هل يفكر الديمقراطيون الأمريكيون في بديل لـ بايدن بعد «زلات لسانه»؟
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
مخاوف في الشارع الأمريكي بشأن لياقة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذهنية، وذلك بعدما أثار تقرير صحفي تساؤلات حول ذاكرته، مما دفع الديمقراطيون للتفكير في الأمر، لكن في الوقت ذاته التفوا حول «بايدن» بحسب ما كشفته شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، والتي أشارت إلى أنه على الرغم من قلق الديمقراطيين، فمن شبه المؤكد أن الرئيس سيكون مرشح الحزب الديمقراطي طالما أراد ذلك.
وعلى الرغم من تمسك الحزب بـ«بايدن» إلا أن وصفه بـ«رجل مسن حسن النية وذي ذاكرة ضعيفة»، قد دفع بعمر الرئيس الأمريكي ولياقته العقلية إلى المناقشة العامة، وحال أراد الحزب الديمقراطي استبداله فسيكون الأمر صعبا وليس بسهل.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن «بايدن» سيطر على كل الانتخابات التمهيدية التي تنافس فيها حتى الآن، ولم يطالب أي ديمقراطي بارز «بايدن» بالتنحي ولا توجد تحفظات جدية معروفة حول هذا الموضوع؛ إذ قال دانييل ويسيل، المتحدث باسم حملة بايدن: «الحزب الديمقراطي متحد في دعم الرئيس بايدن، الذي سيكون مرشح حزبه هذا الخريف وسيجعل دونالد ترامب خاسرًا للمرة الثانية في نوفمبر المقبل».
وفي العصر الحديث، لم يحاول أي حزب أمريكي استبدال مرشحه بطريقة عدائية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه يعلم احتمالية الفشل؛ فقد طرحت هذه القضية في عام 2016، حيث حاول بعض القادة الجمهوريين البارزين للدعوة إلى التخلص من دونالد ترامب، عام 2016، لكن رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري آنذاك رينس بريبوس قال: « لا توجد مثل هذه الآليات».
ولا يوجد دليل على أن الحزب سيفكر في التغيير دون موافقة «بايدن»، ولكن حتى لو فعلوا ذلك، فلا توجد آلية للحزب الوطني ليحل محل مرشح ديمقراطي، وبالتأكيد لا توجد وسيلة لهم لتعيين خليفة؛ فإذا فقدت قطاعات كبيرة من الحزب الديمقراطي الثقة في بايدن، فمن الممكن نظريًا أن ينشق المندوبون إلى المؤتمر الوطني بشكل جماعي.
ويتضمن ميثاق الحزب الديمقراطي أحكامًا لاستبدال المرشح الخاص بهم في حالة وجود منصب شاغر، ويهدف هذا الإجراء إلى استخدامه في حالة الوفاة أو الاستقالة أو العجز، وليس ليحل محل شخص ليس لديه الرغبة في التنحي.
من جانبه، قال بايدن إنه سيبقى في السباق وليس هناك ما يشير إلى خلاف ذلك، لكن السيناريو الوحيد المعقول للديمقراطيين للحصول على مرشح جديد هو أن يقرر بايدن الانسحاب، ويمكنه أن يفعل ذلك أثناء قضاء ما تبقى من فترة ولايته في البيت الأبيض، كما فعل ليندون جونسون في عام 1968.
وحال انسحب بايدن من الآن وحتى أغسطس، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى خلق فرصة للجميع في المؤتمر الوطني الديمقراطي داخل شيكاغو في أغسطس، اعتمادا على ما يتضمنه ميثاق اللجنة الوطنية الديمقراطية بحكامًا في حالة عجز مرشح الحزب أو اختيار التنحي.
وفي حالة «بايدن» هناك معايير واضحة لاستبداله بمرشح آخر، خاصة ولم تعقد سوى حفنة صغيرة من الولايات انتخابات تمهيدية رئاسية ديمقراطية حتى الآن، لكن في الوقت ذاته لا يوجد حتى الآن الوقت الكافي لمرشح جديد لدخول السباق والتغلب على «بايدن» بشكل مباشر.
هل ستحل كامالا هاريس محل بايدن؟وإذا تخلى بايدن عن الرئاسة، ستصبح نائبة الرئيس كامالا هاريس رئيسة تلقائيًا – ولكن ليس مرشحة الحزب الديمقراطي، ولن تكون بالضرورة المرشحة إذا انسحب بايدن من محاولة إعادة انتخابه أثناء بقائه في البيت الأبيض، فقواعد الحزب لا تمنح نائب الرئيس أي فائدة ميكانيكية كبيرة على المرشحين الآخرين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جو بايدن بايدن الانتخابات الرئاسية أمريكا الحزب الدیمقراطی فی حالة لا توجد
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يفكر خارج الصندوق | اقترح دولة فلسطينية خليجية.. وصمت في الرياض
بدأ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بالتفكير خارج الصندوق قليلا، بعد أن فتح ترامب شهيته لتهجير الفلسطينيين باقتراح إخراج سكان غزة إلى مصر والأردن لتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
واقترح نتنياهو في مقابلة إعلامية، إنشاء دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، في طرح هو الأول من نوعه إذا كانت الطروحات السابقة تستهدف الأردن ومصر بالأساس، ما أثار تساؤلات عن جدية طرح نتنياهو، أم أنه تصريح عابر.
جاءت تصريحات نتنياهو ردا على المطالبة السعودية المتكررة بقيام دولة فلسطينية قبل تطبيع علاقات المملكة بدولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يعتبره نتنياهو خطا أحمر.
وتعهد نتنياهو مرارا بعدم قيام دولة فلسطينية، معتبرا إياها خطرا على الاحتلال الإسرائيلي، في حين يطالب المجتمع الدولي، والمحيط العربي، بحل الدولتين سبيلا لإنهاء "الصراع" في الشرق الأوسط.
لماذا السعودية؟
كان تبرير نتنياهو عندما اقترح دولة فلسطينية في السعودية هو أنها تملك مساحات شاسعة من الأراضي، ولن تضيق بدولة فلسطينية ضمن حدودها.
كما تملك السعودية، على خلاف مصر والأردن، اقتصاديا قويا لن يضيق بالفلسطينيين، وهو أمر يتفق عليه ترامب، ونتنياهو سويا.
وخسر الفلسطينيون حتى الآن من أرضهم التاريخية قبل عام 1948 قرابة 96% لصالح الاحتلال، ويحتفظون الآن على أرض الواقع بـ 4% فقط، بحسب خبير الخرائط والاستيطان خليل التفكجي.
وتوافق القيادة السياسية الممثلة بالسلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس على دولة فلسطينية في الضفة الغربية (5660 كم مربع) وغزة (360 كم مربع) يسيطر الاحتلال على أكثر من نصفها بقوة الاحتلال، لكن نتنياهو يرفض الدولة الفلسطينية من الأساس بغض النظر عن حجمها.
كما أن السعودية بالنسبة لنتنياهو، أبعد حدودا وأرضا عن فلسطين المحتلة، ودولة فلسطينية هناك لن تكون خطرا على "إسرائيل" كما هو الحال بالنسبة للأردن ومصر الملاصقة لها.
هونغ كونغ فلسطينية
على خلاف طروحات إعادة توطين الفلسطينية في غزة ومصر، سواء بالاحتفاظ بجنسياتهم الفلسطينية، أو منحهم جنسيات الدول التي سيلجأون إليها، اقترح نتنياهو "دولة فلسطينية" في السعودية، وليس هجرة، أو توطينا.
ولم يوضح نتنياهو إن كان يقصد أن الدولة الفلسطينية الخليجية الجديدة ستكون مستقلة، أم على شاكلة هونغ كونغ في الصين.
أما وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، فذهب إلى أبعد من ذلك، وقال إن تل أبيب لن تعارض إقامة دولة فلسطينية "لكن على أراض يتم تخصيصها في إحدى الدول العربية"، دون تخصيص دولة بعينها، وهذا يعني خيارات مفتوحا من الخليج شرقا إلى المغرب العربي غربا.
وقال كوهين إن إسرائيل "لن توافق على إقامة دولة فلسطينية لكن إن خصصت إحدى الدول العربية أرضا للفلسطينيين فعندها لن تعارض ذلك".
ورغم الصمت السعودي على مقترح نتنياهو الأخير، إلا أن المملكة أكدت غير مرة على موقفها من قيام الدولة الفلسطينية قبل تطبيع أي علاقات، وقال مصدر دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته لـ"عربي21" إن الحديث عن وجود اختراق في مفاوضات التطبيع بين السعودية والاحتلال غير دقيق، وأضاف المصدر أن بعض الأنباء التي تنشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية تكون موجهة لأهداف سياسية، مشيرا إلى أن السعودية لا تزال متمسكة بشرط التعهد بإقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل التطبيع مع إسرائيل.