واصلت مؤسسات دولية وإقليمية، ومختصون التحذير من شروع إسرائيل في اجتياح محافظة «رفح» الفلسطينية، قرب الحدود المصرية، في ظل إصرار رئيس حكومة الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، على تنفيذ عملية عسكرية برية في المحافظة (أقصى جنوب قطاع غزة) التي أصبحت الملاذ الأخير لمئات الآلاف من أهالي القطاع، الذين يعيشون ظروفًا معيشيةً بالغةً القسوة، نتيجة التشريد، وأجواء الشتاء.

وفق توجيهات نتنياهو، يجري التحضير لـ«عملية عسكرية ضخمة في رفح.. التوجيهات للجيش والأجهزة الأمنية بأن تقدم للمجلس الحربي خطة مضاعفة، للإخلاء، والقضاء على الكتائب- حماس- التي باتت آخر معاقل لحماس» وفق الادعاءات الإسرائيلية لاستكمال حربها الدموية ضد أهالي قطاع غزة، التي أسفرت حتى الآن عن مقتل وإصابة حوالي 100 ألف فلسطيني.

وأهابت الأمم المتحدة (عبر بيان لوكيل الأمين العام، للشؤون الإنسانية، مارتن جريفيث) بعدم استهداف المدنيين في محافظة رفح، جنوب قطاع غزة، في ضوء توجهات الجيش الإسرائيلي شن عملية برية هناك، لاسيما أن «الأهالي، يتحملون معاناة لا يمكن تصورها، بعد تدمير منازلهم، وتلغيم شوارعهم وقصف أحيائهم، ويتنقلون منذ أشهر ويواجهون القنابل والأمراض والجوع. أين يُفترض بهم أن يذهبوا؟ وكيف يُفترض أن يظلوا آمنين؟.. لم يعد هناك أي مكان للتوجه إليه في غزة.. يجب حماية المدنيين والإيفاء باحتياجاتهم الأساسية بما في ذلك المأوى والغذاء والصحة».

وكان عدد قاطني محافظة رفح الفلسطينية، قبل العدوان الإسرائيلي على القطاع، يقدر بحوالي 250 ألف نسمة، قبل أن يصل، حاليًا، لـ1.4 مليون، بسبب اضطرار عدد كبير من سكان المناطق الأخرى في القطاع إلى النزوح قسرًا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل، ومنع وصول المساعدات إلى وسط وشمال القطاع، والاجتياح الإسرائيلي البري الذي وصل إلى محافظة خان يونس جنوبًا، وينام النازحون في العراء أو في أماكن إقامة مؤقتة، ومراكز إيواء، في ظل ندرة للمياه والطعام.

وعبر مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن قلقه من الخطة الإسرائيلية لمهاجمةِ مدينة رفح في قطاع غزة، التي تُعد آخر ملاذ للنازحين بسبب الحرب، محذرًا (عبر حسابه بمنصة تويتر/ X) من «التداعيات الكارثية للهجوم الإسرائيلي المحتمل» فيما زعمت الإدارة الأمريكية أنها لن «تؤيد أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح من دون إيلاء الاعتبار الواجب لمحنة المدنيين» بحسب تصريحات الرئيس، جو بايدن، الخالية من أي خطوات واقعية لمنع المجزرة الإسرائيلية المتوقعة، جنوب القطاع.

ويرى الخبير بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، آرون ديفيد ميلر، أن «دعم إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل، تطلق يد إسرائيل». ويشير مراقبون إلى أن «إسرائيل لن تقدم على تنفيذ هجومها البري على، رفح، بدون اتفاق مسبق- ربما يكون سريًّا- مع الإدارة الأمريكية» التي لم تحاول ممارسة أي ضغوط على الكيان الصهيوني، كتقييد المساعدات العسكرية السنوية، التي تقدر بحوالي 3.8 مليار دولار، لكنها تواصل دعم إسرائيل على كل الأصعدة، حتى داخل أروقة الأمم المتحدة، المعنية بالترسيخ للأمن والسلم الدوليين.

واستبق الجيش الإسرائيلي، مخطط الاجتياح المرتقب لرفح الفلسطينية بتنفيذ غارات جوية على أهداف عدة، خلفت عشرات الشهداء والمصابين، معظمهم من النساء والأطفال، وهو عدد محدود مقارنة بما سوف يتسبب فيه الهجوم الإسرائيلي على المحافظة، وأشار مدير قسم إسرائيل وفلسطين في منظمة هيومان رايتس ووتش، عمر شاكي، إلى أن «الهجوم الإسرائيلي على، رفح، المكتظة بالسكان ستضيف آلاف القتلى والمصابين إلى 11500 طفل قتلتهم إسرائيل منذ بدء عدوانها على غزة، في الثامن من أكتوبر الماضي».

وحذر البرلماني، مصطفى بكري، من تداعيات عمليات الجيش الإسرائيلي، و«الانفجارات العنيفة في رفح، وما سيترتب عليها من مجازر بشعة، بحكم استهدافها لأكثر من مليون و٤٠٠ ألف فلسطيني، مكدسين في المنطقة المجاورة للحدود المصرية» بعدما طلب، نتنياهو، من الجيش الإسرائيلي «وضع خطة لإجلاء السكان وتدمير 4 كتائب تابعة لحماس، تنتشر في محافظة رفح» على حد زعمه.

كانت رئاسة الجمهورية في مصر شددت (عبر بيان رسمي) على «رفض التهجير القسري لأهالي القطاع، ومواصلة جهود التهدئة في قطاع غزة، والعمل لوقف إطلاق النار، وإنفاذ الهدن الإنسانية وإدخال المساعدات الإنسانية بالكميات والسرعة اللازمة لإغاثة أهالي القطاع، لإرساء وترسيخ السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط».

جدد «بيان الرئاسة» التذكير بموقف ودور مصر فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين، وأنه «منذ اللحظة الأولى، فتحت مصر معبر رفح من جانبها، بدون قيود أو شروط، وحشدت مساعدات إنسانية بأحجام كبيرة، سواء من مصر ذاتها، أو من خلال جميع دول العالم التي قامت بإرسال مساعدات إلى مطار العريش».

ونبه «بيان الرئاسة» إلى أن «مصر ضغطت بشدة على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ دخول هذه المساعدات إلى القطاع، إلا أن استمرار قصف الجانب الفلسطيني من المعبر من قبل إسرائيل، الذي تكرر أربع مرات، حال دون إدخال المساعدات، وأنه بمجرد انتهاء قصف الجانب الآخر من المعبر قامت مصر بإعادة تأهيله على الفور، وإجراء التعديلات الفنية اللازمة، بما يسمح بإدخال أكبر قدر من المساعدات لإغاثة أهالي القطاع».

ويثير تخطيط إسرائيل لهجوم برى على محافظة رفح مخاوف إقليمية ودولية من توسيع دائرة الحرب في المنطقة، وسط تأكيدات بخطورة الخطوة المرتقبة، ونبهت الرئاسة الفلسطينية إلى أن «الخطة التي أعلنها نتنياهو للتصعيد العسكري في رفح جنوب قطاع غزة تهدف إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم» وحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية، والإدارة الأمريكية مسؤولية التداعيات، داعيًا مجلس الأمن الدولي إلى «الانتباه، لتهديد إسرائيل للأمن والسلام في المنطقة والعالم، وتجاوزها كل الخطوط الحمراء».

وتؤشر عملية إفشال إسرائيل لصفقة تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار للمخطط الدموي المرتقب، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت: «سنصل إلى الأماكن التي لم نقاتل فيها بعد في وسط القطاع وجنوبه، خاصة آخر مركز ثقل في يد حماس، رفح»، وزعم مسئول الشئون الفلسطينية السابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، مايكل ميلشتاين، أنه «بدون عملية رفح، يستحيل الحديث عن تغيير الواقع في غزة، حتى لا تبني حماس قدراتها العسكرية»، دون أي إشارة للمجاز التي سترتكبها إسرائيل جنوب القطاع!

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: بايدن فلسطين إسرائيل رفح حماس الجیش الإسرائیلی أهالی القطاع محافظة رفح قطاع غزة إلى أن فی رفح

إقرأ أيضاً:

بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هدف الغارات العنيفة على منطقة البسطة في قلب بيروت فجر اليوم (السبت)، كان طلال حمية القيادي الكبير في «حزب الله».

اقرأ ايضاًمجزرة الفجر.. بيروت تستفيق على انفجارات ضخمة (فيديو وصور)

ونقل إعلام إسرائيلي أن «حزب الله» عيّن طلال حمية رئيساً للعمليات خلفاً لإبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وكان برنامج «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي رصد مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني.

وقال البرنامج إن طلال حمية يُعد رئيس منظمة الأمن الخارجي التابعة لـ«حزب الله» التي تتبعها خلايا منظمة في جميع أنحاء العالم.

وبحسب البرنامج، تشكل منظمة الأمن الخارجي أحد عناصر «حزب الله» المسؤولة عن تخطيط الهجمات الإرهابية خارج لبنان وتنسيقها وتنفيذها.


وفي 13 سبتمبر 2012، صنَّفت وزارة الخزانة الأميركية حمية بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي «13224» بصيغته المعدلة على خلفية دعم أنشطة «حزب الله» الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم.

ونتيجة لهذا التصنيف تم حظر جميع ممتلكات حمية، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأميركية، وتم منع الأميركيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع حمية.

أبو جعفر «الشبح»

يعد طلال حمية المُكنّى بـ«أبو جعفر» والذي يبلغ من العمر نحو 50 عاماً، القائد التنفيذي للوحدة «910»، وهي وحدة العمليات الخارجية التابعة لـ«حزب الله»، والمسؤولة عن تنفيذ عمليات الحزب خارج الأراضي اللبنانية.

وهو القائد التنفيذي الحالي للوحدة، ومُلقَّب بـ«الشبح» من قِبل القيادات العسكرية الإسرائيلية لعدم وجود أي أوراق ثبوتية رسمية له في لبنان، ولابتعاده تماماً عن الحياة الاجتماعية والظهور العلني، واتباعه بصرامة الاحتياطات الأمنية المشددة لحظياً.

ويُدير حميّة الوحدة في منصب شغله قيادي «حزب الله» الأشهر عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008، كما يحمل عدّة أسماء مستعارة من بينها طلال حسني وعصمت ميزاراني.

طلال حمية خليفة بدر الدين

اقرأ ايضاًلبنان.. حصيلة محدّثة 74 شهيدا وجريحا في "غارة البسطا"

وقد خلف طلال حمية قائد الوحدة السابق مصطفى بدر الدين، صهر مغنية وخليفته والذي قُتل أيضاً في سوريا عام 2016.

وينحدر طلال حمية من منطقة بعلبك الهرمل، وقد عمل إلى جانب كلٍّ من بدر الدين ومُغنية ووزير الدفاع الإيراني السابق أحمد وحيدي، كما كان وفق معلومات «الموساد» مسؤولاً عن نقل ترسانة «حزب الله» عبر سوريا.

بدأ نشاطه مع «حزب الله» في منتصف الثمانينات، وكانت انطلاقته الأولى كمسؤول أمني في الحزب من برج البراجنة، حيث كان المسؤول عن العديد من العناصر التي أصبحت فيما بعد من أهم القيادات العملياتية في الحزب، كما كان حميّة نائب مغنية في شبكة «الجهاد»، وهي وحدة البعثات الخاصة والهجمات الخارجية في «حزب الله».

Via SyndiGate.info


Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند بعد مجزرة بيروت.. من هو "الشبح" الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟ تشكيلة آرسنال المتوقعة ضد نوتينغهام فوريست في الدوري الإنجليزي 2024-25 لبنان.. حصيلة محدّثة 74 شهيدا وجريحا في "غارة البسطا" سحب الجنسيات الكويتية يطال رئيس شركة "روتانا" الحبس 3 سنوات لخمسيني اعتدى على طالبات مدارس في الأردن Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًرغم قرار منعها..سارة الزكريا تغني في ملهى ليلي بالأردن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • "إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ202 على التوالي
  • بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
  • إسرائيل تبعث رسائل الى العراق: ضربة مرتقبة ولا خيارات للردع
  • إسرائيل تبعث رسائل الى العراق: ضربة مرتقبة ولا خيارات للردع - عاجل
  • "إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ201 على التوالي
  • قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
  • "إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ200 على التوالي
  • مجزرة جديدة في خان يونس
  • كلمة مرتقبة لقائد الثورة حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان
  • الصحة الفلسطينية: ️ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44056 شهيدا