سياسي إندونيسي شق طريقه نحو النجاح بفضل شخصيته القيادية وجلده على النضال السياسي. أصبح نائبا في البرلمان المركزي في سن 36 عاما، كما فاز بمنصب حاكم إقليم جاوا الوسطى لدورتين متتابعتين، ثم دخل سباق الانتخابات الرئاسية عام 2024 بدعم من حزب النضال الوطني وبالتحالف مع 4 أحزاب، ويحمل الرقم 3 بين المرشحين للرئاسة.

المولد والنشأة

ولد غانجار برانوو يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول 1968 على سفوح جبل لاو في كارانجانيار بجاوا الوسطى، وهو الخامس من بين 6 أطفال. في البداية سماه والداه سونغوو، وهو اسم يعني "مكافأة بعد المتاعب والحزن"، لكنهما غيراه عندما دخل المدرسة إلى برانوو.

عندما أوشك برانوو على التخرج من المدرسة الثانوية عام 1980، تقاعد والده من الخدمة في الشرطة، ولتأمين مصدر رزق آخر افتتحت والدته محل بقالة صغيرا في البيت، واضطر غانجار لبيع عبوات البنزين على قارعة الطريق.

تزوج عام 1999 من زميلته في الجامعة "ستي عتيقوه سوبريانتي" وأنجب منها ولدهما الوحيد.

المؤهل الأكاديمي

التحق غانجار بجامعة "غادجاه مادا" المرموقة في جوكجاكرتا وتخرج في كلية الحقوق عام 1995. لكنه انقطع عن الدراسة فصلين متتابعين لعدم قدرة عائلته على سداد رسوم الدراسة.

لاحقا وأثناء انشغاله بالعمل السياسي البرلماني التحق عام 2009 بجامعة إندونيسيا للحصول على درجة الماجستير في العلوم السياسية، ولم يحصل عليها إلا عام 2013 بسبب انشغاله الحزبي.

غانجار برانوو في أحد المهرجانات الخطابية في إطار حملته للانتخابات الرئاسية بإندونيسيا (الفرنسية) الخبرات العملية

بعد تخرجه من الجامعة انتقل غانجار إلى العاصمة جاكرتا للعمل في قطاع النفط والغاز، إذ عمل موظفا استشاريا لتنمية الموارد البشرية.

خلال ولايته حاكما لجاوا الوسطى أطلق برامج لتحسين عمل المزارعين، من خلال خفض الفائدة السنوية على قروض المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وفي عام 2015، منحت اللجنة المركزية للقضاء على الفساد حكومة مقاطعة جاوا الوسطى، بقيادة غانجار، جائزة تقديرا لجهودها في مكافحة الفساد والرشوة.

قبل وأثناء توليه منصب حاكم جاوا الوسطى، كان معروفا باستخدام منصة تويتر للتواصل مع الجمهور، لتلقي شكاوى السكان وانتقاداتهم لسياساته والرد عليها ومعرفة أحدث المعلومات من مناطقهم.

استجاب غانجار لضغوط شعبية كبيرة لمنع فريق الشباب الإسرائيلي لكرة القدم من المشاركة في كأس العالم تحت 20 سنة عام 2023، التي كان يفترض أن تقوم في جاوا الوسطى، مما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى إلغاء حق إندونيسيا في استضافة الحدث.

التجربة السياسية

بدأ اهتمام غانجار بالسياسة عندما انضم إلى الحركة الوطنية الطلابية الإندونيسية خلال أيام دراسته الجامعية في أوائل التسعينيات من القرن الـ20.

أدى به نشاطه المؤيد للديمقراطية ضد نظام الرئيس محمد سوهارتو إلى أن يصبح مؤيدا قويا للحزب الديمقراطي الإندونيسي، الذي كان يعد أكبر الأحزاب المعارضة لسوهارتو.

عاش الحزب الديمقراطي في عام 1996 أزمة داخلية بسبب استجابة قيادة الحزب لضغوط نظام سوهارتو، مما أدى إلى انشقاق ابنة مؤسس إندونيسيا أحمد سوكارنو، ميغاواتي سوكارنو بوتري عن الحزب وتأسيس حزب النضال الوطني، وكان غانجار من الناشطين في الحزب الجديد.

مهرجان انتخابي في ملعب رياضي للمرشح غانجار برانوو (الجزيرة)

بعد انهيار نظام سوهارتو عام 1998، وتنظيم أول انتخابات ديمقراطية في النظام الجديد، ترشح غانجار عن حزب النضال في انتخابات 2004، فخسر، لكن ميغاواتي عينته نائبا لجاوا الوسطى في البرلمان المركزي، بديلا عن عضو في الحزب عُيّن سفيرا لإندونيسيا في كوريا الجنوبية.

