صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-26@03:56:35 GMT

البرهان بين خيار الحرب والتفاوض

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

البرهان بين خيار الحرب والتفاوض

زين العابدين صالح عبد الرحمن

السؤال الذي يدور في مجالس الحوار و الوسائط الإعلامية، و الإعلام و الصحافة و المحللين السياسيين، بعد كل حديث و خطاب للفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش… هل سوف يقبل بدعوات التفاوض مع الميليشيا أم أنه يريد مواصلة الحرب حتى تكون البندقية هي القول الفصل في الحرب؟ و هل حسم الميليشيا و التفاوض معها هو تناقض في الخطاب أم هو الرأي و الحرب و المكيدة؟

أن الإجابة على السؤال تستشف من خطابات البرهان في منابر الحاميات العسكرية، و أيضا في المؤتمرات الصحفية التي يعقدها داخل السودان و خارجه، و من خلال مجمل الخطابات تتبين رؤية البرهان المركزية، باعتباره قائد الجيش و ليس البرهان رئيس مجلس السيادة، و كل واحدة من الوظيفتين تحتم عليه استخدام لغة تتناسب مع المقام… البرهان لا يستخدم مصطلح التفاوض و لا يبدأ به حديثه في المنابر العسكرية، إلا بعد أن يطرح الرؤية العسكرية بالكامل في رفع الروح المعنوية للمقاتلين ضباطا و جنودا، و يؤكد في الخطاب أن الحسم العسكري هو الهدف، و بعد ذلك يأتي التفاوض مقرون بشروط ما كان قد وقعته ميليشيا الدعم في إعلان المباديء في منبر جدة في مايو من العام الماضي.

و معلوم أن الميليشيا رفض تنفيذ ما وقعت عليه لأسباب عديدة.. هذا الرفض يؤكد عند قيادة الجيش أصبح هناك خيارا واحدا هو الاستمرار في القتال حتى النصر…

تجد المسألة تختلف بعض الشيء عندما يقف البرهان مخاطبا الإعلام في المؤتمر الصحفي، و هو دون بزته العسكرية، فيخرج من الخطابات الحماسية باعتبار أن المنبر يتطلب لغة مغايرة، و يريدها أن تسوق ليس في إطار الدولة التي يزورها، و أنما لكل العالم، حينئذ يقدم خطابا فيه شيء من الين.. و يتوافق مع الحدث و المقام، و يقدم في حديثه التفاوض باعتباره أحد وسائل الحل المطلوبة، و يتلاءم مع المقام، لكن التفاوض نفسه مقرون بشروط إعلان المباديء.. أو تصور جديد للتفاوض… و يتضح من خطابات البرهان أن التفاوض ليس هو الغاية، و لكن يعتبر احد الآليات التي يمكن اللجوء إليها، و هنا تكمن قدرة البرهان على المناورة.. و تحدث ارتجاجا عند المستمعين للخطابين.. حيث تتصاعد الانفاس وسط الراغبين في مواصلة الحرب حتى النصر، و بين الراغبين في المفاوضات.. المجموعة الأولى تعتقد أن البرهان يريد أن يوقف الحرب حتى يجعل للميليشيا دورا أخر في العملية السياسية، و هذا الدور الأخر سوف يفتح الباب مرة أخرى لعودة قحت للساحة السياسية.. و يبدأ النقد و الهجوم على البرهان… المجموعة الثانية ترحب بحديث البرهان و تعتبره تحولا جديدا في سياسة البرهان.. و تبداتبني إستراتيجيتها على التفاوض و تخرج حملتها بهدف أن تخلق رأيا عاما مؤيدا للبرهان، حتى تفجأ مرة أخرى بخطاب ناري يعيدها للمربع الأول.

استطاع البرهان منذ اليوم الأول للحرب أن يستخدم هذه المناورة السياسية، دون أن يفقد مناصرة أغلبية الشعب له.. و يعود ذلك أن المناورة التي يطبقها البرهان ليست قاصرة عليه شخصيا.. أنما هي إستراتيجية متفق عليها في القيادة العسكرية.. و يبين ذلك وجود فراودة يساعدون البرهان على إنجاز هذه المهمة، و يتمثلوا في مساعد القائد العام الفريق أول ياسر العطا و أخيرا الفريق إبراهيم جابر و قيادات الفرق و المناطق و قيادات الحركات الواقفة مع الجيش.. كل هؤلاء الفراودة تتمثل مهمتهم في: الأول رفع الروح المعنوية للجيش.. الثاني احتفاظ العلاقة القوية بين الجيش و الشعب في كل مناطق السودان.. ثالثا الحرب النفسية ضد الميليشيا و اتباعها.. رابعا خلق حالة من الضبابية للقوى التي يعتقد إنها داعمة للميليشيا، و الحالة الضبابية تجعلها غير قادرة على وضع استراتيجية مضادة، لأنها غير متيقنة أي الرؤيتين سوف يتم التركيز عليها، و هذا التناقض يبدو ظاهرا في خطابها؛ مرة تتحدث عن ثورة شعبية أو تجمع مدني واسع لوقف الحرب، و مرة عن تدخل إقليمي أو دولي في السودان، و مرة تنادي بتطبيق البند السابع في ميثاق الأمم المتحدة، الأمر الذي يوضح حالة الإرباك التي تعيشها ..الغريب أن هؤلاء يعلمون أن التدخل الدولي لن ينجح في ظل الصراع الاستراتيجي الدولي المستعر، و تدخل الدول فرادى ايضا لا يمكن في ظل الحروب الدائرة الآن في المنطقة و حرب روسيا و أوكرانيا و بحث الصين قاعدة لها في المحيط الاطلنطي. إلي جانب الاختلال الامني في البحر الأحمر.

