مؤتمر "الحطام الفضائي" يختتم أعماله بالتأكيد على أهمية تقنيات الفضاء
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
اختتم مؤتمر "الحطام الفضائي" فعالياته بعدة جلسات تمحورت حول "الحلول الابتكارية"، ناقشت جميعها، بمشاركة أكثر من 260 خبيرًا ومتحدثًا وعدد من الرؤساء التنفيذيين وقادة قطاع الفضاء العالمي؛ تحديات الحطام الفضائي الماثلة، وضرورة التصدي لهذا التحدي الكبير عبر اغتنام الفرص الوافرة التي أتاحتها الثورة الصناعية الرابعة، وصولًا لتأمين مستقبل اقتصاد الفضاء العالمي.
واستعرض المشاركون في جلسة "استكشاف آفاق جديدة: التقدم في إدارة حركة الفضاء" التطورات الملهمة في إدارة حركة الفضاء التي تسهم في تحقيق أهداف عالمية تعمل على مواجهة التحديات المتعلقة بالفضاء، وأشاروا إلى أن حالة التطور في المجال والمتمثلة في إطلاق أعداد هائلة من الأقمار الصناعية، جعلت العديد من الدول شريكة فاعلة في مجال الفضاء، مما يضعها في موقع مسؤولية لمعالجة تحديات البيئة الفضائية والحطام الفضائي.
وأجمعوا على أن حالة التطوير المستمرة التي رافقت تقنيات إدارة الحركة الفضائية لمعالجة مشاكل مثل الحطام الفضائي، توضح تقنياتها الابتكارية الجهود المبذولة للحفاظ على سلامة المركبات الفضائية والمحطات الفضائية من التصادمات المحتملة، مؤكدين أهمية توسيع قاعدة الشركاء في مجال استكشاف الفضاء ومعالجة تحدياته، حيث يعزز هذا التعاون الدولي الجهود المشتركة للتعامل مع تحديات الفضاء وتحقيق الاستدامة.
كما أكدوا في ختام الجلسة أن تقنيات الفضاء ستؤدي دورًا مهمًا في تعزيز الجهود البيئية وتحقيق الاستدامة، حيث يمكن استخدامها في مجالات متعددة مثل مراقبة المناخ والأبحاث الطبية الحيوية، مع توقعات أن يسهم التطور الفضائي المستمر في تحقيق أهداف مستدامة على الأرض، مما يجسد التقدم الرائد الذي يحققه الإنسان في مجال الفضاء وفوائده الهامة للبشرية.
وناقشت الجلسة التي جاءت بعنوان "استكشاف الإمكانيات: الفرص التجارية المبتكرة للحطام الفضائي"؛ التقدم في إدارة حركة الفضاء وتأثيره الإيجابي على الأهداف العالمية المصممة لمواجهة التحديات الفضائية، وأكد المشاركون خلالها أن تكنولوجيا الفضاء ستؤدي دورًا حاسمًا في دعم هذه المساعي، حيث تعزز التطورات الأخيرة في مجال الفضاء الجهود المبذولة للوصول إلى عالم مستدام في المستقبل.
وأشاروا إلى أن فوائد التطور في مجال الفضاء وأثره انعكست على البشرية بوضوح في مختلف المجالات مثل الاتصالات، حيث جرى تعزيز الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وفي مجال مراقبة المناخ والبيئة، وكذلك في البحوث الطبية الحيوية التي ستسهم في تطوير حلول طبية مبتكرة ومستدامة، داعيين الدول المشاركة في مؤتمر الحطام الفضائي إلى السعي نحو استكشاف آفاق جديدة في إدارة الفضاء، وتعميق التعاون في المجال لجعله بوابة للتصدي للتحديات الفضائية وتحقيق التنمية المستدامة في هذا القطاع الهام والحيوي.
فيما سلطت الكلمة الرئيسية "الحطام الفضائي اليوم وفرص الغد" التي تحدث خلالها المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Axiom Space مايكل سوفريديني، الضوء على تحديات البيئة الفضائية وضرورة التصدي لمشاكل الحطام، مستدلًا بالنموذج الذي أبرزته المملكة ممثلةً في وكالة الفضاء السعودية من خلال تنظيمها هذا المؤتمر الذي دق ناقوس الخطر، متقدمًا بثلاثة حلول لمواجهة مشكلة الحطام الفضائي أولها سن التشريعات والقوانين لتنظيم هذا المجال، إضافةً إلى زيادة مستوى الوعي لفهم وتعقب حالات الحطام، وصولًا إلى إزالة الحطام الفضائي نفسه.
وتمحورت الجلسة الختامية "تحويل الاتجاه: قصص نجاح وحلول مستقبلية لمواجهة تحدي الحطام الفضائي" حول أهمية مواجهة تحدي الحطام الفضائي والبحث عن حلول مستقبلية لهذه المشكلة.
وتم تقديم الشكر لوكالة الفضاء السعودية على استضافة المؤتمر وتحقيق الروح الجماعية فيه، وأشاد المتحدثون بثراء المعرفة والحقائق التي تمت مناقشتها خلال المؤتمر، وجرى إبراز أهمية توحيد العالم والكون من خلال مثل هذه الفعاليات، معربين عن أملهم في أن يكون هناك تبادل للبيانات، إذ يعد من أفضل المبادرات لمواجهة تحديات تتبع حطام الفضاء، متطرقين كذلك إلى أهمية التحكم في الحطام الفضائي واستغلاله كونه موردًا أساسيًا للشركات لتحقيق عوائد اقتصادية، مما يسهم في نمو اقتصاد الفضاء وتطوره على مر السنين، مؤكدين أن الاهتمام بحطام الفضاء ومعالجة هذه المشكلة يعزز الجهود نحو بناء عالم مستدام، وأنه يتطلب رؤية مشتركة وخطط عمل تجارية مهنية للتعامل مع هذا التحدي العالمي الكبير.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: مؤتمر الحطام الفضائي الحطام الفضائی فی مجال الفضاء فی إدارة
إقرأ أيضاً:
إطلاقُ المشروع الوطني لفحص اعتلال شبكية العين لمرضى السكري باستخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي
العُمانية/ أطلقت وزارة الصحة اليوم المشروع الوطني لفحص اعتلال شبكية العين لمرضى السكري باستخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي الذي سيُسهم في تقليل خطر فقدان البصر وتقديم العلاج في الوقت المناسب، ويستهدف جميع الأفراد الذين شُخِصت إصابتهم بمرض السكري من النوع الأول والثاني تحت رعاية معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات.
وأكّد سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية في كلمته على أنّ هذا البرنامج الوطني يجسّد الالتزام الراسخ بتحقيق نقلة نوعية في منظومة الرعاية الصحية عبر تبني أحدث التقنيات والممارسات العالمية الفضلى إذ يسعى المشروع إلى استيعاب عدد أكبر من المرضى لإجراء الفحوصات سريعًا، وتقليل مدة الانتظار لعيادات العيون، وتوسيع نطاق تقديم خدمة الكشف المبكر في مختلف المؤسسات الصحية.
وقال إنه من المتوقع أن يُحدث هذا البرنامج نقلةً نوعيةً في تحسين جودة حياة مرضى السكري في سلطنة عُمان، حيث يُسهم في تقليل خطر فقدان البصر بالكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري وتقديم العلاج في الوقت المناسب.
وأضاف أنه تمّ تزويد 25 مؤسسة صحية بأجهزة تصوير شبكية العين، موزعة جغرافيًّا لتسهيل وصول المرضى إلى هذه الخدمة المبتكرة حيث سيُسهم المشروع اقتصاديًّا في خفض التكاليف الصحية المرتبطة بعلاجات الحالات المتأخرة.
وتأتي أهمية المشروع في قدرته على التصدي للتحدّيات الكبيرة التي تواجه مرضى السكري في سلطنة عُمان، حيث يُعدُّ اعتلال الشبكية من المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى فقدان البصر، وتُشير الإحصاءات إلى أنّ 15 بالمائة من السكان البالغين في سلطنة عُمان يعانون من مرض السكري؛ مما يعني أنّ نسبة كبيرة منهم معرضة لخطر الإصابة باعتلال الشبكية.
ويهدف المشروع إلى إنشاء إطار وطني للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري وإدارته، والحدّ من فقدان البصر والعمى الناجم عنه، وتحسين الوصول إلى رعاية عيون عالية الجودة لمرضى السكري، ويستهدف المشروع جميع الأفراد الذين شُخصت إصابتهم بمرض السكري من النوع الأول والثاني، وتُحدد وتيرة الفحص بناءً على شدّة اعتلال الشبكية بسبب السكري.
ويُسهل المشروع عملية الكشف المبكر بتوفير أجهزة تصوير شبكية العين في 25 مؤسسة صحية في المرحلة الأولى، ويعتمد على تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي وتحليل الصور الطبية بتعلّم الآلة (Machine Learning) والرؤية الحاسوبية (Computer Vision)، بحيث يُدرب الذّكاء الاصطناعي على مئات آلاف الصور لشبكية العين، فيتعلم الفرق بين الشبكية السليمة والشبكية التي يظهر فيها اعتلال بسبب السكري.
وسيتمُّ استخدام أجهزة تصوير خاصة بشبكية العين، مثل الكاميرات الشبكية، وتفحص التقنيات الصورة الملتقطة بدقة عالية لتحليل كل التفاصيل الدقيقة، لكشف أي تغيير في الأوعية الدموية، أو ظهور بقع صغيرة (مؤشرات اعتلال)، وينبّه النظام الطبيب فورًا.
ويسعى القائمون على المشروع مستقبلا إلى التوسع ليشمل مجمعات صحية ومراكز إضافية، وإضافة برامج فحص جديدة مثل الكشف عن الجلوكوما (المياه الزرقاء) والقرنية المخروطية، وتعزيز مشاريع الطب الافتراضي وربط أجهزة أخرى لتقليل العبء على العيادات التخصُّصية، وإنشاء عيادات متابعة (Observation Clinics) يديرها اختصاصيو بصريات مدربون مدعومون بتقنيات حديثة وأدوات ذكاء اصطناعي، وتطوير محرك ذكاء اصطناعي محلي مدرّب على صور من سلطنة عُمان، مما يُعزز مكانتها عالميًّا في الابتكار الصحي.
ويمثّل مشروع توظيف الذّكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن اعتلال شبكية العين لمرضى السكري قفزةً نوعيةً في مجال طب العيون والرعاية الصحية عامة، ويعكس هذا التوجه الرؤية الطموحة لسلطنة عُمان في مجال الرعاية الصحية بفضل الجهود المتواصلة لوزارة الصحة وتبنيها أحدث التقنيات، مما يضمن حياة أكثر صحة للمواطنين.
يُذكر أنّ سلطنة عُمان تُعدُّ ثالث دولة على مستوى العالم تقوم بهذا المشروع مما يؤكّد مواكبتها للجوانب التقنية والرقمية لتبني أحدث التقنيات وتوظيف الذّكاء الاصطناعي لتعزيز وتحسين دقة التشخيص، وتوفير الوقت والتكلفة، في الكشف عن اعتلال شبكية العين لمرضى السكري إسهامًا في بناء مجتمع تترسخ فيه ثقافة الصحة مسؤولية الجميع مصان من الأخطار ومهددات الصحة.