الأردن بين مشروع العطارات والإحتلالات
تاريخ النشر: 20th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الأردن عن الأردن بين مشروع العطارات والإحتلالات، بسم الله الرحمن الرحيم الأردن بين مشروع العطارات والإحتلالات أحمد سليمان العمري دوسلدورف .،بحسب ما نشر سواليف، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الأردن بين مشروع العطارات والإحتلالات، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
بسم الله الرحمن الرحيم
#الأردن بين مشروع #العطارات والإحتلالات
أحمد سليمان العمري/دوسلدورف
أثار تقرير نشرته وكالة الأنباء الأمريكية «أسوشيتد برس» الأربعاء 5 يوليو/تموز 2023 موسوما بـ « #بكين تحاصر عمّان بالديون» ضجة إعلامية كبيرة حول الخلافات القانونية بين الأردن و #الصين، بسبب عقد الشراكة بين البلدين لـ «محطة العطارات لتوليد الكهرباء» من الصخر الزيتي.
تصوير الإتفاقية على أنّها استعمار صيني
التقرير انتشر نسخا ولصقا كالنار في الهشيم، فقد صوّر الأردن مُستعمرة مُستقبلية للصين وأسهب بشرح تفاصيل الخلاف منذ توقيع الاتفاقية حتى وصولها إلى النزاع القانوني، وقدّم المحطة على أنّها مثال لما كانت وما أصبحت عليه مبادرة «الحزام والطريق»، التي أطلقها الرئيس الصيني «شي جين بينغ» خارج الصين، تزامنا مع تعاظم نفوذ «بكين» بإعتبار سياستها نموذجا يعتمد على إثقال كاهل العديد من الدول الآسيوية والإفريقية بالديون (…) والأردن حالة مثيرة للاهتمام، ليس لنجاح الإدارة الإقتصادية الصينية في المنطقة، ولكن لكيفية انخراطها في هذه البلدان، حسب وصف «جيسي ماركس» من مركز «ستيمسون للأبحاث» في واشنطن الذي شطّ تقريره في التسييس، فقد اعتبر عمّان مدينة للصين؛ وفي إشارة أيضا إلى مُخطّطها لتشييد بنية تحتية عالمية وتعزيز نفوذها السياسي عالميّا، فضلا عن تحول «العطارات» من مشروع يُبشّر بمُستقبل مُزهر للأردن إلى شيء لا حاجة له، لا بل عالة تُكلّف الدولة المليارات بسبب اتفاقيات أخرى أبرمتها الأردن منذ إنشاء المشروع بأسعار تنافسية، حسب التقرير.
لم يقتصر الإستثمار الأردني الصيني على تحليل صحيفة يعتريه صراع القوى الإقتصادية العالمية، بل أثار حفيظة الولايات المُتحدة، حيث صرّح «ديفيد شينكر»، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط: «انتابنا بالفعل بعض القلق بشأن الديمقراطية والشفافية والفساد، لكن الدول الاستبدادية، تتوافق مع الصين وتُقرّبها منها».
بداية الخلاف
حقيقة الأزمة التي بدأت إبّان حكومة رئيس الوزراء الأردني الأسبق عمر الرزّاز وبين الصين تكمُن بموجب الصفقة المُبرمة بين الأردن وشركة العطارات للطاقة بإئتلافها الإستوني، الماليزي والصيني، والتي تُلزم الجانب الأردني بشراء الطّاقة عالية الثمن لمدة 30 عاما، ما يُسبّب خسارة أردنية بنحو 280 مليون دولارا سنويا، ويرفع كتبعة بديهية أسعار الكهرباء للمستهلكين بنسبة ١٧٪، حسب خبراء.
يعود توجيه الأنظار نحو الصين إلى مُلكية شركة «غوانغدونغ إنيرجي غروب» الصينية الحكومية للطاقة 40% من الشركة الإئتلافية، لذلك الخلاف هو ليس مع الصين بعينها كما يُقدّم إعلاميا، إنّما مع الإئتلاف، ومثل هذه الخلافات واردة، بينما ما يُروّج له من ضغوطات على الطرفين من تسييس للخلاف وتصنيفه محاولات صينية لفرض نفوذها على المنطقة سياسيا واقتصاديا من خلال الأردن، يهدف بمنهجية لإستمرار العمل باتفاقية استيراد الغاز الطبيعي من الاحتلال، وهيمنة الأخير على مقدّرات المنطقة ومواردها، فضلا عن تراجع استيراد الغاز الإسرائيلي بنسبة تصل إلى 25% بسبب إنتاج محطة العطارات، إضافة إلى توظيف الخلاف ضد الصين في إطار الصراعات الاقتصادية؛ الشيء الذي أكّدته تصريحات الإدارة الأمريكية بتصويرها عقد الشراكة الأردنية الصينية على أنّه «دبلوماسية فخ الديون».
