فوائد مذهلة.. لماذا نمسك أيدي بعضنا البعض؟
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
هناك أسباب نفسية وبيولوجية لإمساك البشر أيدي بعضهم البعض، ولذلك تأثيرات وفوائد مذهلة على حالتنا العاطفية، خاصة عندما نكون مع شريك رومانسي، حسبما يشير تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
والإمساك بأيدي بعضنا البعض يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم، وتقليل الألم، وتخفيف التجارب المجهدة.
وفي عام 2021، كشفت تجربة عن "التأثير المهدئ للإمساك بيد الزوج أثناء مشاهدة مشاهد من أفلام الرعب".
ويمكن للإمساك بالأيدي أن يحد من تأثير التوتر على نظامنا العصبي اللاإرادي، الذي ينظم وظائف الجسم اللاواعية مثل اتساع حدقة العين.
عندما يشعر الناس أنهم تحت التهديد، فإن الإمساك بيد أحد أفراد أسرته يهدئ أجزاء الدماغ المسؤولة عن اليقظة والاستجابة العاطفية، وفق دراسة نشرت عام 2006.
أسباب "أكثر عمقا"قال مدير معهد علم النفس السريري بمختبر علم الأعصاب العاطفي في جامعة فيرجينيا، جيمس كوان: "إذا فهمت حقا إمساك اليد، ما هو وكيف يكون له آثاره، فإنك ستبدأ في فهم كل جانب من جوانب ما يعنيه أن تكون إنسانًا".
وأشار إلى أن "الإمساك بالأيدي عن كل الأشياء التي نمثلها لبعضنا البعض".
وأجرى كوان وفريقه عدة تجارب حول تأثيرات الإمساك بالأيدي.
وشملت المجموعة الأولى 16 امرأة متزوجة تم إخضاعهن لفحص الدماغ بالرنين المغناطيسي وواجهن خطر التعرض لصدمة كهربائية.
وأظهرت فحوصات الدماغ أنه عندما تمسك هؤلاء النساء بيد شخص غريب، فإن ذلك يقلل من التوتر الناتج عن الصدمة، لكن التأثير كان أكثر وضوحا عندما أمسكوا بأيدي أزواجهن.
وكانت فائدة الإمساك بالأيدي أقوى بين النساء اللاتي حصلن على أعلى الدرجات في اختبارات الجودة الزوجية.
وأظهرت دراسة نشرت عام2017 "انخفاض التوتر في أنواع أخرى من العلاقات، بما في ذلك الأشخاص الذين كانوا يتواعدون أو كانوا مجرد أصدقاء".
وتشير النتائج إلى أن الإمساك بالأيدي يساعد الدماغ على مواجهة التوتر، وعندما تمد يدك لتمسك بيد أحد أحبائك في وقت صعب، يبدو الأمر كما لو كنت تشاركه العبء.
لماذا يمسك الناس بأيديهم؟قال كوان: "بالنسبة للعقل البشري، يقدم العالم سلسلة من المشاكل التي يتعين حلها، واتضح أن كونك وحيدا يمثل مشكلة".
وقد أطلق على هذه الظاهرة اسم "نظرية خط الأساس الاجتماعي" وتشير إلى أن العقل البشري يتوقع الوصول إلى العلاقات والاعتماد المتبادل لأنه بدونها، تصبح مشاكل العالم ضخمة ونحتاج إلى بذل المزيد من الجهد الفسيولوجي والنفسي.
ولكن عندما نعلم أننا لسنا وحدنا، كما يظهر من خلال إمساك الأيدي، يبدو الأمر أكثر سهولة.
وتعتبر الأيدي جزءا أساسيا من كيفية استكشافنا للعالم منذ لحظة ولادتنا، وقبل أن نطور أي مهارات حركية يمكن لليد معالجة المعلومات الحسية عندما تلامس الأشياء من حولنا.
تشكل راحة اليد جزءا صغيرا من إجمالي مساحة سطح بشرتنا، ومع ذلك فهي تحتوي على حوالي 15 بالمائة من أليافنا العصبية اللمسية.
وتحتوي راحة اليد، وخاصة أطراف الأصابع، على نهايات عصبية خاصة تسمى "جسيمات مايسنر"، وهذا يمنح راحة اليد القدرة على الاستجابة لأدق اللمسات.
ويستخدم الإنسان حاسة اللمس لتوصيل مشاعرهم أيضا، وفي دراسة حديثة من جامعة لندن، تمكن المشاركون من التعرف بشكل صحيح على مشاعر شخص آخر بمجرد النظر إلى أيديهم دون رؤية وجوههم.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
لماذا نعيد مشاهدة أعمالنا التلفزيونية المفضلة في المواسم والمناسبات؟
وسط مئات الأعمال الرمضانية الجديدة كل عام، يجد كثيرون أن مشاهدة برنامج أو مسلسل جديد أمر مسلٍ وحماسي ينقله إلى عالم مختلف مع مجموعة جديدة من الشخصيات والقصص.
في المقابل، يستمتع البعض أيضا بمشاهدة نفس البرامج والمسلسلات المألوفة مرارا وتكرارا، خاصة في المواسم والمناسبات المعروفة، مثل شهر رمضان أو عيد الفطر أو حتى أعياد رأس العام الجديد، ويجدون في ذلك طقسا من طقوس الاحتفال بهذه المناسبة.
فلماذا يعمد البعض إلى تكرار مشاهدة الأعمال الفنية القديمة؟
1- الإحساس بالألفة والإيجابيةفي حين أن الأعمال الترفيهية الجديدة قد تكون مثيرة، فإنها قد تسبب الإرهاق لمشاعرنا، خاصة لأولئك الذين يعانون من التوتر والضغط العصبي.
وتقدم الأبحاث باستمرار دعما لنظرية "تأثير التعرض المجرد"، والتي تفترض أنه كلما زاد عدد المرات التي تعرضنا وشاهدنا فيها شيئا ما، زاد ميلنا إلى الإعجاب به لاحقا.
يحدث هذا لأن تجربة شيء معروف لنا، يزيد عندنا من "الطلاقة الإدراكية"، أو السهولة التي يمكننا بها من معالجة المعلومات. وبالتالي عندما يكون شيء ما سهل المعالجة، فإنه يميل إلى جعلنا نشعر بمشاعر إيجابية توقعنا في حب الشيء أكثر.
وبالتالي عندما نشاهد البرامج والمسلسلات المألوفة لدينا مرة أخرى، فإننا نتلقى القصص والعواطف التي نتوقعها. نحن نعرف كيف ستنتهي الحلقات، والأهم من ذلك كيف سنشعر بعد الانتهاء من المشاهدة. وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا أكثر ميلا إلى اختيار الكوميديا للمشاهدة المتكررة بدلا من الدراما.
2- تعزيز الشعور بالسيطرةما الممتع الذي قد تتوقعه عندما تشاهد مشهدا معينا للبطل وهو يستيقظ في سريره، ثم يفرّش أسنانه، ثم يغير ثيابه ويتوجه إلى العمل؟ في الواقع، الأمر غاية في المتعة بالنسبة للبعض. إذ قد يميل محبو مشاهدة الأعمال المفضلة مرارا وتكرارا لفعل هذا لتوفير الاستقرار والراحة اللازمين للإحساس بالهدوء في يومهم.
ووفقا لبحث أجراه متخصصون في الصحة النفسية والعقلية عام 2012 وتم نشره بمجلة أبحاث المستهلك، فإن التكرار يعزز لدى البالغين الشعور بالاطمئنان والسيطرة.
ويتضح أن معرفة ما سيحدث بالتفاصيل يمنح المشاهد إحساسا بالنظام والأمان والتحكُّم، خاصة خلال الأوقات التي نشعر فيها بأن حياتنا تخرج عن السيطرة ولا يمكننا تغيير ما نرغب فيه.
إن إعادة مشاهدة البرامج التلفزيونية والأفلام يمكن أن يخفف من إجهاد اتخاذ القرار. وذلك لأن البحث عن المألوف -في هذه الحالة، برنامج تلفزيوني أو فيلم محبوب أو مسلسل مألوف- هو وسيلة لتهدئة أنفسنا بعد يوم طويل قضيناه في اتخاذ القرارات.
بالطبع هناك بعض الخيارات الأكثر أهمية من غيرها، ولكن حتى المواقف التي تبدو غير مهمة -مثل التخطيط لما ستتناوله على العشاء- يمكن أن تؤدي إلى إصابتك بما يُعرف بـ"إجهاد اتخاذ القرار".
ومع أن اختيار برنامج تلفزيوني لمشاهدته هو من بين القرارات الأقل ضغطا التي ستواجهها طوال يومك، ولكن لا يزال من الممكن أن يساهم في إحساسك بالإرهاق. وهنا يمكن لرؤية القصص والوجوه المألوفة أن يمنح الدماغ قسطا من الراحة من التعامل مع المجهول والحاجة إلى اتخاذ القرارات.
4- كأنك تقابل صديقا قديماإن إعادة مشاهدة الأفلام والمسلسلات المفضلة قد تجعلك تشعر كأنك تلتقي بأصدقائك، ويرجع ذلك إلى أن معرفتنا بالشخصيات في هذه العروض تلعب دورا في مشاعرنا الإيجابية، لأننا نطور شعورا بالارتباط بهذه الشخصيات.
صحيح أنه إذا نمت العلاقات الاجتماعية غير المألوفة لديك إلى الحد الذي يسيطر على أفكارك أو يغير من أدائك اليومي وعلاقاتك بالناس الحقيقيين، فقد يكون هذا سببا للقلق وربما تدخل الخبراء.
لكن يقول خبراء علم النفس إن الديناميكية غير الرسمية -مثل الإعجاب بالمشاهير- من شأنها أن توفر احتياجات شخصية معينة، مثل ملء الفراغ الاجتماعي أو الرومانسي في حياتك، أو اكتساب شعور بالدعم أو الإلهام من ذلك الشخص، أو الشعور بمشاعر الإعجاب القوية تجاهه.
5- الحماية من مشاعر الرفض والوحدةوجدت الأبحاث العلمية أن الشخص كائن اجتماعي بالفطرة، ويمتلك مشاعر قوية بالرغبة في الانتماء. لذلك قد يلجأ البعض إلى البرامج التلفزيونية المفضلة كمصدر محتمل للتواصل عندما يشعرون بالوحدة أو الرفض.
وفي مجموعة من الدراسات المنشورة عام 2009 في مجلة علم النفس الاجتماعي التجريبي، أظهرت البيانات أنه عندما يفكر الناس في وقت شجارهم مع أحد أحبتهم، يشعرون بزيادة في مشاعر الرفض والمزاج السلبي، مما أدى إلى انخفاض احترامهم لذاتهم، ولكن عندما تبعوا ذلك بالتفكير في برنامجهم التلفزيوني المفضل، فإن كل تلك التأثيرات النموذجية للرفض تختفي تدريجيا لديهم.
بالطبع إعادة مشاهدة أي عرض لا تكفي، بل يجب أن يكون مسليا وخاليا من الدراما والمآسي. ومع ذلك، حتى إن كان نوعك المفضل مشحونا بالمشاعر الحزينة، يظل هناك تأثير إيجابي عند إعادة المشاهدة لأنه من غير المرجح أن تشعر بخيبة الأمل أو الخوف أو الحزن عندما تكون على علم بشكل مسبق بالأحداث.
في علم النفس، ضبط النفس هو "القدرة على التحكم في سلوك المرء، سواء السلوك الظاهر أو الخفي أو العاطفي أو الجسدي، وكبح جماحه أو تثبيط اندفاعاته".
وإذا كنت تشعر بالوحدة أو الانزعاج أو التوتر، فإن الأمر يتطلب ضبط النفس لتغيير مشاعرك أو تنظيمها. كما يتطلب الأمر ضبط النفس لقمعها، أو لقمع رد فعلك تجاه شخص ما عندما تكون في مزاج سيئ.
ولأننا لدينا احتياطيا محدودا من ضبط النفس الذي يتطلب جهدا كبيرا، فسيكون من الصعب متابعة شيء آخر يتطلب جهدا.
وفي دراسة علمية لاستكشاف الطرق التي تساعد بها العوالم الخيالية المألوفة الأشخاص على تنظيم ضبط النفس. وجد الباحثون أنه عندما قام الأشخاص بشيء يتطلب جهدا كبيرا في يومهم، وكانوا يعانون من انخفاض في ضبط النفس، أصبحوا أكثر ميلا لإعادة مشاهدة برامجهم التلفزيونية المفضلة. وبعد مشاهدة برامجهم التلفزيونية المفضلة، أفادوا بأنهم أصبحوا أكثر نشاطا.
لذا، إذا مررت بيوم شاق، فإن إعادة مشاهدة برنامجك التلفزيوني المفضل قد تساعد بالفعل على التخلص من التوتر والضغط النفسي، وتعزز مشاعرك الإيجابية.