من هو فتى الأمريكيين ذو الشعر الأشقر المرشح للوصول لسدة الحكم بإندونيسيا؟
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
تخوض إندونيسيا انتخابات رئاسية مصيرية في 14 شباط/ فبراير الجاري والتي يترشح فيها الجنرال برابوو سوبيانتو، الذي كان تحت حماية الولايات المتحدة منذ فترة طويلة والمتورط في المجازر التي شهدتها البلاد في عهود مختلفة.
ونشر موقع "إنترسبت" تقريرًا، ترجمته "عربي 21"، قال فيه إنه لكي يتم انتخاب برابوو، في الجولة الأولى من التصويت، يجب أن يحصل على 50 بالمائة زائد واحد من الأصوات المقبولة في التصويت الثلاثي وأن يحصل على 20 بالمائة على الأقل من الأصوات في 19 مقاطعة إندونيسية من أصل 38 مقاطعة.
وذكر الموقع أن برابوو اعترف - في مقابلات صحفية سابقة - أن "إندونيسيا ليست مستعدة للديمقراطية"، وأن البلاد بحاجة إلى "نظام استبدادي حميد"، كما أعرب برابوو عن دعمه لحكم الجيش، وأشاد بانقلاب عام 2007 في باكستان. ومنذ ذلك الحين؛ حاول برابوو مراراً وتكراراً القيام بانقلابات وفشل مرتين في الانتخابات الرئاسية.
وأفاد الموقع أن الوضع مختلف اليوم، فأجهزة الدولة أصبحت خلفه، والتي يحشدها الرئيس المدني الحالي جوكو ويدودو، المعروف باسم جوكوي، رغم أنه كان قد ناقش في السابق مع موظفيه محاكمة الجنرال بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وذكر الموقع أن أدوات سلطة الدولة تلعب دورًا محوريًا في الحملة؛ حيث يتعرض المسؤولون المحليون للتهديد بالملاحقة القضائية إذا لم يدعموا الجنرال، كما أصدر الجيش والشرطة تعليمات للناس بالتصويت لصالح برابوو، وهو توجيه ذو أهمية خاصة للفقراء الذين يعيشون تحت رحمتهم؛ حيث تظهر أكياس الأرز وزيت الطهي التي توزعها الحكومة في جميع أنحاء البلاد مع ملصقات برابوو، كما يجب على العائلات التي تحتاج إلى الحصول على المؤن أن تستلمها أحيانًا من مكاتب حملة برابوو.
وتابع الموقع قائلًا إنه رغم اقتراب نسبة تأييد الجنرال برابوو من 50%، لكن بعض المسؤولين في حكومة جوكوي أخبروني أنهم لا يريدون ترك الأمر للصدفة؛ حيث ناقش مسؤولو الجيش والمخابرات مؤخرًا خطة لاستخدام أجهزة الدولة، إذا لزم الأمر، للقيام بتزوير الانتخابات. ورغم أن مسؤولي الحملة تفاخروا في الماضي باستخدام مثل هذه التكتيكات في الأماكن المحلية التي يسيطرون عليها، لكن تطبيقها على المستوى الوطني من قبل الدولة من شأنه أن يخلف عواقب كبيرة محتملة؛ أهمها المساعدة في التنازل عن الديمقراطية الإندونيسية، مرة أخرى، لصالح الحكم الاستبدادي.
"الأمريكي"
ووفق الموقع؛ فالجنرال برابوو وريث عائلة مصرفية ثرية ويمتلك مئات الآلاف من الأفدنة من المزارع والتعدين والممتلكات الصناعية. وكان صهر الدكتاتور الراحل الجنرال سوهارتو، الذي حكم إندونيسيا لمدة 32 عامًا بدعم من الولايات المتحدة، والذي غزا جزر تيمور الشرقية في عام 1975 مرتكبًا بقواته مذابح وصفت بأنها الأكبر منذ عهد النازيين، وكان برابوو، بصفته صهر سوهارتو، أحد كبار قادة المذابح في تيمور الشرقية، كما قام برابوو أيضًا بتعذيب الأسرى شخصيًا.
ولفت الموقع إلى أن برابوو وصف نفسه بأنه "فتى الأمريكيين ذو الشعر الأشقر"، فلقد عمل جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة أثناء تنفيذ المذابح والتعذيب وحالات الاختفاء - عن كثب لدرجة أن زملاءه الضباط، كما قال، كانوا يسخرون منه أحيانًا باعتباره "الأمريكي"؛ حيث تدرب برابوو في البداية على يد الولايات المتحدة في فورت بينينج بجورجيا وفورت براغ بكارولينا الشمالية.
ووفقًا لوثائق البنتاغون، فقد أحضر قوات أمريكية إلى إندونيسيا، وهو الوجود الذي ساعد في تسهيل عمليتين أمريكيتين سريتين على الأقل.
"من المجازر إلى الرسوم المتحركة المحبوبة"
ونسب الموقع إلى برابوو وصفه لإحدى المذابح التي ارتكبت في تيمور الشرقية بأنها مذبحة سانتا كروز، والتي وقعت في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 1991؛ حيث قتل الجيش الإندونيسي في مقبرة سانتا كروز ما لا يقل عن 271 مدنيًا تيموريًا أمام أعين الصحافة العالمية، ما جعل برابوو يعتبرها عملية "معتوهة" لأن الجيش قام بها أمام شهود عيان.
وفي عام 1998، مع تعثر سوهارتو بسبب قطع الأسلحة ومواجهة المظاهرات المتزايدة، اختطف برابوو 24 ناشطًا ديمقراطيًّا، و"اختفى" 13 منهم، كما أثار حملة من القتل والحرق والاغتصاب، بشكل رئيسي ضد السكان من أصل صيني.
لكن محاولة قمع الاحتجاجات باءت بالفشل، وسقط سوهارتو. وبعد أقل من 70 ساعة من تولي رئيس جديد منصبه، قام برابوو بمحاولة انقلاب فاشلة. وفي السنوات التالية؛ استمر برابوو في التورط في عمليات قتل المدنيين، بما في ذلك في آتشيه وبابوا الغربية. عندما ترشح للرئاسة في عام 2014؛ قدّم برابوو نفسه على أنه بينيتو موسوليني.
وفي عام 2017، وتحت ذريعة دينية، دعم برابوو وجنرالاته حركة انقلابية، بمشاركة حاسمة من قبل ميليشيات الشوارع المتحالفة مع تنظيم الدولة. وفي عام 2019؛ عندما ترشح للرئاسة مرة أخرى، لوحت تلك الميليشيا، جبهة بيمبيلا إسلام، بأعلام تنظيم الدولة السوداء في مسيرات برابوو. وقام بحملته الانتخابية من السيارة المكشوفة التي كان يستقلها من وصف نفسه بأنه "رئيس تنظيم الدولة في إندونيسيا".
لكن هذه المرة، غيّر برابوو مساره. في الإعلانات وعلى شاشة التلفزيون؛ حيث يقدم نفسه على أنه شخصية كرتونية محبوبة.
"عكس جوكوي"
وأشار الموقع إلى أن السبب الرئيسي الذي جعل برابوو أخيراً على أعتاب الوصول إلى السلطة هو الدعم المزعج الذي يتلقاه من رئيس إندونيسيا الحالي، وجاءت هذه الديناميكية بمثابة مفاجأة للكثيرين لأن جوكوي هو الذي تغلب على برابوو في عامي 2014 و2019، بدعم من العديد من الناجين من المذبحة والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وتحدث جوكوي علنًا عن عدم العودة إلى الديكتاتورية، وناقشت إدارته، خلف الكواليس، محاكمة برابوو وغيره من الجنرالات بتهمة ارتكاب جرائم حرب، رغم أن المحاولة لم تتم قط.
