يمن مونيتور/ من هبة التبعي

تشهد اليمن في الآونة الأخيرة موجة من الإبداع والتطور في مجال افتتاح مشاريع جديدة تترأسها النساء في مختلف المجالات.

وبرزت المرأة كشخصية مستقلة وقوية فيها، تسطع بروح الريادة رغم التحديات الصعبة التي تواجهها، وتصنع من هذه الظروف إنجاز يُحتفى به ويعود عليها وعلى أسرتها والمجتمع بالنفع والفائدة، ومن بين هؤلاء النساء الرائدات، تبرز بثينة وردينة محمد الجرادي، صاحبتا فكرة مبتكرة ومشروع فريد.

بثينة وردينة، بعمرهما الشاب (27 و22 عامًا)، قررتا تحقيق حلمهما بإطلاق مشروع استثنائي يستحق الإشادة والإعجاب، وقامتا بتأسيس متجر “أيلول” في وادي القاضي بمحافظة تعز، وهو متجر فريد يتخصص في تنظيم حفلات الزفاف والمؤتمرات.

متجر “أيلول

“منذ نعومة أظفارنا، تعلمنا من والدينا العزيزين أهمية الاعتماد على أنفسنا، وهذا ما دفعنا دائمًا للتفكير في مشاريع صغيرة تمكننا من تحقيق دخلاً مناسبًا. وبفضل هذا التفكير الريادي، نجحنا في إنشاء متجر “أيلول” الذي يعد حلمنا المتحقق”، تشارك بثينة الجرادي موقع “يمن مونيتور” بهذه الكلمات.

وبعد تخرج بثينة من قسم المالية المصرفية في عام 2020، عملت في شركة “ابن آمين” للصرافة، بينما درست أختها ردينة هندسة الشبكات وعملت في مجال الدعاية والإعلان والطباعة منذ تخرجها من الثانوية.

وتتمتع بثينة بشغف في مجال الجرافيكس والتصميم، وتهوى التنسيق والديكور والأعمال اليدوية. ولم يكن اهتمام أختها بعيدًا، حيث قررتا مشاركة هذا الشغف المشترك وفتح صفحات شخصية على منصة فيسبوك لتقديم خدمات تنسيق الهدايا والتصاميم وتنظيم الحفلات. وبدأت الأسرة والأصدقاء الأقرب يتوجهون إليهما للاستفادة من خدماتهما.

وقررت بثينة التوقف عن عملها كصرافة، وقرار مماثل اتخذته أختها ردينة، حيث جمعتا مدخراتهما لتصبحا رأس مال لمتجر “أيلول” في العالم الحقيقي. وبفضل التفاني والاجتهاد، استطاعتا جذب انتباه العملاء وتوافدهم على المتجر بشكل متزايد.

عبق الإبداع

متجر “أيلول” من المتاجر النادرة جدًا في محافظة تعز، حيث يقدم خدمات كثيرة متكاملة من الصعب أن تجدها كلها تحت سقف واحد، والعجيب أن كل هذا تقوم به الأختان بثينة وردينة.

وتبهر ردينة الموقع بتفاصيلها، قائلة: “نحن نهتم بتصميم دعوات الزفاف، والإعلانات، وكل مستلزمات الحفلات والمناسبات، ونقدم خدمات تنسيق وتنظيم شاملة. بالإضافة إلى ذلك، لدينا زوايا مخصصة للتصوير ولورود طبيعية ساحرة. إننا العاملتان الوحيدتان في هذا المجال في متجرنا.”

وبابتهاج، تضيف ردينة: “كانت رحلتنا رحلة تحديات ومثابرة، ولم نتوقع أن يتجاوب العملاء بهذه القوة والترحيب بفكرتنا. نحن ممتنتان لله على جهودنا المستمرة للتطوير واكتساب المهارات والحرف التي رسختنا في هذا المشروع”.

صناعة من الصفر

إدراكًا منها للأهمية، رأت بثينة ضرورة امتلاكهما مشروعًا خاصًا يمكنهما استثمار مهاراتهما المكتسبة بشكل أفضل. وبعد التوافق مع شقيقتها، قررت إطلاق متجر “أيلول” كوسيلة لتحقيق الربح وتحقيق نقطة تحول مادي لهما.

تشرح بثينة: “حصلنا على تشجيع وترحيب من والدانا لفكرة مشروع المتجر، ولكننا واجهنا صعوبة في توفير مصادر المنتجات المناسبة للمتجر، وأيضًا لم يكن لدينا ما يكفي من المال لصنع الديكور والأثاث الفريد للمتجر في المحافظة.”

لذلك، قامت بثينة وردينة بصناعة الديكور بأنفسهما وبجهودهما الشخصية، بدءًا من الطلاء والتزيين وتنسيق الأثاث، وصولًا إلى صنع بعض العناصر يدويًا. قامتا أيضًا بزراعة أنواع نادرة من الورود بعد بذل جهود كبيرة للحصول على بذورها. وبفضل هذا الجهد المبذول، تمكنتا من تحقيق نتيجة مذهلة وأصبح مشروعهما ناجحًا.

