بعد مرور 41 عاما من حرب فوكلاند التي انتصرت فيها بريطانيا على الأرجنتين، انتصر الاتحاد الأوروبي دبلوماسيا لبوينس آيرس باعتماده التسمية الأرجنتينية لجزر فوكلاند المتنازع عليها بدلا من التسمية البريطانية.

وبعد اجتماع قمة استمر يومين في بروكسل بين زعماء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (عددها 27 دولة)، وزعماء "كتلة 33 دولة" من أميركا اللاتينية التي تعرف باسم "سيلاك"؛ أيد الاتحاد الأوروبي أمس الأول الثلاثاء إعلانا تدعمه الأرجنتين يشير إلى جزر "مالفيناس" الاسم المفضل للأرجنتين، في حين تسميها بريطانيا "فوكلاند" وتعدّها ضمن أقاليمها في ما وراء البحار البريطانية في جنوب المحيط الأطلسي.

وجاء في الإعلان- الذي أيدته 32 دولة من أصل 33 دولة من دول "سيلاك"، مع رفض نيكاراغوا- أنه "في ما يتعلق بمسألة السيادة على جزر مالفيناس أخذ الاتحاد الأوروبي علما بموقف "سيلاك" التاريخي القائم على أهمية الحوار واحترام القانون الدولي في الحل السلمي للنزاعات".

فرحة أرجنتينية

وفي إطار ردود الفعل على الإعلان، أشادت الحكومة الأرجنتينية بالنص السياسي، واعتبرته "انتصارا دبلوماسيا" لها، و"دليلا على الدعم الأوروبي لمطالبتها" بالجزر المتنازع عليها التي خاضت حربا مع بريطانيا حولها عام 1982.

وأعرب وزير خارجية الأرجنتين سانتياغو كافييرو عن أمله في استخدام إعلان القمة "كسابقة لفتح حوار مع دول الاتحاد الأوروبي حول موضوع كان محظورا قبل خروج بريطانيا من الاتحاد".

وأضاف "بعيدًا عن هذا الإعلان، تأمل الحكومة الأرجنتينية توسيع نطاق الحوار مع الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بمسألة جزر مالفيناس". الذي عدّه "دعوة أخرى من المجتمع الدولي للمملكة المتحدة للموافقة على الوفاء بالتزامها باستئناف مفاوضات السيادة مع الأرجنتين".

وفي تغريدة له على تويتر، تفاخر الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز الذي حضر القمة قائلا "اختتمنا القمة بأخبار رائعة، وتبنى الاتحاد الأوروبي وسيلاك اقتراحا بشأن مسألة مالفيناس"، مضيفا "أن مطالبتنا بالسيادة على الجزر بالوسائل السلمية ومن خلال الحوار لا تزال قائمة".

عاقبة البريكست

على الجانب الآخر، طالب دبلوماسيون بريطانيون أمس الأربعاء من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال "توضيح" موقف الكتلة. وذلك بعد أن سبق أن حذر مسؤولون بريطانيون نظراءهم في الاتحاد الأوروبي من أن الأرجنتين ستحاول استغلال القمة لتقديم مطالباتها بشأن الجزر، حتى قبل عقد الاجتماع.

من جهته، قال المتحدث باسم خدمة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو "إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لم تغير وجهات نظرها ومواقفها بشأن جزر مالفيناس، والاتحاد الأوروبي ليس في وضع يسمح له بالتعبير عن أي موقف بشأن تلك الجزر، حيث لا يوجد أي نقاش في المجلس بشأن هذه المسألة".

وأضاف "المملكة المتحدة ليست جزءا من الاتحاد الأوروبي، إنهم مستاؤون من استخدام كلمة مالفيناس. إذا كانوا في الاتحاد الأوروبي فربما كانوا سيعارضونه، لا يمكننا إصدار بيان نيابة عنهم".

وأوضح مسؤول أوروبي الموقف قائلا "قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان رئيس الوزراء البريطاني سيحضر اجتماع الاتحاد الأوروبي-سيلاك وكان بإمكانه استخدام حق النقض ضد استخدام جزيرة مالفيناس في النص"، مضيفا "أن الأرجنتينيين صاغوه بطريقة معينة".

يذكر أن الأرجنتين غزت تلك الجزر المتنازع عليها في الثاني من أبريل/نيسان 1982، بعد تولي الجنرال غالتيري الحكم، من أجل استعادة سيادتها عليها، فواجهتها بريطانيا بأسطولها البحري والجوي في حرب انتصرت فيها يوم 14 يونيو/حزيران 1982، بعد مقتل 750 عسكريا أرجنتينيا و250 بريطانيا.

وفي العاشر من مارس/آذار 2013، أجرت بريطانيا استفتاء عاما بالجزر لاستبيان رأي سكانها بشأن البقاء تحت سيادة بريطانيا أو الاستقلال، فصوت 99.8% منهم للبقاء تحت الحكم البريطاني، في حين لم تعترف الأرجنتين بذلك الاستفتاء ونتائجه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی الاتحاد الأوروبی المتنازع علیها

إقرأ أيضاً:

ضجيج في أوروبا ترقبا لاجتماع أوربان وبوتين بموسكو بعد أيام من تولي المجر رئاسة الاتحاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت مجلة "بولتيكو" الأوروبية بأن اجتماع الرئيس الروسي فلاديمبر بوتين ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان اليوم الجمعة، بعد أيام فقط من تولي المجر الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، أثار ضجة بين السياسيين الأوروبيين، الذين أصروا على أن أوربان ليس لديه تفويض من حكومات الكتلة للتفاوض.

وأشارت المجلة إلى أن أوربان كان منذ فترة طويلة، حليف بوتين الأكثر موثوقية في الاتحاد الأوروبي؛ مما يعيق الجهود الرامية إلى تقديم الدعم لكييف ويردد صدى نقاط الحديث التي تطرحها موسكو حول حربها على أوكرانيا.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل "إن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ليس لديها تفويض للتعامل مع روسيا نيابة عن الاتحاد الأوروبي. لا يمكن إجراء أي نقاش حول أوكرانيا بدون أوكرانيا".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على وسائل التواصل الاجتماعي: "الاسترضاء لن يوقف بوتين". وقالت المفوضية إنها لم تكن على علم برحلة أوربان في وقت مبكر.

وقال جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، اليوم، إن "زيارة أوربان لموسكو تتم، حصريًا، في إطار العلاقات الثنائية بين المجر وروسيا".

وقال بوريل: "لم يحصل رئيس الوزراء أوربان على أي تفويض من مجلس الاتحاد الأوروبي لزيارة موسكو. وإن موقف الاتحاد الأوروبي بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا ينعكس في العديد من استنتاجات المجلس الأوروبي ويستثني من هذا الموقف الاتصالات الرسمية بين الاتحاد الأوروبي والرئيس بوتين". وأضاف أن رئيس الوزراء المجري لا يمثل الاتحاد الأوروبي بأي شكل من الأشكال.

وقالت رئيسة الوزراء الإستونية كاجا كالاس، الذي تم ترشيحها لتكون كبيرة الدبلوماسيين المقبلين في الاتحاد الأوروبي، إن أوربان "لا يمثل بأي حال من الأحوال مواقف الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الأوروبي". وأضافت أنه يستغل منصب رئاسة الاتحاد الأوروبي لإثارة البلبلة.

ويبدو أن أوربان يعترف بأنه لا يملك السلطة للتفاوض- على حد قول المجلة.. فلقد قال - في مقابلة مع الإذاعة المجرية الرسمية اليوم - "ما أفعله قد يبدو وكأنه شكل من أشكال التفاوض لأننا نجلس خلف طاولة ونناقش القضايا، لكننا لا نتفاوض. لهذا السبب لا أحتاج حتى إلى تفويض لأنني لا أمثل أي شيء".

وأضاف: "أفعل شيئًا واحدًا: أذهب إلى الأماكن التي يوجد فيها تهديد بالحرب أو حرب لها عواقب سلبية على أوروبا والمجر، وأوضح الحقائق. لهذا السبب أطرح أسئلة: على سبيل المثال، طرحت على الرئيس الأوركراني ثلاثة أو أربعة أسئلة مهمة، حتى نتمكن من فهم نواياه، وأين خطوطه الحمراء، وإلى أي مدى يمكنه الذهاب من أجل ذلك؟"

وقال أوربان: "إذا لم نقم بقياس ذلك، وإذا لم نعرف ذلك بالضبط، وإذا جلسنا في بروكسل، فلن نتمكن من الاقتراب من السلام لأن السلام لن يأتي من تلقاء نفسه. إذا اعتقدنا أن الأحداث تجري وأن هذا سيؤدي فجأة إلى السلام، فإننا نسيء فهم التاريخ الطبيعي للحرب. سيكون هناك سلام عندما يقوم شخص ما بذلك".

وقال مسؤول أوكراني في الرئاسة الأوكرانية إن اجتماع الثلاثاء بين أوربان وزيلينسكي لم يكن سيئا. وقال المسؤول، الذي تم منحه عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة، إن الأوكرانيين استمعوا إلى الزعيم المجري، واستمع أوربان إلى حجج زيلينسكي. وأضاف المسؤول أن كييف لم تقدم أي رسائل لنقلها إلى موسكو.

وكتب أوربان - على منصة "إكس" اليوم - أن رحلة موسكو هي جزء من "مهمة سلام"، وتأتي في أعقاب زيارة مفاجئة إلى كييف يوم الثلاثاء، حيث التقى الزعيم المجري بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

مقالات مشابهة

  • أوربان يُغضب أوروبا وأوكرانيا بلقائه بوتين في موسكو
  • قراءة في نتائج الانتخابات البريطانية: 6 نقاط رئيسية عليك معرفتها
  • بمباركة القصر الملكي..بريطانيا تخالف أوروبا وتنعطف إلى اليسار
  • ضجيج في أوروبا ترقبا لاجتماع أوربان وبوتين بموسكو بعد أيام من تولي المجر رئاسة الاتحاد
  • تعرف على رئيس وزراء بريطانيا الجديد كير ستارمر
  • أوروبا تدرس تصنيف الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية
  • إسبانيا تنتقد معايير الاتحاد الأوروبي المزدوجة بشأن غزة وأوكرانيا
  • المدرسة التدريبية الأرجنتينية تسيطر على ربع نهائي كوبا أميركا
  • حسم موقف ميسي من مباراة الأرجنتين والإكوادور في كوبا أمريكا
  • ستارمر: لن تعود بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي في عهدي