطارة انتابته حالة من الغضب الشديد لما شهدته البهارات من ارتفاعات لا مثيل لها في الآونة الأخيرة، وهو ما أثار الذعر والقلق لدى الناس.
وفي أعقاب ذلك تساءل العديد من المواطنين عن السبب وراء زيادة أسعار العطارة في الأسواق بالتزامن مع خفض أسعار الدولار في السوق الموازي خلال الفترة الماضية.. فهل السبب قلة المعروض مع زيادة الطلب؟ أم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم أجمع بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والهجمات الحوثية على السفن التي تمر بالبحر الأحمر؟ أم السر يرجع إلى جشع التجار؟
وللإجابة على هذه التساؤلات تواصلتِ «الأسبوع» مع محمد رجب العطار (سكرتير شعبة تجار العطارة بالغرفة التجارية بالقاهرة) ومجدي توفيق (نائب رئيس شعبة العطارة الأسبق)، إلى جانب عدد من التجار للوقوف على أسباب تلك الارتفاعات في الأسعار بسوق التوابل وأيضًا لمعرفة الحلول المقترحة لحل تلك الأزمة.
قال محمد رجب العطار إن ارتفاع الأسعار سببه نقص المحاصيل الزراعية في الخارج، مما أدى إلى زيادة أسعارها، يأتي هذا بالتزامن مع زيادة الجمارك والدولار.. مشيرًا إلى أن هذه الزيادة لم تحدث نتيجة زيادة العملة فقط ولكن الزيادة كانت في الخارج أولًا.
وأضاف «العطار»: هناك أصناف من العطارة قلَّ المعروض منها في الأسواق نتيجة العوامل السالف ذكرها مما أدى إلى زيادة سعرها مع زيادة الطلب وأيضًا لزيادة الأسعار عالميًّا.. إلا أن السعر محليًّا فاق معدل الزيادة الذي زادت به في الخارج.
وواصل سكرتير شعبة تجار العطارة بالغرفة التجارية بالقاهرة: نستورد جميع الأنواع من الخارج، فنحن لا نمتلك سوى القليل من «اليانسون والكمون والكركديه» بنسبة لا تتخطى الـ30%، وتحديدًا بنسبة تتراوح من 20-29%، لذا نقوم باستيراد باقي الكمية وباقي أصناف التوابل من الخارج لتلبية احتياجاتنا ومستلزماتنا.
وبالحديث عن نسب زيادة أسعار العطارة مقارنة بالثلاثة أشهر الماضية، قال «العطار» إنها تصل إلى 70% أو أكثر.
وعن توقعاته للأسعار الفترة المقبلة أكد أن بعض المحاصيل من المتوقع أن تشهد انخفاضات.. مشيرًا إلى أن محصول الفلفل يتم حصده في شهر مارس، وبالتالي فمن المرجح أن يتراجع سعره خلال شهر أبريل المقبل.
وتابع سكرتير شعبة تجار العطارة بالغرفة التجارية بالقاهرة: بالنسبة لمحصول الكمون الذي يتم استيراده من بلدان «الهند أو سوريا» فلا أتوقع أن ينخفض سعره، ويرجع السبب إلى أن محصول الكمون في الخارج قليل ومحصولنا لا يكفي لسد الاحتياجات.. أما باقي الأصناف فمن المتوقع أن تستقر أسعارها.
وبسؤاله عن الحلول المقترحة لحل أزمة غلاء الأسعار، نوه محمد العطار بأن الحل هو تشجيع المزارعين من خلال توفير هامش ربح أفضل لهم من المحاصيل الزراعية حتى لا نضطر إلى الاستيراد من الخارج.
ولفت إلى أن المستهلك لن يشعر بوجود أي نقص في أصناف العطارة، ولكن التجار الكبار هم فقط مَن يشعرون بهذه الأزمة لأنهم يحرصون على توفيرها ولكن بسعر باهظ.
