الأسبوع:
2025-03-10@13:37:20 GMT

كتاب يرصد.. عائلات «الذهب» في مصر

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

كتاب يرصد.. عائلات «الذهب» في مصر

بأسلوب سلس، واستشهاد بمصادر، ومراجع مهمة تأتى صفحات كتاب «صاغة مصر.. النشأة، وتطورها التاريخي» للكاتب الصحفى "وليد فاروق"، لتتناول تاريخ صناعة الذهب في مصر مرورا بالنشأة وتطورات هذه الصناعة، مع التركيز على الصاغة باعتبارهم صناع وبائعي المعدن الأصفر النفيس.

يقدم الكاتب كما وافرا من المعلومات حول الاستثمار في الذهب، وحجم تجارته في مصر وتاريخ عائلاته، وسر صنعته وظاهرة غشه وغيرها الكثير.

ويتناول صناعة الذهب خلال نحو 100 عام، ويقدم معلومات وافية حول تاريخ الدمغة في مصر، وتاريخ عائلات اليهود في صناعة الذهب (مسعودة، السرجانية، غالي، عباسي، الخرساني، آغا زادة، واصف إرساني، عليش، نصار، عبد الباقي البكري، الجلا، سليمة، بايوكي) ولغاتهم السرية، وأهم الحلي التي ارتدتها المرأة المصرية خلال القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين.

ولعل من أهم فصول الكتاب هو الفصل الخامس، الذي يحمل عنوان «عائلات وجواهرجية مصر»، ويحكي فيه كيف ارتبطت صناعة الذهب في مصر بعائلات توارثت المهنة، وعلمت فنونها، وأسرارها لأبنائها على مدار عقود، امتدت جذور بعضها من أواخر القرن الثامن عشر.

يقول المؤلف: إن الفترة بين الحرب العالمية الأولى والثانية شهدت حركة ازدهارا وتطورا، نتيجة وجود الإيطاليين، والأرمن الذين أثروا الصناعة المصرية بموهبتهم وفنونهم ومعهم انتشرت الورش الصغيرة، حتى قامت ثورة 1952، وتم إجلاء الأجانب عن مصر، ليعودوا إلى بلادهم، فتركوا محالهم لتنتقل إلى المصريين العاملين بالورش، ومن بعدها تحولت الصناعة إلى عائلات، كل عائلة تورث الصنعة، وفنونها وأسرارها لأبنائها. ارتكزت تجارة الذهب في منطقة الصاغة في مصر القديمة، التي تعد أشهر مركز في الشرق الأوسط لإنتاج وتجارة المجوهرات، وتستحوذ الصاغة حاليا على نحو 70% من إجمالي تشغيل المجوهرات وإنتاجها في مصر).

مع نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، بدأت موجة من هجرة الأرمن إلى مصر، خلال حكم الخديو إسماعيل، نتيجة الاضطهاد، والإبادة الجماعية التي تعرضوا لها من الإمبراطورية العثمانية. وانتقل عدد كبير من الصياغ الأرمن المهرة، والحرفيين إلى مصر، وبرزت عائلات أرمنية احتكرت المهنة مثل كيفوركيان وبندريان وموجيان، عريفيان، ما أدى لإحكام سيطرتهم على سوق الذهب في مصر لأكثر من 10 أعوام.

ويعد عاما 1912 و1913 من أكثر الأعوام تأثيرا في تاريخ الصاغة، إذ شهدت حربا من اليهود ضد الأرمن لمحاولة اليهود استعادة السيطرة على الصاغة مرة أخرى. تضمنت محاولة استعادة اليهود للسيطرة على الصاغة، ابتكار منتجات جديدة، وإغراق السوق بالمصنوعات اليهودية، وتأسيس ورش وشركات وعلامات تجارية جديدة وإحكام السيطرة على خان أبو طاقية، فضلا عن التقرب لأسرة عباس الثاني.

إلا أن الحرب بين اليهود والأرمن لم تستمر طويلا، بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، وإعلان بريطانيا حظر بيع الذهب داخل دول الحلفاء، ما جعل سوق الذهب المنفذ الوحيد لكثير من الجنود الموجودين على أرض مصر، إذ إنها لم تكن مشمولة بقرار الحظر، كما دخل اليهود مع الحكومة البريطانية في سباق لاكتناز ذهب المصريين، وتحويله إلى سبائك (ص 102).

افتتح اليهود سوقا جديدا للذهب القشرة من خلال تحالف يجمع بين عائلتي داود الناسي، وعائلة الخواجة ليتو مراد، فتأسست شركات جديدة من بينها علامة «الجمل» عام 1912، وتقع في 7 شارع خان أبو طاقية بمنطقة الصاغة في الحسين، كما أنشئت شركة «السمكة» عام 1913 في شارع الموسكي بالجمالية، وتأسست شركة «الظرافة» في عام 1918، وكانت الورشة في شارع المقاصيص بالصاغة وفروعها بالموسكي والعقادين في مصر، وفي سوق الخيط بالإسكندرية (د.علي زين العابدين، المصاغ الشعبي في مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1974).

أصبح اليهود هم التكتل الأكبر، والأقوى في الصاغة المصرية، ونجحوا في إحكام سيطرتهم على سوق المصاغ الشعبي، ومصاغات الطبقة الوسطى، واحتكروا أكثر من ثلثي السوق، والثلث الأخير في يد المسلمين والأقباط والأرمن والنوبيين، ولكن سيطرتهم على السوق كانت قصيرة بفعل تنازع العائلات اليهودية مع بعضهم بعضا للاستحواذ على السوق.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الذهب الذهب في مصر سعر الذهب اليوم صناعة الذهب الذهب فی فی مصر

إقرأ أيضاً:

وصية معمّر من أهل صحار في القرن الثالث الهجري

لعل ما يُعرَف بالجوابات والنوازل الفقهية، وكذا الوثائق المبثوثة في التراث الفقهي مكنزٌ لأخبار الناس وحركة المجتمع وأحواله في مختلف العصور التي دُوِّنت فيه تلك الجوابات والنوازل، ولعل ما بلغَنا من ذلك مما يرجع إلى القرون الإسلامية الأولى مصدر مهم للبحث التاريخي في ظل شح المدونات التاريخية أو المصادر الأخرى المعينة على إعادة كتابة التاريخ. وفي النص التالي جوابٌ عن أبي عبدالله جاء في عبارة ناقله: «أحسب عن أبي عبد الله؛ لأنّه متّصل بجوابه»، وأبو عبدالله هنا هو محمد بن محبوب بن الرُّحَيل (ت:260هـ) من كبار علماء عمان في القرن الثالث الهجري، وقد وجّه ابن محبوب جوابه إلى من سأله مُصدِّرًا الجواب بعبارات من وصيّة رجل من أهل صحار، ولعله من أهل زمانه، مع علمنا بأنه أبو عبدالله من أهل صحار كذلك، ومنازل آل الرُّحَيل بها معروفة.

جاء في أول جواب محمد بن محبوب: «وسألتَ عن رجل يقال له معمّر من أهل صحار، وأنّه مات فيها، وأنّه كان أوصى بوصيّة عند خروجه إلى البصرة، وفي وصيّته جَوارٍ له وشَذا. أوّل الوصيّة: إن حدث به موت فحمدونة جاريته حُرَّة، ولها خمسمائة درهم من ماله، وما ادّعت حمدونة من متاع البيت بيت معمّر الذي الشهود يعرفونه أنّه لها فإنّها صادقة لا سبيل ولا تَنازُع في شيء منه. وأشهدهم معمّر أنّ أمّ ولده مؤنسة حُرَّة لوجه الله، ولها جاريته تفاحة وهندية عدل بحقّ عرفه لها، ولها نصف متاع البيت، وأمّ ولده التي يقال لها: زين حُرَّة، ولها خمسمائة درهم من ماله، وغلامه فرج الهندي إذا بلغ عيال معمّر البصرة، فهو حُرٌّ هكذا. فلمّا حضر معمّرًا الموت بالبصرة، أشهد أنّه قد رجع عن كلّ وصيّة كان أوصاها إلا الوصيّة التي كان أوصى بها عند موته، فذكرت أنّ فرج يطلب يحمل عيال معمّر إلى البصرة وفيهم يتيم».

وفي الشق الثاني من الجواب أبان أبو عبدالله محمد بن محبوب عن رأيه وفَصّل الأحكام في كل جزء فقال: «فقد نظرتُ في ذلك، فأمّا الجواري حمدونة ومؤنسة وأمّ ولده زين فقد عُتِقن؛ لأنّه تدبير، والتدبير قد ثبت فيهنّ عند وصيّته الأولى؛ لأنّه ليس له أن يرجع في تدبيرهنّ، وأمّا ما قال لحمدونة خمسمائة درهم، وما جعل له من التصديق في متاع البيت، والذي جعل لجاريته مؤنسة، وما جعل أيضًا لجاريته زين، فإنّ ذلك لا يثبت لهنّ؛ لأنّ رجعته عن وصيّته الأولى تنقض ذلك كلّه، وأمّا غلامه فرج الهندي فإن بلغ عيال معمّر البصرة، فهو حر كما قال، وليس له أن يرجع فيه ولو كان حيّا، فإن لم يبلغهم وكره ذلك الوصي أو غيره، أو عيال معمّر أن يبلغهم البصرة، فهو عبد حتّى يبلغهم إلى البصرة كما قال السيّد. إلا أنّي لا أرى لهم بيعه ما دام عيال معمّر أحياء كلّهم إلا أن يموت منهم أحد، فإن مات أحد منهم، لم أر ببيعه بأسًا؛ لأنّه إذا مات أحد منهم لم يصل إلى العتق. وكذلك إن بلغ عيال معمّر وكرهوا أن يبلغهم إلى البصرة لم يكن لهم بيعه؛ لأنّهم عسى أن يفعلوا ذلك فيوصلهم فيعتق. وأمّا قوله: جاريته مؤنسة حرّة ولها جاريته تفاحة وهنديته، عدل بحقّ عرفه لها فهو لها ثابت بقوله بحقّ عرفه لها، وللورثة الخيار إن شاءوا أن يتمّوا لها ذلك، فذلك إليهم، وإن شاءوا أن يأخذوها ويعطوها قيمتها، فذلك لهم. وأمّا الجواري كلّهنّ فإنّهنّ يُعتَقن من رأسماله. وفّقنا الله وإيّاك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته».

مما يستوقفنا في نص الوصية أن الموصي معمّرًا هذا جاء في أول الجواب أنه «من أهل صحار، وأنه مات فيها»، ثم في موضع آخر بعد ذلك: «فلمّا حضر معمّرًا الموت بالبصرة»، وعلى هذا ففي العبارتين تناقض ولست أدري كيف يُجمَع بينهما. في المقابل ليس عجيبًا أن نقرأ في هذه الوثيقة انتقال أو سفر الموصي إلى البصرة مع العلم بهجرة العديد من الأعلام لا سيما من الباطنة وشمال عمان كشأن هجرة عدد من الأعلام أو آبائهم من قبل مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت:175هـ)، والربيع بن حبيب الفراهيدي (ت:170-175هـ) ومحمد بن الحسن بن دريد الأزدي (ت:321هـ) وغيرهم. ونتوقف أيضًا عند عبارة: «وفي وصيّته جَوارٍ له وشَذا»، فالجواري جاء ذكرهن بعد ذلك وهن: حمدونة، ومؤنسة، وزَين، وتفاحة، وهندية، لكن «الشّذا» لم يُذكَر بعد ذلك، ولعل ذلك يوحي بأنه ليس كل ما فيه الوصية مشمول في نص السؤال أو في الجواب أو في كليهما. و«الشذا» كما جاء في كتب الفقه وفي سير بعض الأئمة: صنف من المراكب البحرية. ويظهر أن قصة هذا الموصي من خلال وصيته هذه تدور حول ركوب البحر والتنقل بين عمان والبصرة، والصلة أيضًا بالهند، إذ غلامه «فرج الهندي» المشروط عتقه بأن يبلّغ أولاد الموصي البصرة حال موته هو الآخر مما يضاف ذكره إلى المعلومات التاريخية في الوثيقة.

مقالات مشابهة

  • مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم الإثنين 10 مارس 2025.. وهذا سعر عيار 21 الآن
  • كتاب أبي الحواري إلى أبي زياد ومحمد بن مكرم
  • استقرار سعر الجنيه الذهب اليوم الأحد 9 مارس 2025
  • العراق يستردُّ متهمين بـسرقة القرن من الكويت
  • أسعارالذهب في الأسواق المحلية
  • ترامب يلغي تمويلًا بقيمة 400 مليون دولار لجامعة كولومبيا بسبب مضايقات الطلاب اليهود
  • مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم السبت 8 مارس 2025.. وهذا سعر عيار 21 الآن
  • شاهد.. مئات اليهود المتشددين يعبرون الحدود إلى لبنان بدعم من الجيش الإسرائيلي
  • وصية معمّر من أهل صحار في القرن الثالث الهجري
  • سعر الذهب.. الأصفر يواصل ارتفاعه اليوم الجمعة 7 مارس 2025 في الصاغة