كانت وجهة النجوم لعقود.. الإهمال يطال أشهر عمارة في القاهرة
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
بين اثنين من أقدم شوارع القاهرة القديمة تقع عمارة "الإيموبيليا" أقدم العمارات وأكبرها في العاصمة المصرية والتي ترجع شهرتها لكون سكانها طوال عقود طويلة من القرن الماضي من أشهر الفنانين والأدباء والسياسيين والشخصيات العامة في مصر.
لم يعد حال الإيموبيليا كمان كان في السابق حين كان يشار لها بالبنان بعد أن طواها النسيان وطالها الإهمال فبدلا من لوح التعريف برموز مصر في القرن الماضي أصبحت واجهاتها ومداخلها مليئة بلوح تعريفية عن شركات ومحلات تجارية ومخازن ومكاتب محاماة وبيوت تجميل وغابت سمتها المميزة التي امتدت لعقود طويلة.
حين ذهبنا إلى هناك بعد تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي يتندر فيها مصريون على إزالة لوحات تعريفية تشير إلى قائمة طويلة من أسماء فنانين ومبدعين وسياسيين مصريين سكنوا في العمارة الشهيرة بينهم نجيب الريحاني وليلى مراد ومحمود المليجي وأنور وجدي وأسمهان وكاميليا وغيرهم كثيرون لم نجد أثرا لتلك اللوحات أو لغيرها على مداخل العمارة الشاهقة مترامية الأطراف، باستثناء لوحة قديمة متهالكة مطموسة المعالم ترى بالكاد مكتوب عليها "في هذه العمارة بالدور الثالث شقة رقم 321 كان يعيش الفنان الكبير نجيب الريحاني من عام 1938 إلى عام 1949".
وبين لوحات الشركات والمكاتب التجارية بقيت أيضا لوحة صغيرة تشير إلى إسم شركة الفنانة الشهيرة ماجدة مكتوب عليها "أفلام ماجدة - إنتاج وتوزيع أفلام سينمائية - الدور السادس شقة 668".
عبر مدخل كبير يطل على شارع شريف باشا بوسط القاهرة يقود إلى العمارة التي صممت على شكل جناحين أحدهما بحري والثاني قبلي ترامت المحلات التجارية والمطاعم ومحلات الملابس التي غيرت هوية المكان الذي يعد مبنى تراثيا فريدا ذو طابع معماري خاص لكن الإهمال والمخالفات بدت واضحة في كل جوانبه وعبر مداخله وحتى مصاعده العتيقة ودرج السلم في كلا الجناحين المكونين للمبنى.
لافتات تحتاج موافقةلا يزال المخرج المعروف خالد الحجر يسكن في الإيموبيليا، بعد أن اشترى شقة المطربة الكبيرة ليلى مراد من ورثتها بل وحصل أيضا من أبنائها في وقت سابق على جزء كبير من أثاث شقة أخرى كانت تقيم فيها ونقله إلى شقة الإيموبيليا، وحين تحدثنا معه عن سبب نزع اللوحة التعريفية الخاصة بسكان العمارة القدامى من الرموز المصرية قال: "فوجئنا منذ فترة بنزع اللوحة لأنها تعد لافتة، واللافتات لابد من الحصول على موافقات لتعليقها على مدخل العمارة وحينها طلب السكان تركيب لوحة جديدة ولم يحدث".
بدأ بناء الإيموبيليا قبل أكثر من 86 عاما، ونظرا لتصميمها الفريد وموقعها المميز وعمارتها الفريدة جذبت نجوم الفن والسياسة والأدب للإقامة فيها وبلغ عدد وحداتها السكنية 370 شقة موزعة على جناحيها بارتفاع 13 طابقا في أحدهما و11 طابقا في الثاني.
كان عبود باشا رئيس النادي الأهلي المصري هو مالك العمارة ويقول الحجر إن "إيجار تلك الشقق في بدايتها كان يتراوح بين 12 و16 جنيها وهو رقم كبير في ذلك الوقت، وهناك من ورثة الفنانين من بقي محتفظا بالوحدات السكنية لآبائهم وأجدادهم مثل ابنة الفنانة ماجدة وأبناء الفنان حلمي حليم وأبناء المطرب الكبير محمد فوزي.
في بداية الستينات تعرضت أملاك عبود باشا للتأميم وآلت ملكيتها للحكومة المصرية، ومن بينها الإيموبيليا ومنها انتقلت ملكيتها إلى إحدى الشركات المتخصصة في النشاط العقاري ولا تزال تستخدم أحد طوابق العمارة كمقر إداري لها.
