سياسي فلسطيني يجيب في حوار خاص لـ "الفجر" عن تساؤلات شائكة حول العملية العسكرية في رفح ويكشف الضربة الحقيقية لنتنياهو وحلفاءه
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
◄ الحرب وأهدافها متفق عليها بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل
◄ لا يوجد أي اعتراض على العملية العسكرية في رفح
◄ الشرط الوحيد أن تكون هناك خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ
◄ عملية الساعة التي حررت فيها إسرائيل أسيرين ليست وليدة اللحظة
◄ إسرائيل ادعت أن جنودها تعرضوا لكمين محكم لتحقيق أهداف عديدة
◄ هذه العملية ستعطي نتنياهو أريحية للقيام بعملية أوسع
◄ نتيناهو لا يريد أن يكون هناك هدنة في غزة ويهدف إلى قتل الفلسطينيين
◄ لا يوجد مخرج لهذه المصيبة إلا المخرج الفلسطيني المرتكن على المصلحة الفلسطينية
أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي، شن غارات عنيفة من البر والبحر والجو على المناطق الشمالية لمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وتحت غطاء الحرب على مقاتلي حركة حماس، يحضر جيش الاحتلال لعملية عسكرية أوسع في المدينة التي يقبع فيها أكثر من مليوني فلسطيني.
وأجاب المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عبدالمهدي مطاوع، في حوار خاص لـ "الفجر"، عن تساؤلات شائكة حول العملية العسكرية في رفح، كما كشف الضربة الحقيقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاءه.
إليكم نص الحوار:-
◄هل تم الاتفاق بين أمريكا وإسرائيل على العملية العسكرية في رفح؟
كل الحرب وأهدافها متفق عليها مع الإدارة الأمريكية، ولكن غالبًا ما تكون الخلافات تكتيكية تتعلق بطرق التنفيذ، منذ اجتياح الجنوب واختفاء طريقة القصف التي كانت تعترض عليها الادارة الأمريكية بسبب ما جلبته من تظاهرات واعتراضات.
◄ماذا دار بين نتنياهو وبايدن بشأن العملية العسكرية في رفح؟
خلال المحادثة التي جرت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال الرئيس بايدن إنه من الممنوع المضي في عملية عسكرية في رفح دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ من شأنها ضمان المساعدة والأمن لأكثر من مليون فلسطيني يجدون مدينة اللجوء هناك.
كما أكد بايدن لنتنياهو، على ضرورة الاستفادة من التقدم المحرز في مفاوضات إطلاق سراح المختطفين، وأنه من الضروري اتخاذ خطوات محددة وعاجلة لزيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة، فضلًا عن ضمان أن ذلك يدخل بانتظام.
◄ما تعليقك على محادثة بايدن ونتنياهو بشأن العملية العسكرية في رفح؟
لا يوجد أي اعتراض على دخول رفح، والشرط الوحيد أن تكون هناك خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ، وضمان المساعدة والأمن لأكثر من مليون فلسطيني.
◄ماذا عن عملية الساعة؟
عملية الساعة كما تسميها قوات الاحتلال الاسرائيلي التي حررت فيها أسيرين، ليست وليدة اللحظة، المعلومات متوفرة منذ فترة، وهناك تدريب تم لوحدة اليمام (الكوماندوز التابع للشرطة )على هذه العملية في مبنى مشابه، وشاركت وحدة شابيط (الكوماندوز البحري) بالحماية والاشتباك مع المقاومة ووحدة من الشاباك التي تواجدت على الأرض قبل بدء العملية، بهدف ضمان نجاحها وجمع المعلومات الكافية.
◄لماذا قامت إسرائيل بعملية تمويه كبيرة وادعت أن جنودها تعرضوا لكمين؟
قامت إسرائيل بعملية تمويه كبيرة وادعت أن جنودها تعرضوا لكمين محكم لتحقيق أهداف عديدة:
١- التأكيد على أن رأي الجيش ونتنياهو هو الأصح بأن تحرير الرهائن سيتم بالضغط العسكري.
٢- التأكيد للإدارة الأمريكية أنه لا غنى عن اجتياح رفح لتحقيق أهداف تحرير الرهائن، واستكمال أهداف الحرب (علما بأنه تم إبلاغ بايدن بهذه العملية أثناء الاتصال الهاتفي قبلها بساعات).
٣- نجاح العملية يعني إحباط تظاهرات الخميس المقبل التي تهدف إلى إقالة الحكومة والدعوة لانتخابات مبكرة وتحرير الرهائن عبر صفقة.
◄ما سبب إصرار نتنياهو على العملية العسكرية في رفح؟
هذه العملية ستعطي نتنياهو أريحية للقيام بعملية أوسع في رفح، وأيضًا ضغطًا في المفاوضات للصفقة، وتخفف من الضغط الداخلي خصوصًا من أُسر الأسرى.
◄إلى ماذا يهدف نتنياهو في غزة؟
نتيناهو لا يريد أن يكون هناك هدنة في غزة، ويهدف إلى قتل الفلسطينيين بالتجويع، ووسائل أخرى، لافتا إلى أنه ما زالت هناك شاحنات كثيرة مكدسة بشكل يومي، وإسرائيل تعيق دخولها، كل هذا لتغيير الوضع الديمغرافي في غزة.
◄كيف يتم الخروج من هذه الأزمة؟
لا يوجد مخرج لهذه المصيبة إلا المخرج الفلسطيني المرتكن على المصلحة الفلسطينية، وتقديم ما يحتاجه الناس بعيدًا عن خزعبلات المحاور والممانعة.
١- إبرام هدنة بأي ثمن يخلق هدوءا ويلملم الوضع الإنساني المتدهور.
٢- وحدة فلسطينية تتضمن انخراط الفصائل في منظمة التحرير.
٣- المرحلة الثانية والثالثة من الصفقة يكون التفاوض فيها من خلال وفد فلسطيني موحد تمثله منظمة التحرير.
هذه هي الضربة الحقيقية لنتنياهو وحلفاءه في اليمين، وهي التي ستخلق وضعًا دوليًا وإقليميًا ضد كل مخططات نتنياهو، دون ذلك سيكون الثمن بخسًا غير ذي قيمة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: العملیة العسکریة فی رفح هذه العملیة لا یوجد فی غزة
إقرأ أيضاً:
يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب
من المتوقع أن يغادر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد المقبل في زيارة سياسية إلى الولايات المتحدة، حيث ستكون النقطة الأهم فيها هي لقاء شخصي مع الرئيس دونالد ترامب.
وجاء في تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أعده مراسلها السيسي إيتمار آيخنر، أنه وفي هذا اللقاء المرتقب "سيحاول الزعيمان وضع سياسة مشتركة بشأن العديد من المواضيع، بما في ذلك إيران ومستقبل قطاع غزة".
وذكر التقرير أنه "في إسرائيل يُعطى هذا الاجتماع أهمية كبيرة ويُنظر إليه كفرصة لصياغة سياسة تجاه المنطقة، حيث أن ترامب على الرغم من أن له غريزته الخاصة ويتحدث عن الشرق الأوسط قبل توليه المنصب وبعده، إلا أن العديد من القرارات لم تُتخذ بعد في إدارته، لذلك، يأمل نتنياهو أن يتمكن من التأثير على صياغة سياسة ترامب خلال الاجتماع".
وأوضح أن "الموضوع الأول من حيث الأهمية بالنسبة لإسرائيل هو التهديد الوجودي من إيران، بينما بالنسبة لترامب، فإن القضية الإيرانية تُدرج ضمن الهيكلية الإقليمية، وفي الوقت نفسه، تعتبر وضعية طهران وأوضاعها مهمة أيضًا بالنسبة لدول أخرى في الشرق الأوسط، مثل السعودية والإمارات والبحرين، ولدى الولايات المتحدة التزامات بشأن هذه القضية لا تتعلق فقط بإسرائيل".
ويذكر أن "إسرائيل" ترغب في رؤية عقوبات أمريكية قاسية ضد إيران، مع وجود خيار عسكري موثوق.
خلال ولايته السابقة، فرض ترامب عقوبات صارمة على إيران، ولكن لم يُقِم تهديدا عسكريا موازيا، في الوقت نفسه، الرسالة التي أرسلها ترامب هي أن طهران لن تحصل على قنبلة نووية، والنقاش يدور حول كيفية ضمان تحقيق هذا الهدف.
وأكد التقرير إنه "من غير المتوقع أن يبدأ ترامب في القيام بعمل عسكري ضد إيران، لأنه في رؤيته لا يريد فتح حروب وإيران ليست حربه، لكنه بالتأكيد يمكنه مساعدتهم في حروب الآخرين، وبذلك يحرر ترامب نفسه من التناقض بين الرغبة في أن يكون صانع سلام وقدرته على مساعدة إسرائيل في الفوز في حروبها".
وأضاف أنه "في إسرائيل، يتوقعون سماع خطط ترامب بشأن القضية الإيرانية، وهل ينوي الدخول في حوار دبلوماسي معهم في محاولة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، والقضية الإيرانية مرتبطة أيضًا بخطط ترامب بشأن السعودية، وفقًا لرغبة الأمريكيين في توسيع اتفاقات أبراهام، ومندوب ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، زار السعودية هذا الأسبوع، بعد أسبوع من تنصيبه".
وأشار التقرير إلى أن "الموضوع المركزي الآخر الذي سيُطرح هو الأسرى ومستقبل قطاع غزة، إذ يُعتبرون قضية ملحة، مقارنة برؤية عامة حول غزة، لأنه من الواضح للجميع أن قضية القطاع لن تُحل في غضون 19 يومًا، وهي الفترة المخصصة للمفاوضات حول المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، من اليوم الـ16 حتى اليوم الـ35 من قرار وقف إطلاق النار، وحتى ويتكوف لم يحدد موقفه بعد بشأن الموضوع، ويكرر الأمريكيون موقفهم بأنه يجب التأكد من أن غزة لن تكون ملاذًا آمنًا للإرهابيين، في ظل الحاجة الملحة لإنقاذ جميع الأسرى".
من المتوقع أن يحاول ترامب ونتنياهو التوصل إلى تفاهم حول التوتر بين الموضوعين خلال اجتماعهما.
ويذكر أن الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، والرئيس الجديد ترامب تعهدا أمام نتنياهو (شفهيًا وكتابيًا) أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن استمرار صفقة الأسرى، فلن تُعتبر العودة إلى القتال انتهاكًا للاتفاق.
ومع ذلك، من الواضح لجميع الأطراف أن الموضوع أكثر تعقيدًا: الأمريكيون منشغلون ببناء أعمدة السياسة الاستراتيجية، حيث أن كل قضية تتداخل مع الأخرى، ويريد ترامب التحدث مع نتنياهو بشأن الأمور لتشكيل السياسة العامة، ومن المحتمل جدا أن يطلب منه عدم العودة إلى القتال، على الأقل لفترة زمنية معينة.
وأكد التقرير "في إسرائيل تفاجأوا جدًا من تصريحات ترامب حول إمكانية نقل نصف سكان غزة إلى الأردن أو مصر لإعادة إعمار القطاع، ولم تتم مناقشة هذا السيناريو بجدية في إسرائيل، وليس من الواضح مدى إيمان ترامب بأن هذه الخيار واقعي، وربما هو يطلق بالون اختبار ليرى ردود الفعل على الفكرة، والتي قوبلت في العالم العربي والإسلامي ببرود شديد حتى الآن، بينما يعتزم ترامب مناقشة موضوع ما بعد القتال مع نتنياهو، ومن المتوقع أن يسأله بشكل صريح: "ما هي خططك؟".
وأضاف التقرير "أوضح السعوديون لإسرائيل أنهم لن يتمكنوا من المضي قدمًا في التطبيع دون وقف إطلاق النار، والآن بعد أن تم التوصل إلى وقف إطلاق نار هش، سيكون السعوديون في موقف صعب إذا عادت إسرائيل إلى القتال، وسط توقعات إسرائيلية من ترامب تحرك وفريقه حول وضع الموضوع السعودي بالتحديد، بينما يعتقد كبار المسؤولين في إسرائيل أنه قد يكون من الصعب إغلاق التطبيع قبل إتمام المرحلة الأولى من الصفقة".
ومن المتوقع أن يناقش ترامب ونتنياهو أيضًا أوامر الاعتقال الصادرة ضده وضد وزير الحرب السابق، يوآف غالانت، من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وكذلك فرض العقوبات على المدعي العام، كريم خان، وأعضاء فريقه.
وسيناقش الطرفان أيضا استمرار نقل الأسلحة من الولايات المتحدة إلى "إسرائيل"، ووقف إطلاق النار في لبنان، وكذلك الحكومة الجديدة في سوريا.