الإسراء والمعراج.. احتفال وذكرى أم طوفان وثورة؟!
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
أرادت ذكرى الإسراء والمعراج أن تقوم بجولة تزور فيها عدة بلدان عربية وإسلامية، قبل أن تبدأ الجولة عقدت مؤتمرا صحفيا حدّدت فيه أهدافها من هذه الجولة، وذكّرت بما حرّضت به من فصل الخطاب في أعوام مديدة قد مضت من عمر القضيّة.
أمّا أهداف الجولة فهي تتلخّص في التعرّف على ما فعلته الذكرى في نفوس أصحابها، وهل ما زالت مجرّد فكرة وذكرى أم أنها قد أنتجت فعلا ونارا وثورة.
وكان مما خاطبتكم به سابقا:
أيها السائرون والسالكون والمتأمّلون بربّكم العظيم، اعلموا أنّي لست مجرّد فكرة عابرة، بل أنا فكرة حيّة وقناعة راسخة وإرادة فاعلة، وعشق خالد عميق في قلوب الناس، وترجمة عملية تصل إلى دائرة الفعل المحرّك لكلّ طاقات الأمّة، إذا أصبحت هكذا فحتما سيتحوّل العشق إلى تنظيم ورؤية، إلى برنامج عمل يشعل الفكرة ويلهب الروح وينتج الحريّة.
واعلموا رحمني ورحمكم الله أنه ما كان لشرذمة من شراذم شذّاذ الآفاق أن تقتحم المسجد الأقصى نهارا جهارا وتحت أعين الكاميرات التي توصل الصور إلى كل الآفاق، ثم نرى الشارع العربي والإسلامي نائما يغطّ في سبات عميق.
اعلموا أني القادر على تخصيب اليورانيوم الإيماني المزروع في أعماقكم، لست قلقا من هذه الشراذم الصهيونية، إنما هي شعلة الاستفزاز والتخصيب لما في صدوركم، أنا على موعد معكم للتحرير ورفعة شأنكم/ فقط ما عليكم إلا رفع رايتي خفّاقة في قلوبكم وفي سماء أوطانكم، أعلنوا الثورة على كلّ من يناصر عدوّي وعدوّكم، اجعلوا الأقصى ميزانا لمعرفة صديقكم من عدوّكم، ومشعلا وعنوانا لتحرّري وتحرركم.
ثم انطلقت الذكرى وحطّت رحالها حيث البلد الأكثر تعدادا وأكثر إيمانا بالفطرة، وجدت الاستقبالات العامرة لتشمل كلّ المساجد والأماكن الجامعة، عطّلت البلد وأعلنت عيدا رسميّا، تزيّنت الشوارع وتلذّذت البطون بكلّ أنواع الحلويات الشرقيّة، لم تجد الذكرى آثارا عمليّة وازدادت إمعانا في المراسم الشكليّة.. ملأ الحزن قلبي خاصة وقد علمت بأن هناك بلدا مسلما عربيّا جارا لهذه الديار المليونية يتعرّض لعدوان وجرائم نازيّة، لأنه أقام اعتبارا لي وأعطى كلامي بالغ الأهميّة.
صرخت في وجوههم صرخة أبديّة: ماذا سوف تقولون لربّكم وأنتم لا تنصرون من انتصر لمسجدكم الأقصى وبعد أن صارت ذكراي قلبا ينبض في صدره بالحريّة؟
ردّوا عليّ بعجز وكسل وخبل: نحن نعاني من ظروف قاسية ومأساويّة وجبريّة مثلنا مثل بقيّة الدول العربيّة.
قلت لهم: لذات السبب، وهو أنكم لا تستمعون لنداء الأقصى وصوت الحريّة، تريدونها هزيلة وشكليّة.. ذوقوا مرارة المذلّة والركوع لما تسمّونها ظروفا مأساوية.
وفرّت الذكرى من ديارهم دون أن تلامس قلوبا خاوية ومخزيّة، فهي حرّة لا تنزل إلا في بلاد التوحيد والحريّة.