أمّا محطة العطارات التي صُمّمت منذ نحو 15 عاما بحدّ ذاتها فكرة رائدة لتحقيق طموحات الأردن نحو الاستقلال في مجال الطّاقة؛ عكس ما يُسوّق لها رغم كُلفت
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
حرب ترامب التجارية مع الصين: الجولة الثانية
يمثل فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 نقطة تحول مهمة في العلاقات الأمريكية الصينية، مع عواقب بعيدة المدى محتملة على التجارة العالمية والديناميكيات الاقتصادية. فمع استعداد ترامب للعودة إلى المكتب البيضاوي، من المتوقع أن يشكل موقفه العدواني تجاه الممارسات الاقتصادية والتجارية للصين السياسة الخارجية الأميركية على مدى السنوات الأربع المقبلة.
استراتيجية ترامب للصين: حروب التجارة والتعريفات
في صميم نهج ترامب تجاه الصين هو التزامه بفرض تعريفات شديدة الانحدار على الواردات الصينية. خلال حملته الانتخابية، اقترح ترامب فرض رسوم جمركية تصل إلى 60 في المئة على السلع الصينية، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالرسوم الجمركية البالغة 25 في المئة التي تم تنفيذها خلال فترة ولايته الأولى. هذا الموقف العدواني متجذر في اعتقاد ترامب بأن الصين انخرطت في ممارسات تجارية غير عادلة، بما في ذلك سرقة الملكية الفكرية والتلاعب بالعملة.
ويمكن أن يكون للتنفيذ المحتمل لهذه التعريفات آثار خطيرة على كلا الاقتصادين. وبالنسبة للصين، التي تعاني بالفعل من تحديات اقتصادية مثل أزمة العقارات وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، فإن مثل هذه التعريفات الجمركية يمكن أن تزيد من الضغط على نمط النمو القائم على التصدير. ويقدر بنك الاستثمار ماكواري أنه عند مستوى 60 في المئة، من المرجح أن تخفض التعريفات الجمركية نمو البلاد بمقدار نقطتين مئويتين كاملتين، وهو ما سيكون أقل بقليل من نصف معدل التوسع الاقتصادي المتوقع للعام بأكمله في الصين البالغ 5 في المئة.
تمتد استراتيجية ترامب إلى ما هو أبعد من التعريفات الجمركية، وتشمل مجموعة أوسع من التدابير التي تهدف إلى الحد من اعتماد الولايات المتحدة على الصين
ما وراء التعريفات الجمركية: نهج شامل
تمتد استراتيجية ترامب إلى ما هو أبعد من التعريفات الجمركية، وتشمل مجموعة أوسع من التدابير التي تهدف إلى الحد من اعتماد الولايات المتحدة على الصين:
1- إلغاء وضع الدولة الأكثر تفضيلا للصين: اقترح ترامب إلغاء وضع العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة للصين (PNTR)، الأمر الذي من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة بفرض تعريفات تجارية تمييزية. هذه الخطوة، على الرغم من جذرها، قد تواجه معارضة كبيرة بسبب قدرتها على تعطيل معايير التجارة العالمية.
2- القيود التكنولوجية: من المرجح أن تعمل إدارة ترامب على تكثيف القيود المفروضة على وصول الصين إلى التقنيات المتقدمة، وخاصة في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات. ويتماشى هذا النهج مع المخاوف بشأن الأمن القومي والحفاظ على التفوق التكنولوجي للولايات المتحدة.
3- قيود الاستثمار: تعهد ترامب بإدخال قواعد تمنع الشركات الأمريكية من الاستثمار في الصين والعكس صحيح، مما يسمح فقط بالاستثمارات التي تخدم المصالح الأمريكية. هذا يمكن أن يغير بشكل كبير مشهد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
4- إعادة التصنيع إلى الداخل: إن أحد المكونات الرئيسية لاستراتيجية ترامب هو تحفيز الشركات الأميركية على إعادة وظائف التصنيع إلى الولايات المتحدة، ربما من خلال الحوافز الضريبية أو العقوبات على نقل التصنيع إلى الخارج.
التداعيات الاقتصادية والتأثيرات العالمية المتتالية
قد يؤدي تنفيذ السياسات التي يقترحها ترامب إلى عواقب اقتصادية كبيرة:
1- الضغوط التضخمية: قد يؤدي ارتفاع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى زيادة الأسعار للمستهلكين الأمريكيين، مما قد يغذي التضخم.
2- اضطرابات سلسلة التوريد: إن الجهود المبذولة للانفصال عن الصين قد تؤدي إلى اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد العالمية، مما يؤثر على الصناعات في جميع أنحاء العالم.
3- التدابير الانتقامية: من المرجح أن ترد الصين بمجموعتها الخاصة من الإجراءات الانتقامية، والتي قد تستهدف الصادرات الأمريكية الرئيسية أو تقييد الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة.
4- إعادة تنظيم التجارة العالمية: يمكن لسياسات ترامب تسريع اتجاه الشركات لتنويع سلاسل التوريد الخاصة بها بعيدا عن الصين، مما يعود بالنفع على دول مثل فيتنام والهند والمكسيك.
استجابات الصين المحتملة
من غير المرجح أن تظل بكين سلبية في مواجهة موقف ترامب العدواني. ويمكن أن تشمل الاستجابات المحتملة من الصين ما يلي:
1- تسريع الاعتماد على الذات: قد تعمل الصين على مضاعفة جهودها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الناحية التكنولوجية، وخاصة في القطاعات الحيوية مثل أشباه الموصلات.
2- تعزيز العلاقات الإقليمية: يمكن للصين أن تسعى إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الدول الآسيوية الأخرى، ربما من خلال مبادرات مثل الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة.
3- التدابير المتعلقة بالعملة: في حين ابتعدت الصين عن التلاعب المباشر بالعملة، فإنها قد تسمح بانخفاض قيمة اليوان للتعويض عن تأثير التعريفات الجمركية.
4- الانتقام المستهدف: يمكن للصين أن تفرض تعريفاتها الجمركية الخاصة على السلع الأمريكية، مستهدفة بشكل خاص القطاعات الحساسة سياسيا مثل الزراعة.
التداعيات والفرص العالمية للدول الأخرى
إن نهج ترامب تجاه الصين قد يخلق تحديات وفرصا للدول الأخرى:
1- الاتحاد الأوروبي: قد يجد الاتحاد الأوروبي نفسه في وضع يسمح له بتعزيز العلاقات التجارية مع كل من الولايات المتحدة والصين، مما قد يؤدي إلى الاستفادة من أي فصل بين القوتين.
2- دول جنوب شرق آسيا: قد تشهد دول مثل فيتنام وإندونيسيا زيادة في الاستثمار مع سعي الشركات إلى تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها بعيدا عن الصين.
3- الهند: باعتبارها مركز تصنيع بديل محتمل، يمكن للهند أن تستفيد من الشركات التي تتطلع إلى تقليل اعتمادها على الصين.
التحديات والشكوك
في حين أن موقف ترامب المتشدد تجاه الصين يتردد صداه لدى العديد من الأمريكيين، فإن تنفيذ سياساته المقترحة يواجه العديد من التحديات:
من المرجح أن تشكل نتيجة هذه المواجهة الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم أنماط التجارة العالمية، وسلاسل التوريد، والنمو الاقتصادي لسنوات قادمة. ويتعين على الشركات وصناع السياسات والدول في جميع أنحاء العالم الاستعداد لفترة من عدم اليقين المتزايد والاضطراب المحتمل في النظام الاقتصادي العالمي
1- الترابط الاقتصادي: إن العلاقات الاقتصادية العميقة بين الولايات المتحدة والصين تجعل الانفصال السريع أمرا صعبا ومكلفا محتملا لكلا الجانبين.
2- المعارضة المحلية: من المرجح أن تمارس الشركات الأمريكية التي لديها مصالح كبيرة في الصين الضغوط ضد التدابير المتطرفة التي قد تضر بعملياتها.
4- القيود القانونية والمؤسسية: تتطلب بعض الإجراءات التي اقترحها ترامب، مثل إلغاء وضع الدولة الأكثر صداقة في الصين، موافقة الكونجرس وقد تواجه تحديات قانونية.
تشير عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة إلى فترة مضطربة محتملة في العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين. وتمثل سياساته المقترحة، والتي تتمحور حول الرسوم الجمركية المرتفعة والانفصال الاقتصادي، انحرافا كبيرا عن الدبلوماسية التجارية التقليدية. ورغم أن هذه التدابير تهدف إلى معالجة اختلالات التوازن والممارسات غير العادلة، فإنها تنطوي على مخاطر كبيرة لكل من الاقتصادات ونظام التجارة العالمي.
بينما يستعد ترامب لتنفيذ رؤيته، يراقب العالم عن كثب. ومن المرجح أن تشكل نتيجة هذه المواجهة الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم أنماط التجارة العالمية، وسلاسل التوريد، والنمو الاقتصادي لسنوات قادمة. ويتعين على الشركات وصناع السياسات والدول في جميع أنحاء العالم الاستعداد لفترة من عدم اليقين المتزايد والاضطراب المحتمل في النظام الاقتصادي العالمي.
إن نجاح استراتيجية ترامب لن يعتمد على تنفيذها فحسب، بل وأيضا على رد الصين والسياق الاقتصادي العالمي الأوسع. ومع تطور هذا الفصل الجديد في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، فمن المؤكد أنه سيكون له آثار بعيدة المدى على التجارة الدولية، والابتكار التكنولوجي، وتوازن القوى الاقتصادية العالمية.