البرلمان العراقي وتصفية الحساب على السيادة
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
آخر تحديث: 13 فبراير 2024 - 10:00 صبقلم: سمير داود حنوش لم يكن بول بريمر الحاكم المدني للعراق بعد عام 2003 يعلم أن جزءاً ممن كان يجتمع بهم ويوزعهم على مناصب النظام الجديد سيقودون عملية سياسية وعسكرية تحاور من يخلفه على الوجود الأميركي في العراق.استنزف العراق الكثير من الوقت العقيم فيما إذا كان احتلالاً أو تحريراً، تتبناه مواقف تتبدل بسرعة.
فمن كان يقاوم بالأمس أصبح يرى الوجود الأميركي معادلاً ضرورياً لتوازن القوى، وأصدقاء واشنطن بالأمس أصبحوا يرونها اليوم عبئاً ثقيلاً يضايق حليفتهم إيران، وهكذا يتجدد النقاش ولا يهدأ في كل حدث أو مأزق يمر به النظام السياسي.مناسبة الحديث هو انطلاق الحوار العراقي – الأميركي من أجل جدولة الانسحاب من العراق حسب الرواية العراقية.بين التاسع من أبريل 2003 حين أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش إسقاط نظام صدام حسين إلى زمن السابع من أبريل 2021 حين أعلن مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي اتفاقاً مع الولايات المتحدة على إخراج قواتها من العراق وجدولة انسحابها، فترة من السنوات حافلة بالأحداث السياسية. البرلمان العراقي حاول عقد جلسة استثنائية يوم السبت العاشر من فبراير 2024 لمناقشة الاعتداءات المتواصلة على السيادة العراقية من قبل الجانب الأميركي بعد محاولات قصف بمُسيّرات وصلت إلى قلب العاصمة بغداد، واستهدفت عدداً من قادة الفصائل المسلحة ومعسكرات للحشد الشعبي، لكن نِصاب الجلسة لم يتحقق بعد أن حضرها 82 عضواً من البرلمان من أصل 160 نائباً وقّعوا على حضور الجلسة والتصويت لإخراج القوات الأميركية، في تأكيد لحقيقة لا يحجبها غربال الأوهام والخداع أن غالبية أعضاء البرلمان العراقي لا يريدون إنهاء مهمة التحالف الدولي وإخراج القوات الأميركية من بلادهم، لتتحول الجلسة إلى تداولية لمناقشة تلك الاعتداءات! داعين الحكومة العراقية إلى اتخاذ الإجراءات الدبلوماسية لحماية سيادة العراق. يحاول كل من الحكومة والبرلمان العراقي المناورة ورمي الكرة في ملعب الآخر، منعاً لإحراج حكومة محمد شياع السوداني التي تواجه ضغطاً من الفصائل المسلحة لاتخاذ قرار إخراج القوات الدولية من البلاد.ثمة حقيقة غائبة عن الأذهان أن القوات الأميركية عادت إلى العراق في 22 يونيو 2014 بطلب منه بعد أحداث داعش واحتلاله ثلث مساحة العراق، حيث تم منح تلك القوات الحصانة الدبلوماسية كتلك التي تُمنح للموظفين والإداريين في السفارات بموجب اتفاقية فيينا 1961، وبموجب ذلك الاتفاق فإن تلك القوات دخلت بطلب عراقي ومن الممكن إخراجها عن طريق إلغاء ذلك الطلب كما نصت المادة “4/أولاً” من اتفاقية SFA وترافق ذلك مع حديث من الجانب الأميركي بعدم تسلمه أيّ طلب من الحكومة العراقية بخصوص الانسحاب، مما يعني أن هناك أطرافاً تراهن على عامل الزمن من أجل رفع الحرج والضغط السياسي. غاب عن جلسة التصويت تحت قبة البرلمان نواب العرب السنة والكرد مما يؤكد وجود رغبة لوجود القوات الأميركية ما دام هناك وجود آخر لدول أخرى تنفذ هجمات ووجود مسلح وإن كان بمسميات عراقية، لأن مفهوم السيادة واحد لا يتجزأ وهو منتهك من قبل الجميع مما قد يعطي الحجج والذرائع لدول أخرى لإشغال الفراغ الذي قد يسببه خروج قوات التحالف حسب نظرية المعترضين على خروج القوات الأميركية، لكن اللعبة لم تنته تفاصيلها ولن تتوقف عند عرقلة جلسة التصويت إذ يبدو أن منصب رئيس مجلس النواب الذي هو من حصة المكون السني سيظل شاغراً حتى نهاية هذه الدورة التشريعية وعدم إشغاله من أيّ مرشح للمكون خصوصاً بعد تهديدات الإطار التنسيقي بكسر نِصاب جلسة اختيار الرئيس رداً على محاولات السنة والكرد تعطيل الجلسة.قرار البرلمان العراقي رقم 18 لسنة 2020 الذي يتضمن إخراج القوات الأجنبية وإنهاء مهامها في العراق لم يصوت عليه، مما يؤشر على وجود خلاف سياسي عميق بين المكونات الطائفية والعرقية في العراق ويعكس واقعاً من التخبط السياسي.ينسى هؤلاء أن استعادة السيادة العراقية تبدأ من ترتيب البيت الداخلي للعراق أولاً، ثم تكوين رؤية موحدة تُعبّر عن إرادة العراقيين وقرار وطني شجاع يُعبّر عن موقفهم وليست مساومات ومزايدات ومصالح طرف على حساب طرف آخر.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: البرلمان العراقی القوات الأمیرکیة
إقرأ أيضاً:
خطط لأجرأ عملية ضد الجيش الأميركي في العراق.. من هو علي دقدوق؟
أسفر هجوم جوي إسرائيلي حصل مؤخرا في سوريا عن مقتل علي موسى دقدوق القيادي البارز في جماعة حزب الله اللبنانية والعقل المدبر لواحدة من أكثر الهجمات جرأة وتعقيدا ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، وفقا لمسؤول دفاعي أميركي رفيع تحدث لشبكة "إن بي سي" الإخبارية.
وقال المسؤول الأميركي إن تفاصيل الهجوم الجوي الإسرائيلي لا تزال غير متوفرة، وليس من الواضح متى وقع الهجوم، وأين في سوريا، أو ما إذا كان قد استهدف دقدوق بشكل محدد.
ولم يرد المتحدث باسم البنتاغون على الفور على طلب الشبكة الأميركية للتعليق. أما السفارة الإسرائيلية في واشنطن فقد أحالت الأسئلة إلى الجيش، الذي لم يرد على الفور، بحسب الشبكة.
لكن مصدرا أمنيا لبنانيا والمرصد السوري لحقوق الإنسان كانا قد تحدثا لوكالة فرانس برس في الـ11 من الشهر الجاري وأكدا أن دقدوق "مسؤول ملف الجولان" في حزب الله أصيب جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة السيدة زينب جنوب دمشق في الـ10 من نوفمبر.
واستهدفت الغارة مبنى "تقطنه عائلات لبنانية وعناصر من حزب الله" المدعوم من إيران، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص بينهم قيادي آخر من الحزب، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "مسؤول ملف الجولان في حزب الله علي دقدوق أصيب جراء الغارة الإسرائيلية"، مشيرا الى أن القيادي الآخر "المهم" الذي قتل في الغارة هو "لبناني الجنسية وينشط في سوريا"، من دون أن يحدد هويته.
وأكد مصدر أمني لبناني لفرانس برس أن دقدوق "أصيب لكنه لم يقتل".
من هو دقدوق؟وفقا لمعهد دراسات الحرب فقد انضم دقدوق إلى حزب الله اللبناني في عام 1983، وبعد فترة وجيزة جرى تعيينه لقيادة وحدة العمليات الخاصة للحزب في لبنان.
سرعان ما ارتقى دقدوق في الرتب وقام بتنسيق العمليات في قطاعات كبيرة من لبنان وكان مسؤولا أيضا عن تنسيق الأمن الشخصي لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي قتل في غارة جوية إسرائيلية هذا العام.
في يوليو من عام 2007 أعلن الجيش الأميركي القبض على دقدوق في جنوب العراق. وأكدت الولايات المتحدة أنه عنصر في حزب الله اللبناني جاء إلى العراق لتدريب متمردين بمساعدة فيلق القدس، وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني.
اتهمت الولايات المتحدة دقدوق، الملقب بحميد محمد جبور اللامي، بالضلوع في هجوم حصل في يناير 2007 في مدينة كربلاء بجنوب بغداد وقتل فيه مسلحون جنديا أميركيا وخطفوا أربعة آخرين قبل أن يقتلوهم لاحقا.
وقالت الولايات المتحدة إن "قيادة حزب الله اللبناني أرسلت دقدوق في عام 2005 إلى إيران للعمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين".
قبيل انسحابها من العراق في 2011، أعلنت واشنطن تسليم دقدوق للسلطات العراقية، بعد حصولها على ضمانات من الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي في حينها بأنه "سيلاحق على جرائمه".
وكان دقدوق آخر معتقل تسلمه الولايات المتحدة لبغداد قبل أن تنسحب من هذا البلد.
أثارت خطوة تسليم للسلطات العراقية غضبا بين عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي في واشنطن مؤكدين أنه "يرسل مؤشرا سلبيا إلى حلفائنا وأعدائنا في المنطقة".
وأكد هؤلاء ومن ضمنهم زعيم الأقلية الجمهورية السابق ميتش ماك كونيل والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية جون ماكين "أنها لفضيحة أن يتم تسليم دقدوق الإرهابي إلى الحكومة العراقية عوضا عن إحالته الى محكمة عسكرية أميركية لمحاسبته على جرائمه".
وأضافوا أننا "نشعر بالقلق الشديد لفكرة أن دقدوق لن يحاسب يوما على ضلوعه في مقتل مواطنين أميركيين، وأنه سيصار إلى الإفراج عنه من جانب العراقيين لأسباب سياسية وسيستأنف بعدها القتال ضد الولايات المتحدة وأصدقائنا".
وأوضح مسؤول أميركي رفيع المستوى طلب عدم كشف اسمه لفرانس برس في حينه أن "الحكومة العراقية رفضت أي حديث عن ترحيله إلى غوانتانامو".
وبالفعل قررت المحكمة الجنائية المركزية العراقية في 2012 إطلاق سراح دقدوق "لعدم توفر أي دليل لإدانته" ليعود لبيروت بعدها.
في 2019 أعلن الجيش الإسرائيلي أنه كشف وحدة أقامها حزب الله مؤخرا عبر خط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان السورية يرأسها دقدوق.
وقالت إسرائيل إن الوحدة الجديدة التي وصفتها بـ"الخطة السرية" لحزب الله، تم إنشاؤها "لمحاولة إعادة انشاء وتموضع وحدة سرية لتكون قادرة على العمل ضد إسرائيل" وفق ما نشر المتحدث العسكري باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي على تويتر.