ترجع علة الربا وتحريمه على المسلمين، إلى الأموال الربوية المُتَّفق عليها هي الأصناف الستّة، وهي: الذهب، والفضة، والبُرّ، والشعير، والتمر، والملح، وقد ورد عن جمهور العلماء أنّ الربا لا ينحصر في هذه الأصناف، واستدلّوا على ذلك بحديث ابن عمر -رضي الله عنه- قال :(نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنِ المُزَابَنَةِ، أَنْ يَبِيعَ ثَمَرَ حَائِطِهِ إنْ كَانَتْ نَخْلًا بتَمْرٍ كَيْلًا، وإنْ كانَ كَرْمًا أَنْ يَبِيعَهُ بزَبِيبٍ كَيْلًا، وإنْ كانَ زَرْعًا أَنْ يَبِيعَهُ بكَيْلِ طَعَامٍ، نَهَى عن ذلكَ كُلِّهِ.

)، وهذا دليل على أنّ الربا يكون أيضاً في أنواع أخرى. كذلك علة الربا في النقدَين، وهناك وجهين، الوجه الأول: أنّ علة الربا فيهما هي الوزن؛ فالربا يكون في الطعام، وما يُوزَن فقط، وفي الذهب والفضة؛ لأنّهما موزونان.

«البحوث الإسلامية»: ألف عام والأزهر الشريف الحق عنوانه وصوت العدل محرابه في التعامل مع قضايا المسلمين مفتي الجمهورية: لا حرمة في احتفال المسلمين بميلاد المسيح

 أما الوجه الثاني: أنّ علة الربا فيهما الثمنية، وهذا مذهب الشافعي، ومذهب مالك، ومذهب أحمد في رواية ثانية عنه، وقال بذلك ايضاً ابن القيم، وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهما الله -، وهذه هي العلة المُتَّفق عليها، وعلى هذا فإنّ الربا يقع في الأوراق النقدية التي نتعامل بها في عصرنا الحالي.

 وحول أقوال العلماء في علة الربا في الأصناف الأربعة، ما يلي: القول الأول: قول أبي حنيفة، والمشهور في المذهب الحنبلي، والذي يتلخّص في أنّ العلة في المكيل بشرط توافق الجنس؛ أي من نوع واحد، وعدم اشتراط أن يكون ممّا يُؤكل؛ فالربا يكون في كلّ ما يُكال؛ سواءً يُؤكَل، أم لا، مثل: الحبوب، والأرز، والقطن، والصوف، والحناء، والحديد، والنحاس، ولا يكون الربا في الطعام الذي لا يُوزَن. 

القول الثاني: قول الشافعي، ورأي من مذهب الحنبلي، وهو أنّ العلة في الطعام، فهي في كلّ مأكول من جنس واحد؛ سواء كِيلَ، أو وُزِنَ، مثل: الحبوب، والحلوى، والفواكه، والتوابل. القول الثالث: قول المالكية، وهو أنّ العلة في القوت المُدَّخر؛ فهي في الطعام الذي يُدَّخر، والقوت المُدَّخر هو: الطعام الذي يُخزَّن، ويبقى مدّة طويلة مُدَّخراً دون أن يتعرّض لضرر، مثل: الملح، والتوابل. أثر الاختلاف في علة الربا ما يترتّب على الاختلاف في علة الربا يختلف باختلاف المذهب، والعلّة التي تُحرّم الربا؛ فمثلاً لا يجوز إقراض البيض بالبيض، والتفاح بالتفاح؛ وذلك لأنّه مطعوم بالنسبة إلى الشافعية، ومتماثل الجنس بالنسبة إلى الحنفية، ولا يجوز إقراض ثوب بثوب من الجنس نفسه، ومن قال بهذا القول علّل عدم الجواز أنّه بسبب تماثُل الجنس. بينما يتلخّص القول الآخر في أنّه يجوز؛ لأنّ الجنس لا يُحرّم الربا وحده، كالشافعية، ويجوز أن يُباع ثوب بثوب من جنس آخر، ولا يُحرم هذا البيع؛ لأنّه ليس من الجنس نفسه، وليس طعاماً، ولا يجوز تسليم مال بمال؛ بسبب علة الجنس عند الحنفية، والثمنيّة عند الشافعية، وهكذا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشافعية جمهور العلماء فی الطعام

إقرأ أيضاً:

هل يجوز الوضوء بالحمام بدون ملابس فى رمضان.. وهل يشترط ستر العورة؟

يرغب البعض وهو يستحم فى الوضوء، وحينئذ يكون عاريا بدون ملابس فيسألون هل يجوز الوضوء فى الحمام بدون ملابس؟، فى هذا الصدد قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، لا مشكلة فى الوضوء فى الحمام بدون ملابس، فالوضوء هو إزالة المانع من صحة الصلاة، ولا يشترط فيها أن يكون المسلم مستور البدن.

وأشار الورداني إلى أن فكرة أنه ليس في ذلك حياء من الله، فهذا صحيح، ولكن ليس معنى ذلك أن الوضوء يصبح باطلًا أو ناقص الثواب، فوضوءه صحيح وليس فيه ما ينقص الثواب ولا إساءة الأدب، فإن أراد أن يفعل ذلك، فليتوضأ مادام وضوءه كامل الأركان ومستوفي الشروط.

هل يجوز الوضوء فى الحمام عاريا ؟

قال الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الوضوء لا يشترط فيه ستر العورة لأنه ليس صلاة فهو وضوء وطهارة من أجل الصلاة.

خاب وخسر من ضيعها.. أثمن 3 ساعات في رمضان يستجاب فيها الدعاءدعاء واحد قاله سيدنا النبي قبل أن يصلي.. ردده طول رمضان

وأضاف "عثمان"، خلال فتوى مسجلة له، فى إجابته عن سؤال أحد المتابعين يقول فيه (هل يجوز الوضوء بدون ستر العورة؟)، أنه لا بأس أن يتوضأ الإنسان بعد استحمامه أو اغتساله من الجنابة وهو عارٍ غير مرتدٍ ملابسه وكذلك المرأة، مشيرًا إلى أن كشف العورة فى أثناء الوضوء ليس من نواقض الوضوء.

وتابع: يجوز الصلاة بذلك الوضوء بعد خروجه من الحمام.

واستشهد بأن النبى صلى الله عليه وسلم، كان يغتسل هو والسيدة عائشة رضى الله عنها من إناء واحد.

هل يشترط فى الوضوء ستر العورة ؟

أجاب الشيخ محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليه خلال فتوى مسجله له، مضمونة( هل يصح الوضوء بالملابس الخفيفة؟).

وأوضح، أن الوضوء بملابس أمر عادى لا حرج فى ذلك، فالوضوء من غير ملابس يجوز ولا حرج به، حيث ان ستر العورة شرط لصحة الصلاة وشرط لخروجي أمام الناس.

مقالات مشابهة

  • رئيس مركز الفكر الإسلامي والدراسات المعاصرة: على المسلم مجاهدة نفسه على طريق الحق
  • ضرورة إبادة الجنس البشري
  • وكيل الأزهر: الصيام تدريب للنفس للوقوف على حدود الله تعالى
  • علي جمعة: يجوز للمرأة التعطر لكن بشروط
  • هل يجوز تأخير صلاة الفجر بسبب العمل؟.. دار الإفتاء تجيب
  • هل يجوز إخراج زكاة الفطر للأخ المحتاج .. الإفتاء ترد
  • خير وأحب إلى الله.. عالم أزهري يكشف الصفات المقصودة بـ المؤمن القوي
  • ترامب: الناتو يمكن أن يكون قوة من أجل الخير
  • صلاة العشاء والتراويح من الجامع الأزهر ليلة 13 رمضان | بث مباشر
  • هل يجوز الوضوء بالحمام بدون ملابس فى رمضان.. وهل يشترط ستر العورة؟