وتحت ضغط متواصل من برابوو والجنرالات، تطور موقف جوكوي، فزاد ببطء من القمع الداخلي وتقاربت مصالحه ومصالحهم، وفي عام 2016، نظمت حكومة جوكوي حدثًا يسمى الندوة، حيث تم منح الناجين من مذبحة عام 1965 المدعومة من الولايات المتحدة الفرصة للتحدث عنها علنًا، وأثار هذا الحدث غضب الجيش لدرجة أن جوكوي اضطر للذهاب إلى مقر الجيش والسجود، لكن تذلل الرئيس فشل في تهدئة الجيش.
وعندما جرب برابوو المسار الانتخابي مرة أخرى في عام 2019، منحته الجماعات المرتبطة بتنظيم الدولة تنظيمًا فعالًا في الشارع. ومع ذلك، تلقت هذه التعبئة ضربة قوية قبل وقت قصير من يوم الانتخابات، عندما نشرت محضر اجتماع في منزل برابوو؛ حيث وضع هو وجنرالاته خططًا لسجن المعارضين السياسيين، في إشارة واضحة إلى عهد سوهارتو. وكان التراجع عنهم هو خطة لكسب تأييد الولايات المتحدة من خلال اعتقال رجال الدين والإسلاميين في حملة برابوو.
وخسر برابوو انتخابات عام 2019 لكنه أعلن فوزه، ونزل رجاله إلى الشوارع. على الرغم من رفض جوكوي علنًا لمثيري الشغب، إلا أن عمليات النهب والحرق ساعدت في تأكيد موافقته على مذبحة الجنرالات.
ووفقًا لوسطاء من كلا الجانبين، تواصل جوكوي مع برابوو على أمل أن يتم إحضاره إلى الداخل وإنهاء أعمال الشغب ومحاولات الانقلاب. وبدلاً من محاكمة برابوو وضعه جوكوي في الحكومة، وجعل برابوو وزيرًا للدفاع. هناك، واصل برابوو سياسة قتل المدنيين في بابوا الغربية، وتبخرت تهديدات الشغب والانقلابات بالفعل كما كان يأمل جوكوي.
مع اقتراب فترة ولايته من نهايتها، استكشف جوكوي خيارات لتمديد ولايته القانونية، ولكن عندما تم حظر هذه الطرق، عقد صفقة مع برابوو وأعاره ابنه جبران ليكون نائبًا له.
وكان المفتاح الآخر بالنسبة لبرابو هو قبول حكومة القِلة في إندونيسيا. ومن بين هؤلاء تومي ويناتا، رجل الأعمال المشهور باعتباره راعياً للجنرالات، والذي اشتكى، من أنه كثيراً ما يوصف بأنه "رجل عصابات". وفي إحدى المقابلات، قال ويناتا، الذي أخبرني أن لديه منازل بالقرب من البيت الأبيض وفي لوس أنجلوس، إنه "محايد" في الانتخابات لكنه أشاد ببرابوو.
وقال ويناتا إنه يعرف برابوو منذ أن كان في الميدان كقائد للجيش، عندما وجد الجنرال "ساحرا". وعندما سألت ويناتا عن قيادة برابو لمذابح الجيش، أجاب: "لقد سمعت ذلك"، لكنه تساءل عما إذا كانت عمليات القتل هذه قد حدثت بالفعل، لأنه لم يشهدها بنفسه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية انتخابات برابوو سوبيانتو امريكا اندونيسيا انتخابات برابوو سوبيانتو صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة تنظیم الدولة وفی عام تنظیم ا فی عام
إقرأ أيضاً:
مسار عملياتي متصاعد للقوات اليمنية ضد الأمريكيين و”إسرائيل”
نوال النونو
مضت الأيام الماضية ثقيلة على الجيش الأمريكي في البحرين الأحمر والعربي، في ظل التصاعد المتواصل للعمليات اليمنية.
ومع وصول حاملة الطائرات الأمريكية “فينسون” إلى البحر الأحمر، فاستقبلتها القوات المسلحة اليمنية بالصواريخ المجنحة والباليستية، بالتوازي مع عمليات مماثلة طالت الحاملة [يو اس إس هاري ترومان].
وفي صعيد المواجهة، كان اللافت خلال الأيام الماضية ما كشف عنه رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء المشير الركن مهدي المشاط عن احتراق أوراق القوة الأمريكية في اليمن.
وتحدث المشاط بلغة حادة في اجتماع خصص لمجلس الدفاع الأعلى، وهو اجتماع استثنائي ضم أبرز القيادات العسكرية والسياسية في الدولة، وكان واضحاً أن الهدف من الاجتماع هو توجيه رسائل هامة للداخل والخارج.
من الرسائل التي أطلقها الرئيس المشاط للداخل اليمني، هو تحذيره للمرتزقة اليمنيين من التحرك عسكرياً للمواجهة البرية مع اليمن تحت المظلة الأمريكية، معتبراً هذا لو تم فسوف يكون جناية لا غفران لها لهم، محذراً ادواتهم في الداخل من العمل تحت أي ظرف كان، وأن ذلك سيعرضهم للاعتقال والمحاسبة.
ومنذ الأسابيع الماضية، كثر الحديث عن قيام أمريكا بعملية برية في اليمن، وأن المرتزقة اليمنيين التابعين لتحالف العدوان السعودي الإماراتي سيكونون رأس الحربة، وخط الهجوم الأول على القوات المسلحة اليمنية التابعة لأنصار الله، لكن هذا التحرك لا يزال يواجه الكثير من التحديات والعراقيل، وفي مقدمتها خشية أمريكا من الهزيمة، وهي بالفعل واردة ومتحققة لوجود عوامل كثيرة تساعد أنصار الله على تحقيق الانتصار الكبير، منها وحدة القيادة، والإعداد الجيد للمواجهة، ودخول أسلحة جديدة إلى ساحة المعركة.
ولهذا، فإن المعركة البرية ضد اليمن أو أنصار الله، هي نوع من الجنون، لكن لا أحد يستبعد حدوث مثل هذا الأمر، لا سيما في ظل غطرسة ترامب وحماقته، واندفاعه نحو تحقيق انتصار يبيض وجهه في اليمن.
الرسالة الأخرى التي أطلقها الرئيس المشاط، تمثلت في الكشف عن القدرات العسكرية اليمنية المتصاعدة، وقدرتها على إحراق أوراق القوة الأمريكية، حيث أوضح الرئيس أن حاملة الطائرات الأمريكية [هاري ترومان] أصبحت خارج الخدمة، ولم تفلح في تحقيق أي انتصار يذكر على اليمن، لافتاً إلى أن هذا السلاح كانت أمريكا تحافظ عليه في مواجهة الدول العظمي، لكن اليمنيين تمكنوا من تحييده تماماً من خلال الضربات النوعية المتواصلة على الحاملات الأمريكية وآخرها [حاملة فينسون] وحاملة [هاري ترومان].
وكشف الرئيس لأول مرة، عن تمكن الصواريخ اليمنية بعد إدخال تعديلات عليها من تجاوز منظومة الدفاع “الكهرومغناطيسية” فخر الدفاعات الجوية الأمريكية، بعد أن تم تثبيتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة للتصدي للصواريخ اليمنية، مؤكداً أنه في غضون 10 أيام تم تجاوز هذه المنظومة، وباتت الصواريخ تصل إلى قلب كيان العدو.
هذا ما حدث بالفعل بعد العمليات اليمنية النوعية التي استهدفت يافا المحتلة التي يطلق عليها كيان العدو تسمية [تل أبيب] بمسيرة يافا اليمنية، وكذلك استهداف موقع حيوي في حيفا المحتلة بصاروخ ذو الفقار الباليستية الأربعاء الماضي.
أما التطور الأبرز، فهو حديث الرئيس المشاط، عن طائرات الشبح الأمريكية أو “قاذفات B2″، فقد لمح الرئيس إلى أن اليمنيين أصبحوا قادرين على اسقاطها وفي القريب العاجل، وهو تطور كبير ونوعي لو حدث سيعجل بكنس الهيمنة الأمريكية من المنطقة.
واستغرب الرئيس المشاط من قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإحراق أوراق قوتها العظمى في اليمن، داعياً أعداء أمريكا من الروسيين والصينيين بأن يمددوا ولا يبالوا، وهذا بالفعل يفتح المجال أمام القوى المناوئة للهيمنة الأمريكية بأن تكرر تجربة اليمن في المواجهة مع أمريكا، فالأسلحة الاستراتيجية التي تحتفظ بها واشنطن لم تعد ذي قيمة على الإطلاق.
المدنيون بنك أهداف للأمريكيين
وأمام هذا الإخفاق والفشل الكبير للأمريكيين في مواجهة القوات المسلحة اليمنية، فضل ترامب وجيشه، اللجوء إلى خيار آخر، يتمثل في استهداف المدنيين اليمنيين، بغية اجبار اليمنيين على التراجع ورفع راية الاستسلام.
وخلال الأيام الماضية ارتكبت أمريكا عدة جرائم في اليمن، منها استهداف ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة غربي اليمن، واستشهاد أكثر من 50 مدنياً، إضافة إلى استهداف سوق شعبي في العاصمة صنعاء، واستشهاد أكثر من 10 مدنيين وإصابة العشرات.
غير أن اليمن الذي لم يعرف الانكسار طيلة 10 سنوات مضت في مواجهة العدوان السعودي الإماراتي، يواجه الصلف الأمريكي بالمزيد من البأس ورباطة الجأش، وهنا تؤكد القيادة الثورية والسياسية اليمنية بأنها لن تسكت كثيراً، وأن لديها الكثير من أوراق القوة والرد على حماقة ترامب وجيشه، ولهذا أعلن الرئيس المشاط أن شركات الأسلحة والنفط الأمريكية ستكون هدفاً مشروعاً لليمن خلال المرحلة المقبلة.
ويأتي تأكيد الرئيس على استهداف شركات النفط، كرد على أي ضغوط أمريكية لفرض حصار خانق على اليمن، ومنع وصول امدادات النفط إلى ميناء الحديدة، والذي بدأت مؤشراته عن طريق استهداف ميناء الصليف بالحديدة، ولذا فإن اليمن سيواجه الحصار بالحصار، وإذا ما تم إغلاق ميناء الحديدة، فإن القوات المسلحة اليمنية لن تتردد في استهداف حاويات النفط المتجهة إلى أوروبا وأمريكا من مضيق باب المندب، وهي لا تقل عن 4 ملايين برميل نفط يومياً.
أما استهداف شركات الأسلحة، فهذا يضاعف من الحرج الأمريكي، فمبيعات أمريكا للعالم من الأسلحة تمر عبر البحار، إضافة إلى أن واشنطن تعتمد على امداداتها من السلاح، عن طريق البحر، وهذا سيعيق من استراتيجيتها في الانتشار السريع كما أكدت ذلك الصحافة الأمريكية.
لقد أدخل ترامب جيش بلاده في مستنقع استراتيجي باليمن كما يقول الرئيس المشاط، والخروج منه لن يكون إلا بتنفيذ شروط صنعاء المتمثلة بوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة ورفع الحصار، أما الحلول العسكرية أو الدبلوماسية أو السياسية فلن تجدي نفعاً، لا سيما وأن القيادة اليمنية واضحة ولا تعرف المهادنة، كما أنها لا تعرف التراجع أو الاستسلام والهزيمة.