السعي لولاية رئاسية ثانية.. بايدن يواجه سؤال العمر
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
كانت مساعي الرئيس الأميركي، جو بايدن، لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة 2024، تسير بهدوء وروتينية خلت من أي علامات قلق بشأن تقدمه في السن، قبل أن ينلقب الأمر إلى جدل حول خطط بديلة.
فتقرير المستشار الخاص، روبرت هور، حرك المياه الراكدة، حين قال إن بايدن "رجل مسن حسن النية، وذو ذاكرة ضعيفة، وقدرات متضائلة"، وهو ما فتح باب النقاش حول قدرة الرئيس الأميركي البالغ من العمر 81 عاما على تحقيق نصر يبقيه في المتكب البيضاوي أربع سنوات أخرى.
ويقول تحليل نشرته مجلة بوليتيكو إنه لن يكون من السهل استبدال بايدن بمرشح آخر. ورغم أن السيناريو الأرجح هو بقاء الرجل في قيادة الحزب الديمقراطي في المعركة الانتخابية المقبلة، إلا أن ذلك لا يمنع من تصور سيناريوهات أخرى مختلفة يرشح فيها الحزب بالفعل شخصا آخر غير بايدن في مؤتمره في أغسطس، أو حتى يختار بديلا عنه بعد ذلك التاريخ.
بايدن يؤمد أن لياقته البدنية والعقلية جيدة ولا يعاني من أية مشكلاتكاتبا تحليل بوليتيكو، ستيفن شيبرد وهو كبير محرري الحملات والانتخابات في بوليتيكو، وكبير محللي استطلاعات الرأي. وتشارلز ماهتيسيان، وهو كبير محرري السياسة في مجلة بوليتيكو، رسما سيناريوهات قد يكون تنفيذها ممكنا مع ترجيح كفة بقاء بايدن، أو على الأقل أن يكون هو نفسه صاحب القرار في التغيير إن حصل.
ويؤكد الكاتبان أنه لا يمكن أن يكون هناك استراتيجية بديلة واضحة، إلا إذا تنحى بايدن طوعا، أو كان غير قادر جسديا على الترشح.
وما يجري حاليا داخل الحزب الديمقراطي، لا يشير إلى قلق حقيقي قد يقود إلى تحرك جدي يغير المعادلة التي تضع بايدن على رأس الحزب كأفضل مرشح ديمقراطي يمكن أن يواجه الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، ويهزمه.
بايدن يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية للفوز بولاية ثانيةوفي الفترة التي سبقت صدور تقرير هور، لوحظ أن الحديث عن بديل لبايدن، كان يواجه بنوع من المقاومة العنيفة، لدرجة أن أعضاء الحزب الديمقراطي نبذوا النائب، دين فيليبس، لأنه حذر من مخاطر ترشيح بايدن. وفشل فيليبس في جذب مزيد من الاهتمام أو الدعم لموقفه.
لكن تحليلا نشره موقع "ناشونال ريفيو"، يشير إلى أن الديمقراطيين باتوا غير قادرين على تجاوز مشكلة سن الرئيس، خاصة أن تقرير هور ساهم في تراجع حضور بايدن، وأدى إلى إطلاق أسئلة متشككة حول قدرته على الدخول في سباق رئاسي جديد، رغم وجود تعقيدات لمسألة البحث عن بديل له.
لماذا يصعب على مرشح آخر أن ينافس بايدن؟السبب اللوجستي هو أن الوقت بات متأخرا لطرح اسم جديد ينافس بايدن على نيل بطاقة الترشح.
وعلى الرغم من أن حوالي 3 بالمئة فقط من إجمالي المندوبين قد منحوا أصواتهم حتى الآن. إلأ أنه وبحلول نهاية هذا فبراير، ستكون المواعيد النهائية لتقديم طلبات الوصول إلى بطاقات الاقتراع الأولية قد انقضت في جميع الولايات باستثناء ست ولايات وهي، مونتانا ونبراسكا ونيوجيرسي ونيو مكسيكو وأوريجون وداكوتا الجنوبية، إضافة إلى العاصمة واشنطن.
تقول تقارير إن قلقا بات ينتاب ناخبين بسبب عمر بايدنلذلك فإنه حتى لو تمكن المرشح من الحصول على بطاقات الاقتراع في جميع تلك الولايات، وحتى لو فاز بكل مندوب متاح فيها، فلن يحدث ذلك الكثير من التأثير على عدد مندوبي بايدن.
ومن المرجح أن يجمع بايدن عددا من المندوبين في الثلاثاء الكبير، الخامس من مارس، في ولاية كاليفورنيا، ليتفوق على عدد المندوبين في الولايات الست والعاصمة مجتمعة.
إلى جانب ذلك، فإن بايدن حقق العديد من الأولويات الديمقراطية، ولذلك لم يكن هناك أي ضغط حقيقي داخل الحزب لحمله على التنحي، وفق ما تعتقد، ميشيل غولدبرغ، في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز.
ويقول تقرير لموقع فوكس إن مجرد محاولة استبدال باين ستكون بمثابة حدث تاريخي، إذ لم يخسر أي رئيس في منصبه ترشيح حزبه أمام منافس أساسي في العصر السياسي الحديث.
ويقول التقرير إن استبدال بايدن كمرشح ديمقراطي في هذه المرحلة سيكون مهمة شاقة، إن لم تكن مستحيلة.
ويضيف أن الأمر يتطلب التغلب على نوعين من العقبات: التحديات الواقعية والعملية، والتحديات السياسية الأكثر افتراضية، ولكنها لا تزال مهمة، والتي تواجه أي بديل محتمل لبايدن.
قلق الناخبينتقول غولدبرغ، في مقالتها، إن الناس الذين يراقبون الرئيس بايدن باتوا يرون بوضوح مدى ضعفه، وميله لارتكاب الزلات والذي أصبح أسوأ.
كما تشير الكاتبة إلى أن الاستطلاعات تظهر أن الناخبين قلقون للغاية بشأن عمر بايدن. ولهذا السبب، تسببت انتقادات المستشار الخاص هور "غير المبررة" لبايدن في "إثارة ذعر شديد بين الديمقراطيين".
وتضيف الكاتبة أن كلمات هور سلطت الضوء على شكوك عميقة ومرعبة حول قدرة بايدن على القيام بأهم جزء من مهامه، وهو التغلب على ترامب.
وترى الكاتبة أن هذا صحيح على الرغم من أن تقرير هور، المعين سابقا من قبل ترامب، والذي عينه، ميريك غارلاند، للتحقيق في تعامل بايدن مع الوثائق السرية، يبدو وكأنه "عمل حزبي ناجح".
وتنتقد الكاتبة غولدبرغ المدعين العامين الديمقراطيين، وتقول إن لديهم "عادة فظيعة" تتمثل في تعيين مستشارين خاصين جمهوريين في محاولة لإظهار حيادهم، وهو نوع من التهذيب الأخلاقي الذي نادرا ما تقع ضحية له الإدارات الجمهورية.
حل واحديقول تحليل بوليتيكو إن الحل الوحيد المنطقي لأي سيناريو يستثني بايدن من سباق الرئاسة، هو موافقته شخصيا على التنحي، وتسليم القيادة في الحزب لشخص آخر، وهذا أمر صعب في وقت يجد فيه بايدن نفسه الرجل الذي تمكن من هزيمة ترامب، وتحسين الاقتصاد وقيادة الحزب إلى إنجاز مقبول في الانتخابات النصفية.
كما لابد من الأخذ بعين الاعتبار تجارب بايدن السابقة، حين تمكن وهو في أواخر العشرينيات من العمر، من تحقيق فوز في مجلس الشيوخ عام 1972، ثم معاناته من حرمانه من الرئاسة عدة مرات قبل أن يحصل عليها في النهاية.
ويرى الكاتبان في بوليتكيو أن بايدن يمكن أن يقبل بسيناريو خروجه من السباق، إذا وفر له هذا الأمر رحيلا بكرامة وبنوع من الشعور بالنصر.
وهذا السيناريو يتطلب السماح للانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي بأن تأخذ مجراها حتى تنتهي في الوقع المحدد، الرابع من يونيو، وهو التاريخ الذي تجري فيه آخر مجموعة من الولايات انتخاباتها التمهيدية.
في هذه الحالة، سينتهي بايدن باعتباره المنتصر بلا منازع، بأكثر من 1968 صوتا من أصوات المندوبين المتعهد بها اللازمة للمطالبة بالترشيح.
وحين يضمن بايدن هذا النصر، قد يكون مستعدا لإعلان عدم قبوله الترشيح ودعوة مندوبيه لدعم مرشح مختلف.
إن حدث هذا السيناريو، فإن موجة من التنافس داخل الحزب الديمقراطي ستشتعل، وربما تدور معركة حامية الوطيس بين كل القيادات التي ترى في نفسها مؤهلة لأخذ مكان بايدن، خاصة أن، كاملا هاريس، نائبة الرئيس لا تتمتع بالشعبية التي تمكنها من أن تكون المرشح الحاسم الذي يمكن أن يأخذ مكان بايدن بسهولة، وما يدلل على ذلك أداؤها الانتخابي الضعيف في انتخابات 2020، وفق تحليل بوليتكو.
هاريس قالت إنها مستعدة للخدمة في رد على سؤال حول عمر الرئيس بايدنويقول موقع فوكس إنه إذا اتجه بايدن للتنحي فإن الخيار الوحيد الذي لن يخاطر بانشقاق هائل بين القاعدة الديمقراطية هو اختيار هاريس. لكن نائبة الرئيس لديها عيوبها السياسية، فهي في استطلاعات الرأي أسوأ من بايدن ضد ترامب، ولم تكن قادرة على إدارة حملة وطنية ناجحة من قبل.
ولكن، وكما يبدو من مواقف بايدن الحالية، أنه سيصر على أنه الرجل المناسب الذي يمكن أن يهزم ترامب، وأنه يتمتع باللياقة المطلوبة جسديا وذهنيا لقيادة البلاد أربع سنوات أخرى، بغض النظر عن فكرة أنه لو فاز بولاية ثانية، فإنه سيخرج من البيت الأبيض بعمر 86 عاما.
وكانت هاريس قالت: "أنا مستعدة للخدمة"، في إجابة صريحة على سؤال حول تخوف الناخبين من عمر الرئيس بايدن، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة وال ستريت جورنال، جرت قبل يومين من صدور تقرير المستشار الخاص هور.
هذا الأمر كان قد دفع المرشحة الجمهورية، نيكي هايلي، التي تنافس ترامب على نيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة إلى القول إن "التصويت لبايدن هو تصويت للرئيسة كامالا هاريس"، في إشارة إلى أن بايدن، في حال فوزه، لن يتمكن من الاستمرار في منصبه، وبالتالي ستكون هاريس هي الرئيس المقبل للولايات المتحدة.
إشكال قد يحدثوهناك سيناريو آخر، قد يكون أكثر تعقيدا إذ تجاوز بايدن الشكوك وتم ترشيحه في المؤتمر في أواخر أغسطس، لكنه لم يتمكن بعد ذلك من المنافسة في انتخابات نوفمبر.
وفقا لقواعد الحزب، فإنه في حال وفاة أو استقالة أو عجز المرشح، فإن، جايمي هاريسون، رئيس الحزب الديمقراطي، "يجب أن يتشاور مع القيادة الديمقراطية ورابطة الحكام الديمقراطيين ويقدم تقاريره" إلى ما يقرب من 450 عضوا في اللجنة الوطنية الديمقراطية، الذين سيختارون مرشحا جديدا.
لكن التعقيد يكمن في أن خروج بايدن متأخرا سيسبب إشكالية لوجستية، حيث من المقرر أن يتم إجراء الاقتراع العسكري في الخارج في بعض الأماكن بعد أسبوعين فقط من انتهاء المؤتمر، وسيبدأ التصويت الشخصي المبكر في 20 سبتمبر في مينيسوتا ونورث داكوتا.
وهذا السيناريو يعني أن أي جهد بعد المؤتمر الحزبي لاستبدال بايدن من المرجح أن ينتهي به الأمر في المحكمة إذا تم الإدلاء بالأصوات بالفعل باسم "جوزيف آر بايدن جونيور" على ورقة الاقتراع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحزب الدیمقراطی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
بايدن يوقع على مشروع قانون التمويل ويجنب إغلاق الحكومة الأميركية
ديسمبر 22, 2024آخر تحديث: ديسمبر 22, 2024
المستقلة/- وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن على مشروع قانون تمويل ثنائي الحزبية يتجنب إغلاق الحكومة، بعد أيام من دخول الكونجرس في حالة من الاضطراب بعد رفض الرئيس المنتخب دونالد ترامب لاتفاق أولي.
وأعلن البيت الأبيض يوم السبت أن بايدن وقع على التشريع، الذي يمول الحكومة حتى منتصف مارس.
وقال بايدن في بيان: “يمثل هذا الاتفاق تسوية، مما يعني أن أيًا من الجانبين لم يحصل على كل ما يريده. لكنه يرفض المسار السريع لخفض الضرائب للمليارديرات الذي سعى إليه الجمهوريون، ويضمن قدرة الحكومة على الاستمرار في العمل بكامل طاقتها”.
“هذه أخبار جيدة للشعب الأمريكي، خاصة مع تجمع العائلات للاحتفال بموسم الأعياد هذا”.
أقر مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، بأغلبية 85 صوتًا مقابل 11 صوتًا، مشروع القانون لمواصلة تمويل الحكومة بعد 38 دقيقة من انتهاء صلاحيته في منتصف الليل (05:00 بتوقيت جرينتش) في واشنطن العاصمة يوم السبت.
أقر مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون مشروع قانون الميزانية في وقت سابق من مساء الجمعة بدعم من الحزبين.
يختتم التوقيع يوم السبت أسبوعًا مضطربًا في الكونجرس الأمريكي بعد أن أثار ترامب، الذي يتولى منصبه في يناير، ومستشاره، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، معارضة الاتفاق الحزبي الأولي.
أصر ترامب على أن تتضمن الصفقة زيادة في حد اقتراض الحكومة. وقال إنه إذا لم يكن الأمر كذلك، فلندع إغلاق الحكومة “يبدأ الآن”.
أمضى المشرعون عدة أيام في محاولة التوصل إلى اتفاق آخر، مع التهديد بتوقف هائل للخدمات الحكومية خلال موسم العطلات في نهاية العام.
كان الإغلاق يعني إغلاق العمليات غير الأساسية، مع إجازة ما يصل إلى 875000 عامل وإجبار ما يصل إلى 1.4 مليون آخرين على العمل بدون أجر.
تمول النسخة النهائية من التشريع الحكومة بالمستويات الحالية حتى 14 مارس. كما يوفر 100 مليار دولار من مساعدات الكوارث بالإضافة إلى 10 مليارات دولار من المساعدات للمزارعين.
لكن الصفقة جردت بعض الأحكام التي دافع عنها الديمقراطيون، الذين اتهموا الجمهوريين بالاستسلام للضغوط من الملياردير ماسك.
صوت بعض الجمهوريين ضد الحزمة لأنها لم تخفض الإنفاق.
قال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون إن الحزب سيكون له نفوذ أكبر العام المقبل، عندما يكون له الأغلبية في مجلسي الكونجرس وسيكون ترامب في البيت الأبيض.
وقال للصحفيين بعد تصويت مجلس النواب: “كانت هذه خطوة ضرورية لسد الفجوة، لوضعنا في تلك اللحظة حيث يمكننا وضع بصماتنا على القرارات النهائية بشأن الإنفاق”، مضيفًا أن ترامب أيد الصفقة.
وأضاف جونسون أن التسوية كانت “نتيجة جيدة للبلاد”.
ومع ذلك، تثير الحلقة تساؤلات حول ما إذا كان جونسون سيكون قادرًا على الاحتفاظ بوظيفته في مواجهة زملائه الجمهوريين الغاضبين.
ومن المقرر أن ينتخب مجلس النواب الرئيس القادم في 3 يناير/كانون الثاني، عندما ينعقد الكونجرس الجديد.
من المتوقع أن يحصل الجمهوريون على أغلبية ضئيلة، 220-215، وهو ما يترك لجونسون هامشًا ضئيلًا للخطأ بينما يحاول الفوز برئاسة مجلس النواب مرة أخرى.