ثم طارت الذكرى لبلاد خليجيّة فوجدت من يقول عنها أنها بدعة وفريّة، وفي ذات الوقت ترى في التطبيع مع المحتل المجرم قمّة الفهم ومن متطلبات الأفكار العصريّة والواقعيّة. وفوق هذا تفتح حدودها وطرقها وموانئها لحركة التجارة والبضائع الإسرائيلية، سألت متطفلة عن السبب فقالوا دون حياء أو وجل: هناك دولة آثمة عربيّة قد ضيّقت الخناق على هذه الدولة الفتيّة، عرفت أنها اليمن الأبيّة فيمّمت شطرها مسرعة قبل أن تقتلني رائحة العمالة الغبيّة.
في اليمن وما أدراك ما اليمن، وجدت من يقيم ذكراي على الطريقة اليمنية الثوريّة، وجدت القدس نبض قلوبهم والأقصى لا يغيب عن عيونهم، ووجدت الإرادة الحرّة تتجيّش وتصطفّ بكل ما تملك من قوّة وشهامة ونخوة إسلامية عربيّة، ووجدت أفكاري حيّة ناريّة وقد شكّلت منها صواريخ بالستية وطائرات عمودية ومسيّرات فولاذيّة، وجدته قد رفع راية غزّة الأبيّة وسخّر أذرعه البحرية لتطارد كلّ سفينة تحمل للمجرمين أية بضاعة تجاريّة. وجدت شعبه يخرج بمسيرات مليونية ويتحرّق على نصرة توصل إلى سجدة في مسجدي الأقصى ورؤية الأمة وقد تحرّرت من الصهيونازيّة.
أعطاني اليمن وشعبه قوّة روحية شجّعتني لأستمر في تطوافي على بلدان عربيّة تجد فيها حريّة عزيزة قويّة، ذهبت شمالا إلى لبنان الأبيّ فوجدت فيه حزب الله وضرباته الصاروخيّة، وجدت جبهة مساندة أرهقت الصهاينة نفسيّا وهجّرت المستوطنات الشمالية وأحدثت إصابات نوعيّة في مقرّاته ومعسكراته وقواعده الاستخبارية.. وضع البلد نفسه على حافّة حرب شاملة وتوسّع تدريجيّا ورهن جهاده بتوسّع الحرب والعدوان على الشعب الفلسطيني في غزّة الأبيّة. وجدت نفسي هناك أسري حبّا وعشقا في أرواحهم وقد جعلوها على طريق القدس شهيدة وفدائية.
كان تطوافي طويل في عالم عربي بين أصيل أسكن أعماق قلبه وأحرّك إرادته قوّة وعنفوانا، إسراء ومعراجا عمليا يرتقي معرفة وفعلا وجهادا وثورة، ووجدت للأسف الشديد من هم في غابات سوداء لا قدس فيها ولا حرية ولا كرامة ولا حياة بشريّة، وجدت من يعبد آلهة من دون الله، ومن يدور في الفلك الأمريكي والإسرائيلي دون خجل ولا وجل ولا أدنى كرامة وطنيّة.
وكان مسك الختام لتطوافي الجميل أن أحطّ رحالي عند خير البشر، رأيت بأمّ عيني أهلي ومن عرفوا قدري وأنزلوني منزل الجود والكرم، أنزلوني دائرة الفعل والفداء وبذلوا كلّ ما بوسعهم، بذلوا الغالي والنفيس.. مقاومون وعوا تماما فكرة الإسراء والمعراج وانطلقوا من الفهم والتأمّل إلى التطبيق والعمل، تماما كما فعل صلاح الدين وعمر.. علموا أن الأقصى ليس شعارا ولا قصيدة ولا أنشودة ولا حتى عقيدة تنتظر الفرج، أقاموا الأقصى في قلوبهم تربية وروحا وإرادة حتى فاض على جوارحهم وقاموا بكلّ متطلبات التحرير والعمل، حتى إذا استوى على سوقه وأخرج كلّ ما في قدراتهم من خبرة وإبداع وقوّة ويقين وإيمان وأمل، فاض طوفانا أخذ بطريقه كل عوائق وحواجز الطغيان وسوء العاقبة والفشل.