متجر الغد

تتطلع بثينة وأختها إلى توسيع نطاق متجرهن “أيلول” وافتتاح فروع في المحافظات الأخرى، بهدف تشجيع النساء الأخريات على العمل والاعتماد على أنفسهن. يطمحن أيضًا إلى توظيف عاملات يعملن تحت إدارتهن.

وتعبّر ردينة بحماس: “أرى أن متجر أيلول سيكون مؤسسة كبيرة واستثنائية في السنوات المقبلة، مع توسعنا وتحت إدارتنا، سنحقق أرباحًا أخرى تمكننا من تأسيس مشاريع متنوعة يكون فيها النساء هن العاملات.”

بثينة تسعى لنشر رسالتها لكل امرأة، مطالبة إياهن بالعمل وتحقيق نجاحهن، دون تردد أو خوف من الفشل أو ردود الفعل السلبية من المجتمع، طالما أنهن يسلكن الطريق الصحيح نحو الاستقلالية والتميز.

وتعد النساء في اليمن رمزًا للقوة والإرادة في مواجهة التحديات والصعوبات الناتجة عن النزاعات المستمرة في البلاد.

وعلى رغم هذه التحديات الهائلة التي تواجهها نساء اليمن إلا أنهن أثبتن جدارتهن وعملن جاهدات لتحقيق النجاح والتغيير وتحسين ظروفهن وظروف مجتمعهن.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: تعز صناعة النجاح مشروع إيلول

إقرأ أيضاً:

ولاد الشمس.. دراما مؤلمة تكشف قسوة الحياة في دور الأيتام

يسلط مسلسل "ولاد الشمس" الضوء على واقع مؤلم يعكس معاناة الأطفال داخل دور الأيتام، حيث تدور الأحداث حول 4 شباب نشؤوا في دار رعاية تحت إدارة مدير قاس يستغلهم ويعرضهم لشتى أنواع العذاب.

من خلال شخصيات "ولعة"، و"مفتاح"، و"ألمظ"، و"قطايف"، يكشف المسلسل عن الحياة القاسية التي يعيشها هؤلاء الشباب، ونضالهم المستمر للهروب من هذا السجن وكسر قيود الاستغلال والقهر المفروضة عليهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سائقو شاحنات المساعدات بالعريش يقضون رمضان بصفوف انتظار فتح المعابرlist 2 of 2لماذا يُعد التمر "كنزا"؟ استخداماته من الغذاء إلى مستحضرات التجميل والوقود الحيويend of list

المسلسل من إخراج محمد عبد العزيز، ويضم نخبة من النجوم، حيث يجسد أحمد مالك دور "ولعة"، وطه دسوقي دور "مفتاح"، بينما يلعب محمود حميدة دور "بابا ماجد"، المدير المتسلط الذي يحكم الدار بقبضة من حديد. كما يشارك في البطولة كل من فرح يوسف، وجلا هشام، ومريم الجندي، ومعتز هشام، في عمل درامي يكشف الوجه الخفي لمؤسسات الرعاية.

قصة إنسانية وأداء يشبه الواقع

نجح المسلسل في ملامسة مشاعر المشاهدين من خلال تسليط الضوء على معاناة الأطفال في ظل هذه الظروف القاسية، حيث عكس الواقع المرير الذي يعيشه العديد من الأطفال داخل مؤسسات الرعاية.

ولم يكتفِ العمل بعرض هذه المآسي، بل حفّز الجمهور على التفكير في أهمية تحسين أوضاع دور الأيتام، وضمان حماية الأطفال من الاستغلال والتعذيب. كما قدم رسالة قوية حول حقوق الطفل وضرورة حمايته من أي نوع من الأذى، مما جعله عملا يحمل بُعدا إنسانيا عميقا.

إعلان

تميز كل من طه دسوقي وأحمد مالك بأداء استثنائي في تجسيد شخصيتين متناقضتين تمامًا، حيث استطاع كل منهما إبراز جوانب مختلفة من الصراع النفسي والتفاعل بينهما.

لعب طه دسوقي دور "مفتاح"، الشاب الهادئ الذي يعتمد على العقل والتفكير قبل اتخاذ أي خطوة، مما جعله الشخصية الأكثر اتزانًا في مواجهة الأزمات، حيث أبدع في إظهار سماته المتأنية والرصينة.

على الجانب الآخر، قدم أحمد مالك شخصية "ولعة"، الشاب المندفع والعنيف، الذي لا يتردد في اللجوء إلى القوة للتعبير عن مشاعره ومواقفه. ومع تصاعد الأحداث، تتضح العلاقة التكاملية بينهما، حيث يصبح كل منهما جزءا مكملا للآخر في الأداء وردود الفعل، مما أضفى على المسلسل مزيدًا من العمق والواقعية.

الشرير الأنيق وأداء متوقع

أدى محمود حميدة في المسلسل شخصية "بابا ماجد" الشرير بمهارة عالية، وجسّد شخصية أنيقة وشريرة في الوقت نفسه. استغل حميدة قدراته التمثيلية ليظهر "بابا ماجد" كشخص يفرض سلطته بهدوء، ويستغل الأطفال في دار الأيتام لمصالحه الشخصية.

جعل حميدة الشخصية مليئة بالدهاء والبرود، وأبدع في نقل فكرة الشر المغلف بمظهر أنيق، كما أظهر براعة في التلاعب بالمواقف المختلفة لصالحه، ورغم الأداء القوي له، فإن هناك بعض المبالغة في التعبير عن الشر، ما أثر على مصداقية الشخصية في بعض المشاهد.

بالإضافة إلى تكرار بعض الحركات والتعبيرات، ما جعل حميدة يفقد عنصر المفاجأة. وفي مشاهد أخرى جاء تركيز حميدة على الأناقة، مبالغا فيه أيضا ليبدو كشخصية سطحية إلى حد ما، بدلا من كونه شخصية عميقة ومليئة بالتفاصيل والتعقيدات.

إيقاع بطيء وحبكة متوقعة

نجح مسلسل "ولاد الشمس" في جذب الانتباه وتقديم حكاية تلامس الواقع، لكن إيقاع المسلسل جاء بطيئا إلى حد ما، ما جعل الأحداث تبدو مترهلة، خصوصا في المشاهد التي تتطور فيها الأحداث، وتسبب في فتور بعض المشاهدين، مع سهولة توقع ردود فعل بعض الشخصيات، وتزايد الصدف غير المنطقية في أحداث المسلسل، ما تسبب في انفصال المشاهد عن الأحداث.

إعلان

ليست فقط الحبكة المتوقعة أهم عيوب المسلسل، لكن المعالجة السطحية إلى حد ما دون تعمق في موضع المسلسل الأساسي وهو حقوق الأيتام واستغلال دور الأيتام لهم.

فقد جاءت فكرة المسلسل الأصلية، كأنها فكرة ثانوية تدور كخلفية لقصة الأبطال الأصليين، سواء القصص العاطفية أو الرغبة في التحرر من قبضة "بابا ماجد" والبحث عن حياة جديدة، ما جعل الرسالة الأهم من المسلسل تتوارى إلى حد كبير.

مشاهد معتمة وإضاءة قاتمة

تميز تصوير مسلسل "ولاد الشمس" باختيار دقيق لموقع دار الأيتام وعمارته التي أظهرته كمكان معتم ومغلق، يعيش فيه الأطفال الأيتام، ليعكس البيئة القاسية والضاغطة التي يعيش فيها الأطفال، كما استخدمت الإضاءة بصورة متقنة، لتظهر العالم القاتم للأيتام، وتسلط الضوء على الحالة النفسية للشخصيات وعلى معاناتهم.

خاصة أن المكان على اتساعه، صمم ليشبه السجن في الكثير من تفاصيله، فالممرات الطويلة تعطي شعورا بالاختناق، بينما أضفت السقوف العالية إحساسا بالعزلة والبعد عن العالم الخارجي، لترسيخ حالة الخوف والتوتر التي يعيشها الأطفال داخل الدار.

وأسهمت الديكورات والألوان الباهتة والظلال الثقيلة القامة في تعزيز الأجواء المقبضة للمكان، بالإضافة إلى النوافذ المغلقة طوال الوقت، التي تضفي إحساسا بالحصار، وكأن الأطفال لا يمكنهم الهرب أو النجاة من هذا المكان، كما يؤكد على فكرة القسوة والظلم والعزلة.

مقالات مشابهة

  • فيما ورد خبر من هيئة البث الإسرائيلية ذو صلة بالانفجارات … هذه هي المناطق التي استهدفها الطيران في العاصمة صنعاء ” صور ” 
  • إحسان الترك.. رحيل فنان لم تحمِه الهيبة من قسوة الحياة
  • لصوص لكن أغبياء.. أجلوا سرقة متجر استجابة لوعد مالكه فتم القبض عليهم
  • سب فتيات عبر فيسبوك بسبب التريند.. عقوبات رادعة لطالب السويس
  • جنون الترند.. القبض على طالب سب فتيات السويس عبر فيسبوك
  • كارولين عزمي: شاشة أبوظبي «وش الخير»
  • ضبط متهم بالتعدي لفظيا على فتيات في السويس
  • ولاد الشمس.. دراما مؤلمة تكشف قسوة الحياة في دور الأيتام
  • مسؤول صهيوني: تهديد اليمن الأكثر أهمية في الحصار البحري لـ”إسرائيل”
  • حركة الفصائل الفلسطينية تحذر من “مجاعة جديدة” بغزة جراء الحصار الإسرائيلي