لا يزال "التيار الوطني الحُرّ" يسعى بشكل حثيث لإحداث ضغط على الحكومة اللبنانية والرئيس نجيب ميقاتي بهدف منعه من أداء واجباته وممارسة المهام الدستورية للحكومة بحجة عدم أحقيّته في ذلك في ظلّ غياب رئيس للجمهورية الأمر الذي يريد تصويره رئيس "التيار" جبران باسيل على أنه تعدٍ على صلاحيات المسيحيين عموماً.

ينشط "التيار" اليوم على خطّ البحث المستمرّ بهدف إيجاد حلفاء جدد له في ظلّ انعدام قدرته على التواصل بعُمق مع أي طرف سياسي، حيث أن علاقته بمختلف القوى لا تتجاوز السطحية على المستوى السياسي كالمعارضة من جهة والوسطيين من جهة أخرى وحتى قوى 8 آذار، أي حلفاءه التقليديين الذين باتوا اليوم أقرب لأن يصبحوا خصوماً له.



هجوم "التيار" المتجدّد دوماً على الحكومة اللبنانية بالتوازي مع مساعيه لتحسين شروطه هو في الواقع هجوم على "حزب الله" أكثر منه على الرئيس نجيب ميقاتي، ذلك لأن باسيل يرغب بالضّغط على "الحزب" وإظهار أنه قادر على الذهاب اعلامياً وسياسياً الى أقصى النقيض، ليتحوّل لخصمٍ جدّي للحزب ويُفقِدُه الغطاء المسيحي الذي لطالما قام بتأمينه له طوال الفترة الماضية.

في هذا الإطار يعمل باسيل على فتح أبواب التواصل مع قوى المعارضة، مع علمه المسبق بأنه لن يتمكّن من الوصول معهم إلى درجة أكبر من تلك التي وصل إليها خلال تقاطعه على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، ما يعني أن تحالفه مع "المعارضة" هو أمر شبه مستحيل في المرحلة الراهنة، وعليه فإنّ هدفه بات واضحاً من خلال سلسلة الخطوات التي يقوم بها.

يريد باسيل "رفع سعره" لدى "حزب الله" لأنه يُدرك فعلياً أنه عاجز عن خوض أي تحالف مع طرف غير "الحزب" في المرحلة المُقبلة في لحظة تصحيح العلاقة، لذلك فهو يرغب بأن يخضع مسار التصحيح لشروطه هو، وبالتالي يريد إرسال رسالة للحزب مفادها أنه جاهز للطلاق النهائي آملاً بأن يكون هذا التلويح وسيلة للضغط على "الحزب" يحسّن من خلالها وضعيته التفاوضية من الآن وحتى وقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية والتموضع ضمن تسوية سياسية ورئاسية جديدة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة

كتب يوسف دياب في"الشرق الاوسط":خلطت الحرب الدائرة بين «حزب الله» وإسرائيل في جنوب لبنان الأوراق السياسية، وبدّلت صورة التحالفات ما بين «حزب الله» وأطرافٍ سياسية، إذ لجأ الحزب إلى استمالة بعض القوى الفاعلة على الساحة السنيّة، انطلاقاً من مبدأ أن «جبهة الجنوب فُتحت تحت عنوان نصرة غزّة ومساندتها».
ويقول «حزب الله»، بحسب المطلعين على أجوائه، بأن علاقاته السياسية في مرحلة ما بعد الحرب ستكون مختلفة عمّا قبلها. وكشف مصدر سياسي مقرّب من الحزب لـ«الشرق الأوسط» أن العمليات العسكرية «أفرزت واقعاً جديداً ستتوضح صورته كلما اشتدت المواجهة مع العدو الإسرائيلي، واتضحت الخيارات لدى المكونات السياسية».
وأشار المصدر إلى أن «الحرب على غزّة، التي واكبها الحزب بجبهة المساندة من جنوب لبنان في اليوم التالي لـ(طوفان الأقصى)، خلطت الأوراق على الساحة اللبنانية، خصوصاً لدى الطائفة السنّية، التي تعتبر فلسطين قضيتها الأولى منذ العام 1948 وأنها أهل القضية، وهذا ما ترجمته (الجماعة الإسلامية) التي تحولت عبر (قوات الفجر) إلى تنظيم عسكري مقاوم قدّم ويقدّم قافلة من شهدائه على طريق القدس».
ولا يبني «حزب الله» تحالفاته الجديدة على المواقف فحسب، بل يقاربها، وفق المصدر، «من منظور الحاجة إلى اندماج هذه القوى ضمن مشروع حماية لبنان من الخطر الإسرائيلي».
أما عن مستقبل العلاقة بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحرّ»، الذي رفض تحويل لبنان إلى «جبهة مساندة»، فيلفت المصدر إلى أن التيار «لا يختلف مع (حزب الله) في البعد الاستراتيجي، لكنّ المواقف التي صدرت عن الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون وعن النائب جبران باسيل كانت صادمة وغير متوقعة في هذا التوقيت، والأسابيع المقبلة ستحسم مصير العلاقة بين الفريقين».
وإذا كانت صورة تحالفات الحزب السياسية لن تتضح قبل انتهاء الحرب ومعرفة نتائجها، فإن بعض القوى حددت خياراتها السياسية وانسجمت مع الحزب، سواء فيما خص العمل العسكري أو على صعيد الملفات الداخلية ومجاراته في الانتخابات الرئاسية.
 

مقالات مشابهة

  • باسيل مع حزب الله وضده!
  • التيار والحزب: لقاءات تنسيقية وتفاوضية
  • بشأن كلام باسيل من عكار.. توضيحٌ من التيار
  • ردود فعل غاضبة بعد هجوم زعيم المعارضة التركية على حماس
  • ردود فعل غاضبة بعد هجوم زعم المعارضة التركية على حماس
  • حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة
  • الملف الرئاسي إلى الواجهة من عين التينة إلى باريس
  • باسيل يعدّل خطابه.. وأوساط نيابية تصوّب
  • السنيورة ردا على عدم تصنيف الجامعة العربية لحزب الله بالإرهابي: يجب وقف الهدايا للحزب
  • باسيل: أهم ما في التيار هو الإنسان وكرامته