ابن جرير.. المشاركون في أسبوع العلوم يقاربون تبعات التغير المناخي على الصحة العامة
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
قارب المشاركون في جلسة نُظمت في إطار النسخة الرابعة من أسبوع العلوم، الذي افتتحت أشغاله اليوم الاثنين، بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، تبعات التغير المناخي على الصحة العامة، ودعوا إلى اقتراح أجوبة مستعجلة في هذا الشأن.
وأكد المشاركون في هذه الجلسة، التي تمحورت حول تأثير التغير المناخي على الصحة، أهمية تغليب الجوانب العلمية في التعاطي مع موضوع التغيرات المناخية بالنظر لانعكاساته الوخيمة على الصحة العامة، من قبيل تفشي السرطانات، وأمراض الرئة، وأمراض القلب والشرايين، إضافة إلى تردي جودة الهواء.
وفي هذا الصدد، قال الأستاذ بقسم الكيمياء وعلم الغلاف الجوي بجامعة كولورادو، رافيشانكارا رافي، إن الإنسان يؤثر على بيئته “بأبشع الطرق”، مما يؤدي إلى آثار سلبية تطال جودة الهواء، مستعرضا، أيضا، التفاعلات الطبيعية داخل المحيط الحيوي التي تؤدي إلى هطول الأمطار الحمضية، التي تؤثر بدورها على النباتات والتربة بطرق مختلفة، وتجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والحشرات، وتضعف من ثمة قدرتها على تحمل الظروف الجوية غير الملائمة.
وبعدما أبرز الأهمية التي يكتسيها موضوع النسخة الرابعة من أسبوع العلوم، والتي تسلط الضوء على آخر التطورات في مجال “الانتقالات”، من قبيل الانتقال الطاقي والطب، أكد رافي أن هناك حاجة ملحة لتشجيع سياسة التشجير، والتوفيق بين بلورة السياسات العمومية وحسن تنزيلها، مع التدبير الناجع للقضايا البيئية.
وشدد، في هذا السياق، على ضرورة تقليص اللجوء إلى الطاقات الأحفورية والاستعاضة عنها بالطاقات النظيفة، مشيرا إلى أن تلوث الهواء لم يعد يقتصر على المدارات الحضرية، بل يطال، كذلك، المناطق القروية.
من جهته، توقف الأستاذ بجامعة غرونوبل-آلب بفرنسا، باولو لاج، عند الوفيات الناجمة عن تدهور جودة الهواء بالعالم، والتي تبلغ 4.3 ملايين حالة وفاة في السنة، وفق معطيات لمنظمة الصحة العالمية، مبرزا المحددات والمؤشرات العلمية التي يتعين استحضارها لحصر عدد الوفيات.
وكشف باولو لاج، وهو أيضا أستاذ زائر بجامعة هيلسنكي، أن هذه المحددات والمؤشرات التي تستند إلى دراسات وبائية، تتأسس على قاعدة بيانات الصحة العامة، وتحديد المعلومات، وأسباب الوفيات، مستشهدا، أيضا، بالمقاربة الإحصائية لرصد العلاقة بين حالات التعرض والتبعات.
وسجل أن معدل الوفيات يرتفع مع تزايد معدلات تلوث الهواء، حتى ولو كان تركيز الملوِّثات ضئيلا، داعيا إلى اعتماد جملة من الحلول التكنولوجية لتحسين جودة الهواء ونوعيته، من قبيل تقليص انبعاثات الملوثات، واستعمال السيارات الكهربائية، ووسائل النقل الجماعية.
وبخصوص الأجوبة التي يمكن أن يقدمها البحث العلمي للحد من تبعات التغير المناخي على الصحة العامة، توقفت مسؤولة قسم جودة الهواء بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، كنزة الخمسي، عند التطورات العلمية المحرزة في مجال تحسين جودة الهواء، مبرزة أن المقاربة العلمية أضحت اليوم أقدر على رصد مدى جودة الهواء، والمناخ، وتحديد تبعاتها على الصحة العامة بدقة أكبر.
وأبرزت الخمسي، في تصريح صحفي، عقب الجلسة، الدور المحوري الذي يضطلع به العالِم في هذا الباب من أجل تجويد السياسات العمومية التي تُعنى بجودة الهواء، مشيرة إلى أنه بمقدوره اقتراح حلول عملية في هذا الشأن، وتقييم ميكانزمات الانتقالات المعتمدة.
وتعتبر النسخة الرابعة من أسبوع العلوم، الذي تنظمه جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، إلى غاية 16 فبراير الجاري، مناسبة لاستعراض آخر التطورات والمعارف العلمية في مجال “الانتقالات”، وتسليط الضوء على مواضيع حيوية، من قبيل الانتقال الطاقي والطب، إضافة إلى التحولات الاقتصادية والمالية والمناخية.
كما يتيح هذا الموعد العلمي السنوي فرصة للالتقاء والتفاعل والاحتفاء الجماعي بالتقدم المحرز في مجالات محددة، على غرار الدورات السابقة التي تناولت مواضيع مختلفة، من قبيل “ما بعد الإنسانية”، و”التعقيد”.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: التغیر المناخی على الصحة على الصحة العامة أسبوع العلوم جودة الهواء من قبیل فی هذا
إقرأ أيضاً:
تحت رعاية خالد بن محمد بن زايد.. أسبوع أبوظبي العالمي للصحة يعقد نسخته الثانية
تحت رعاية الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، تستعد دائرة الصحة، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة، لإطلاق النسخة الثانية من أسبوع أبوظبي العالمي للصحة في الفترة من 15 إلى 17 أبريل(نيسان) 2025، بمركز أدنيك أبوظبي.
وتستضيف دائرة الصحة في أبوظبي نسخة هذا العام تحت شعار "نحو حياة مديدة: مفهوم جديد للصحة والعافية"، لتواصل استقطاب نخبة من الخبراء وصناع القرار والشركاء في القطاع الصحي على المستويين العالمي والإقليمي، تعزيزاً لفرص التعاون لتحفيز وتيرة الابتكار، وزيادة الاستثمار بمجال تطوير حلول الرعاية الصحية.
15 ألف مشاركويتوقع أن تستقطب النسخة الثانية من أسبوع أبوظبي العالمي للصحة أكثر من 15 ألف مشارك وما يزيد على 325 جهة عارضة، ليواصل هذا الحدث العالمي تقديم منصة رائدة لصناع السياسات والباحثين والمبتكرين والمستثمرين لتبادل الأفكار والرؤى وإبرام علاقات الشراكة لمعالجة تحديات قطاع الرعاية الصحية.
وسيشهد الحدث إقامة فعاليات متخصصة، بما في ذلك منتدى يهدف إلى استقطاب قادة عالميين لدعم جهود التعاون لإيجاد الحلول للتحديات التي تواجه قطاع الصحة العالمي.
تحت رعاية #خالد_بن_محمد_بن_زايد، أسبوع أبوظبي العالمي للصحة يعقد فعاليات نسخته الثانية خلال الفترة من 15 إلى 17 أبريل 2025، في مركز أدنيك أبوظبي.. وتستضيف دائرة الصحة – أبوظبي نسخة هذا العام تحت شعار "نحو حياة مديدة: مفهوم جديد للصحة والعافية" pic.twitter.com/rR5xRHkFJM
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) January 23, 2025وتركز محاور ومواضيع الحدث على صناعة مستقبل الرعاية الصحية من خلال أربعة ركائز رئيسية: "الصحة المديدة والطب الشخصي الدقيق: إضفاء طابع شخصي على مستقبل الطب"؛ و"مرونة النظام الصحي واستدامته: صياغة أطر عمل متأهبة للمستقبل"؛ و"الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي: الرعاية النوعية عبر التكنولوجيا"؛ و"الاستثمار في الصحة وعلوم الحياة: الابتكار العالمي نحو آفاق أكثر رحابة".
ملامح جديدةوبهذه المناسبة، قالت الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة أبوظبي: "يؤكد أسبوع أبوظبي العالمي للصحة على التزامنا بقيادة التغيير الإيجابي في قطاع الرعاية الصحية العالمي. ونهدف معاً لرسم ملامح جديدة لمستقبل الصحة والعافية من خلال تعزيز علاقات التعاون وتحفيز وتيرة الابتكار والتشجيع على الاستثمار في مختلف مجالات الصحة".
ويجسد أسبوع أبوظبي العالمي للصحة منصة تعكس توجهات الرعاية الصحية العالمية، وتدفع نحو تحقيق نقلة نوعية في العلاج القائم على الاستجابة للمرض وصولاً إلى منهجيات وقائية وشاملة للصحة. ومن خلال إلقاء الضوء على تطورات الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي، يسعى الحدث لتوسيع مفهوم الرعاية الصحية الذي لا يقتصر على العلاج فقط، بل يُركز أيضاً على تحقيق جودة الحياة وطول أمد العمر. وسيتعرف المشاركون على ابتكارات ثورية تسهم في إثراء خبراتهم، والتواصل مع رواد وقادة القطاع، بما يسهم في ترسيخ مكانة أسبوع أبوظبي العالمي للصحة كملتقى مهم للجهات المعنية بقطاع الرعاية الصحية وعلوم الحياة.
كما ستشهد نسخة هذا تنظيم جوائز الابتكار ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة احتفاءً بالابتكارات المتميزة في قطاع الرعاية الصحية، لترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار وقيم التعاون في القطاع.
وستكرّم هذه الجوائز جهود الأفراد والمؤسسات والشركات الناشئة التي نجحت في ابتكار حلول نوعية تعالج التحديات الملحة في الصحة العالمية، وتهدف الجوائز إلى تشجيع مبادرات تطوير منظومة قطاع الرعاية الصحية من خلال إلقاء الضوء على الابتكارات التي تسهم في تحسين المخرجات العلاجية للمرضى وتعزيز سهولة الوصول للرعاية وتبسيط إجراءات تقديم الخدمات الصحية.
18 مذكرةتجدر الإشارة إلى أن نسخة العام الماضي من أسبوع أبوظبي العالمي للصحة شهدت توقيع 18 مذكرة تفاهم، واستقطبت أكثر من 11500 زائر و1600 مندوب ضمن وفود يمثلون 97 دولة من مختلف أنحاء العالم، ومن بين أبرز نتائج الدورة الأولى تأسيس "صندوق معاً لدعم الأبحاث العلمية والتطوير"، والذي قدم منحاً بلغت قيمتها 19 مليون درهم إلى 11 مشروعاً بحثياً مبتكراً.
كما شهد الحدث إبرام علاقة تعاون بين منظومة شركاء أبوظبي التي تضم طيران الاتحاد وموانئ أبوظبي ومكتب أبوظبي للاستثمار لترسيخ مكانة أبوظبي كمركز إقليمي في قطاع توزيع المنتجات الدوائية ودعم الابتكار بمجال علوم الحياة.