أحد حراس العقار قال إن "العمارة مملوكة لشركة الشمس للإسكان والتعمير التي تتخذ من الطابق الأخير في الجناح القبلي مقرا لها، وعن اللوح التعريفية بالفنانين قال إن الحي (جهاز محلي مسؤول عن الإنشاءات) هو من أزال اللوحة الكبيرة التي كانت تضم أسماءهم".
لكن أحد السكان الذين التقيناهم أشار إلى أن "الحي لا يستطيع نزع اللوحة لأن العمارة ليست من اختصاصه لأنها تابعة لجهاز التنسيق الحضاري نظرا لقيمتها الفريدة وتاريخها الكبير وتسجيلها كمبنى ذو طابع معماري مميز، ومنذ عدة سنوات تردد أن هناك مخططا لتطوير العمارة والحفاظ على قيمتها لكن لم يحدث شيء وبقيت على حالها محاطة بالمحلات التجارية وأدوارها غارقة في مقرات الشركات ومكاتب المحاماة".
من يملك أشهر عمارة في العاصمة المصرية؟وتشير بيانات الشركة المالكة لعمارة الإيموبيليا إلى أنها شركة مساهمة مصرية تحت اسم الشركة المصرية للمباني الحديثة وهي حصيلة دمج 4 شركات بينها شركة الإيموبيليا التي كان يرأسها إسماعيل صدقي رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت وتمارس الشركة نشاطا يتعلق بتأجير وبيع العقارات التي تمتلكها والمنتشرة في القاهرة والإسكندرية ويتوزع هيكل ملكية الشركة على أربع شركات أخرى بحصص متفاوتة من أسهم الشركة.
تحدثنا إلى مصطفى عبد القادر مسؤول علاقات المستثمرين بشركة الشمس للإسكان والتعمير، فقال إن "الشركة هي المالك للإيموبيليا وعقارات أخرى شهيرة ولها تاريخ كبير في القاهرة ولدى الشركة أوراق بمرسوم ملكي يتعلق بالملكية".
ونفى عبد القادر مسؤولية الشركة عن نزع اللوح التعريفية الخاصة بالرموز المصرية التي عاشت في العمارة المملوكة لشركته وأشار إلى أن "هذه الأمور من مسؤولية اتحاد الشاغلين لأنه المنوط به أمور الصيانة والنظافة وما إلى ذلك، كما أن هناك الكثير من شقق العمارة مؤجرة وفي فترة زمنية سابقة باعت الشركة عددا من الوحدات السكنية في الإيموبيليا لكن توقف الأمر بعد ذلك.
وعن تحويل عدد كبير من شقق العمارة لمكاتب وشركات أوضح أنه "بالفعل هناك كثير من الشركات والمحلات والمكاتب تتخذ من العمارة مقرا لها بعقود إيجار قديمة لكننا في الشركة أنهينا تعاقدات عدد كبير من تلك المكاتب والمحلات خلال عامي 2022 و2023 بعد إجراءات قانونية وإدارية طويلة".
لم تخل عمارة الإيموبيليا من تناثر الشائعات حولها خاصة مع كبر حجمها وترامي أطرافها في جوانب واسعة من القاهرة، وأبرز تلك الشائعات تتعلق بوجود أشباح داخلها تظهر لسكانها والمترددين عليها أحيانا وهو ما نفاه السكان الذين التقيناهم بها وأحد حراس العمارة واتفق معهم المخرج خالد الحجر الذي قال "هذه الشائعة انتشرت بسبب وجود عدد كبير من الشركات في طوابق العمارة، والتي تغلق أبوابها منتصف النهار كل يوم وينصرف العاملون بها ما يجعل العمارة شبه خاوية تماما ودون حركة بداخلها".
وما عزز تلك الشائعة وقوع جريمة قتل في إحدى شقق العمارة قبل أكثر من 10 سنوات حين قتل أحد السكان سمسار عقارات وفتاة أثناء ترددهما على الشقة التي يقيم فيها وهو الحادث الذي استلهم منه الحجر نفسه فكرة فيلم جريمة ورعب حمل اسم "جريمة الإيموبيليا" وعرض في عام 2018 وقام بتصوير أحداثه بالكامل داخل العمارة واستخدم جزءا من أثاث شقته والخاص بالمطربة ليلى مراد في أحداث الفيلم.
ومع تعدد الجهات والمسؤوليات حول العمارة الأشهر في القاهرة القديمة، بين الشركة المالكة واتحاد الشاغلين وأجهزة الحفاظ على التراث والسكان بقيت "الإيموبيليا" ورموزها التاريخية فريسة لإهمال امتد عبر عقود، ودفعها للسقوط في طي النسيان بعد أن كانت واحدة من أشهر وأجمل البنايات في العاصمة المصرية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: شقق العمارة عدد کبیر من فی القاهرة
إقرأ أيضاً:
لام شمسية من وجهة نظر مسيحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
خلق الله الجنس في الإنسان كوسيلة لتحقيق الحب والتواصل الإنساني، إذ يُعتبر الجنس جزءًا من الطبيعة البشرية التي تسهم في بناء علاقات الحب والمشاركة، وتنمية العائلات.
كما ذكر الكتاب المقدس في سفر التكوين، عندما خلق الله آدم وحواء، حيث قال: “ليس جيدًا أن يكون آدم وحده، فأصنع له معينًا نظيره”.
إن هذه العلاقة ليست مجرد تفاعل جسدي، بل هي دعوة للاتحاد والتكامل بين الزوجين، ومن ثم بناء أسرة تكون فيها محبة الله وإرادته هي الأساس.
الجنس في الزواج المسيحي
المسيحية تُقدس الجنس داخل إطار الزواج، الذي يعتبره الكتاب المقدس سرًا عظيمًا.
ويُشدد على ضرورة الحفاظ على قدسية الزواج والعلاقة الجنسية، كما قال الكتاب: “ليكن الزواج مكرمًا عند الجميع، والمضجع غير نجس”. أي أن الكنيسة تدعو إلى الحياة الطاهرة التي تلتزم بالقيم الروحية التي تقوي الأسرة والعلاقات بين الزوجين.
الزنا والإساءة الجنسية في المسيحية
تُدين المسيحية جميع أشكال الزنا، سواء في العهد القديم أو الجديد، حيث يُعتبر أي تجاوز لهذه الحدود خطيئة. في العهد القديم، تم تحذير البشر من الزنا بقوله: “لا تزني”. أما في العهد الجديد، فقد أتسع مفهوم الزنا ليشمل الأفكار والشهوات التي لا تلتزم بالنقاء الطاهر، حيث قال السيد المسيح في موعظته: “كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه”.
الإساءة الجنسية للأطفال
تعتبر المسيحية الإساءة الجنسية للأطفال من أفظع الجرائم، سواء كانت من خلال الاعتداء الجنسي المباشر أو الاستغلال الجنسي للأطفال بأي شكل كان، مثل الاغتصاب أو التحريض على مشاهدة المواد الإباحية أو الدعارة. جميع هذه الأفعال تُعتبر انتهاكًا لكرامة الإنسان وحقوقه الأساسية، وهي تتسبب في ضرر جسدي ونفسي عميق للطفل.
الإساءة الجنسية للأطفال تترك آثارًا جسدية ونفسية خطيرة. جسديًا، يمكن أن تؤدي إلى إصابات في الأعضاء التناسلية أو حتى أمراض معدية. أما نفسيًا، فقد يعاني الطفل من مشاعر الذنب، الخجل، كراهية الذات، والشعور بالضياع. وقد يتسبب هذا في اضطرابات سلوكية مثل تعاطي المخدرات أو تغيير في أنماط الأكل. كما أن هذه الآثار تستمر في ملاحقة الطفل حتى بعد بلوغه مرحلة البلوغ.
دور الكنيسة في مكافحة الإساءة الجنسيةتعمل الكنيسة المسيحية على توعية المجتمع بكل أشكال الإساءة الجنسية للأطفال، من خلال برامج المشورة الأسرية والتدريب الدائم للخدام في الكنائس والمراكز التعليمية. كما تساهم الكنيسة في تقديم الدعم للأطفال ضحايا الإساءة، من خلال برامج التأهيل التي تساعدهم على التعافي ومواصلة حياتهم بشكل سليم.
تدين المسيحية جميع أشكال الإساءة الجنسية للأطفال، وتعتبرها انتهاكًا لحرمة الحياة الإنسانية. كما تؤكد على ضرورة احترام جسد الإنسان وحقوقه، وتقديم الدعم اللازم للأسر لحماية أطفالها من هذه الآفة الاجتماعية.