ترشح غانجار في الانتخابات البرلمانية للعام 2009 وفاز عن جاوا الوسطى حتى عام 2013 حين ترشح لمنصب حاكم إقليم جاوا الوسطى مسقط رأسه، وفاز بسبب شعبيته التي بناها خلال عمله في البرلمان المركزي، وفاز للمرة الثانية بمنصب حاكم المقاطعة نفسها عام 2018 إلى 2023.

تميزت ولايته الأولى (2013 – 2018) ببرامجه الشعبية مثل إقرار التعليم الأساسي المجاني، وتحسين البنية التحتية، ومساعدة المزارعين للحد من حالة الفقر بينهم، مما أهله للاحتفاظ بمنصبه في انتخابات حاكم جاوا الوسطى لعام 2018.

وبحلول نهاية فترة ولايته حاكما للمقاطعة التي دامت 10 سنوات، تصدر استطلاعات الرأي المختلفة باعتباره الشخصية الأنسب للترشح للرئاسة. وبالفعل ترشح للرئاسة في انتخابات 2024.

ترددت أنباء على نطاق واسع في ذلك الوقت أن ميغاواتي فضلت ترشيح ابنتها رئيسة مجلس النواب بوان ماهراني لهذا المنصب، لكنها أعادت النظر في الأمر بسبب ضعف تصنيف بوان في الانتخابات. وبعد أشهر من التكهنات، اختارت ميغاواتي غانجار مرشحا للرئاسة عن حزب النضال الوطني وبتحالف مع 4 أحزاب سياسية.

ورغم شعره الأبيض فإنه يحرص دائما على الظهور بمظهر شبابي، وقريب من اهتمامات هذا الجيل من خلال مظهره واهتمامه بالموسيقى والغناء. ولهذا يجد شعبية كبيرة بين أبناء هذا الجيل.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

فارس النور حاكم “تأسيس” في الخرطوم يُصدِر أولى قراراته: أرض وكنيسة على نفقة الحكومة

أعلن فارس النور، حاكم إقليم الخرطوم في حكومة “تأسيس”، أن أولى قراراته الرسمية بعد توليه المنصب تمثّلت في تصديق قطعة أرض لصالح الكنيسة الخمسينية، وإعادة بنائها بالكامل على نفقة حكومة الإقليم، وذلك تعويضًا عن الأضرار التي لحقت بها في وقت سابق.
وأوضح النور، في منشور على صفحته بـ”فيسبوك”، أن القرار جاء ردًّا على ما وصفه بـ”الاعتداء والهدم الذي طال الكنيسة على يد الفلول”، مشيرًا إلى أن الخطوة ليست مجرد إجراء إداري بل موقف وطني وأخلاقي، يُجسد جوهر مشروع “تأسيس”.
وقال: “نسعى إلى بناء دولة شاملة، علمانية، ديمقراطية، لا مركزية، وموحدة طوعًا، قائمة على الحرية والعدالة والمساواة”.
القرار أثار تفاعلاً واسعًا في وسائل التواصل الاجتماعي، كون أن الخرطوم في الأصل لا تقع تحت سيطرة حكومة “تأسيس” الموازية وأن الأمر لا يتعدى كونه مناكفة، القصد منها خلق نوع من الرأي والرأي الآخر.

التيار

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «العليا للأخوة الإنسانية» تواصل تقديم الأجهزة الذكية لطلاب المدارس بإندونيسيا
  • جيفارا الشرق.. المناضل اللبناني “جورج عبدالله” .. صلابة الموقف واستمرار النضال
  • الرئاسة الفلسطينية: بريطانيا ستعترف بـ فلسطين سبتمبر المقبل إذا لم تنهي إسرائيل كارثة غزة
  • حاكم الخرطوم العلماني في الميديا ودغدغة المشاعر باستغلال الدين!!
  • منيب: لا ديمقراطية حقيقية بدون قطع مع التحكم والتبعية... وما يحدث في غزة امتحان للضمير العالمي
  • داوود «الأول» لسباق 400م حواجز بـ«الدوري الفضي»
  • بالفيديو.. جورج عبد الله للجزيرة نت: عودتي ليست نهاية النضال والكفاح المسلّح حقٌ مشروع
  • فارس النور حاكم “تأسيس” في الخرطوم يُصدِر أولى قراراته: أرض وكنيسة على نفقة الحكومة
  • ما أبرز أرقام لويس دياز المرشح للانضمام إلى بايرن ميونخ؟
  • أردوغان يرحّب بقرار ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين