بدلا من توجيه ضربة مباشرة لإيران ربما تنزلق إلى حرب تنذر بخسائر عسكرية أمريكية متزايدة، يمكن لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية إشعال احتجاجات شعبية ضد النظام الحاكم وإحياء نزعات الحكم الذاتي بين الأقليات العرقية، بحسب ليونارد واينبرج في تحليل بموقع "فير أوبزرفر" الأمريكي (Fair Observer) ترجمه "الخليج الجديد".

واينبرج قال إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدرس خيارات الرد على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة 47 آخرين في هجوم بطائرة بدون طيار استهداف "البرج 22"، وهي قاعدة عسكرية في شمال شرقي الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا.

وأضاف أن الهجوم نفذته "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي مجموعة مليشيات شيعية عراقية مدعومة من إيران، وذلك ضمن هجمات شنتها أيضا مجموعات أخرى على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وتابع أن "الصقور يدعون الآن إلى توجيه ضربة مباشرة لإيران. لكن لتجنب الانزلاق إلى الحرب، تستطيع الولايات المتحدة بدلا من ذلك أن تركز على استغلال نقاط الضعف السياسية الداخلية في إيران".

اقرأ أيضاً

المثلث الحدودي للعراق وسوريا والأردن.. برميل بارود لمواجهة عسكرية بين أمريكا وإيران

الطريق الثالث

و"البدائل التي تمت مناقشتها علنا حتى الآن هي إما ردود فعل متبادلة مستمرة على الهجمات التي تشنها المليشيات التي ترعاها إيران في سوريا والعراق"، بحسب واينبرج.

وأردف: "وكذلك اتخاذ تدابير مباشرة ضد إيران، مع خطر الانزلاق إلى حرب إقليمية، ما ينذر بعدد متزايد من الخسائر العسكرية الأمريكية، والتي لابد من استيعابها في عام الانتخابات الرئاسية". يسعى بايدن إلى إعادة انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

واستدرك:" لكن يوجد طريق ثالث يستحق أن يدرسه صناع السياسات، فإيران خصم هائل، وأظهر قادتها السياسيون والعسكريون، من المرشد الأعلى علي خامنئي إلى الرئيس إبراهيم رئيسي ورئيس الحرس الثوري حسين سلامي وقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، أنهم قساة وبارعون في الحفاظ على قبضتهم على السلطة".

وزاد بأنه "لتحقيق ذلك، يحصلون على المساعدة من الحرس الثوري، الذي يضم حوالي 150 ألف إلى 190 ألف مقاتل، وينقسم إلى فيلق القدس المكلف بالعمليات الخارجية، والباسيج المكرس للحفاظ على الأمن الداخلي بكل الوسائل الضرورية".

اقرأ أيضاً

هآرتس: دول خليجية وعربية تمنع أمريكا من معاقبة إيران.. واستراتيجة طهران أرهقت واشنطن

احتجاجات وأقليات

واعتبر واينبرج أنه "على الرغم من الثقافة السياسية القائمة على القمع والدولة البوليسية الحديثة، فإن إيران ليست منيعة".

وأضاف أن "النظام لا يحظى بشعبية كبيرة، خاصة بين الطبقات المتوسطة المتعلمة في العاصمة طهران والمدن الكبرى الأخرى، وقد اكتسب سمعة الفساد، خاصة بين قادة الحرس الثوري".

وتابع: "يقترب تعداد سكان إيران من 88 مليون نسمة، ونسبة كبيرة منهم من الشباب تحت سن العشرين. ووفقا لآخر إحصاء، بلغ معدل البطالة نحو 10% من قوة العمل".

وزاد بأن "الاحتجاجات العامة ضد النظام ليست مستبعدة، وكانت أبرز هذه المظاهر حتى الآن هي الاحتجاجات التي نظمتها النساء في العامين الماضيين إثر وفاة الشابة مهسا أميني في حجز الشرطة بسبب عدم ارتدائها الحجاب بشكل مناسب، وقد تم نشر قوات القمع في معظم أنحاء البلاد".

ومتحدثا عما اعتبرها نقطة ضعف أخرى، قال واينبرج إن "الشعب الإيراني أقل تجانسا، فإلى جانب الأغلبية العرقية الفارسية، يوجد الأذريون والأكراد والبلوش والعرب. وفي العقود الماضية، سعى زعماء هذه العرقيات إلى تحقيق قدر أكبر من الحكم الذاتي عن طهران، وأحيانا عبر استخدام العنف".

ورأى أن "هذا المزيج من الخصائص الديموجرافية والسياسية يشير إلى بعض نقاط الضعف التي تعاني منها إيران، وهي نقاط يمكن أن تستغلها الولايات المتحدة على المدى الطويل".

"ويبدو أن التخريب وسيلة معقولة لإضعاف نظام آيات الله، لاسيما وأن وكالة المخابرات المركزية تمتلك خبرة واسعة في إضعاف أنظمة عديدة معادية في أمريكا اللاتينية ومنطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، ناهيك عن الانقلاب الناجح الذي قامت به في إيران عام 1953 ضد نظام محمد مصدق القومي، والذي أعاد الشاه (محمد رضا بهلوي) إلى السلطة"، كما ختم واينبرج.

اقرأ أيضاً

أين سترد أمريكا على إيران؟.. مسؤول سابق بالمخابرات الإسرائيلية يجيب

المصدر | ليونارد واينبرج / فير أوبزرفر- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيران أمريكا البرج 22 احتجاجات أقليات نظام حاكم

إقرأ أيضاً:

تحذيرات لترامب: إيران ما تزال قوية وستتمكن من إيذاء أمريكا وحلفائها عبر العراق واليمن

بغداد اليوم -  ترجمة

حذرت صحيفة الفورين بوليسي في تقرير نشرته، يوم الجمعة (24 كانون الثاني 2025)، إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب من مغبة "الاستخفاف" بما تبقى لدى ايران من "أدوات" في المنطقة تمكنها من "استهداف وايذاء" الولايات المتحدة وحلفائها. 

الصحيفة قالت بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، ان "الخبراء في مركز كرايسي كروب المختص بتقييم المخاطر على الولايات المتحدة، اكدوا لها بان نظرة صقور الإدارة الامريكية الجديدة التي ترى بان ايران "انهكت" هي غير واقعية"، محذرين "طهران ما تزال تملك أدوات واسعة يمكنها الحاق الضرر بالولايات المتحدة وحلفائها من خلال العراق واليمن وقواتها المباشرة". 

وتابعت "الحرس الثوري الإيراني ما يزال قويا، وايران ما تزال تملك حتى الان اسطولا من الصواريخ بعيدة المدى بالإضافة الى الدرونات، كما انها تعتمد على عوامل القوة غير المرتبطة بالدول مثل الفصائل المسلحة في العراق واليمن والتي يمكن ان تستخدمها ايران لفرض ضغط على الإدارة الامريكية". 

وأضافت "الولايات المتحدة وإسرائيل لا تملك خزينا لا ينضب من مضادات الصواريخ والدرونات، خصوصا وان كلفة تلك المعترضات باهضة الثمن بالمقارنة مع الصواريخ والدرونات الإيرانية الرخيصة التكلفة، كما ان أيران قادرة حتى الان على تحريك اذرعها في العراق واليمن لاستهداف أمريكا وإسرائيل". 

الخيارات الامريكية بحسب الصحيفة تتمحور حول استهداف البرنامج النووي الإيراني الان بشكل مباشر، لكن هكذا قرار سيؤدي الى تحرك إيراني في العراق واليمن يستهدف واشنطن، مشيرة الى ان "على إدارة ترامب التعامل مع التهديدات في العراق واليمن أولا قبل التعامل مع ايران". 

الصحيفة شددت أيضا على ان" ايران ما تزال حتى اللحظة "تراوغ" في موضوع التسليح النووية، مبينة ان طهران "ترغب بالتفاوض مع الرئيس الأمريكي الجديد وهي تعي ان تلك الامكانية ستنتهي في حال قررت تصنيع قنبلة نووية، الامر الذي يجعلها الان في موضع يمكنها من اكتساب المزيد مما يمكن ان تخسره من خلال اللعب على الخطوط النووية دون تحقيق الإنتاج الفعلي"، بحسب وصفها. 

واختتمت الفورين بوليسي تقريرها بالتأكيد على ان " اللحظة الان "تاريخية" لممارسة الدبلوماسية بشكل كامل لمعالجة الملف الإيراني بشكل نهائي، مؤكدة على ان النصيحة الأفضل التي يمكن ان يتعامل من خلالها ترامب، هي استهداف بطاقات القوة لدى ايران في العراق واليمن، والتوجه بعدها للتفاوض دون الاستماع الى صقور ادارته الذين يرون في ايران الان تهديدا ضعيفا يمكن فرض الإملاءات الامريكية عليه بشكل يسير".


مقالات مشابهة

  • وسط أزمة اقتصادية خانقة والتضخم المرتفع.. إيران تواجه تحديات رفع الأجور
  • اعتقال مراهقتين في إيران رقصتا في نصب الجندي المجهول بطهران (فيديو)
  • طهران تعترف : لم تكن إيران على علم بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل
  • تحذيرات لترامب: إيران ما تزال قوية وستتمكن من إيذاء أمريكا وحلفائها عبر العراق واليمن
  • تطور جديد في تعامل «ترامب» مع قنبلة إيران النووية.. كيف سيتصرف الرئيس الأمريكي؟
  • ترمب يعيّن ويتكوف للتعامل مع ملف إيران: دبلوماسية أم ضغوط؟
  • أمريكا: سياسة ترامب تجاه إيران لا تزال غير واضحة وفي تغير مستمر
  • إيران تصادق على إعدام منفذ الهجوم على سفارة أذربيجان
  • عراقجي للغرب: كُفوا عن "وعظ" إيران
  • ظريف: إيران تأمل أن يختار ترامب العقلانية