وتحدث «العطار» عن أسعار العطارة في الأسواق بالوقت الجاري، حيث تراوح سعر كيلو الكمون ما بين 480-600 جنيه.. فيما جاء سعر الفلفل الأسود ما بين 400 و500 جنيه للكيلو.. أما بالنسبة لليانسون فتفاوت سعره من 140 حتى 180 جنيهًا للكيلو.
وأنهى العطار حديثه قائلًا: «الزيادة الحاصلة في سعر الكمون مبالَغ فيها وليست طبيعية، لأنه سابقًا كان يتم تسعير الفلفل ثم يتم تسعير الكمون عليه، ولكن الآن أصبح يحدث العكس، حيث إن الكمون أصبح أغلى من الفلفل».. مستنكرًا هذا الأمر ومعتبرًا إياه «وضعًا غيرَ طبيعي».
ومن جانبه، قال مجدي توفيق (نائب رئيس شعبة العطارة الأسبق) إن أسعار العطارة في الفترة الحالية مرتفعة بشكل مبالَغ فيها، سواء البلدي أو المصري أو المستورد منها.. مشيرًا إلى أن نسب الزيادة مرعبة مقارنة بالعام الماضي، ويمكن القول إن نسبة الزيادة تجاوزت الـ100%.
وأوضح «توفيق» أن السبب في زيادة الأسعار هو قلة المعروض من السلع، حيث إننا كنا نعتمد بشكل كبير على الاستيراد وعلى سبيل المثال الإنتاج المحلي من الكمون لا يكفي احتياجاتنا وبالتالي نعتمد على استيراده من الخارج من «الهند وسوريا».. مشيرًا إلى أن الهند أصبح لا يوجد لديها كمية كافية من الكمون لتصديرها، بينما سوريا لديها الكمون بسعر مرتفع جدًّا.
وأضاف نائب رئيس شعبة العطارة الأسبق أن الكُسبرة واليانسون أسعارهما في زيادة أيضًا.. مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي يكمن في الاستيراد، لأن ما يتحكم بالأسواق هو عملية العرض والطلب.. مضيفًا أن محصول الفلفل الأسود غير موجود في مصر ونعتمد على استيراده من الدول التي تقوم بزراعته مثل: «البرازيل وفيتنام وسنغافوره».
وحول توقعاته للأسعار الفترة المقبلة قال «توفيق» إن بعض المحاصيل من المفترض أن تصبح متوفرة مثل الكمون البلدي وسيبدأ موسمه في شهر أبريل ما سيسهم في خفض أسعار الكمون قريبًا.
وبدوره قال محمود عبد الرازق (صاحب أحد محال العطارة) إن زيادة أسعار التوابل سببها الأحداث الأخيرة في البحر الأحمر «الهجمات الحوثية ردًّا على العدوان الإسرائيلي»، ما أدى إلى ارتفاع تكلفة النقل بالسفن بالإضافة إلى قلة استيراد المحاصيل لنقصها في دول العالم، فضلًا عن أن نسبة زراعة المحاصيل في مصر لا تغطي الاحتياجات بنسب كبيرة.
وعن نسب ارتفاع أسعار العطارة مقارنة بآخر 3 أشهر، أشار عبد الرازق إلى أن الزيادة كبيرة بشكل مبالَغ فيها بنسب تتراوح ما بين 30-50% تقريبًا.. لافتًا إلى أنه يتوقع استمرار زيادة الأسعار في الفترة القادمة وخاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، الذي يكثر فيه الإقبال والطلب على الأسواق.
وتابع: الربح تآكل بسبب زيادة الأسعار بشكل يومي.. مشيرًا إلى أن هناك مصاريف لابد من تغطيتها شهريًّا خارج مستلزمات المحل مثل «دفع مرتبات عماله، فواتير كهرباء، إيجار المحل».
وأردف «عبد الرازق» أن الحل في مشكلة زيادة الأسعار يتمثل في عدة عوامل، منها: التشجيع على الإنتاج المحلي من المحاصيل لتوفير اكتفاء ذاتي، وأيضًا زيادة الاستيراد من الخارج، بالإضافة إلى وجود آلية للتعاون مع الدول المصدِّرة.
وبسؤاله عن أسعار بعض السلع قبل دخول شهر رمضان أوضح أن الحبهان بلغت قيمته 1600 جنيه للكيلو، بينما وصل سعر كيلو القرنفل إلى 1200 جنيه، أما سعر الكُسبرة الناعمة فقد وصل إلى 120 جنيهًا للكيلو.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: العطارة زیادة الأسعار مشیر ا إلى أن زیادة أسعار فی الأسواق فی الخارج من الخارج
إقرأ أيضاً:
أسعار الخضروات والفاكهة اليوم الجمعة بأسواق الفيوم
شهدت أسواق الخضروات والفاكهة بمحافظة الفيوم، اليوم الجمعة الموافق 17 يناير، إرتفاع أسعار بعض الأصناف وانخفاض أسعار الطماطم وبعض الخضروات بأسواق الجملة والقطاعي.
وكانت الأسواق الرئيسية قد شهدت ارتفاع أسعار الليمون مع إنخفاضا بأسعار الطماطم والبطاطس، مساء أمس الخميس بسوق الفيوم العمومي لبيع الخضروات والفاكهة بالجملة.
ارتفاع أسعار الليمون والفلفل واستمرار انخفاض الطماطم بالفيوموتباينت الأسعار في عدد من الأسواق الأسبوعية بالقرى والمراكز، ورصدت الوفد ذلك اليوم بسوق الجمعة العمومي بالفيوم، وسوق الجمعة الأسبوعي بعدد من السويقات بقرى ومراكز المحافظة، والتي شهدت توافر المعروض من الفاكهة والخضروات بكافة أنواعها، نظرا لتوافر كافة الأصناف بالمناطق الزراعية المحيطة بالأسواق والقريبة منها، والتي تساعد في توفير عوامل نقل الخضروات والفاكهة إلى الأسواق.
وشهدت الأسعار في أسواق الخضروات إنخفاضا في أسعار بعض الأصناف، حيث بلغ كيلو الطماطم 5 جنيهات والبطاطس 10 جنيهات، بينما ارتفع سعر كيلو الليمون ليصل 60 جنيها، وبلغ سعر كيلو البصل الأحمر 20 جنيها والأصفر 17 جنيها، و20 جنيها للخيار و15 جنيها للكوسة، و25 جنيها للفلفل الألوان، و10 جنيهات للباذنجان الأسود و15 جنيها للباذنجان الأبيض، و25 جنيها لكيلو الفلفل الأخضر و20 جنيها للفلفل الأحمر، و20 جنيها للفلفل الرومي و6 جنيهات للجزر، وربطة الشبت والبقدونس والبصل الأخضر بمبلغ جنيهان، وتراوحت أسعار الكرنب من 25 إلى 40 جنيها حسب الحجم، والكرنب الأحمر 10 جنيهات، والكابوتشا والخس 6 جنيهات.
وفي أسواق الفاكهة شهدت الأسواق إستقرارا في الأسعار، حيث تراوحت أسعار البرتقال بأنواعه من 10 الى 15 جنيها، بينما بلغ سعر كيلو الموز 20 جنيها، كيلو التفاح البلدي ب35 جنيها والتفاح الأحمر والأصفر مبلغ 45 جنيها، وتراوح سعر كيلو التفاح المستورد من 45 إلى 65 جنيها، و20 جنيها للتين الرمادي والفراولة، و20 جنيها لكيلو الجوافة، و30 جنيها للتأكد.
وفي سياق آخر شهدت الأسواق عدد من الحملات الرقابية لمتابعة الأسواق وضبط الأسعار، والتأكد من توافر كل السلع الأساسية للمواطنين، ومنع احتكار وتخزين السلع الغذائية ومنها مخازن البصل والثوم والأرز، وتمكنت الحملات من ضبط كميات كبيرة تم تخزينها لدى التجار لبيعها بأسعار مرتفعة، والتى تمت مصادرتها وتسليمها إلى مديرية التموين والتجارة الداخلية.