غانجار برانوو.. الشائب الشاب المرشح لسباق الرئاسة بإندونيسيا
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
سياسي إندونيسي شق طريقه نحو النجاح بفضل شخصيته القيادية وجلده على النضال السياسي. أصبح نائبا في البرلمان المركزي في سن 36 عاما، كما فاز بمنصب حاكم إقليم جاوا الوسطى لدورتين متتابعتين، ثم دخل سباق الانتخابات الرئاسية عام 2024 بدعم من حزب النضال الوطني وبالتحالف مع 4 أحزاب، ويحمل الرقم 3 بين المرشحين للرئاسة.
ولد غانجار برانوو يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول 1968 على سفوح جبل لاو في كارانجانيار بجاوا الوسطى، وهو الخامس من بين 6 أطفال. في البداية سماه والداه سونغوو، وهو اسم يعني "مكافأة بعد المتاعب والحزن"، لكنهما غيراه عندما دخل المدرسة إلى برانوو.
عندما أوشك برانوو على التخرج من المدرسة الثانوية عام 1980، تقاعد والده من الخدمة في الشرطة، ولتأمين مصدر رزق آخر افتتحت والدته محل بقالة صغيرا في البيت، واضطر غانجار لبيع عبوات البنزين على قارعة الطريق.
تزوج عام 1999 من زميلته في الجامعة "ستي عتيقوه سوبريانتي" وأنجب منها ولدهما الوحيد.
المؤهل الأكاديميالتحق غانجار بجامعة "غادجاه مادا" المرموقة في جوكجاكرتا وتخرج في كلية الحقوق عام 1995. لكنه انقطع عن الدراسة فصلين متتابعين لعدم قدرة عائلته على سداد رسوم الدراسة.
لاحقا وأثناء انشغاله بالعمل السياسي البرلماني التحق عام 2009 بجامعة إندونيسيا للحصول على درجة الماجستير في العلوم السياسية، ولم يحصل عليها إلا عام 2013 بسبب انشغاله الحزبي.
غانجار برانوو في أحد المهرجانات الخطابية في إطار حملته للانتخابات الرئاسية بإندونيسيا (الفرنسية) الخبرات العمليةبعد تخرجه من الجامعة انتقل غانجار إلى العاصمة جاكرتا للعمل في قطاع النفط والغاز، إذ عمل موظفا استشاريا لتنمية الموارد البشرية.
خلال ولايته حاكما لجاوا الوسطى أطلق برامج لتحسين عمل المزارعين، من خلال خفض الفائدة السنوية على قروض المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وفي عام 2015، منحت اللجنة المركزية للقضاء على الفساد حكومة مقاطعة جاوا الوسطى، بقيادة غانجار، جائزة تقديرا لجهودها في مكافحة الفساد والرشوة.
قبل وأثناء توليه منصب حاكم جاوا الوسطى، كان معروفا باستخدام منصة تويتر للتواصل مع الجمهور، لتلقي شكاوى السكان وانتقاداتهم لسياساته والرد عليها ومعرفة أحدث المعلومات من مناطقهم.
استجاب غانجار لضغوط شعبية كبيرة لمنع فريق الشباب الإسرائيلي لكرة القدم من المشاركة في كأس العالم تحت 20 سنة عام 2023، التي كان يفترض أن تقوم في جاوا الوسطى، مما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى إلغاء حق إندونيسيا في استضافة الحدث.
التجربة السياسيةبدأ اهتمام غانجار بالسياسة عندما انضم إلى الحركة الوطنية الطلابية الإندونيسية خلال أيام دراسته الجامعية في أوائل التسعينيات من القرن الـ20.
أدى به نشاطه المؤيد للديمقراطية ضد نظام الرئيس محمد سوهارتو إلى أن يصبح مؤيدا قويا للحزب الديمقراطي الإندونيسي، الذي كان يعد أكبر الأحزاب المعارضة لسوهارتو.
عاش الحزب الديمقراطي في عام 1996 أزمة داخلية بسبب استجابة قيادة الحزب لضغوط نظام سوهارتو، مما أدى إلى انشقاق ابنة مؤسس إندونيسيا أحمد سوكارنو، ميغاواتي سوكارنو بوتري عن الحزب وتأسيس حزب النضال الوطني، وكان غانجار من الناشطين في الحزب الجديد.
مهرجان انتخابي في ملعب رياضي للمرشح غانجار برانوو (الجزيرة)بعد انهيار نظام سوهارتو عام 1998، وتنظيم أول انتخابات ديمقراطية في النظام الجديد، ترشح غانجار عن حزب النضال في انتخابات 2004، فخسر، لكن ميغاواتي عينته نائبا لجاوا الوسطى في البرلمان المركزي، بديلا عن عضو في الحزب عُيّن سفيرا لإندونيسيا في كوريا الجنوبية.
ترشح غانجار في الانتخابات البرلمانية للعام 2009 وفاز عن جاوا الوسطى حتى عام 2013 حين ترشح لمنصب حاكم إقليم جاوا الوسطى مسقط رأسه، وفاز بسبب شعبيته التي بناها خلال عمله في البرلمان المركزي، وفاز للمرة الثانية بمنصب حاكم المقاطعة نفسها عام 2018 إلى 2023.
تميزت ولايته الأولى (2013 – 2018) ببرامجه الشعبية مثل إقرار التعليم الأساسي المجاني، وتحسين البنية التحتية، ومساعدة المزارعين للحد من حالة الفقر بينهم، مما أهله للاحتفاظ بمنصبه في انتخابات حاكم جاوا الوسطى لعام 2018.
وبحلول نهاية فترة ولايته حاكما للمقاطعة التي دامت 10 سنوات، تصدر استطلاعات الرأي المختلفة باعتباره الشخصية الأنسب للترشح للرئاسة. وبالفعل ترشح للرئاسة في انتخابات 2024.
ترددت أنباء على نطاق واسع في ذلك الوقت أن ميغاواتي فضلت ترشيح ابنتها رئيسة مجلس النواب بوان ماهراني لهذا المنصب، لكنها أعادت النظر في الأمر بسبب ضعف تصنيف بوان في الانتخابات. وبعد أشهر من التكهنات، اختارت ميغاواتي غانجار مرشحا للرئاسة عن حزب النضال الوطني وبتحالف مع 4 أحزاب سياسية.
ورغم شعره الأبيض فإنه يحرص دائما على الظهور بمظهر شبابي، وقريب من اهتمامات هذا الجيل من خلال مظهره واهتمامه بالموسيقى والغناء. ولهذا يجد شعبية كبيرة بين أبناء هذا الجيل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
حظيت ترشيحات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، لشغل المناصب في إدارته الجديدة باهتمام كبير من الأميركيين، وتدور بشأنها نقاشات متواصلة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
ونشرت مؤسسات بحثية ووسائل إعلام استطلاعات يُظهر بعضها أن تعيينات ترامب لقيت استحسان العديد من الأميركيين، وتشير أخرى إلى أن هناك تخوفا من الأعضاء المحتملين للإدارة الجديدة.
وبينما يشير استطلاع لشبكة "سي.بي.أس.نيوز" إلى أن 59 في المئة من الأميركيين يوافقون على الأشخاص الذي اختارهم ترامب لشغل المناصب في إدارته المقبلة، وجد استطلاع أجرته مؤسسة "داتا فور بروغرس" (Data for Progress) أن أغلبية الناخبين (54 في المئة) "لا يوافقون على تلك التعيينات"، ويعتقدون أن "ترامب لا ينبغي أن يعين حكومته دون مصادقة مجلس الشيوخ".
استطلاع "داتا فور بروغرس" كشف أيضا أن 60 في المئة من المستقلين لا يوافقون على تعيينات ترامب.
"فرصة"يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، نبيل ميخائيل، إن "غالبية الأميركيين يريدون إعطاء ترامب فرصة لتطبيق السياسات التي دعا لها في حملته الانتخابية".
وخلال اتصال مع موقع "الحرة"، شدد ميخائيل على أن "استطلاعات الرأي لا تحدد مدى نجاح أو إخفاق هؤلاء الأشخاص"، وقال إن الأهم هو أن يصادق على تعيينهم الكونغرس.
من سيقود أميركا في ولاية ترامب الثانية؟.. أبرز التعيينات المعلنة أعلن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، مساء الجمعة، عن سلسلة تعيينات جديدة في فريقه الإداري ومجلس وزرائه، وذلك عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال".ويرى إدموند غريب، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بواشنطن أن "المواقف المرحبة والمنتقدة للأشخاص الذين اختارهم ترامب تعكس التوجهات السياسية لهؤلاء وأولئك".
وقال غريب في مقابلة مع موقع "الحرة" "إذا نظرنا إلى خلفية بعض هؤلاء الأشخاص (المرشحين لإدارة ترامب)، هناك اعتقاد لدى كثيرين أنهم ليس لديهم الخلفية أو الكفاءات الضرورية للقيام بالمهمة المنوطة بهم".
وكشف استطلاعا "سي.بي.أس.نيوز" وشبكة "يو غوف" أن اختيارات ترامب الحالية لرؤساء الوكالات وترشيحاته للوزارات حظيت بتقييمات جيدة "بشكل ساحق" في أوساط ناخبي ترامب.
كذلك، تشير نتائج الاستطلاع إلى أن روبرت كينيدي جونيور، مثلا، وهو مرشح ترامب لمنصب وزير الصحة، حصل على دعم 47 في المئة من المشاركين الذين يرونه اختيارا جيدا، بينما اعتبر 34 في المئة أنه ليس كذلك.
ونال السيناتور ماركو روبيو، المرشح لمنصب وزير الخارجية، دعم 44 في المئة، بينما عارضه 25 بالمئة.
في المقابل، بدا موقف المشاركين أقل حسما تجاه بيت هيغسيث، المرشح لمنصب وزير الدفاع، إذ دعمه 33 في المئة وعارضه 28 في المئة، فيما أشار 39 في المئة إلى أنهم لا يملكون معلومات كافية عنه لتكوين رأي في هذا الخصوص.
ويعترض مشرعون ديمقراطيون ووسائل إعلام ليبرالية على بعض مرشحي ترامب للمناصب الحكومية.
وخلال حديث له لبرنامج "سي. أن. أن. نيوز سنترال" الذي تبثه شبكة "سي.أن.أن" نصح النائب الديمقراطي، توم سوزي، الأميركيين بـ "الهدوء" وانتظار موقف الكونغرس بشأن تعيينهم من عدمه.
وكانت بعض اختيارات ترامب غير متوقعة إلى حد ما، مثل ترشيح ليندا مكمان، الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة المصارعة العالمية الترفيهية (WWE)، وزيرة للتعليم، تقول سي.أن.أن.
"تباين"يقول باولو فان شيراك، رئيس معهد السياسة العالمية أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة باي أتلانتيك في واشنطن العاصمة، إن التباين في آراء المواطنين حيال اختيارات ترامب "أمر طبيعي" إذ يعبر التباين في الميول السياسية "في أغلب الأحيان".
محلل: من الصعب التسليم بنتائج الاستطلاعات على أنها تترجم التوجه الحقيقي للرأي العام
وفي اتصال مع موقع "الحرة"، شدد شيراك على أن من الصعب التسليم بنتائج الاستطلاعات على أنها تترجم التوجه الحقيقي للرأي العام.
وقال: "ربما المستطلعون هم من مؤيدي ترامب.. لا أعلم".
وتابع أن بعض الترشيحات تلقى دعما كبيرا، مثل ماركو روبيو لكن ليس لأنه مؤهل أو غير مؤهل، "الأمر يتعلق بالسياسة والتفضيلات الشخصية".
مع ذلك، أثار بعض مرشحي ترامب الجدل، وفقا لشيراك "كونهم، كما يبدو، يفتقرون لأي مؤهلات لشغل وظائف هامة، مثل منصب وزير الدفاع ومدير المخابرات الوطنية، فقط لذكر هذين كمثالين".
وتابع قوله: "هناك من يتم اختيارهم ولا يصلون حتى مرحلة الكونغرس"، مثل المرشح لمنصب المدعي العام، مات غيتز، الذي انسحب، في حين لا يزال كينيدي جونيور، المرشح لوزارة الصحة، يثير العديد من التساؤلات بسبب نظرياته الغريبة حول الرعاية الصحية، وليس لديه خبرة مباشرة في إدارة منظمة كبيرة مثل الوزارة، وفق قول شيراك.
مرشح ترامب لوزارة العدل ينسحب.. والرئيس المنتخب يعلق أعلن النائب الجمهوري مات غيتس سحب ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب المقبلة.وتوقع أن يعارض الديمقراطيون هذه الترشيحات، بينما "يبقى السؤال حول مدى دعم الجمهوريين لها مطروحا أيضا".