في إطار الدور التثقيفي ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تقوم به مديرية أوقاف الفيوم؛ وضمن جهودها الدعوية خلال شهر شعبان المبارك.

 

أقيمت اليوم الإثنين، 17 ندوة علمية بالمساجد الكبرى تحت عنوان: "فضائل شهر شعبان"، جاء ذلك بتكليف من معالي وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وبرعاية من الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم،وبحضور نخبة من كبار القراء والأئمة المتميزين.


 

وخلال هذه الندوات أشار العلماء إلى أن  الشارع الحكيم تحدث عن فضائل شهر شعبان فذكر ما روي عن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ – رضي الله عنه- قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِمَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ، بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ" (رواه الإمام أحمد والنسائي)، فالناس يغفلون عنه وعن فضله ومكانته عند الله -عز وجل-، فهو بين شهرين عظيمين، شهر رجب وهو من الأشهر الحرم، وشهر رمضان وصيامه أحد أركان الإسلام، ثم بيَّن لنا النبي –صلى الله عليه وسلم- عن حدث عظيم يحدث طوال هذا الشهر يوضح مكانة هذا الشهر؛ وهو أن أعمال العباد ترفع إلى الله -عز وجل- فيه.
 

فإذا كنا نعلم أن السماء تفتح كل اثنين وخميس وتُرفع فيهما أعمال العباد إلى الله تعالى، فلنعلم أن الأعمال ترفع إلى الله -عز وجل- طوال شهر شعبان، ولهذا كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يغتنم هذا الحدث العظيم بكثرة الصيام، حتى كاد أن يصوم شهر شعبان كله، حيث روت عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلاَّ رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ" (رواه البخاري وأصحاب السنن)،فاحرصوا على الصيام في هذا الشهر المبارك، وحثوا أهليكم ودربوهم على هذه الطاعة، فكثير من الناس لا يعرفون الصيام إلا في رمضان، وقد استنبط بعض أهل العلم الحكمة في صيام شعبان كالمقدمة لرمضان: أن الصيام قبل رمضان والإكثار منه والصيام بعد رمضان كصيام الست من شوال بمثابة السنن القبلية والبعدية في الفروض، فكما أن السنن القبلية والبعدية أفضل من مطلق النافلة، فكذلك الصيام قبل رمضان وبعده أفضل من مطلق الصيام،فعظموا هذا الشهر بعمارته بسائر الطاعات والقربات خصوصًا الصيام، ومن لم يستطع ذلك فلا أقل أن يكف عن المعاصي فيه تعظيما لمكانته،ولئلا يرفع لك عمل فيه يسخط ربك -عز وجل-،فإن لم تستطع الصيام فيه فكف عينيك عن رؤية الحرام، ولسانك عن القيل والقال، وابتعد عن أكل الحرام، احترامًا لهذا الشهر، فإن عملك يرفع فيه طوال الشهر.


ومن فضائل شهر شعبان أن الرب -جل وعلا- ينزل إلى السماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل المسلمين إلا المتشاحنين، حيث روى أبو موسى الأشعري –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله -تعالى- ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن"،لذلك ينبغي استغلال هذا الشهر الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله -تعالى- كل يوم، ويغفل عنه كثير من الناس؛ بالعمل الصالح وخصوصًا الصيام، تأسيًا بفعل النبي –صلى الله عليه وسلم-، كما ينبغي لكل متهاجرين ومتخاصمين التصالح فيما بينهما؛ كي لا يحرموا ثواب المغفرة، فإن الله -تعالى- يغفر لكل خلقه في ليلة النصف من شعبان إلا للمشركين والمتشاحنين. 

 

 

 

 

 

أوقاف الفيوم تعقد 17 ندوة علمية بالمساجد الكبرى تحت عنوان "الصلاة معراج المؤمنين" 2cd6e908-b676-4cc7-8108-8d156a8beb51 06d27505-8122-4b42-8cfc-0534ca040855 007b3cac-6be5-4ec0-ad50-0555c50e2c3f 8b99dfed-92fc-44a0-8ef3-2ea3e48eaec3 b623f521-5cef-43b9-bd3a-a052158afb5d f88947b0-eb7f-45d6-9cd5-0b46865700fa ff0ed280-c5a7-492f-b6a6-19c0cfa52b02

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفيوم أوقاف الفيوم 17 ندوة علمية المساجد الكبرى فضائل شهر شعبان صلى الله علیه وسلم فضائل شهر شعبان هذا الشهر إلى الله عز وجل

إقرأ أيضاً:

علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية في السنة النبوية

السنة النبوية جاءت بمجموعة من التوجيهات التي تنظم التعامل بين الرجل والمرأة الأجنبية، وقد اتسمت تلك التوجيهات بالواقعية وموافقة الفطرة، فحرمت النظر إلى المرأة الأجنبية، ومصافحتها، والخلوة بها، والدخول عليها دون محرم، وذلك سدا لأبواب الفتنة المحققة، وقطعا للذرائع الموصلة إلى المحرم الأكبر وهو الزنا.

1. تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية:

ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه: سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «لا يخلون رجل بامرأة، ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم»، فقام رجل فقال: يا رسول الله، اكتتبت في غزوة كذا وكذا، وخرجت امرأتي حاجة، قال: «اذهب فحج مع امرأتك».

وفي الصحيحين عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والدخول على النساء» فقال: رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحَمْو؟ قال: «الحَمْوُ الموت».

والمعنى: أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن يُنْكَرَ عليه، بخلاف الأجنبي، والمراد بالحمو هنا: أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه، فأما الآباء والأبناء فمحارم لزوجته تجوز لهم الخلوة بها، ولا يوصفون بالموت، وإنما المراد أخو الزوج وابن أخيه وعمه وابن عمه ونحوهم ممن ليس بمحرم لها، فهذا هو الموت، وهو أولى بالمنع من الأجنبي.

2. تحريم النظر للمرأة الأجنبية:

في صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله، قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري».

وفي سنن الترمذي عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: «يا عليُّ لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة».

بل منع النبي صلى الله عليه وسلم من توصيف المرأة الأجنبية للرجل كأنه ينظر إليها، ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تباشر المرأة المرأة، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها».

ومعنى قوله: "لا تباشر المرأة المرأة" هو: مطلق الاطلاع على بدنها مما يجوز للمرأة أن تراه ولا يجوز أن يراه للرجل، ثم تصف ما اطلعت عليه لزوجها الذي يعتبر أجنبيا عن تلك المرأة الموصوفة.

3. تحريم مصافحة أو مس المرأة الأجنبية:

في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية بقول الله: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك} [الممتحنة: 12] إلى قوله {غفور رحيم} [البقرة: 173]، قال عروة: قالت عائشة: فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد بايعتك» كلاما، ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما يبايعهن إلا بقوله: «قد بايعتك على ذلك».

وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كُتِب على بن آدم نصيبه من الزنا مُدْرِكٌ ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها اللمس، والنفس تهوى وتحدث، ويصدق ذلك ويكذبه الفرج».

والشاهد في الحديث هو قوله: «واليد زناها اللمس». قال النووي في شرحه على مسلم: معنى الحديث أن ابن آدم قُدِّر عليه نصيب من الزنى، فمنهم من يكون زناه حقيقيا بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازا بالنظر الحرام، والاستماع إلى الزنى وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده، أو يقبلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنى، أو النظر، أو اللمس، أو الحديث الحرام مع أجنبية، ونحو ذلك. انتهى.

ومن خلال هذه النماذج يتبين لنا أن السنة النبوية التي هي امتداد لتعاليم القرآن الكريم قد جعلت حدودا معلومة للتعامل بين الرجل والمرأة الأجنبية، فالأصل هو البعد عن كل ما يؤدي إلى الفتنة، وسدُّ الأبواب المفضية إليها، وعلى ذلك فرَّع الفقهاء كثيرا من الأحكام، فمنعوا كثيرا من المباحات عند عدم أمن الفتنة، كرد السلام على المرأة الأجنبية، والكلام معها، ولا شك أن ما وصل إليه الحال في بعض المجتمعات المسلمة من حصول الفتنة بين الرجال والنساء هو نتيجة لتجاوزهم تعاليم الإسلام فيما يتعلق بحدود العلاقة بين الرجل والمرأة، فربما بعضهم يكابر الفطرة، ويظن أنه محصن عن الفتنة، فوقعوا فيها وندموا بعد فوات الأوان، فلن يجد الناس أعدل ولا أقوم من أحكام الإسلام في كل أمورهم، ومنها أحكام العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية، فهو سبحانه يعلم ما انطوت عليه نفوسهم، وما فيه صلاحهم وفسادهم، وبالتالي فإن أي أحد يكابر هذه التعاليم فسيقع في الفتنة لا محالة.

عن اسلام.ويب

مقالات مشابهة

  • علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية في السنة النبوية
  • مبادرة المشروعات الخضراء الذكية تنظم ندوة للتوعية في الفيوم
  • الأوقاف تستقبل العام الهجري الجديد بأكثر من 500 ندوة علمية وختمة قرآنية
  • الأوقاف: أكثر من 500 ندوة علمية وختمة قرآنية نستقبل العام الهجري الجديد
  • حكم صيام أول العام الهجري الجديد وما يتعلق به
  • أوقاف الفيوم تعقد ندوة بمسجد السلام حول الهجرة النبوية
  • “كلنا غزة”.. تنسيقية محاميات ومحامين لدعم فلسطين بمراكش تعقد ندوة صحفية
  • ما هي أول صلاة صلاها الرسول؟.. الظهر أم العصر
  • هل تصح الصلاة في المساجد التي بها أضرحة؟.. «الإفتاء» تُجيب
  • وكيل أوقاف الفيوم يهنئ الشعب المصري بالذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو