امتلأت حياة المصريين القدماء بالطقوس والعادات اليومية التي شكَّلت طابعًا خاصًا لهم ومنحتهم تفردًا وتميزًا وسط شعوب العالم؛ لكونهم ضربوا من خلالها أروع الأمثال في القيم والمبادئ وحسن معاملة العبيد والخدم، وعلى الرغم من ذلك، هناك بعض القصص والروايات الكاذبة التي تم نسجها وإلصاقها بحياة المصري القديم، منها دهن العبيد بالعسل لإبعاد الذباب عن الملوك، والتضحية بإحدى الفتيات في عيد وفاء النيل.

دهن العبيد بالعسل

من الروايات الكاذبة التي قيلت عن المصريين القدماء وتداولها البعض دون محاولة البحث عن مصدرها أو التأكد من صحتها هي مواظبة بعض الملوك الفراعنة على دهن عبيدهم بالعسل؛ حتى يلتصق بهم الذباب، ومن ثم لا يقترب من الملوك، وعلى الرغم من تصديق كثيرين لهذه الرواية، فإنها كاذبة ولم تحدث إطلاقًا، بحسب توضيح الدكتور عماد مهدي، عضو اتحاد الأثريين المصريين.

«ده طبعًا كلام مغلوط وعاري تمامًا من الصحة»، بحسب حديث «مهدي» لـ«الوطن»، وأن النصوص المصرية القديمة توضح كيف كان الملوك الفراعنة والمصريون القدماء يعاملون العبيد والخدم معاملة خاصة تنم عن الاحترام والإنسانية: «المجتمع المصري القديم كان مجتمع راقي جدًا وفيه أخلاق مش موجودة في العالم لحد النهارده».

ممارسة رياضة شديدة الوحشية

كما قيل عن المصريين القدماء إنهم اعتادوا ممارسة رياضة شديدة الوحشية، تتمثل في صراع مجموعة من المنافسين داخل عدد من القوارب في بحيرة ممتلئة بالتماسيح، ويحاول كل متنافس إسقاط الآخرين، ومن يبقى فوق قاربه للنهاية يصبح الفائز، وهي رواية أخرى كاذبة وتعد بمثابة افتراء على مبادئ المصريين القدماء الطيبة والمتعقلة حتى في ممارسة ألعاب القوى، بحسب «مهدي».

وما يؤكد سمو قيم المصريين القدماء في ممارسة الألعاب والأنشطة الترفيهية، أنهم عند ممارسة رياضة التحطيب، كان كل متنافس يمسك العصا بإحدى يديه، ويضم قبضة الأخرى مع إبقائها مفرودة للأسفل؛ لضمان عدم استخدامها في الصراع بشكل لا إرادي، وهو ما أظهرته اللوحات المرسومة على جدران المتاحف والمقابر.

إرسال الجواري للخارج

من الروايات التي نُسجت عن المصريين القدماء ومثلت افتراءً على الملوك الفراعنة أيضًا هي إرسال جوارٍ للخارج، ربما إرضاءً لملوك آخرين أو تقربًا من باقي الشعوب، إلا أنها رواية خاطئة تمامًا، بحسب تأكيد «مهدي»، الذي أوضح أنه قديمًا كان يُمنع زواج المرأة المصرية من رجل أجنبي، إلا في حال الزواج السياسي، أي زواج أميرة مصرية من ملك أجنبي؛ توطيدًا للعلاقات: «موضوع بيع الجواري أو إهدائهم ده لم يحدث إلا فى حالة واحدة وهى السيدة هاجر، ولم تكن جارية بل سيدة مصرية حرة تزوجت من نبى الله إبراهيم لعلم المصريين وإيمانهم بدعوة إبراهيم وصدقها».

تقديم القرابين البشرية للنيل

وعلى الرغم من تداول الروايات السابق ذكرها بشكل كبير، إلا أن رواجها لم يكن واسعًا مقارنة برواية أخرى أشد كذبًا وافتراءً وما زال كثيرون يتبادلون الحديث عنها كما لو كانت شيئًا مفروغًا من صحته، وهي رواية التضحية بإحدى الفتيات خلال الاحتفال بوفاء النيل؛ إذ نفى «مهدي» كل ما قيل في هذه القصة، موضحًا أن هذه الكذبة تم اختلاقها في إحدى العصور الإسلامية القديمة، وأن احتفال المصريين القدماء بفيضان النيل كان يقتصر على سير المراكب المزينة في المياه، مع إلقاء الدمى والورود وزهور اللوتس: «المصريين القدماء لم يقدموا قرابين بشرية للنيل، هما كانوا بيحترموا النبات والحيوان والبيئة، فما بالك بالإنسان؟».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المصريين القدماء قدماء المصريين المصري القديم ملوك الفراعنة حياة الفراعنة عروس النيل عن المصریین القدماء

إقرأ أيضاً:

أهمية ممارسة الرياضة لمحاربة السرطان

كشفت دراسة جديدة ممولة من صندوق أبحاث السرطان العالمي، إن الحفاظ على وزن صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام أكثر فعالية في تقليل خطر الإصابة بالسرطان من أي ممارسة بمفردها.

 

الوقاية من السرطان

بحسب ما نشرته "ذي إندبندنت" البريطانية، يعد البحث الرائد، الذي شمل أكثر من 315000 مشارك، أول دراسة علمية تفحص التأثير المشترك لعوامل نمط الحياة على الوقاية من السرطان.

 

إرشادات الصحة العالمية

قارنت الدراسة بين الأفراد الذين استوفوا إرشادات منظمة الصحة العالمية WHOلكل من محيط الخصر (أقل من 88 سم للنساء و102 سم للرجال) ومستويات التمارين الرياضية مع أولئك الذين لم يستوفوا إرشاداتها.

 

توصي منظمة الصحة العالمية بممارسة تمارين متوسطة الشدة من 150 إلى 300 دقيقة أسبوعيًا، أو ممارسة تمارين قوية الشدة من 75 إلى 150 دقيقة، أو مزيج مكافئ من التمارين الهوائية (الايروبيكس) الأسبوعية المعتدلة والقوية.

 

أنشطة بدنية معتدلة

تشمل أمثلة النشاط البدني المعتدل المشي السريع جدًا (بما يصل لحوالي 6 كم/س أو أسرع)، والتنظيف الشاق مثل غسل النوافذ أو التنظيف السريع، وركوب الدراجات بسرعة تصل إلى 16 كم في الساعة، أو لعب تنس الريشة.

 

تشمل أمثلة النشاط القوي المشي لمسافات طويلة، والركض بسرعة 8 كم/س أو أسرع، أو ممارسة كرة القدم أو كرة السلة أو التنس.

 

خطر متزايد بنسبة 15%

خلال متابعة متوسطة لمدة 11 عامًا، أصيب ما يقرب من 30 ألف شخص في الدراسة بالسرطان. واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين لا يستوفون إرشادات منظمة الصحة العالمية بشأن محيط الخصر لديهم خطر متزايد للإصابة بالسرطان بنسبة 11%، حتى عندما يمارسون الرياضة بشكل كافٍ.

 

وبالمثل، فإن الأشخاص الذين لا يحققون إرشادات ممارسة الرياضة لديهم خطر متزايد للإصابة بالسرطان بنسبة 4%، حتى لو كانوا نحيفين حول الخصر، بمعنى أن عدم الالتزام بأي من الإرشادات زاد من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 15%.

الالتزام الكامل والتام

أظهرت دراسات سابقة أن ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي مليء بالفواكه والخضروات يقلل من خطر الإصابة بالسرطان. وفي مقالة نشرت في الدورية البريطانية للطب الرياضي، قال الباحثون إن "الالتزام بكل من إرشادات منظمة الصحة العالمية لمحيط الخصر والنشاط البدني أمر ضروري للوقاية من السرطان،" منوهين إلى أن تلبية أحد هذه الإرشادات فقط غير كافٍ".

 

نمط حياة شامل

وقالت دكتورة هيلين كروكر، مساعدة مدير الأبحاث والسياسات في صندوق أبحاث السرطان العالمي: "تؤكد هذه النتائج على أهمية اتباع نهج نمط حياة شامل بدلاً من التركيز على عامل واحد للحد من خطر الإصابة بالسرطان. إن الحفاظ على وزن صحي، وبشكل خاص، محيط الخصر ضمن المستوى الموصى به والنشاط البدني، إلى جانب تناول نظام غذائي صحي، كلها خطوات حاسمة للحد من خطر الإصابة بالسرطان.

