سيدة فضلت الرسول على قومها وأوصت بثلث تركتها ليهودي.. من هي؟
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
جاء الرسول صلى الله عليه وسلم ليختم الرسالة، ويتمم على كل ما اتفق عليه الأنبياء الذين سبقوه، وتزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم بـ «11 سيدة» وأطلق عليهن لقب أمهات المؤمنين، وذلك لتكريم وإجلال شأنهن وإعلاء شرفهن وقدرهن، إذ قال الله عز وجل «النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ»، في سورة الأحزاب الآية 6، وفقًا لدار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، فمن هي؟.
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، من صفية بنت حيي بن أخطب، رضي الله عنها، إ كانت مشهورة بين قومها بالجمال، وقبل أن يتزوجها النبي الكريم كانت زوجة لـ سلام بن مشكم أحد أبرز فوارس قومها وأكبر شعراءهم، وتزوجت من بعده كنانة بن أبي الحقيقة، وقتل يوم خيبر وأخذت من ضمن الأسرى.
وخيرها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بين الإسلام والزواج منه وبين حريتها والبقاء على دينها وأن تلحق بقومها، واختارت الإسلام، فقالت صفية: «لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني حيث صرت لرحلك وما لي في اليهودية أرب، وما لي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام، فالله ورسوله أحب إليَ من العتق وأن أرجع إلى قومي».
وأعتقها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل عتقها صداقها، وروى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ خَيْبَرَ، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ الحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا، وَكَانَتْ عَرُوسًا، فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الرَّوْحَاءِ حَلَّتْ فَبَنَى بِهَا، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ»، فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ عَلَى صَفِيَّةَ، ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى المَدِينَةِ قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ، فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ".
أم المؤمنين صفية رضي الله عنهاوذكرت دار الإفتاء أن الحكمة من زواج النبي بـ أم المؤمنين صفية هو إيجاد روابط مصاهرة بينه وبين اليهود، وذلك لتخفيف عداءهم له وللدعوة ولتكون تمهيد لقبولهم الإسلام، إذ كانت تشتعل مشاعر الغيرة بين زوجات الرسول السيدة "حفصة والسيدة عائشة والسيدة صفية".
وجاءت صفية في يوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكيهما له، فقالت صفية: دخل عليا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغني عن عائشة وحفصة كلام، فذكرت له ذلك، فقال الرسول صلي الله عليه وسلم ألا قلت، وكيف تكونان خيرا مني، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى وكان بلغها أنهما قالتا: نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها، نحن أزواجه، وبنات عمه.
أم المؤمنين صفية كانت أوصت بثلث تركتها، وذلك الجزء الجائز فيه الوصية، بأن تذهب لأخيها اليهودي، وكان يبلغ 30 ألفًا، إذ أن صفية كانت باعت حجرتها من معاوية بـ 100 ألف، وكان لها أخ يهودي وعرضت عليه أن يسلم لكنه أبى، فأوصت له بثلث المئة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أم المؤمنين زوجات النبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الأنبياء صلى الله علیه وسلم رسول الله ى الله ع ول الله
إقرأ أيضاً:
الشيخ خالد الجندي يرد على شبهة أمية الصحابة
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن الصحابة كانوا يستمعون مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم، وأن البعض قد يثير تساؤلات حول قدرة الصحابة على القراءة والكتابة في ذلك الوقت، موضحا أن كلمة "الأميين" في القرآن الكريم لا تعني فقط عدم القدرة على القراءة والكتابة، بل هي إشارة إلى الفطرة السليمة والنقية التي تربى عليها الإنسان بعيدًا عن التشويه والمكر والخداع.
وأكد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن كلمة "أمي" في الأصل كانت دلالة على الفطرة السليمة، لكن مع مرور الوقت تحولت في الاستخدام العربي إلى معنى آخر، هو عدم القدرة على القراءة والكتابة، لكن ذلك لا يتعارض مع حقيقة أن الصحابة كانوا قادرين على نقل ما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم بشكل صحيح.
كما أوضح أن هناك فرقًا بين "كتابة السنة" و"تدوين السنة"، فكتابة السنة تعني نقل الأحاديث التي كان الصحابة يسمعونها من النبي صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر، بينما التدوين هو تنظيم وتصنيف هذه الأحاديث في فصول وأبواب بعد عصر النبي.
وأكد أن الكتابة كانت جزءًا من الحياة اليومية في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن الله تعالى قد أمر الصحابة بالكتابة في القرآن الكريم في العديد من الآيات، مثل قوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ" مما يعني أن الكتابة كانت أمرًا مشروعًا ومعروفًا بين الصحابة، وأنه لا يمكن القول بأن الصحابة لم يكونوا قادرين على الكتابة أو أن ذلك يتعارض مع كتابات السنة النبوية.