دبي - الخليج
دعا خبراء ومختصون في حوكمة البيانات إلى إنشاء محاكم دولية متخصصة في الأمن السيبراني، إضافة إلى سن تشريعات وقوانين دولية لفرض عقوبات على مرتكبي الهجمات السيبرانية، مؤكدين ضرورة تبادل المعلومات المتعلقة بالتهديدات بين حكومات العالم لمكافحة هذه الجرائم.
جاء ذلك خلال جلسات عقدت ضمن محور «حوكمة البيانات» في فعاليات اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات 2024، حيث ركّزت الجلسات على دعم عملية اتخاذ أفضل القرارات والحلول لمواجهة الهجمات السيبرانية، التي تتعرض لها شركاتٌ وقطاعاتٌ عدة حول العالم.


بوصلة أخلاقية للذكاء الاصطناعي
وقال يوجين كاسبرسكي، الرئيس التنفيذي لشركة Kaspersky، خلال جلسة بعنوان «كيف نضبط البوصلة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي؟»، إنّ قراصنة الإنترنت أذكياء، ولديهم الكثير من المهارات، كما أنّ دوافعهم تزداد أكثر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أنّهم أصبحوا يهاجمون الأفراد بشكلٍ كبيرٍ بعد تطور الذكاء الاصطناعي، لكنهم يلحقون الضرر بالشركات من خلال هجماتهم التي وصلت إلى قطاعات مهمة في العالم، ومنها الرعاية الصحية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والخدمات المالية، والمنشآت الصناعية، والبنية التحتية الحيوية، ومن ثمَّ لم يعد هناك أي قطاع يتمتع بالحصانة التامة بشكلٍ كاملٍ.
ودعا إلى ضرورة إنشاء محاكم دولية متخصصة في الأمن السيبراني لحماية أنفسنا والعالم من الهجمات السيبرانية.
هل نحن في أمان؟
وتحدث مارك روتنبرغ، مؤسس ورئيس Center for Al and Digital، خلال جلسة «خصوصية البيانات.. هل نحن في أمان؟»، عن ضرورة وجود قيود في جمع المعلومات الخاصة بالأفراد، خصوصاً أنّ قدرات قراصنة الإنترنت في تطور مستمر، وأصبحوا الآن يستخدمون الذكاء الاصطناعي في انتحال صفات بعض الأشخاص المشهورين أو العاديين في أغراض إجرامية، لافتاً إلى أنّنا أصبحنا الآن في حاجة إلى أساليب أكثر تدقيقا للتحقق من صوت الأفراد على الهاتف بأنّه بشري وليس ذكاءً اصطناعياً، وأن تكون هناك تشريعات وقوانين دولية قوية لمعاقبة مرتكبي الهجمات السيبرانية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
الشراكة في صنع القرار
وفي جلسة حملت عنوان «الشراكة بين الحكومة والمواطن في صنع القرار»، ناقش كل من كيفين توماس، السيناتور في ولاية نيويورك، وجون كليفتون الرئيس التنفيذي لـGallup، وليزا ويتر الشريك المؤسس في APOLITICAL، أبرز التحديات التي تواجه أزمة عدم الثقة بين الحكومات والمواطنين.
وقال السيناتور كيفين توماس، إنّ استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض المجالات قد يساعد الحكومات على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، سواء في مجال الصحة أو النقل أو الأمن.
وأوضح أنّه لبناء الثقة بين الحكومات والمواطنين، وضمان استخدام البيانات بكفاءة وبشكلٍ صحيح، فإنّه يمكن اعتماد العديد من الاستراتيجيات، حيث يعد تعزيز الشفافية في عمليات الحكومة واستخدام البيانات أمراً بالغ الأهمية، ويتضمن ذلك توفير معلوماتٍ واضحةٍ حول كيفية جمع البيانات وتحليلها واستخدامها في عمليات اتخاذ القرارات، ما يسهم في تعزيز الفهم والثقة بين المواطنين فيما يتعلق بنوايا الحكومة وأفعالها.
وأضاف «يُمكن أن يُسهم تعزيز مشاركة المواطنين في الحوكمة في بناء الثقة، ويجب على الحكومات أن تسعى للحصول على آراء المواطنين في القضايا المتعلقة باستخدام البيانات والسياسات والخدمات العامة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال استشارات عامة وآليات تعليق المواطنين، وضم الأطراف المعنية المتنوعة في عمليات اتخاذ القرارات.
ودعا السيناتور كيفين توماس إلى وضع سياسات تعزز الشفافية والمساءلة والثقافة الرقمية لمكافحة انتشار الأخبار الزائفة».
من جهته، أكّد جون كليفتون أنّه يجب على الحكومات إقامة أطر تنظيمية وهيئات مستقلة لمراقبة استخدام البيانات، وحماية حقوق الخصوصية، ومحاسبة صانعي القرار على أفعالهم، مشيراً إلى أنّه يجب أن يكون لدى المواطنين سبل للطعن في حال إساءة استخدام البيانات أو السلوك غير الأخلاقي.
وبيّن كيلفتون، أنّ تثقيف الجمهور بشأن الذكاء الاصطناعي ودوره في عمليات اتخاذ القرارات أمر ضروري لبناء الثقة، لذا يجب على المواطنين فهم متى وكيف تٌستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي وكذلك حدودها والتحيزات المحتملة، إضافة إلى توفير معلومات واضحة حول تنفيذ الذكاء الاصطناعي لإزالة الغموض حول التكنولوجيا، مشيراً إلى أنّه من خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات فإنّه يمكن تعزيز الثقة العامة في استخدام البيانات، وتعزيز العلاقة المثمرة مع المواطنين.
وأعربت ليزا ويتر عن قلقها إزاء التأثير الضار للهجمات الإلكترونية وانتشار الأخبار الزائفة، إذ يستطيع أي فرد تحميل البرامج الخاصة بالقرصنة من الإنترنت وتحديد هدف ما لمهاجمته، دون الحاجة إلى وجود موارد خاصة أو هياكل مؤسسية لتنفيذ الهجوم.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الأمن السيبراني القمة العالمية للحكومات الهجمات السیبرانیة الذکاء الاصطناعی استخدام البیانات اتخاذ القرارات فی عملیات إلى أن

إقرأ أيضاً:

«الذكاء الاصطناعي» يرسم تصوراً لـ«شكل العالم» بعد 30عاماً

رسم الذكاء الاصطناعي “تصورًا لشكل العالم بعد 30 عامًا، حيثُ ستكون التطورات في العالم بحلول عام 2050 مدفوعة بشكل أساسي بتكنولوجيا المعلومات، وخصوصا الذكاء الاصطناعي على وجه التحديد”.

ووفق الصورة، “جاء تصور الذكاء الاصطناعي بعد أن تم سؤال روبوتات الذكاء الاصطناعي عن كيف ستكون السنوات الثلاثين القادمة على كوكب الأرض، وفيما يلي بعض الاتجاهات الرئيسية التي من المرجح أن تشكل السنوات الثلاثين القادمة”، بحسب الذكاء الاصطناعي.

وبحسب الذكاء الاصطناعي، “ستكون السنوات الثلاثين القادمة وقتًا للتغيير والاضطرابات العظيمة لكوكب الأرض، حيث يواجه العالم عددًا من التحديات، بما في ذلك تغير المناخ، وعدم المساواة الاقتصادية، وعدم الاستقرار السياسي، في المقابل ستزدهر تكنولوجيا الاتصالات والنقل وسيختبر البشر حدود التعاون والابتكار مع الروبوتات”.

وبحسب الذكاء الاصطناعي، “يعد تغير المناخ أحد التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه العالم اليوم، وقد بدأنا نشعر بآثار تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، في شكل أحداث مناخية أكثر تطرفًا، وارتفاع مستويات سطح البحر، وتغيرات في الأنماط الزراعية، وإذا لم نتخذ إجراءات لمعالجة ، فإن العواقب ستكون مدمرة، ويُعتبر التفاوت الاقتصادي تحديًا رئيسيًا آخر يواجه العالم اليوم، وستتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وهذا سيؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وعدم استقرار سياسي، ومن أجل ذلك نحن بحاجة إلى إيجاد طرق للحد من التفاوت الاقتصادي وخلق عالم أكثر عدالة وإنصافًا”.

ووفق التصورات، “إن تطوير التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وتعديل الجينات لديه القدرة على إحداث ثورة في حياتنا، ولكنه يفرض أيضًا تحديات جديدة، لذلك نحن بحاجة إلى إيجاد طرق لضمان استخدام هذه التقنيات للخير وليس للضرر، ويتوقع الذكاء الاصطناعي أنه مع تزايد المخاوف بشأن تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، قد يكون هناك تركيز أقوى على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، وستؤدي الكثير من الجهود للتخفيف من آثار تغير المناخ والحد من انبعاثات الكربون إلى ممارسات أكثر استدامة في الصناعات والأنشطة اليومية، وعلى سبيل المثال، في صناعة النقل، سيحول الذكاء الاصطناعي قطاع النقل تمامًا بعد 30 عامًا من خلال تمكين السيارات ذاتية القيادة من خلال الأتمتة والشاحنات والطائرات بدون طيار، مما سيؤدي إلى تحسين السلامة وتقليل الازدحام المروري وزيادة الكفاءة”.

كما توقع الذكاء الاصطناعي “أنه بعد 30 عامًا، من المتوقع أن يعيش أكثر من ثلثي سكان العالم في المناطق الحضرية، مما سيؤدي إلى تطوير مدن أكثر ذكاءً وترابطًا، وترسم توقعات الذكاء الاصطناعي صورة لعالم سيشهد ارتفاع درجات الحرارة والمزيد من الكوارث الطبيعية وارتفاع مستويات سطح البحر، وزيادة التحضر، لكن سيساعد التقدم التكنولوجي في مجالات مثل الطاقة المتجددة والرعاية الصحية والنقل والمدن الذكية في التخفيف من بعض الآثار السلبية لهذه التغييرات”.

مقالات مشابهة

  • المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي
  • موقف الشريعة من التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي
  • «الذكاء الاصطناعي» يرسم تصوراً لـ«شكل العالم» بعد 30عاماً
  • "التعليم العالي": فتح باب التقديم لمشروع إنشاء مركز سلامة وأمان الذكاء الاصطناعي
  • فتح باب التقديم لمشروع إنشاء مركز سلامة وأمان الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي
  • هل تقضي روبوتات الذكاء الاصطناعي على الصدق في تطبيقات المواعدة؟
  • «سدايا» تعزز مشاركة السعوديات في مستقبل الذكاء الاصطناعي
  • في اليوم العالمي للمرأة .. “سدايا” تعزز من مشاركة المرأة السعودية في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي
  • “سدايا” تعزز من مشاركة المرأة السعودية في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي
  • "عُمان داتا بارك" تعزز مركز عمليات الأمن السيبراني بمنصة "Fortinet" المعتمدة على الذكاء الاصطناعي