RT Arabic:
2024-07-05@12:55:21 GMT

سويسرا تنحرف نحو الناتو

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

سويسرا تنحرف نحو الناتو

على الرغم من وجود دول تتخذ مواقف مماثلة مثل أيرلندا والنمسا وكوستاريكا، إلا أن سويسرا لا تزال صاحبة المكانة الفردية الأقدم والأقوى في مسألة الحياد على مستوى العالم.

إقرأ المزيد مشروع "نفي" اليهود إلى "مدغشقر"!

يعد الحياد ركيزة محورية في السياسة الخارجية السويسرية، وهذا الموقف يمنع هذا البلد الواقع في قلب أوروبا من المشاركة في الحروب والنزاعات المسلحة، وكذلك الانضمام إلى التحالفات العسكرية.

بوادر حياد سويسرا تعود جذورها إلى عام 1515، حين منيت الكونفدرالية السويسرية بهزيمة ساحقة على يد الجيش الفرنسي بقيادة الملك الجديد في ذلك الوقت فرانسوا الأول في معركة "مارينيانو" بالقرب من مدينة ميلانو الإيطالية.

عقب تلك الهزيمة التي توصف بأنها كانت دموية والأكثر تدميرا بالنسبة للسويسريين على الإطلاق، تخلت الكونفدرالية السويسرية عن سياسات التوسع، واختارت تجنب الصراعات في المستقبل للحفاظ على بقائها.

خلال مؤتمر فيينا في عام 1815، وقعت الأطراف المشاركة إعلانا رسميا يؤكد "حياد سويسرا الدائم" داخل المجتمع الدولي، وكان ذلك في أعقاب حروب نابوليون التي هزت بعنف أوروبا.

المؤرخ أوليفييه ميولي يرى أن الدول الأوروبية الأكثر قوة فرضت في تلك المناسبة الحياد على سويسرا، لأنها كانت مصممة على عزل فرنسا، فما مدى هذا الحياد؟ وما هي أفاقه المستقبلية؟

هذه الدولة الأوروبية الصغيرة التزمت لعدة قرون بسياسة الحياد خلال النزاعات الإقليمية والدولية المسلحة، وفي عام 1907 أضفت الطابع الرسمي على هذا النهج بتوقيع اتفاقية لاهاي التي تنظم حقوق والتزامات الدول المحايدة في حالة الحرب.

سويسرا حافظت على موقف الحياد خلال الحرب العالمية الأولى، وحينها قامت باستنفار جيشها واستقبلت اللاجئين لكنها رفضت أيضا الانحياز عسكريا إلى أي من الطرفين.

لاحقا في 13 فبراير عام 1920، اعترفت عصبة الأمم رسميا بحياد سويسرا التقليدي، واستقر مقرها في جنيف.

 التحدي الأكبر للحياد السويسري كان خلال الحرب العالمية الثانية، حين وجدت سويسرا نفسها محاطة بقوى المحور، في ذلك الوقت العصيب حافظت سويسرا على استقلالها من خلال الوعيد بالرد في حالة تعرضها للغزو، فيما استمرت في التجارة مع ألمانيا النازية، وهو قرار اثار جدلا بعد انتهاء تلك الحرب المدمرة.

مظاهر التغير في مفهوم الحياد السويسري:

بعد نهاية الحرب الباردة، حدث تغيير في مفهوم الحياد، وشاركت سويسرا في تطبيق العقوبات الاقتصادية التي فرضت على العراق خلال حرب الخليج في عام 1991.

التطور الثاني في هذا الاتجاه أن سويسرا انضمت في عام 1996 إلى برنامج الشراكة من أجل السلام التابع لحلف شمال الأطلسي، كما أنها أرسلت في عام 1999 متطوعين غير مسلحين لدعم جهود حفظ السلام في كوسوفو.

وفي تطور آخر، صوت الناخبون السويسريون في استفتاء أجري في عام 2001 بفارق ضئيل لصالح تسليح الأفراد العسكريين السويسريين المنتشرين في بعثات السلام، وفي عام 2002 انضمت إلى الأمم المتحدة.

على الرغم من أن سويسرا ليست عضوا في الناتو، إلا أنها تتعاون مع الحلف في إطار "الشراكة من أجل السلام".

حياد سويسرا الطويل لا يمنعها من الاحتفاظ بجيش مناسب للأغراض الدفاعية، وتجري الخدمة العسكرية بدوام جزئي لجميع الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما.

الجيش الكونفدرالي السويسري يضم عددا قليلا فقط من الأفراد العسكريين النظاميين، وينص دستور البلاد على الخدمة العسكرية الإجبارية للرجال، بينما هي طوعية بالنسبة للنساء.

أفراد الجيش السويسري يحتفظون بأسلحتهم في منازلهم، ويثير هذا الأمر داخل المجتمع الجدل بصورة منتظمة وذلك على خلفية حدوث جرائم قتل أو انتحار بواسطة هذه الأسلحة.

الرجال السويسريون الذين لا يرغبون في أداء الخدمة العسكرية، يمكنهم بدلا من ذلك أداء خدمة مدنية، إلا أن مدتها أطول من الخدمة العسكرية مرة ونصف.

حياد سويسرا بين الثبات والتحول:

وبشأن المستجدات الأخيرة، ساندت سويسرا وهي دولة ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي منذ البداية العقوبات الأوروبية التي فرضت على روسيا على خلفية العملية العسكرية الجارية في أوكرانيا.

بيرن واصلت هذا النهج الي يتعارض مع مفهوم الحياد، نهاية العام الماضي بتجميد أصول مالية روسية والالتحاق بحزمة عقوبات أوروبية فرضت قيودا على 61 شخصا و86 شركة ومؤسسة.

هذا الموقف السويسري دفع نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة بوزارة الخارجية الروسية، إيفان نيتشايف منتصف العام الماضي إلى التعليق بالقول إن هذا البلد فقد حياده.

وفي المناسبة ذاتها، قال سفير روسيا لدى بيرن سيرغي غارمونين، في تصريح بهذا الشأن لصحيفة سويسرية إن "روسيا لم تهدد الاتحاد مطلقا. على العكس من ذلك، لعبت بلادنا دورا حاسما في تشكيل الدولة السويسرية، وبعد نتائج مؤتمر فيينا لعام 1815، أصبحت روسيا، إلى جانب القوى العظمى الأخرى، ضامن حيادها الأبدي.. واليوم لا ينبغي أن يكون لدى السويسريين أي مخاوف بشأن نوايا بلدنا، لكن من الواضح أن تقارب الاتحاد مع الناتو، الذي تدفعه بعض القوى الخارجية والداخلية إليه، لن يفيدنا بشكل واضح".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أدولف هتلر أرشيف حلف الناتو الخدمة العسکریة فی عام

إقرأ أيضاً:

نقص ذخائر ومعاناة كبرى.. كبار قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالبون بهدنة في غزة

في تغير ملحوظ من جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن كبار قادة الجيش، قولهم بإنهم يريدون وقفًا لإطلاق النار في القطاع، حتى إذا أدى ذلك إلى عدم تحقيق أهداف الحرب، ما يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الجيش الإسرائيلي ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي عارض مرارًا وتكرارًا أي هدنة دون الشروط الإسرائيلية، والتي ترى أن بقاء الفصائل الفلسطينية أمرًا مستحيلًا.

ويعتقد الجنرالات وكبار القادة بجيش الاحتلال، أن الهدنة ستكون أفضل طريقة للإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، لدى الفصائل الفلسطينية.

الجيش الإسرائيلي لم يستعد لحرب طويلة

يقول الجنرالات إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يستعد لحرب طويلة الأمد، ولم يجهز أفراده لهذه الحرب، وهي الأطول منذ عقود، كما يعتقدون أن القوات الإسرائيلية تحتاج إلى وقت للتعافي في حالة اندلاع حرب برية ضد حزب الله، في ظل توتر الصراع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

كبار القادة التي نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرها وفقًا لحديثهم، هم من القيادة العسكرية الإسرائيلية، والمعروفة باسم منتدى الأركان العامة، والتي تتكون من حوالي 30 جنرالًا رفيع المستوى، بما في ذلك رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي هارتسي هاليفي، وقادة الجيش والقوات الجوية والبحرية، ورئيس المخابرات العسكرية.

تحول كبير في تفكير جيش الاحتلال الإسرائيلي

مع اقتراب الحرب على قطاع غزة من شهرها التاسع، يعكس موقف الجيش الإسرائيلي من وقف إطلاق النار، تحولًا كبيرًا في تفكيره خلال الأشهر الماضية.

ويعاني جيش الاحتلال الإسرائيلي من أن الدبابات لم تعد محملة بكامل طاقتها من القذائف، في وقت يحاول فيه الحفاظ على مخزونه في حال اندلاع حرب ضد حزب الله، بحسب اثنين من كبار قادة جيش الاحتلال.

القذائف في الجيش الإسرائيلي بدأت تنفذ

أكد خمسة مسؤولين وضباط أن القذائف والذخائر في الجيش الإسرائيلي بدأت تنفذ، في أعقاب ذلك، يفتقر الجيش أيضًا إلى قطع غيار الدبابات والجرافات العسكرية والمركبات المدرعة.

كما يعاني جيش الاحتلال الإسرائيلي من نقص في عدد الجنود، وعدم ثقة الضباط في قدراتهم، وأزمة ثقة في القيادة العسكرية ناجمة عن الفشل في صد هجوم الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر.

مقالات مشابهة

  • "ستولتنبرج" يأمل انضمام أوكرانيا للناتو خلال 10 سنوات.. ويدعو لزيادة المساعدات العسكرية
  • تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /04.07.2024/
  • تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /03.07.2024/
  • "التلغراف": الناتو لن يوجه الدعوة إلى أوكرانيا للانضمام بسبب الفساد
  • تعامل الفريق البرهان والقيادات العسكرية المحيطة به مع أزمات السودان الحالية لن تفلح قطعاً
  • "بوليتيكو" تنشر تقريرا عن أول خطوة سيتخذها ترامب تخص "الناتو" وأوكرانيا وجورجيا حال انتخابه رئيسا
  • نقص ذخائر ومعاناة كبرى.. كبار قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالبون بهدنة في غزة
  • الاتحاد الأوروبي يغرم أسكتلندا وسويسرا والمجر
  • تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانآخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /02.07.2024/
  • NYT: جنرالات الاحتلال يخشون من حرب أبدية ويدعمون وقف إطلاق النار