موقع النيلين:
2024-07-03@18:13:10 GMT

المساس بسيادة مصر.. لو تعلمون

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT


فى ظل عبثية المشهد الإسرائيلى ومغامرات اليمين المتطرّف بقيادة رئيس الوزراء نتنياهو، التى خرجت عن كل الأطر السياسية، والعسكرية، والاقتصادية.

يمارس «نتنياهو» كل التناقضات، متخبّطاً كمن يريد إحراق الأرض التى يزعمون كذباً أنها حق لهم! يرفض تارة عودة النازحين إلى الشمال، ثم يعود ليُصرح بأنه سيفتح ممرات آمنة قبل بدء الهجوم على رفح لعودة النازحين من سكان قطاع غزة إلى الشمال أو خان يونس.

يُمعن فى إشعال نيران الاستفزاز السياسى حين يعرّض معاهدات سلام دولية وُقِّعت فى حضور قادة العالم للتعليق الفورى، وفق ما ورد فى التصريحات الرسمية من مصر إذا ما تجرأ على المساس بمنطقة محور فيلادلفيا أو دفع سكان قطاع غزة داخل الحدود المصرية.

يبدو أن ذاكرة المراهق نتنياهو غاب عنها أن استفزاز مصر أمنياً وعسكرياً هو بمثابة شهادة وفاة تختتم كل سلاسل الفشل التى توالت على مغامراته، فهو لم يُحقّق أى نصر استراتيجى على المقاومة، حتى عندما حاول التلويح -كوسيلة هروب من فشله- بارتكاب مجازر جديدة فى رفح، واهماً أن التلويح بهذه العملية سيُشكل ورقة ضغط على حماس، ولو على حساب جُثث المزيد من آلاف الأبرياء، كمحاولة لإجبار «حماس» على قبول صفقة على هوى اليمين المتطرف.

عسكرياً، نجحت المقاومة فى تكبيد الجيش الإسرائيلى خسائر فادحة فى حرب المدن داخل مختلف مناطق غزة وغيرها من المدن. واقتصادياً، نقلت صحيفة إسرائيلية متخصّصة فى الاقتصاد أرقاماً أولية لوزارة المالية بأن تكلفة الحرب التى تخوضها إسرائيل ستصل إلى 51 مليار دولار حال استمرارها لأشهر قادمة، بالإضافة إلى تخفيض وكالة «موديز» لخدمات المستثمرين تصنيف الحكومة إلى درجة أدنى، بعدما تم تخفيض التصنيف الائتمانى لإسرائيل، ومع تزايد التكاليف المالية، فإن إسرائيل تسير فى طريقها لأحد أكبر عجز فى الميزانية هذا القرن.

التعنّت الصهيونى دفع إلى امتداد الصراع ليشمل دول العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان، بالإضافة إلى دخول أطراف إقليمية ودولية، رغم تصريحات كل الأطراف بأنها لا تسعى إلى تصاعد الموقف إلى مواجهة مباشرة بينهما.

مخاوف التصعيد العسكرى تظل قائمة، تحديداً مع وجود عامل مهم فى هذه الصراعات المتبادلة، بأنها لا توشك على الانتهاء ولا تطرح خطة جادة واضحة لتسوية سياسية، سواء على صعيد القضية الفلسطينية أو إشكالية الصراع على النفوذ فى المنطقة العربية بين القوى الدولية والأطراف الإقليمية، حيث يواجه الأول تحدياً غير مسبوق من دول إقليمية تتجاوز أبعاده الاستراتيجية حدود الجغرافيا، لتمتد إلى قضايا الأمن القومى لكل منهما، إذ تشعر دول إقليمية بأن إقصاءها عن ترتيبات ملامح النظام الشرق أوسطى الذى تُعاد صياغته أمر غير مقبول، خصوصاً أنها تجاور دول المنطقة العربية وتحتفظ بمصالحها مع أغلب هذه الدول.

فى المقابل، الممارسات الوحشية من جانب إسرائيل تغلق المزيد من الطرق أمام أى بارقة أمل للتوصّل إلى وقف تام للحرب، مما وضع الرئيس الأمريكى بايدن فى موقف لا يُحسد عليه قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية بعد عجزه عن تحقيق أى نجاح على صعيد السياسة الخارجية يضع حداً للتدنى المستمر فى فرص فوزه بالانتخابات القادمة.

الأجواء ما زالت تترقّب نتائج كل الجهود الدبلوماسية لوقف نزيف الدماء فى قطاع غزة وإعادة أجواء الاستقرار إلى المنطقة العربية. مصر تقود مسارات هى الأكثر حرصاً على ضمان الأمن القومى العربى.

قوة وفاعلية الدور الذى تبنّته القيادة السياسية نجحتا فى تحقيق التوازن على عدة جبهات.. وكذلك الالتحام مع الموقف الشعبى المصرى فى دعم القضية الفلسطينية ورفض التلاعب بمقدراتها عن طريق تهجير الشعب الفلسطينى أو التعدى على سيادة الأرض المصرية.

أكثر هذه المواقف وضوحاً عبّر عنه موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى الصارم من تعريض اتفاقية السلام المصرية – الإسرائيلية للتعليق إثر بعض هلاوس اليمين المتطرّف الإسرائيلى حول المساس بمنطقة محور فلادلفيا.. وتحرص مصر على إبقاء حركة تواصل دبلوماسى مكثف مع جميع الأطراف بلا استثناء.

الأطراف الإقليمية بالتأكيد أصبحت رقماً مؤثراً فى المعادلة السياسية والاستراتيجية، مما يرجّح أخذ حساباتها فى عين الاعتبار مع ترتيبات المنطقة مستقبلاً.

من جهة أخرى، مصر هى قوة فاعلة ظهر تأثير دورها عربياً ودولياً منذ بدء عملية «طوفان الأقصى»، وبالتالى فإن حكمة التوازن الذى حقّقته منذ 2014 فى مسار سياسة خارجية رشيدة كانت تقضى بالتغاضى عن أى توترات سابقة فى سبيل احتفاظ مصر بعلاقات متوازنة تمكنها من استمرار جهودها للوصول إلى تهدئة فى المنطقة العربية، بعيداً عن التدنى لمتاهات المتاجرة والشعارات التى أحاطت بالقضية الفلسطينية منذ 1945.

وتبدّت استقلالية القرار السيادى المصرى بكل مظاهرها عن الارتباط بمنظور قوى دولية ظلت إداراتها المتعاقبة تنظر إلى الأطراف الإقليمية من زاوية بعيدة عن مصالح دول عربية.. رؤية بالتأكيد لا تتفق فى مواقف كثيرة مع مصالح شركاء تجمعهم جغرافيا منطقة الشرق الأوسط.

لينا مطلوم – الوطن نيوز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المنطقة العربیة

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية: ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للهجرة واللجوء في المنطقة

أكدت جامعة الدول العربية اليوم الأربعاء ضرورة معالجة الأسباب الجذرية الدافعة لتدفقات الهجرة واللجوء مبينة أهمية الربط بين الهجرة والتنمية وتعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة في المجالين الإنساني والإنمائي.

جاء ذلك في كلمة ألقاها أمين عام الجامعة أحمد أبوالغيط أمام (مؤتمر الاستعراض الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في المنطقة العربية) بمقر الجامعة وبحضور رئيس مجلس وزراء ليبيا عبدالحميد الدبيبة ومنسق شبكة الأمم المتحدة للهجرة والمدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أيمي بوب.

وقال أبوالغيط إن “الهجرة من وإلى المنطقة العربية تمثل قسما مهما من الهجرة العالمية وتسهم في تشكيل الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة والعالم أكثر من أي وقت مضى” لافتا إلى أن المنطقة العربية تستضيف ما يقدر بنحو 4ر41 مليون مهاجر ولاجئ وتعتبر منشأ لنحو 8ر32 مليون مهاجر ولاجئ.

وأضاف أن “المنطقة تعاني تحديات مختلفة زادت حدتها في العقدين الأخيرين وأثرت تأثيرا كبيرا على عملية التنمية فيها كما ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وزادت من الأعباء التي تتحملها دولها”.

وأوضح أن إطار هذا التأثير توسع ليندرج ضمنه زيادة العوامل الدافعة للهجرة وزيادة وتيرة هجرة العقول والكفاءات والهجرة غير النظامية وما يرتبط بها من مخاطر كبيرة منها تعرض المهاجرين للاتجار بالبشر من قبل عصابات التهريب.

وأشار في هذا الصدد الى مخاطر التنقل البشري جراء تغير المناخ في ظل ما تتعرض له المنطقة العربية أصلا من تهديدات مباشرة كبيرة جراء التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.

وفي المقابل نوه أبوالغيط بزيادة الوعي العربي والعالمي بالمسائل المتعلقة بالهجرة البيئية خلال العقد الماضي حتى انعكس ذلك في الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية الذي دعا الى فهم أعمق لتغير المناخ كأحد المحركات الهامة للهجرة وإلى تطوير استراتيجيات التكيف والمرونة مع مراعاة الآثار المحتملة على الهجرة والنزوح.

وأشار الى أن هناك جهودا ومبادرات عربية مقدرة في هذا الشأن خلال الدورتين السابقتين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ المنعقدتين في المنطقة العربية وتحديدا في مصر والإمارات.

وذكر في هذا الإطار أن الجامعة العربية ترصد ب “قلق متزايد” المصاعب التي يواجهها المهاجرون من المنطقة العربية إلى الخارج في الفترة الأخيرة كما تتابع بقلق معلومات عن تعرض بعضهم للممارسات العنصرية المرفوضة والتمييز و(الإسلاموفوبيا) والتهميش ما يؤدي إلى صعوبة اندماجهم في المجتمعات.

وأوضح أن الحروب “كانت دافعا أساسيا للهجرة على مر التاريخ الإنساني وللأسف تعرضت المنطقة العربية لحروب وصراعات بالمنطقة أدت إلى ارتفاع أرقام الهجرة والنزوح على نحو مقلق”.

وأشار في هذا المجال إلى ما يحدث بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وباقي الأراضي المحتلة منذ تسعة أشهر من التعرض لكافة أشكال الانتهاكات من قتل وتهجير وترويع وحصار وتجويع.

وأكد ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه ما يحدث في قطاع غزة واتخاذه إجراءات حاسمة وسريعة لحماية الشعب الفلسطيني وذلك بإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري لعدوانها ضد المدنيين ووقف كافة محاولات التهجير القسري والتطهير العرقي والتدمير المنهجي للشعب الفلسطيني.

ويناقش المؤتمر على مدى يومين عبر جلسات رفيعة المستوى توسيع مسارات الهجرة النظامية والحد من الهجرة غير النظامية وأنماط واتجاهات الهجرة في المنطقة العربية وضمان حق وصول المهاجرين إلى الخدمات الأساسية وحماية العمال المهاجرين وتمكينهم وتفعيل دورهم في عملية التنمية المستدامة في بلدان المنشأ والمقصد.

كما يناقش موضوع حقوق الإنسان لجميع المهاجرين ولاسيما الأشد ضعفا وتعزيز التعاون الوطني والثنائي والدولي في مجال الهجرة ومساهمة شبكة الأمم المتحدة للهجرة في تنفيذ الاتفاق العالمي للهجرة في المنطقة العربية.

ويشارك في تنظيم المؤتمر إلى جانب الجامعة العربية العديد من المنظمات المعنية منها لجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) وشبكة الأمم المتحدة للهجرة والمنظمة الدولية للهجرة.

ومثل دولة الكويت في المؤتمر نائب مندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية المستشار عبدالعزيز العجمي.

المصدر وكالات الوسومالجامعة العربية الهجرة

مقالات مشابهة

  • وزراء فلسطين يؤكد سعي حكومته لتحقيق الاستقرار المالي بالتنسيق مع مُختلف الأطراف العربية والدولية
  • ممثل الحاج حسن في مؤتمر عن الغذاء الصحي والتنمية المستدامة: للعودة الى نبع العلوم العربي والشرقي
  • الجامعة العربية: ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للهجرة واللجوء في المنطقة
  • المندوبية الدائمة لدولة فلسطين تشارك في اجتماع المؤتمر السادس الإقليمية لمقاطعة إسرائيل
  • انطلاق الدورة الـ96 لمؤتمر ضباط اتصال المكاتب الإقليمية لمقاطعة لإسرائيل بالجامعة العربية
  • كيف نظر العالم لثورة 30 يونيو فى مصر؟.. الدول العربية أيدت الأمر لمعرفتها بخطر الجماعات الظلامية
  • التنازلات الكبرى لأجل المصالحة والحقيقة (٣)
  • سفراء الدول والمنظمات: ثورة 30 يونيو أعادت لمصر مكانتها الإقليمية
  • في بغداد.. اجتماع قريب للجنة الاتصال العربية بشأن سوريا
  • لجنة الاتصال العربية الخاصة بسوريا تعقد قريبا اجتماعا في بغداد