قارب المشاركون في جلسة نُظمت في إطار النسخة الرابعة من أسبوع العلوم، الذي افتتحت أشغاله اليوم الاثنين، بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، تبعات التغير المناخي على الصحة العامة، ودعوا إلى اقتراح أجوبة مستعجلة في هذا الشأن.

وأكد المشاركون في هذه الجلسة، التي تمحورت حول تأثير التغير المناخي على الصحة، أهمية تغليب الجوانب العلمية في التعاطي مع موضوع التغيرات المناخية بالنظر لانعكاساته الوخيمة على الصحة العامة، من قبيل تفشي السرطانات، وأمراض الرئة، وأمراض القلب والشرايين، إضافة إلى تردي جودة الهواء.

وفي هذا الصدد، قال الأستاذ بقسم الكيمياء وعلم الغلاف الجوي بجامعة كولورادو، رافيشانكارا رافي، إن الإنسان يؤثر على بيئته “بأبشع الطرق”، مما يؤدي إلى آثار سلبية تطال جودة الهواء، مستعرضا، أيضا، التفاعلات الطبيعية داخل المحيط الحيوي التي تؤدي إلى هطول الأمطار الحمضية، التي تؤثر بدورها على النباتات والتربة بطرق مختلفة، وتجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والحشرات، وتضعف من ثمة قدرتها على تحمل الظروف الجوية غير الملائمة.

وبعدما أبرز الأهمية التي يكتسيها موضوع النسخة الرابعة من أسبوع العلوم، والتي تسلط الضوء على آخر التطورات في مجال “الانتقالات”، من قبيل الانتقال الطاقي والطب، أكد رافي أن هناك حاجة ملحة لتشجيع سياسة التشجير، والتوفيق بين بلورة السياسات العمومية وحسن تنزيلها، مع التدبير الناجع للقضايا البيئية.

وشدد، في هذا السياق، على ضرورة تقليص اللجوء إلى الطاقات الأحفورية والاستعاضة عنها بالطاقات النظيفة، مشيرا إلى أن تلوث الهواء لم يعد يقتصر على المدارات الحضرية، بل يطال، كذلك، المناطق القروية.

من جهته، توقف الأستاذ بجامعة غرونوبل-آلب بفرنسا، باولو لاج، عند الوفيات الناجمة عن تدهور جودة الهواء بالعالم، والتي تبلغ 4.3 ملايين حالة وفاة في السنة، وفق معطيات لمنظمة الصحة العالمية، مبرزا المحددات والمؤشرات العلمية التي يتعين استحضارها لحصر عدد الوفيات.

وكشف باولو لاج، وهو أيضا أستاذ زائر بجامعة هيلسنكي، أن هذه المحددات والمؤشرات التي تستند إلى دراسات وبائية، تتأسس على قاعدة بيانات الصحة العامة، وتحديد المعلومات، وأسباب الوفيات، مستشهدا، أيضا، بالمقاربة الإحصائية لرصد العلاقة بين حالات التعرض والتبعات.

وسجل أن معدل الوفيات يرتفع مع تزايد معدلات تلوث الهواء، حتى ولو كان تركيز الملوِّثات ضئيلا، داعيا إلى اعتماد جملة من الحلول التكنولوجية لتحسين جودة الهواء ونوعيته، من قبيل تقليص انبعاثات الملوثات، واستعمال السيارات الكهربائية، ووسائل النقل الجماعية.

وبخصوص الأجوبة التي يمكن أن يقدمها البحث العلمي للحد من تبعات التغير المناخي على الصحة العامة، توقفت مسؤولة قسم جودة الهواء بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، كنزة الخمسي، عند التطورات العلمية المحرزة في مجال تحسين جودة الهواء، مبرزة أن المقاربة العلمية أضحت اليوم أقدر على رصد مدى جودة الهواء، والمناخ، وتحديد تبعاتها على الصحة العامة بدقة أكبر.

وأبرزت  الخمسي، في تصريح صحفي، عقب الجلسة، الدور المحوري الذي يضطلع به العالِم في هذا الباب من أجل تجويد السياسات العمومية التي تُعنى بجودة الهواء، مشيرة إلى أنه بمقدوره اقتراح حلول عملية في هذا الشأن، وتقييم ميكانزمات الانتقالات المعتمدة.

وتعتبر النسخة الرابعة من أسبوع العلوم، الذي تنظمه جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، إلى غاية 16 فبراير الجاري، مناسبة لاستعراض آخر التطورات والمعارف العلمية في مجال “الانتقالات”، وتسليط الضوء على مواضيع حيوية، من قبيل الانتقال الطاقي والطب، إضافة إلى التحولات الاقتصادية والمالية والمناخية.

كما يتيح هذا الموعد العلمي السنوي فرصة للالتقاء والتفاعل والاحتفاء الجماعي بالتقدم المحرز في مجالات محددة، على غرار الدورات السابقة التي تناولت مواضيع مختلفة، من قبيل “ما بعد الإنسانية”، و”التعقيد”.

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: التغیر المناخی على الصحة على الصحة العامة أسبوع العلوم جودة الهواء من قبیل فی هذا

إقرأ أيضاً:

خالد بن محمد بن زايد يشهد انطلاق فعاليات «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» 2025

أبوظبي - الخليج
شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، انطلاق فعاليات النسخة الثانية من «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة»، الذي تُنظِّمه دائرة الصحة – أبوظبي، تحت شعار «نحو حياة مديدة: مفهوم جديد للصحة والعافية»، حتى 17 إبريل الجاري، في مركز «أدنيك» أبوظبي.
وشملت مراسم الحفل إلقاء منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، كلمةً افتتاحية رحَّب خلالها بالحضور والمشاركين في الحدث العالمي، وأداء عروض حيّة قدَّمتها مواهب ثقافية وموسيقية إماراتية، إضافة إلى تجارب تفاعلية تجمع بين الأداء الفني والتكنولوجيا؛ تجسيداً لأهمية توفير مقومات حياة صحية مديدة لأفراد المجتمع، وتسليطاً للضوء على الدور المحوري للصحة الجيدة في ضمان مستقبل أفضل وأكثر استدامة للأفراد والدول على حدٍّ سواء.
وانطلق الحدث بجلسة افتتاحية ناقش خلالها المشاركون دور الصحة الدقيقة في بناء مستقبل أكثر صحة واستدامة، وأهمية مرونة النظام الصحي واستمراريته، ودور الذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية في توفير خدمات رعاية نوعية للأفراد والمجتمعات؛ حيث ضمَّت قائمة المشاركين في هذه الجلسة الدكتور بيتر عطية، الطبيب والمؤلف والباحث في مجال طب الحياة المديدة؛ وليما غبوي، مؤسس ورئيس منظمة غبوي للسلام في إفريقيا والحائزة على جائزة نوبل للسلام؛ وبينج شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42».
واطَّلع سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، خلال جولته في أروقة وأجنحة الحدث، على أهم الابتكارات الطبية وتقنيات الرعاية الصحية التي تُقدِّمها أكثر من 150 جهة عارضة من 90 بلداً حول العالم.
وأكَّد سموّه أهمية «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» ودوره في تسليط الضوء على الجوانب المختلفة للقطاع الصحي، من خلال استعراض أبرز الحلول الواعدة والتطوّرات المبتكرة التي تسهم في تعزيز صحة المجتمعات عالمياً.

مواكبة أحدث التطورات


وأشار سموّه أيضاً إلى أن استضافة أبوظبي للنسخة الثانية من هذا الحدث العالمي تعكس التزام الإمارة بمواكبة أحدث التطوّرات التي يشهدها القطاع الصحي، لاسِيَّما أن نسخة هذا العام تُركِّز على الحياة الصحية المديدة، الأمر الذي يتطلّب إطلاق مبادرات وتنفيذ برامج تسهم في دفع عجلة البحوث والدراسات الطبية والعلاجية وتعزيز الاستثمار في التقنيات الحديثة والبنية التحتية للقطاع الصحي، ترسيخاً للمكانة الرائدة للإمارة في مجال تحويل الأفكار الواعدة والمبتكرة في قطاع الرعاية الصحية إلى حلول ملموسة على أرض الواقع.
وبهذه المناسبة، قال منصور إبراهيم المنصوري رئيس دائرة الصحة – أبوظبي: «في ظل توجيهات قيادتنا الرشيدة، يأتي «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» انعكاساً لرؤية أبوظبي الطموحة الرامية إلى إحداث تحوّل في القطاع، وضمان تمتُّع المجتمعات بالحياة الصحية المديدة، عبر إيجاد منصة مفتوحة وشاملة تعزز الترابط بين الأطراف والجهات المعنية، وتدعم الفرص الواعدة والأهداف المشتركة التي تجمعنا، حيث يُمثّل الحدث مجتمعاً شاملاً من مختلف أنحاء العالم يعمل جنباً إلى جنب، من أجل المضي قُدُماً في صياغة مستقبل الصحة عبر نهج استباقي يرتكز إلى الوقاية والرعاية الشخصية والشاملة».

فعاليات حيوية


ويشهد «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» مشاركة أكثر من 200 متحدّث و1,900 ممثّل ضمن الوفود المشاركة، ومن المتوقع أن يستقبل الحدث أكثر من 15,000 زائر على مدى أيامه الثلاثة، إضافة إلى مشاركة عدد كبير من القادة وصنّاع القرار في قطاع الرعاية الصحية من مختلف أنحاء العالم.
ويشهد «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» هذا العام العديد من الفعاليات الحيوية، ومن أبرزها «المنتدى»، الذي يُمثّل منصة عالمية تجمع قادة الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع وروّاد الأبحاث، لمعالجة تحديات الرعاية الصحية الرئيسية.
ويتضمّن الحدث كذلك منصة «هاكاثون الصحة الذكية»، التي توفّر لروّاد الأعمال الناشئين والمبتكرين فرصاً لإظهار ابتكاراتهم والتواصل مع الخبراء والمستثمرين في مختلف المجالات ذات الصلة.
كما ستُشكّل «منطقة الشركات الناشئة» مركزاً للتعاون والابتكار، لتمكين هذه الفئة من الشركات من استعراض أفكارها المبتكرة أمام المستثمرين.
وسيتم خلال الحدث الكشف عن أسماء الفائزين بجائزة الابتكار، للاحتفاء بالأفراد والمؤسسات الذين يسهمون في تعزيز الابتكار والتعاون، وغرس ثقافة التميُّز التي سترسم ملامح مستقبل القطاع الصحي العالمي.
ويُعد «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» من بين المبادرات الحكومية الرئيسية لدائرة الصحة – أبوظبي، حيث يُمثّل منصة فعّالة ومفتوحة وشاملة على مدار العام للابتكار والتعاون واستكشاف كل ما هو جديد في القطاع، إضافة إلى بحث التوجُّهات الراهنة وسُبل معالجة التحديات الحالية والمستقبلية في المجال الصحي.
يُذكر أن فعاليات «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» لهذا العام تُركّز على أربعة محاور رئيسية، هي: الحياة الصحية المديدة والصحة الدقيقة: إضفاء طابع شخصي على مستقبل الطب؛ ومرونة النظام الصحي واستدامته: صياغة أُطر عمل تواكب متطلبات المستقبل؛ والصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي: الرعاية الصحية النوعية المدعومة بالتكنولوجيا؛ والاستثمار في علوم الحياة: الابتكار العالمي نحو آفاق أوسع.

مقالات مشابهة

  • «أسبوع أبوظبي» يكرّم الإنجازات الاستثنائية
  • «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» يكرّم الابتكارات الصحيّة
  • حلقة عمل حول تعزيز ثقافة القيادة الآمنة بإبراء
  • أسبوع أبوظبي العالمي.. وزير الصحة يستعرض رؤية مصر في تحقيق «العدالة الصحية»
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد انطلاق فعاليات «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» 2025
  • أوروبا تشتعل وتغرق في وطأة التغير المناخي
  • جامعة خليفة تكشف عن 10 ابتكارات في «أسبوع أبوظبي للصحة»
  • فريق وزاري يُتابع إجراءات تعزيز وتحسين جودة الرعاية الصحية بالبحيرة
  • المشاركون في معرض زهور الربيع يواصلون تجهيز أجنحتهم تمهيدا للافتتاح
  • مبادرات نوعية في قطر لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