دبي - الخليج
دعت جلسة «دروس في الابتكار.. من القطاع الخاص للحكومات»، التي عقدت ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024؛ الحكومات إلى توجيه الدعم لقطاع الفنون والإبداع، حتى تتمكن من تحقيق التواصل مع شعوبها، مشيرة إلى أن الثقافة كفيلة بتعزيز التواصل الحضاري بين الشعوب.
واستكشفت الجلسة التي شهدت مشاركة آليسو بولكفادزه، عازفة البيانو العالمية، فنانة «اليونسكو» من أجل السلام، رئيسة لجنة الثقافة في البرلمان الجورجي، وسيريفكان أوزكان، نائب الرئيس لشؤون التصميم في العلامة الرياضية «نايكي»، العلاقة بين الفن والحوكمة، حيث استُخدم الفن على مر التاريخ كوسيلة لإبراز مفاهيم الحوكمة والإدارة، وظهر ذلك على شكل سجلات أدبية أو لوحات جدارية.


بدأت بولكفادزه حديثها بالتأكيد على أن الحكومات مطالبة بدعم المبدعين، لكونهم قادرين على أن يكونوا حلقة وصل بين أفكارها والناس.
وأضافت «كما أن الفنانين هم أقدر من غيرهم على الوصول إلى الشباب بوجه خاص»، مشيرة إلى أنه من المؤكد أن هناك حاجة ماسة إلى الإبداع في هذا العالم، الذي يمضي بخطوات واسعة نحو تبني المعايير المادية».
وعن دور الفن في خدمة المجتمع، ضربت بولكفادزه مثلاً بنفسها؛ قالت «رغم أنني عازفة بيانو، إلا أنني أنخرط في لجان برلمانية متعددة.. كما أظن أنني أديت دوراً لا بأس به في دعم التعليم في بلادي، فمن الجميل أن يعمل الفنان وفق رؤية تستهدف مصلحة وتطور وطنه».
وذكرت بولكفادزه أن حكومة بلادها ترفع شعار «الثقافة للجميع»، وتهتم اهتماماً كبيراً بدعم تراثها الفني والثقافي باعتباره قضية هوية، وفي الوقت ذاته فإن جورجيا منفتحة على التيارات الثقافية في مختلف دول العالم.
وأكدت، أن الثقافة في بلادها ليست ذات صبغة رسمية، فهناك مؤسسات ثقافية خاصة لا تتبع الحكومة، وتؤدي دورها في مناخ من التسامح والانفتاح، مضيفة «بصفة عامة هناك اتجاه لدعم القطاع الخاص في شتى المجالات، ومنها المجالات الثقافية والفنية».
وقالت إن الحكومة الجورجية تسعى إلى استئصال البيروقراطية استئصالاً تاماً، عبر تعديل السياسات والإجراءات، واعتماد التكنولوجيا الحديثة، كما أنها ترحب بالأفكار الخلاقة في هذا الإطار، موضحةً أن هناك اتجاهاً واضحاً لدعم الأفكار الابتكارية التي يقدمها القطاع الخاص، ودمجها وتعزيزها بإجراءات حكومية مرنة.
وأشارت إلى أن الثقافة لا تسهل مهمة التواصل بين الحكومات والشعوب فحسب، بل تساعد على إقامة حوار بين الشعوب وبعضها البعض، وهي تحقق في هذا المجال منجزات أوسع وأهم من السياسة.
وأوضحت بولكفادزه، أن الثقافة قد تكون كذلك من مصادر الدخل، حيث قالت إن حكومة بلادها تنظم العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية والترفيهية، التي تستقطب اهتمام مواطنيها، كما تستقطب السياحة من الخارج، وبذلك تساهم الثقافة في الدخل القومي إذا وُضعت في اعتبار صنّاع القرار.
وختمت الفنانة الجورجية حديثها بالقول: إن تأثير الفن في الإنسان والارتقاء بذائقته يُعد أمراً في غاية الأهمية، وأضافت «هناك واقع جديد بعد جائحة «كوفيد»؛ إذ تراجع التفاعل البشري وجهاً لوجه إلى حد كبير، الأمر الذي يستلزم استغلال الوسائط التكنولوجية استغلالاً أمثل، ليس في عمليات التجارة الإلكترونية أو إنجاز المعاملات الحكومية فقط، وإنما في الثقافة أيضاً».
سر النجاح
قال سيريفكان أوزكان، إن سر نجاحه في مهنته، يكمن في أنه رياضي يعرف ما يريده الرياضيون في المنتجات التي يشترونها.
وأضاف «هذا المزج بين كوني مصمماً لعلامة من أبرز علامات الملابس الرياضية، وكوني أمارس الرياضة أيضاً قد ساهم في تعزيز تجربتي، التي أستطيع القول إنها خاصة جداً».
وأوضح أن أية شركة تفكر دائماً في رضا المستهلكين، وبالمثل فإن الحكومات عليها أن تفكر في رضا الشعوب، وما أن تنجح في ذلك فهي حكومة ناجحة، «هذا هو المعيار الأول لقياس كفاءة الحكومات».
وأضاف أن رضا الشعب عن الحكومة، وإيمانه بأنها تعمل من أجله سيحرر طاقات الجماهير لدعم مسيرة التنمية وحركة التقدم، قائلاً: «حين تتعامل الحكومات مع مواطنيها كما تنظر شركات القطاع الخاص للمستهلكين، تكون قد خطت خطوة كبيرة نحو التواصل الناجح».
واعتبر أن الأخذ بروح التطور يمثل حجر زاوية في نجاح أي حكومة، وأضاف «ليس ممكناً في القرن الحادي والعشرين أن تغمض الحكومات عيونها عن التطور التقني الهائل الذي يحدث في العالم، والمفترض أن تسعى كل حكومة إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة في تسهيل حياة الناس وجعلها أكثر راحة وانسيابية».
واختتم كلمته «كلما كانت الحكومات مؤمنة بضرورة تحرير طاقة الإنسان، كلما مضى المبدعون فيها إلى آفاق أرحب، وهكذا تتحقق الحضارة وتتقدم الإنسانية».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات القمة العالمية للحكومات الإمارات القطاع الخاص أن الثقافة

إقرأ أيضاً:

مقاعد عالمية في استاد أرامكو بتوقيع Ferco Seating

ماجد محمد

أعلنت الجهات المشرفة على مشروع استاد أرامكو عن تعيين شركة “Ferco Seating” ، المتخصصة في تصنيع وتركيب مقاعد الملاعب، لتنفيذ أعمال تجهيز الاستاد بأحدث المقاعد العالمية.

ومن المقرر تركيب أكثر من 45 ألف مقعد قابلة للتوسعة إلى 55 ألفًا، لتوفير تجربة جماهيرية متميزة وفق أعلى معايير الراحة والجودة.

وتمتلك Ferco Seating خبرة واسعة في تجهيز ملاعب عالمية، حيث ساهمت في تصميم مقاعد ملعب أرسنال في لندن وملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو، مما يعزز مكانة استاد أرامكو كوجهة رياضية بارزة على المستوى الدولي.

وفي وقت سابق، أعلنت أرامكو السعودية بدء إنشاء ملعب أرامكو في الخبر بسعة 47 ألف مقعد، على أن يكتمل بحلول عام 2026، وسيكون الملعب الرئيسي لنادي القادسية وأحد المقرات الرئيسية لكأس آسيا 2027، التي تستضيفها المملكة.

مقالات مشابهة

  • مقاعد عالمية في استاد أرامكو بتوقيع Ferco Seating
  • سعودية تعيد التصميم الداخلي عبر الإبداع الرقمي
  • الدكتورة غادة جبارة تدشن إذاعة أكاديمية الفنون في خطوة رائدة لدعم الإبداع الفني
  • تطرحها فى عيد الفطر.. مروة ناجي تكشف عن أغنيتها الجديدة | خاص
  • معرض الإبداع والابتكار في مؤسسات محمد بن خالد
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • مسابقة ” المهارات الثقافية ” بوابة الإبداع في صنع الثقافة والفنون
  • حبيب غلوم: «ثالوث الإبداع» يجتمع في «شغاب»
  • فبراير الشارقة.. فصول من الإبداع ترسخ هُوية الإمارة الثقافية
  • جامعة أسيوط تختتم فعاليات مهرجان الإبداع المسرحي الثالث عشر