سواليف:
2025-04-24@09:55:53 GMT

مبتدأ وخبر

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

#مبتدأ_وخبر

د. #هاشم_غرايبه

المبتدأ: شاهد أحدهم شخصا يسير ليلا في شارع جيئة وذهابا عدة مرات، فسأله: هل تبحث عن شيء، فقال: نعم، سقط مني دينار، فأراد مساعدته بالبحث معه، فساله هل كنت تسير على الرصيف أم على الشارع، فأجابه لا هذا ولا ذاك، فقد كنت أسير على الرصيف في الجهة المقابلة، فقال له: لماذا اذاً لا تبحث هناك؟، فرد عليه: الرصيف الآخر ليس به إنارة.


الخبر: خلال القرن المنصرم، وفي كل بضع سنوات كانت اعتداءات المعسكر الغربي على أمتنا تنفّذ في معظمها بواسطة مخلبه القذر (الكيان اللقيط).
فسر بعض الأنظمة ذلك الاستهداف المتواصل، بأنه لضمان مصالح الغرب في منطقتنا، فبالغوا بالإلتزام بإملاءاته، لكن ذلك لم ينفع لأن ظنٌّهم غير صحيح، فمصالحه محفوظة على الدوام، ولا يوجد نظام سياسي عربي أو إسلامي واحد يجرؤ على الخروج على النص غير المعلن، وهو أن هنالك استعمار خفي لكل الأقطار الإسلامية، يضمن الحفاظ على مصالحه من غير الحاجة لاحتلاله عسكريا، والذي ما انتفت الحاجة إليه إلا لوجود الكيان اللقيط كمخفر متقدم في قلب الأمة.
الصحيح أن كل الحروب التي تشن على الأمة، سواء العسكرية منها، أوالقلاقل الاجتماعية، اوالفساد السياسي، جميعها بهدف التمكين للكيان اللقيط، سواء بابقاء تفوقه العسكري الساحق على مجموع قوى الأمة، أو بتطمين المستوطنين المستوردين لبقائهم وديمومة سيطرتهم على الأرض التي يعلمون أنها مسروقة من أصحابها.
رغم أنهم قد رتبوا الأحوال الكفيلة بتحقيق الشرطين السابقين (التفوق العسكري والديموغرافي)، اعتمادا على قبول الأنظمة السياسية في كل أرجاء المنطقة العربية بهذا الواقع، ومنع نشوء أية حركات راديكالية رافضة له، إلا أنهم يبقوا غير مطمئنين على دوام الحال.
السبب هو علمهم بأن الشعوب لا تقبل بما قبل به الحكام.
وسبب ذلك أن الشعوب معتنقة عقيدة الإسلام، والتي يعلمون أنها حصن منيع من الاستسلام، فلا تقبل لهم ذلك الاندحار.
لذلك يشنون الحروب كل حين للتخويف، وينشرون النعرات التقسيمية لشرذمة الصفوف، ويضغطون اقتصاديا بإضاعة الثروات بأيدي الناهبين وبالاستدانة بهدف الإفقار والتجويع، لحمل الشعوب على الرضوخ لما رضخ له حكامهم.
هذا هو التفسير المبسط لاستدامة توالي المصائب على أمتنا من دون الأمم.
وما أبقاها كذلك الا الإصرار على البحث عن الحل في الرصيف الآخر، لأن المستعمر حظر البحث في المكان الصحيح.
لذلك فبداية الحل ترك البحث في الرصيف الخاطئ، فقد مر على الأمة أزيد من قرن وهي تبحث فيه، ولو بقيت مصرة على ذلك قرونا لن تعثر على ما تبحث عنه.
الخطوة الأولى الانتقال الى الرصيف الآخر، والبدء في ترتيب الأولويات.
الأولوية الأولى هو في استعادة قدرات الأمة على النهوض، ولا يمكن لأمة مفككة و مغتصبة الإرادة أن تنهض، وتجربة المقاومة الإسلامية الناجحة في القطاع كفيلة بأن تنير لنا الرصيف الذي أداموا عليه التعتيم.
فنظام سياسي منتهج عقيدة المحكومين حقق التلاحم بين القيادة والشعب، كما أنتج الوازع الديني إخلاص القيادة، مما أثمر وحدة وطنية، حققت الاكتفاء الاقتصادي الذاتي برغم الحصار الخانق، فتحققت قاعدة انتاجية متحررة من التبعية للمستعمر، فرأينا أكبر تحد في التاريخ للقوة الغاشمة، فصنع الصمود أبطالا قهروا أشرس تحالف في تاريخ البشرية.
هذه التجربة المعاشة راهنا، أثبتت أنها ناجحة بدرجة باهرة، وربما أن الله تعالى شاء أن يبرم لهذه الأمة خيرا بتدبير الأحداث لكي تسير الأمور بهذا الشكل، ليعيد لنا صوابنا بعد أن تُهنا طويلا عن الصراط الذي هدانا إليه، لكن كبراءنا أضلونا بعد أذ اتبعوا الصراط المنحرف الذي رسمه لهم تحالف المغضوب عليهم والضالين.
لذا فالحل استلهام هذه التجربة على مستوى الأمة، وعندها سنرى كيف ستنهض سريعا، وتعود الى سابق مجدها، نافعة لنفسها ولباقي الأمم، محققة للمساواة والتعاون بين البشر، وتسقط نظرية تفوق الجنس الأبيض، لا فرق بين أحمر وأسود إلا بالتقوى.

مقالات ذات صلة المخطط الأخطر 2024/02/13

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

حماس: المعتقلون الأردنيون عبّروا عن ضمير الأمة وندعو للإفراج عنهم

الثورة نت/..
أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الثلاثاء، أن الشباب الأردنيين المعتقلين مؤخرًا تحركوا بدافع النصرة لفلسطين والقدس وغزة، في ظل العدوان الصهيوني المتواصل، مشددة على أن ما قاموا به لم يكن موجّهًا ضد أمن الأردن أو استقراره.
وقالت الحركة في بيان لها إنها “اطّلعت على مجريات وتفاصيل القضية المتعلقة باعتقال مجموعة من الشباب الأردنيين، وتؤكد ثقتها بأن أعمالهم جاءت بدافع وطني وأخلاقي لدعم فلسطين ورفض جرائم العدو.
وثمنت حماس، هذه المبادرات النابعة من ضمير الأمة ووجدانها القومي والإسلامي، والتي تعكس عمق التلاحم التاريخي بين الشعبين الأردني والفلسطيني، اللذين قدّما معًا تضحيات مشتركة في ميادين الجهاد والدفاع عن فلسطين ومقدساتها.
واعتبرت الحركة أن دعم المقاومة الفلسطينية هو واجب قومي وأخلاقي، وحقّ تكفله كل القوانين والمواثيق الدولية، ولا ينبغي أن يُدان أو يُجرَّم، بل يُحتفى به ويُشكر أصحابه، لما له من دور محوري في التصدي للعدو وجرائمه.
وحيّت كل صوت حر ومبادرة صادقة في الأردن العزيز، وفي أنحاء الأمة، تسهم في دعم صمود الشعب الفلسطيني ، والتنديد بالعدوان وحرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزّة.
كما عبّرت الحركة عن تقديرها موقف الأردن الرافض لمخططات التهجير لأبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وعدته موقفاً يعبر عن الضمير العربي الأصيل، ويعزز صمود الشعب الفلسطيني في وجه مشاريع العدو الخطيرة.
وأكدت حرصها على التام على أمن واستقرار المملكة الأردنية الهاشمية وسائر الدول العربية والإسلامية، داعية إلى الإفراج الفوري عن هؤلاء الشباب، وتقدير دوافعهم الوطنية المشرفة، ومعالجة هذا الملف بروح من الحكمة والمسؤولية القومية، بما يعزّز العلاقة التاريخية الراسخة بين الشعبين الأردني والفلسطيني، في مواجهة العدو الصهيوني ومخططاته.

مقالات مشابهة

  • حكم تلقين المتوفى بعد دفنه.. دار الإفتاء تحدد الطريقة الشرعية
  • بين تكالب الأعداء وسُبل المواجهة القرآنية.. مميزات المسيرة الجهادية
  • قيادي حوثي يبيع ويؤجر أجزاء من الرصيف العام جنوب غرب إب
  • مختار جمعة: الأقصى أمانة في أعناق المسلمين جميعًا.. وموقف مصر مشرف
  • حماس: المعتقلون الأردنيون عبّروا عن ضمير الأمة وندعو للإفراج عنهم
  • حماس تصدر بيانا بشأن المعتقلين الأردنيين
  • علي جمعة: الأمة في حاجة ماسة إلى تكثيف جهود التقريب بين المذاهب
  • الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد هجوم لسمكة قرش
  • الدورات الصيفية .. الجبهة الدفاعية ضد الحروب الناعمة
  • سلاح المقاومة.. شرف الأمة