ختمت ذكرى الإسراء والمعراج تطوافها في غزّة ثم نظرت إلى من حولها من شعوب ودول نائمة لتقول لها: لقد توّجت غزة سيدة للأمم، لتقود قيامة الأمة ونهضتها من جديد، ولتقود منظومة القيم الإنسانية الرشيدة، بعد أن انهارت بما ضحّت وأنجزت منظومة قيم دول الاستكبار والشرّ العالمية، لقد أقمت نموذجا عالميا لكلّ من أراد نصرة حقيقية للقدس والقضيّة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسراء والمعراج الأقصى غزة غزة الأقصى العالم العربي الإسراء والمعراج مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإسراء والمعراج عربی ة
إقرأ أيضاً:
حزب الاتحاد يهنئ الرئيس والقوات المسلحة بيوم الشهيد وذكرى العاشر من رمضان
تقدم حزب الاتحاد، برئاسة المستشار رضا صقر، بخالص التهنئة إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى الشعب المصري العظيم، بمناسبة ذكرى يوم الشهيد وانتصار العاشر من رمضان، تلك المناسبتين اللتين تجسدان أعظم معاني التضحية والفداء في سبيل الوطن.
وذكر الحزب ـ في بيان له اليوم ـ أن يوم الشهيد هو ذكرى خالدة في وجدان الأمة، نستذكر فيها بكل فخر واعتزاز أبطالنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن تظل راية مصر مرفوعة، مؤكدا أن تضحياتهم كانت وستظل نبراسًا ينير طريق الأجيال القادمة نحو البناء والتقدم.
ونوه بأن نصر العاشر من رمضان يمثل علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية، حيث سطّر جنودنا الأبطال أروع ملاحم البطولة والتحدي، مؤكدين قدرة الجيش المصري على استعادة الأرض وصون كرامة الأمة، وهو ما يُعد درسًا خالدًا في الإرادة والعزيمة.
واختتم بالتأكيد على أن الحزب أن تلك المناسبتين تأتيان في توقيت دقيق يمر فيه الإقليم والعالم باضطراب وصراعات توشك أن تتحول إلى حرب شاملة، وهو ما يجعلنا في أمس الحاجة إلى التماسك أمام تلك التحديات ودعم الأمن القومي المصري الذي يواجه مخاطر على جميع محاوره الاستراتيجية.
ووضع اللواء أركان حرب محب حبشي محافظ بورسعيد، واللواء تامر السمري مساعد وزير الداخلية مدير أمن بورسعيد، و العميد مظهر الهيبان المستشار العسكري، اكليلاً من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول في ميدان الشهداء بحي الشرق؛ بحضور الدكتور عمرو عثمان نائب المحافظ و وسط تواجد لفيف من القيادات التنفيذية والأمنية؛ وذلك في اطار احتفالات المحافظة بيوم الشهيد.
ووجه محافظ، بورسعيد تحية اعتزاز و تقدير لأرواح شهداء الوطن الأبرار من رجال القوات المسلحة والشرطة وأبناء مصر الذين ضحوا بدمائهم الغالية للدفاع عن تراب الوطن واستعادة الأمن والاستقرار، كما بعث المحافظ تحية إعتزاز وتقدير لأسر الشهداء وذويهم، في ذكرى " يوم الشهيد " ، والذى يوافق ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض .
محافظ بورسعيد . ذكرى يوم الشهيد تحمل تاريخا مشرفا للعطاء والتضحيةوأعرب محافظ بورسعيد ، عن تقديره للتضحيات التي يقدمها رجال القوات المسلحة في سبيل الحفاظ على أمن الوطن وسلامة أراضيه، مشيرا إلى أن ذكرى يوم الشهيد تحمل تاريخا مشرفا للعطاء والتضحية من أجل الوطن، وعلامة بارزة في تاريخ الوطنية المصرية وقواتنا المسلحة الباسلة، والتي ما زالت تكتب صفحات جديدة من العطاء والفداء والتضحية.