أزمة الكهرباء تحوّل مقاهي دمشق إلى مساحة للعمل والدراسة
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
دمشق - منذ عام، تتردّد ماجدة بانتظام الى مقهى في وسط دمشق بات أشبه بمكتبها حيث تنجز عملها وتعقد اجتماعاتها وتستوحي أفكارها في مجال تصميم الإعلانات، مستفيدة من توفر الكهرباء بشكل متواصل.
وتقول ماجدة(42 عاماً)، متحفظة عن ذكر شهرتها، لوكالة فرانس برس "أحتاج للكهرباء طيلة الوقت وأستوحي أفكاراً كثيرة من الناس الحاضرين هنا".
على أريكة ملوّنة وسط المقهى، تضع ماجدة عدّة العمل وأغراضها. تتوقف حيناً عن الرسم على جهاز بحوزتها، لتلاعب ليلي، الكلبة البيضاء التي لا تفارق المكان. ويحدث أحياناً أن تتبرع لنقل أكواب القهوة أو ترتيب الأرائك بعدما باتت علاقة ودّ تجمعها مع العاملين في المقهى.
وتضيف "لولا وجود المقاهي لكنت توقفت عن العمل، على وقع انقطاع الكهرباء في المنزل لساعات طويلة".
وماجدة واحدة من سوريين كثر يجدون في المقاهي مساحة لإنجاز أعمالهم، خصوصاً الطلاب والعاملين بدوام حرّ، على وقع تقنين طويل في ساعات التغذية بالتيار يصل الى عشرين ساعة.
ومنذ اندلاعها قبل نحو 13 عاماً، استنزفت الحرب قطاعي الطاقة والكهرباء مع خروج أبرز حقول النفط والغاز عن سيطرة الحكومة من جهة، وتضرّر محطات توليد وأنابيب في المعارك من جهة أخرى. وتحول العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على دمشق دون وصول بواخر النفط بشكل منتظم إلى سوريا.
مع الإقبال المتزايد من رواد يرغبون بالعمل أو الدراسة، اضطر إحسان العظمة إلى إعادة ترتيب المقهى. فأصبحت الطاولات أشبه بمقاعد دراسية، وضاعف عدد مقابس الكهرباء لشحن الهواتف والحواسيب وكذلك البطاريات التي يستخدمها لتوليد الطاقة.
ويقول العظمة (38 عاماً) إنه منذ تأسيسه المقهى قبل ثلاث سنوات، أراده أن يكون مساحة للشباب الباحثين عن مكان للعمل والدراسة، بعدما واجه الصعوبة ذاتها.
في يمين المقهى، تتصدّر طاولة مستطيلة كبيرة المشهد، تبدو أشبه بطاولة داخل قاعة اجتماعات رسمية. وعلى الطرف الآخر، تتوزّع طاولات صغيرة دائرية مع مقاعد مريحة على غرار مقاعد الدراسة. وتسود حالة من الهدوء داخل المقهى الذي يدخله الكثير من الضوء بينما بعض الرواد غارقون بين كتبهم وأوراقهم، وآخرون يتسمّرون أمام شاشات الحواسيب أو يتصفحون هواتفهم.
"ليس خياراً"
على وقع أزمة الكهرباء وشحّ الوقود، وجد العظمة نفسه يواظب حتى على النوم في المقهى.
ويوضح "أعاني كجميع الشباب من مشاكل في الكهرباء والمواصلات والتنقل، فأجد نفسي في كثير من الأيام أفضل النوم داخل المقهى بدلاً من التوجه إلى المنزل".
ويتابع "تختصر المقاهي عموماً في دمشق هذه الأيام ثلاث أزمات على الأقل، الكهرباء والانترنت والدفء".
وتشهد مناطق سيطرة الحكومة منذ سنوات ساعات تقنين طويلة وشحّاً في الوقود والغاز اللازمين لتشغيل محطات التوليد والمستخدمين في النقل والتدفئة.
وفي العام 2021، قالت السلطات إن خسائر قطاعي الطاقة والمحروقات تجاوزت مئة مليار دولار، جراء المعارك وفقدان الحكومة السيطرة على حقول كبرى فضلاً عن العقوبات الاقتصادية المشدّدة عليها.
في منطقة باب توما المعروفة بحاناتها ومقاهيها في شرق دمشق، تحوّل مقهى إلى قاعة دراسة يسودها الهدوء.
حول طاولة صغيرة، يجلس ثلاثة طلاب ينهمكون في تصفّح كتبهم تحضيراً لامتحاناتهم الفصلية.
ويقول أحدهم جورج كسارى (18 عاماً) وهو طالب في كلية المعلوماتية في جامعة دمشق لفرانس برس إن ارتياد المقهى "ليس خياراً بالنسبة إليّ بل ضرورة. هنا يتوفر الانترنت والكهرباء".
ويضيف "فور وصولي، أخرج الأجهزة كافة لأعيد شحنها، وأحضر أحياناً أجهزة شقيقتي وهي تقوم بالمثل حين تخرج إلى أي مقهى، لتبقى كافة البطاريات لدينا مشحونة".
"الحل الوحيد"
على طاولة أخرى، يستعد محمّد صباهي (22 عاماً) لبدء اجتماع عمل عبر الكومبيوتر. ويقول لفرانس برس "أنا موظف عن بُعد مع شركة خليجية، وأداوم يومياً من المقهى".
ويضع الشاب قربه حقيبة كبيرة تحوي كلّ ما يمكن أن يحتاجه خلال النهار، من وصلات كهربائية وشاحن وسواه.
ويشرح "لولا هذا المقهى لرسبت في جامعتي في السابق، ولفقدت عملي اليوم (..) هذا هو الحل الوحيد بالنسبة إليّ ولكثير من أصدقائي".
رغم أنّه يفضّل الدراسة في منزله الواقع في شرق دمشق، لكن مع ساعات التقنين الطويلة ومغيب الشمس باكراً، يجد الطالب في اختصاص الطب شادي الياس (18 سنة) نفسه يطارد بمصباح أوراقه وكتبه من غرفة إلى أخرى.
وما أن ينتهي شحن المصباح، حتى يهمّ بالتوجّه إلى أقرب مقهى لمتابعة دراسته.
ويقول "لا شيء يصمد أمام انقطاع الكهرباء الطويل".
اعتاد شادي على الوضع مذ كان طالباً في المدرسة، وحفظ منذ سنوات المقاهي الملائمة للدراسة.
ويضيف الشاب "تزدحمُ المقاهي خلال فترة الامتحانات، لذا أحرص على المجيء باكراً".
ويتابع مبتسماً "يتحول المكان إلى قاعة دراسية كبيرة، نستعير من بعضنا الأقلام والأوراق والمراجع، وأحياناً شواحن الهواتف".
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
النرويج: نتطلع للعمل مع الحكومة السورية الجديدة
أوسلو-سانا
أعرب وزير خارجية النرويج، أسبن بارث إيدي عن ترحيب بلاده بالإعلان عن تشكيل الحكومة السورية الجديدة.
ونقل موقع تلفزيون /العربي/ عن إيدي قوله في تصريح اليوم: إننا “نأمل أن تنجح الحكومة الجديدة في تلبية تطلعات الشعب السوري، ونتطلع إلى العمل معها”.
وأشار إيدي إلى أن “الحوكمة الشاملة ضرورية لمستقبل سوريا وتطورها وازدهارها”.
الحكومة السورية الجديدة النرويج 2025-03-30Remسابق تركيا ترحب بتشكيل الحكومة السورية الجديدة انظر ايضاً تركيا ترحب بتشكيل الحكومة السورية الجديدةأنقرة-سانا رحبت تركيا بتشكيل الحكومة الجديدة في سوريا، مؤكدة أن هذه الخطوة التي أعقبت مؤتمر …
آخر الأخبار 2025-03-30النرويج: نتطلع للعمل مع الحكومة السورية الجديدة 2025-03-30تركيا ترحب بتشكيل الحكومة السورية الجديدة 2025-03-30الأردن ترحب بإعلان تشكيل الحكومة السورية الجديدة 2025-03-30السعودية ترحب بإعلان تشكيل الحكومة الجديدة في سوريا 2025-03-30مراسل سانا بقصر الشعب: بدء الاجتماع الوزاري الأول للحكومة السورية الجديدة برئاسة السيد الرئيس أحمد الشرع. 2025-03-29بدء كلمة رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع خلال مراسم الإعلان عن التشكيلة الحكومية السورية الجديدة 2025-03-29القاضي الشرعي الأول بدمشق: الاثنين أول أيام عيد الفطر السعيد 2025-03-29القاضي الشرعي الأول بدمشق: غداً الأحد هو المتمم لشهر رمضان المبارك، والاثنين أول أيام عيد الفطر السعيد 2025-03-29الدفاع المدني بطرطوس يضع خطة لمواجهة كل حالات الطوارئ خلال عطلة عيد الفطر 2025-03-29الأوقاف تحدد ساحات وأماكن بجميع المحافظات لإقامة صلاة عيد الفطر
صور من سورية منوعات أول دراسة سريرية بالعالم… زراعة الخلايا الجذعية تحسن الوظائف الحركية لمرضى الشلل 2025-03-26 جامعة ناغازاكي تطور “مرضى افتراضيين” لتدريب طلاب كلية الطب 2025-03-24فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |