العلاقات بين تركيا وروسيا حتى الآن جيدة، ولكن توازنها قلق. حول ذلك، كتبت فيكتوريا كوتوزوفا، في "أرغومينتي إي فاكتي":

العلاقات الاقتصادية بين روسيا وتركيا متناقضة للغاية. فالدولتان شريكتان من ناحية، ولكل منها مصالحها الخاصة من ناحية أخرى.

وبطبيعة الحال، من الصعب وصفهما بالحليفتين. ولكن، يجب الأخذ في الاعتبار أن كلا منهما تراعي مصالحها السياسية والاقتصادية بالدرجة الأولى.

على سبيل المثال، لديهما رؤى مختلفة للوضع في سوريا وليبيا والشرق الأوسط ومنطقة القوقاز ومناطق أخرى، كما أوضح المؤرخ والمحلل السياسي رومان ماسيف، وقال: "ومع ذلك، هناك أيضًا العديد من النقاط التي تتطابق فيها مصالحنا. لكنها تتزامن على وجه التحديد في الاقتصاد. من المعروف أن تركيا، رغم عضويتها في حلف شمال الأطلسي، لم تنضم إلى العقوبات الاقتصادية المناهضة لروسيا. وهنا تجدر الإشارة إلى أن تركيا تقتدي بمصالحها الوطنية، ولا تضع مصالح الولايات المتحدة فوق مصالحها، مثل دول أوروبا الشرقية أو دول البلطيق على سبيل المثال".

وبحسب ماسيف، يمكن وصف العلاقات بين القيادتين السياسيتين في البلدين بالمستقرة. وهذا يمهد الطريق لمزيد من تطوير العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التجارة، وأضاف: "خلال العام 2023، تجاوز حجم التجارة بين روسيا وتركيا 70 مليار دولار: وهي قيمة كبيرة، والرقم يسير نحو الزيادة".

التعاون الاقتصادي بين روسيا وتركيا وثيق، ومتبادل المنفعة. لكنه مرتهن بقوة للعنصر السياسي. الآن، العلاقات بين بلدينا جيدة. ولكن ماذا سيحدث، على سبيل المثال، إذا تغير الرئيس في تركيا، أو وصل حزب سياسي آخر إلى السلطة، يختلف جذريًا عن الحزب الحالي؟ تساءل ماسيف.

وختم بالقول: "ولذلك، من الصعب التنبؤ بتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين على المدى الطويل "دعونا نأمل أن تبقى ديناميكية".

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: روسیا وترکیا

إقرأ أيضاً:

خبراء: الشراكات الاستراتيجية بين مصر والإمارات نموذجية ومحورية

تُعَد العلاقات الاقتصادية بين الإمارات ومصر واحدة من أبرز النماذج الناجحة للشراكات الاستراتيجية في العالم العربي، حيث ترتكز على أسس قوية من التعاون المتبادل والرؤية المشتركة نحو التنمية المستدامة والازدهار.

وأكد ثاني سالم الكثيري الكاتب الاقتصادي، أن تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية يعود إلي ما قبل عام 1971 الذي شهد قيام دولة الإتحاد تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والذي حظي بدعم و تأييد مصر بشكل مطلق، واستندت العلاقات بين البلدين إلى أسس الشراكة الإستراتيجية منذ ذلك التاريخ. الإمارات أكبر مستثمر ولفت الكثيري، إلى أن الإمارات تعد أكبر دولة مستثمرة في السوق المصري، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 68 مليار دولار خلال 22 عاماً فقط، وتتميز العلاقات بين البلدين أيضاً بالدعم المتبادل في العديد من المواقف سواء الداخلية أو الإقليمية أو الدولية، وهناك تطابق في الرؤى والأفكار بين قيادة البلدين. علاقات نموذجية ورأى أن العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين أدت إلى زيادة التعاون في مختلف المستويات الاقتصادية، حيث تحتل الإمارات المرتبة الأولى بين الدول العربية والأجنبية المستثمرة في مصر، كما ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، ليسجل 4.9 مليار دولار بدلاً من 3 مليارات دولار عام 2022 .
ووفقاً للكثيري فقد سجلت الصادرات المصرية إلى الإمارات ارتفعاً بلغ 1.8 مليار دولار خلال الـ11 شهر الأولى من عام 2022 مقابل 1.4 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 14.4%، كما قفزت الاستثمارات الإماراتية في مصر، إلى 5.7 مليار دولار خلال العام المالي 2021 ـ 2022 من 1.4 مليار دولار خلال عام 2020 ـ 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 300.8%.
من جانبه، لفت هاني أبو الفتوح، خبير اقتصادي، إلى أن "الاستثمارات الإماراتية في مصر تتركز بشكل رئيسي في قطاعات حيوية كالعقارات والبنوك والخدمات المالية والصناعة والطاقة واللوجستيات وتساهم هذه الاستثمارات في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في مصر، وخلق فرص عمل جديدة، وتطوير البنية التحتية". تكامل اقتصادي وأوضح أن هذه الاستثمارات تتمتع بآثار إيجابية متعددة، كتحفيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل، ونقل الخبرات والتكنولوجيا، وعموماً تساهم الشراكة بين مصر والإمارات في تعزيز التكامل الاقتصادي في المنطقة العربية وتكوين كتلة اقتصادية قوية.
بدوره، رأى الدكتور باسل بشير، الباحث في الإجتماع السياسي، أن "الاستقراء المتأني لمسيرة العلاقات التاريخية بين الشعبين الإماراتي والمصري، تعكس تاريخاً من القيم العربية الأصيلة، والاحترام المتبادل، والمصير المشترك، وهو الأمر الذي حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على ترسيخه أكثر فأكثر، لما يصب في المصالح العليا للشعبين وللشعوب العربية بوجه عام، فضلاً عن العمل الدؤوب لقيادتي البلدين من أجل التنمية المستدامة، والأمن، والاستقرار، والسلام في ربوع المنطقة والعالم.
وقال بشير إن "تطوير العلاقات الأخوية والتاريخية والمصير المشترك بين الشعبين الشقيقين الإماراتي والمصري يعد نموذجاً حياً لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات البينية العربية - العربية، وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز الدور العربي بشكل عام بوجه التحديات كافة، وأبرزها تحدي مواصلة التنمية المستدامة والعمل على الأمن والسلام في المنطقة والعالم ومكافحة الإرهاب بشتى صنوفه وأنواعه ووسائله".

مقالات مشابهة

  • حزب المصريين: الشراكة الاقتصادية مع الإمارات تعكس حجم الثقة المتبادلة
  • المشاط تستقبل بعثة الاتحاد الأوروبي رفيعة المستوى لمتابعة تنفيذ مذكرة تفاهم آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة
  • خبراء: الشراكات الاستراتيجية بين مصر والإمارات نموذجية ومحورية
  • أردوغان يصدر قرارات تعيين بمناصب رفيعة المستوى
  • «الجيل»: العلاقات المصرية الإماراتية نموذج للتكامل الاقتصادي والتنمية
  • خبير علاقات دولية: تحركات مصر والإمارات هدفها تخفيف معاناة الفلسطينيين
  • أستاذ علاقات دولية: وضع المنطقة الحالي يستلزم وحدة الجهود المصرية الإماراتية
  • كاتب صحفي: علاقات استراتيجية نموذجية بين مصر والإمارات
  • سفير كوريا: تعزيز العلاقات مع الكويت وترتيب زيارات رفيعة المستوى
  • «القاهرة الإخبارية»: العلاقات المصرية الإماراتية ذات جذور راسخة واستثمارات واعدة