 

تغييرات صغيرة مستدامة

وأضافت دكتورة كروكر أنه يمكن أن يبدأ الأشخاص "بإجراء تغييرات صغيرة ومستدامة مثل دمج الحركة المنتظمة في الروتين اليومي أو اختيار خيارات طعام أكثر صحة. ويمكن أن تؤدي هذه التعديلات التدريجية إلى فرق كبير بمرور الوقت".

 

حجم الخصر المناسب

وأعرب الباحث الرئيسي، بروفيسور مايكل ليتزمان، من جامعة ريغنسبورغ في ألمانيا، عن حماسه "للرؤى التي تم اكتشافها فيما يتعلق بالتفاعل بين محيط الخصر والنشاط البدني في الحد من خطر الإصابة بالسرطان"، مشيرًا إلى أن نتائج الدراسة "تسلط الضوء على قيمة معالجة عوامل متعددة معًا، مما يُظهر أن الحفاظ على حجم الخصر الموصى به والنشاط البدني أمران بالغ الأهمية للوقاية من السرطان. وأكد بروفيسور ليتزمان أن نتائج البحث "تعزز أهمية التغييرات العملية التي يمكن تحقيقها في نمط الحياة والتي يمكن أن يكون لها تأثير مفيد على الصحة بمرور الوقت."

 

ذكر تقرير منفصل لمنظمة الصحة العالمية أن الأشخاص معرضون لخطر متزايد من المضاعفات الأيضية مثل مرض السكري من النوع 2 إذا كان محيط خصرهم أعلى من 80 سم للنساء و94 سم للرجال، في حين أن زيادة المخاطر تصبح "كبيرة" إذا تجاوز محيط الخصر 88 سم و102 سم على التوالي.

 

الذكاء الاصطناعي

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أنها وشركاءها تعهدوا بـ 10 ملايين جنيه إسترليني لإنشاء أدوات جديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي والتحليلات لتحسين الكشف المبكر عن السرطان والوقاية منه.

وأضافت المؤسسة البريطانية أن الأطباء ربما يتمكنون قريبًا من التنبؤ بفرص إصابة الفرد بالسرطان وتقديم مساعدة شخصية، وذلك بفضل برنامج الكشف عن السرطان القائم على البيانات لمدة خمس سنوات.

 

مصادر متعددة للتشخيص المبكر

ويمكن أن تؤدي تلك الخطوة إلى قيام هيئة الخدمات الصحية الوطنية بتقديم فحوصات أكثر تكرارًا للسرطان، أو الفحص في سن أصغر، لأولئك الأكثر عرضة للخطر، في حين يمكن تجنيب الأشخاص الأقل عرضة للاختبارات غير الضرورية، والتي يتم تحديدها بناء على مصادر مختلفة مثل السجلات الصحية وعلم الجينوم والتاريخ العائلي والديموغرافيا والبيانات السلوكية - لتطوير نماذج إحصائية متقدمة تساعد العلماء على التنبؤ بدقة بمن هو الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان.

 

مقالات مشابهة

  • إخلاء سبيل 5 متهمين بنشر أخبار كاذبة بتدابير احترازية
  • انفجار صاروخ اعتراضي فوق برج الملوك
  • احذر الأحاديث الضعيفة عن شهر شعبان.. 10 روايات غير صحيحة شاعت بين الناس
  • لم ينجُ منها أحد.. تفاصيل تحطم طائرة اصطدمت بمروحية عسكرية أمريكية
  • كاذبة بالكامل..إسرائيل تنفي اتهامات حماس بالمماطلة في إدخال المساعدات إلى غزة
  • تفاصيل جديدة عن فتاة الفستان الأبيض التي أبكت المصريين
  • محافظ المنوفية يشهد الاحتفال السنوي لتكريم أسر شهداء ومصابي العمليات الحربية
  • أهمية ممارسة الرياضة لمحاربة السرطان
  • تعليم الفيوم: عرض روايات من تأليف طلاب الفيوم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2025م
  • عرض روايات من تأليف طلاب الفيوم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب