الكشف عن تورط نجل حفتر في الهجرة غير الشرعية.. ما الموقف القانوني منه؟
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
أثارت التقارير والمعلومات التي كشفتها صحيفة ألمانية حول تورط صدام نجل اللواء الليبي المخلوع خليفة حفتر في قضية الاتجار بالمهاجرين الغير شرعيين بعض الأسئلة حول دور الاتحاد الأوروبي في القضية وتأثير الأمر على نجل حفتر قانونيا ودوليا.
وكشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية تورط "نجل حفتر في القبض على مهاجرين في طريقهم إلى أوروبا وإعادتهم إلى شرق ليبيا ووضعهم في سجون ومراكز إيواء، وأن الاتحاد الأوروبي متورط أيضا في دعم كتيبة "طارق بن زياد" التي يقودها صدام خليفة حفتر.
ووصفت هذا الدعم بأنه "انتهاك للقرارات القضائية الأوروبية التي تحظر إعادة المهاجرين إلى ليبيا لتعرضهم لانتهاكات حقوق الإنسان هناك".
"انتهاك وعمل قذر"
وذكر تقرير مطول للمجلة الألمانية أن "جنود طارق بن زياد دخلوا المياه الأوروبية أكثر من مرة بعد تلقيهم إحداثيات من دول أوروبية للقبض على مهاجرين وسحب قواربهم إلى شرق ليبيا، مشيرة إلى أن الكتيبة المسلحة التابعة رسميا لقوات حفتر تتولى "العمل القذر" الذي لا يرغب الأوروبيون في القيام به، حيث أصبح رجال حفتر أتباعا للاتحاد الأوروبي، على الرغم من حقيقة أنهم يكسبون الأموال من عمليات تهريب البشر من ليبيا"، وفق المجلة.
ولم يرد أي تعليق من قبل الكتيبة المعروفة بكتيبة العمليات الغامضة والصعبة والتي ظهرت بقوة عندما أحكمت قبضتها على مدينة درنة بعد الإعصار الأخير ومنعت أي تحركات أو تظاهرات ضد الجيش أو الحكومة هناك، ومعروف أنها تسيطر على ملف المهاجرين وتعيدهم إلى بلادهم بعد دفع فدية.
فهل يعرض تورط "صدام حفتر" في ملف الهجرة غير الشرعية، بدعم أوربي، لمحاكمته دوليا ومحليا؟
"ابتزاز وتحقيق مصالح"
من جهته، قال الكاتب والناشط السياسي الليبي المقيم في كندا، خالد الغول إن "موضوع الدعم الأوروبي لوقف الهجرة وفتح مراكز إيواء ليس جديدا فقد فعل الأوروبيون نفس الشيء لمراكز الإيواء في العاصمة طرابلس ودفع مبالغ لذلك، وإذا قامت "طارق بن زياد" التابعة لحفتر بمهمة منع المهاجرين من الوصول لأوروبا سيدفع لها الأوربيون فهي أقل تكلفة لهم من دخول المهاجرين وما يسببوه من أزمات هناك".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الدول الأوروبية تريد منع وصول مهاجرين بأي ثمن نظرا للعبء الاقتصادي على هذه الدول المستقبلة للمهاجرين وكذلك الغضب الشعبي الرافض لقدوم المهاجرين الذين يأخذون وظائفهم وفرصهم"، وفق قوله.
وتابع: "أما ما ستفعله كتيبة "طارق بن زياد" في المهاجرين بعد قبض الثمن فكل شيء محتمل لتاريخ هذه الكتيبة في الفساد والولوغ في الدماء، لذا نتوقع قيامها بابتزاز هؤلاء أو ربما قتلهم إن لزم الأمر"، كما قال.
"دعم عسكري وسياسي لحفتر"
في حين قال أستاذ القانون الدولي، السيد أبو الخير إن "حفتر يستغل ملف الهجرة غير الشرعية كون السياسة الخارجية الأوروبية ترتكز على منع دخول اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا وهى تقدم فى سبيل ذلك كل الدعم المادي والعسكري والسياسي لمن يقبل القيام بهذه المهمة، وحفتر أول المتقدمين للمهمة والمتفيدين منها".
وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "هذه المهمة تقوم بها دول لنيل رضا أوروبا وموافقتها ودعمها في المواقف السياسية، لذا حفتر كمشروع هو أحوج لهذا الدعم، وهو يحصل بقيام قواته أو أبنائه بهذه المهام على كافة أنواع الدعم المالي والسياسي ومساندته عسكريا إن لزم الأمر"، وفق تقديراته.
ومن الناحية القانونية وتعرض نجل حفتر للمساءلة، قال أبو الخير: "غالبا يتم بيع هؤلاء المهاجرين لتجار الأعضاء البشرية، لذا من الطبيعي أن يتعرض "صدام حفتر" للمساءلة بل والمحاكمة الدولية كون هناك اتفاقيات دولية تجرم هذا العمل وتعتبره جريمة ضد الإنسانية"، بحسب قوله.
"استغلال أوروبي"
الصحفي والناشط من الجنوب الليبي والمهتم بملف الهجرة، إسماعيل بازنكة قال من جانبه إن "ما يحدث في ملف الهجرة وما كشفته الصحيفة هو جزء من واقع مأسوي كبير لسوء استغلال ملف الهجرة غير الشرعية وسلوك الاتحاد الأوروبي اللانساني في معالجة هذا الملف".
وأكد أن "الاتحاد الأوروبي يتعاون مع مجموعات غير نظامية لاتلتزم بمعايير الإنسانية والأخلاق مثل كتيبة "طارق بن زياد" وغيرها من الميليشيات شرقا وغربا، أما الحديث عن استغلال ملف الهجرة غير الشرعية من قبل حفتر لكسب ود أوروبا فهذا الشيء معروف منذ زمن، بل قد تكون المساومة والاستغلال من الاتحاد الأوروبي نفسه بأنه ينظر لحفتر كبديل لقوات الدعم السودانية والقوات النيجيرية مؤخرا"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاتحاد الأوروبي ليبيا صدام حفتر ليبيا الاتحاد الأوروبي انتهاكات مهاجرون صدام حفتر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ملف الهجرة غیر الشرعیة الاتحاد الأوروبی طارق بن زیاد نجل حفتر
إقرأ أيضاً:
حزب المؤتمر: القمة الإفريقية تساهم في تعزيز الدعم الدولي لرفض مخططات تهجير الفلسطينيين
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن البيان الختامي الصادر عن القمة العادية الـ 38 للاتحاد الإفريقي بتأكيده علي رفض مخططات تهجير الفلسطينيين يعكس موقفا إفريقيا واضحا وحاسما في دعم القضية الفلسطينية، ويمثل امتدادا للتضامن التاريخي بين الشعوب الإفريقية والعربية في مواجهة الاحتلال والاستعمار و هو موقف يتناغم تماما مع الموقف العربي الموحد الرافض لكل أشكال العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وأوضح فرحات أن دعوة القادة الأفارقة إلى وقف أي تعاون أو تطبيع مع الكيان الصهيوني حتى إنهاء الاحتلال والعدوان، إلى جانب مطالبتهم بمحاكمة إسرائيل على جرائمها، يعكس تصعيدا سياسيا ودبلوماسيا تجاه إسرائيل على المستوى القاري، وهو ما يتوافق مع المواقف العربية المتقدمة التي تدعو إلى فرض مزيد من العزلة الدولية على إسرائيل بسبب سياساتها العدوانية وانتهاكها الصارخ للقانون الدولي.
وأكد فرحات أن دعم الاتحاد الإفريقي لحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ومطالبته المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، يعزز المساعي العربية المستمرة لوقف العدوان الإسرائيلي، ويدعم جهود مصر في التحركات الدبلوماسية المكثفة من أجل إنهاء الحصار ووقف التصعيد العسكري وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأشار إلى أن موقف الاتحاد الإفريقي في قمته الأخيرة جاء متسقا مع الرؤية المصرية الداعمة لحل الدولتين، والتي يؤكدها الرئيس عبد الفتاح السيسي في جميع المحافل الدولية، حيث شدد البيان الختامي للقمة على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يتطابق مع الثوابت المصرية والعربية في هذا الشأن.
وشدد فرحات على أن التوافق العربي- الإفريقي بشأن القضية الفلسطينية يعكس وحدة الموقف الدولي الداعم للحق الفلسطيني، ويبعث برسالة قوية إلى المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين، مشددا على أهمية البناء على هذا الموقف الإفريقي لتعزيز الجهود العربية والدولية في المحافل الأممية لضمان تحقيق العدالة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.