أن الفريق أول ياسر العطا في حركته في أم درمان بهدف الإسراع أن تعلن أم درمان منطقة خالية من التمرد، و الإعلان سوف يعطي دفعة قوية لمناطق أخرى تسير بذات الكيفية و القوة لخروج عناصر الميليشيا من مناطقها.. الأمر الذي يؤكد أن الجيش يميل للحسم العسكري إما انتصارا ميدانيا أو استسلام الميليشيا و قبول شروط الجيش، و في أخر خطاب للبرهان في قيادة المنطقة 19 مشاة بالدبة في الشمالية قال ( لابد من إنهاء سرطان متمردي ميليشيا آل دقلو الإرهابية بدعم الشعب السوداني الذي التفه حول الدولة و الجيش) و عن وصول الإغاثة للميليشيا قال البرهان ( هذا لن يكون إلا بعد وقف هذه الحرب، و خروج الميليشيا من منازل المواطنين و المؤسسات الحكومية و الخدمية، و من كل المدن التي قاموا بنهبها و احتلالها في نيالا و الجنينة و مدني والخرطوم، و إرجاع كل المنهوبات التي قاموا بسرقتها) و الملاحظ: كل ما تقدم الجيش يصعب على الميليشيا الشروط.. كانت في الأول الخروج من بيوت المواطنين و المؤسسات الحكومية و الخدمية.. أضيفت إليها الآن “إرجاع كل المنهوبات و هذا يعني محاسبة الذين قاموا بالنهب و السرقة”.

أن خطابات البرهان رغم تباينها في مقامات مختلفة لكنها تنطلق من إستراتيجية واحدة، هي إنهاء الميليشيا و عدم قبول أي دور لها مستقبلا، إن كان عسكريا أو سياسيا، و لغة التفاوض هي مناورة تساعد على تهدئة العملية السياسية، و أيضا تهدئة حالة القلق التي تظهرها بعض الدول، و المنظمات الإقليمية و الدولية.. و كان البعض يراهن على الولايات المتحدة أن تمارس الضغط على قيادة الجيش، و لكن تصاعدة نبرات الانتخابات و الحروب في المنطقة تجعلها تقف في دور المناشدة. و توقف دور السفير الأمريكي من النشاط و انتظار مبعوث أمريكي سوف يعين كلها تؤكد أعطاء فترة زمنية للجيش لكي يحسم ألأمر. أما الدول الغربية تؤرقهم حرب أوكرانيا و ليس لديهم استعداد للدخول في أي حروب أخرى. نسأل الله حسن البصيرة.

الوسومزين العابدين صالح عبد الرحمن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

أبو عبيدة: مصير أسرى إسرائيليين مرهون بتقدم الجيش ببعض المناطق

قال أبو عبيدة ، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الذراع المسلح لحركة حماس ، مساء اليوم الإثنين،23 ديسمبر 2024 ، إن مصير بعض الأسرى الإسرائييين المحتجزين في قطاع غزة ، "مرهون" بتقدم الجيش الإسرائيليّ لمئات الأمتار، في بعض المناطق التي تتعرّض للعدوان.

وذكر أبو عبيدة أن "العدو يخفي خسائره الحقيقية، وحالة جنوده المزرية في شمال القطاع، حفاظا على صورة جيشه".

وشدّد على أن "الإبادة والتطهير العرقي في شمال القطاع، يستهدف المدنيين الأبرياء للتغطية على فضائح ومخازي الجيش الصهيوني".

وقال أبو عبيدة إن "مصير بعض أسرى العدو مرهون بتقدم جيش الاحتلال لمئات الأمتار في بعض المناطق، التي تتعرض للعدوان".

وأضاف "بطولات مجاهدينا وأداؤهم الميداني في شمال القطاع هو نموذج ملهم لكل أحرار العالم".

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع لعائلات أسرى إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة إن "الأيام المقبلة بالغة الأهمية من حيث تأثيرها على مصير أعزائكم"، في تلميح إلى صفقة تبادل أسرى جزئية لا تشمل التزاما إسرائيليا واضحا بمواصلة المفاوضات مع حماس لاحقا ووقف الحرب على غزة، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس، الأحد.

وأشارت الرسائل التي نُقلت إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى أن صفقة جزئية كهذه ليست قريبة ولن تُنفذ حتى نهاية العام، وثمة احتمال كبير ألا تنفذ حتى نهاية ولاية الإدارة الأميركية الحالية، في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل، حسب الصحيفة.

وتابع المسؤول نفسه أن المفاوضات تتمحور حاليا حول إطار الصفقة، وأن "الإطار هو كل ما هو هام بالنسبة لكم، لأنه ليس مهما بالنسبة لكم هوية أسير حماس الذي سيُحرر في الصفقة الأولى".

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، يتخوف من أن صفقة كاملة، تشمل تنفيذ مطالب حماس بوقف الحرب، ستؤدي إلى نهاية ولاية حكومته، إثر معارضة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، لوقف الحرب.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • أي تحدٍّ خلقه الطوفان لإسرائيل؟.. تقييمات جنرالات الجيش
  • الأخطار الأفدح تحت ركام الحرب..!
  • الجيش الإسرائيلي: إصابة قائد لواء منشية بانفجار عبوة ناسفة خلال العملية العسكرية في طولكرم
  • هآرتس: عندما يصبح الجيش الإسرائيلي نموذجا للوحشية
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: مبادرات جديدة قد تفتح باب التفاوض بين كييف وموسكو
  • بمعدل واحد كل ساعة..أونروا: الجيش الإسرائيلي قتل 14500 طفل في غزة
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • أبو عبيدة: مصير أسرى إسرائيليين مرهون بتقدم الجيش ببعض المناطق
  • تقرير: إسرائيل تدرس خيار الهجوم المباشر على إيران