أمريكا وإسرائيل توظفان «وحدة الساحات» في العراق و4 دول عربية
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
شكّل اغتيال القيادي في قوات الحشد الشعبي (ذات الأغلبية الشيعية) أبو باقر الساعدي، أحد أهم قادة كتائب «حزب الله» العراقي، في منطقة المشتل، شمال شرق العاصمة العراقية، بغداد، الضربة الأكبر للميليشيات الموالية لإيران، منذ اغتيال نائب هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، المشرف على تأسيس الحشد، في الثالث من يناير 2020، قرب مطار بغداد الدولي.
جاء اعتراف القيادة المركزية الأمريكية (المعنية بإدارة عمليات الجيش الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط) بـ«مقتل القائد الكبير في كتائب حزب الله العراقي، خلال غارة على بغداد» مهندس الصواريخ، والطائرات المسيرة والعمليات في الخارج، إلى جانب مسئول منظومة المعلومات في الكتائب المدعومة من إيران، أركان العلياوي، داخل السيارة نفسها، ليؤكد الاستراتيجية التي استلهمتها الولايات المتحدة، وإسرائيل من إيران والكيانات التابعة لها، المعروفة بـ«وحدة الساحات» كأحد أشكال التنسيق في تنفيذ العمليات الميدانية.
تنفذ القوات الأمريكية- الإسرائيلية عملياتها وفق منهج «وحدة الساحات» في 5 دول عربية على الأقل (فلسطين، العراق، سوريا، اليمن، لبنان)، ومناطق أخرى تعمل فيها إيران عبر كيانات، وميليشيات وفصائل مسلحة، ضمن الصراع البيني على مناطق النفوذ في المنطقة العربية، حيث تواصل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل انتهاك سيادة الدول المذكورة، فيما تقوم الميليشيات المحسوبة على إيران بالرد في إطار «وحدة الساحات»!
نفذ الجيش الأمريكي (بدعم لوجيستي ومعلوماتي إسرائيلي) ضربات انتقامية، ضد 85 هدفاً في العراق وسوريا، فيما تواصل القوات الأمريكية ضرباتها لأهداف تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، وتنفذ إسرائيل عمليات دموية في فلسطين، وسوريا، وجنوب لبنان، وذلك منذ التوجيه الصادر عن الرئيس الأمريكي، جو بايدن بضرب أهداف في العراق وسوريا، زاعمًا أن «الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد في الشرق الأوسط، إلا أنها سترد حتمًا على من يؤذي الأمريكيين»!!!
تبدى ذلك بعد استهداف، البرج 22 في الأردن، الذي يضم قاعدة أمريكية، ما تسبب في مقتل 3 جنود أمريكيين، وإصابة أكثر من 40 شخصًا، حيث كانت العملية نقطة فاصلة، وظفها الجيش الأمريكي في المزيد من الاستهدافات، لاسيما في العراق، التي كان أكبرها (من واقع رد الفعل العراقي) اغتيال «الساعدي»، و«العلياوي» التي تسببت في توقف المشاورات العراقية- الأمريكية، حول مستقبل القوات الأمريكية في العراق، التي كانت محل نقاش منذ نهاية الشهر الماضي.
كانت المشاورات العراقية- الأمريكية تسير في اتجاه انسحاب القوات الأمريكية من العراق، أو تتحول إلى دور استشاري، بعد تزايد المطالب برحيل القوات عن العراق، جراء تعمد انتهاكها المتعمد لسيادة البلاد، على عكس مزاعم الجيش الأمريكي بـ«إبلاغ الحكومة العراقية بالضربات التي تنفذها في العراق»، وهو ما تنفيه الحكومة العراقية، فيما تؤكد الميليشيات المسلحة في العراق أنه «لا بد من انسحاب القوات الأمريكية من العراق».
وكتائب «حزب الله» في العراق، تم تأسيسها عقب الغزو الأمريكي- البريطاني للعراق، عام 2003، كفصيل مسلح، موالٍ لإيران، تحت مظلة ما يسمى بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» التي تضم جماعات شيعية مسلحة، متشددة أعلنت مسئوليتها عن أكثر من 150 هجومًا على القوات الأمريكية، خلال الـ5 أشهر الأخيرة، والكتائب (التي تصنفها الولايات المتحدة، جماعة إرهابية) مسئولة عن هجمات على أهداف عسكرية ودبلوماسية، من خلال الصواريخ، وقذائف الهاون والعبوات الناسفة، والقناصة دون إعلان، أو نفي رسمي لمسئوليتها عما يحدث.
كانت كتائب «حزب الله» العراقي، أعلنت في وقت سابق «تعليق الهجمات ضد الأهداف الأمريكية» تماشيًا مع المحادثات العراقية الأمريكية حول الانسحاب، قبل أن تمهل حركة «النجباء» الشيعية، رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، من أجل «اتخاذ موقف حاسم بعد مقتل القيادي أبو باقر الساعدي، وإلا ستنتقم بنفسها» فيما قال مسئول أمريكي إن بلاده «لم تخطر العراق بالضربة سوى بعد تنفيذها، بسبب مخاوف أمنية.. الضربة كانت مخططة منذ توجيه الرئيس جو بايدن للجيش بمراجعة الخيارات بعد الهجوم الذي استهدف تمركز أمريكي في الأردن».
وهددت الفصائل العراقية بالرد على اغتيال «الساعدي» حيث شدد الأمين العام لما يسمى بـ«عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي أنه «على العراق تقديم طلب رسمي لمجلس الأمن للمطالبة بانسحاب فوري للقوات الأجنبية.. الاعتداءات الأمريكية لم تتوقف رغم خطوات الحكومة، والتزام الفصائل التهدئة» فيما أكد رئيس خلية الإعلام الأمني بالعراق، اللواء تحسين الخفاجي، أن «استهداف سيارة تابعة للحشد الشعبي يعتبر تقويضًا للتفاهمات مع الولايات المتحدة، وخرق للسيادة العراقية».
عراقيًّا، دعا نائب رئيس مجلس النواب، شاخوان عبد الله (خلال تصريحات إعلامية) الأمم المتحدة، والاتحاد البرلماني الدولي لـ«الوقوف إلى جانب العراق في منع تكرار الاعتداءات العسكرية التي يتعرض لها من دول الجوار والولايات المتحدة.. استمرار الاعتداءات، يعقد الأوضاع، ويوسع مساحات النزاعات والأزمات.. نرفض تحويل العراق إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل العراق بايدن جالانت نتنياهو الولایات المتحدة القوات الأمریکیة الجیش الأمریکی وحدة الساحات فی العراق حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل تستطيع أمريكا الحد من نفوذ الصين في العراق؟
بغداد اليوم - بغداد
علقت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، اليوم الاثنين (18 تشرين الثاني 2024)، على إمكانية الولايات المتحدة الامريكية للحد من نفوذ الصين في العراق.
وقال عضو اللجنة مختار الموسوي، لـ"بغداد اليوم"، إن "العراق بلد صاحب سيادة وهو من يتحكم في علاقاته الخارجية سواء السياسية والاقتصادية وغيرها، ولا يمكن السماح للولايات المتحدة الامريكية في التدخل بهذا الامر وتحدد مع من العراق يكون علاقات اقتصادية وغيرها".
وأضاف ان "الصين بلد شريك ومهم للعراق خاصة بالجانب الاقتصادي والاستثماري وبمختلف المجالات، ولا يمكن للولايات المتحدة الامريكية التأثير على تلك الشراكة او العمل على الحد من النفوذ الصيني بالقطاعات التي تعمل بها في العراق، فهذا الامر العراق يرفضه رفضاً قاطعاً".
هذا وكشفت وسائل اعلام دولية، اليوم الاثنين (18 تشرين الثاني 2024)، عن صراع محتدم بين الولايات المتحدة والصين للاستحواذ على النفط العراقي.
وذكرت وسائل الاعلام، أن "الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى الحد من النفوذ الصيني في العراق، والذي أخذ بالتوسع خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع سيطرة شركات صينية على عقود نفطية كبيرة".
وأضاف ان "واشنطن تحاول إلى منع بكين من الاستحواذ على الفرص الاستثمارية والسيطرة على الاقتصاد العراقي، خاصة وأن العراق أحد أبرز المستوردين من الصين، وأعلن في السنوات الأخيرة عن فرص استثمارية عديدة".
المخطط الاستراتيجي في الحزب الجمهوري، جون عكوري، يقول إن "رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، لم يعش أبداً خارج بلده، وبالتالي ليس لديه ولاء خارج الحدود العراقية، وآمل أن يكون أساسياً في تحريك العراق إلى الأمام".
ويضيف أن "التنمية والاستقرار في العراق تجعلانه مرشحا للعب دور أساسي، ليس فقط في المنطقة، وإنما في أجزاء أخرى من العالم"، مبينا ان "الإدارة الأمريكية السابقة جعلت السياسة نحو العراق في قاع القائمة، وهذا سمح للصين وإيران باستغلال الفجوة والفراغ. آمل أن نرى دوراً مختلفاً مع الإدارة القادمة".
وتمتلك كيانات صينية نسبة تتجاوز 46 في المئة في حقل الرميلة النفطي في العراق، أكبر الحقول العراقية إنتاجا للنفط، والثاني عالميا، كما تدير شركات صينية أخرى نحو 34 في المئة من احتياطيات العراق المؤكدة، إضافة لثلثي الإنتاج الحالي، وهي أرقام تشير إلى نفوذ صيني متنام على إنتاج النفط العراقي.
من جانبه، أكد مدير مبادرة العراق في المجلس الأطلسي، عباس كاظم، أن "الولايات المتحدة بحاجة إلى دراسة العوامل التي تجعل الصين ناجحة في العراق، والعوامل الأخرى التي تجعلها غير منافسة أيضاً، هذا هو مكان البداية الذي نحتاج إليه، وإدارة ترامب ليست جديدة، بل حكمت أربع سنوات، لذلك أعتقد أنه يستطيع أن يعيد حسابات واشنطن وكيف تصبح دولة لها قدرة اقتصادية منافسة للصين ولدول أخرى".
وضاف انه "ومن الصحي أن تكون للعراق علاقات متعددة مع دول أخرى، وبإمكان واشنطن تقديم الكثير للعراق، إن طُبعت العلاقة بينهما اقتصادياً، وأعتقد بأنه لن تكون للولايات المتحدة فرصة اقتصادية في العراق، ما دامت تمزج السياسة بالاقتصاد".
وطبقا لأرقام منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ومنذ توقيع اتفاقية 2019 بين العراق والصين، ارتفعت صادرات النفط العراقي للصين نحو 20 في المئة، ووصلت في 2023 إلى أكثر من مليون برميل نفط يومياً، وتصدرت بكين قائمة مستوردي ذهب العراق الأسود.