أعلنت منظمة الصحة العالمية أن جمهورية الرأس الأخضر خالية من الملاريا، مما يمثل معلمًا تاريخيًا في مكافحة المرض الذي ينتشر في بلدان المناطق المدارية ويهدد حياة سكانها وينتقل إلى البشر عن طريق بعض أنواع البعوض.

وبهذا الإعلان، تنضم الرأس الأخضر إلى 43 دولة وإقليم واحد منحته منظمة الصحة العالمية هذه الشهادة في جميع أنحاء العالم.

تقارير متصلة لماذا يجب على البلدان الإفريقية ضمان الحد من أضرار التدخين 2023-11-19

جمهورية الرأس الأخضر أو كابو فيردي هي الدولة الثالثة التي تحصل على الاعتماد في المنطقة الأفريقية لمنظمة الصحة العالمية، لتنضم إلى موريشيوس والجزائر اللتين حصلتا على الاعتماد في عامي 1973 و2019 على التوالي.

وتتحمل أفريقيا أعلى عبء للملاريا حيث تمثل حوالي 95% من الحالات العالمية و96% من الوفيات المرتبطة بها في عام 2021، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

ومن المتوقع أن يؤدي التصديق على القضاء على الملاريا إلى تحقيق تطور إيجابي على العديد من الجبهات في جمهورية الرأس الأخضر.

وقد ساهمت الأنظمة والهياكل التي تم إنشاؤها للقضاء على الملاريا في تعزيز النظام الصحي، وسيتم استخدامها لمكافحة الأمراض الأخرى التي ينقلها البعوض مثل حمى الضنك.

ماذا يعني؟

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس: “أحيي حكومة وشعب جمهورية الرأس الأخضر على التزامهم الثابت وقدرتهم على الصمود في رحلتهم للقضاء على الملاريا”.

وأضاف: “إن شهادة منظمة الصحة العالمية بأن الرأس الأخضر خالية من الملاريا هي شهادة على قوة التخطيط الاستراتيجي للصحة العامة والتعاون والجهود المستمرة لحماية الصحة وتعزيزها.”

وشهادة القضاء على الملاريا هي اعتراف رسمي من منظمة الصحة العالمية بخلو بلد ما من الملاريا.

ويتم منح الشهادة عندما يثبت بلد ما – بأدلة صارمة وموثوقة – أن سلسلة انتقال الملاريا محليا عن طريق بعوض الأنوفيلة قد انقطعت على الصعيد الوطني على مدى السنوات الثلاث الماضية على التوالي على الأقل.

ويجب على الدولة أيضًا أن تثبت قدرتها على منع عودة انتقال العدوى.

رحلة الرأس الأخضر

وقال رئيس وزراء جمهورية الرأس الأخضر، أوليسيس كوريا إي سيلفا، إن التحدي الذي تغلبت عليه بلاده في النظام الصحي أصبح معروفًا.

وقد واجهت الرأس الأخضر، وهي أرخبيل مكون من 10 جزر في وسط المحيط الأطلسي، تحديات كبيرة تتعلق بالملاريا، وقبل الخمسينيات، كانت جميع الجزر متأثرة بالملاريا.

وكانت الأوبئة الشديدة تحدث بشكل منتظم في المناطق الأكثر كثافة سكانية إلى أن تم تنفيذ التدخلات المستهدفة.

ومن خلال الاستخدام المستهدف لرش المبيدات الحشرية، تمكنت البلاد من القضاء على الملاريا مرتين: في عامي 1967 و1983.

ومع ذلك، أدت الهفوات اللاحقة في مكافحة ناقلات الأمراض إلى عودة المرض.

ومنذ الذروة الأخيرة لحالات الملاريا في أواخر الثمانينيات، اقتصرت الملاريا في الرأس الأخضر على جزيرتين: سانتياغو وبوا فيستا، اللتين أصبحتا الآن خاليتين من الملاريا منذ عام 2017.

وقالت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا إن الإنجاز الذي حققته الرأس الأخضر هو بارقة أمل للمنطقة الأفريقية وخارجها.

وشدد على أنها “تثبت أنه من خلال الإرادة السياسية القوية والسياسات الفعالة والمشاركة المجتمعية والتعاون متعدد القطاعات، يصبح القضاء على الملاريا هدفاً قابلاً للتحقيق”.

وأضاف أن “تحقيق هذا الإنجاز من قبل الرأس الأخضر، هو مثال ملهم للدول الأخرى التي يجب أن تحذو حذوها.”

ولقد كانت رحلة الرأس الأخضر نحو القضاء على الملاريا طويلة وتلقت دفعة قوية بإدراج هذا الهدف في سياستها الصحية الوطنية في عام 2007.

وقد أرست الخطة الاستراتيجية لمكافحة الملاريا في الفترة من 2009 إلى 2013 الأساس للنجاح، مع التركيز على التشخيص الموسع، والعلاج المبكر والفعال، والإبلاغ عن جميع الحالات والتحقيق فيها.

ولوقف موجة الحالات المستوردة من البر الرئيسي لأفريقيا، تم توفير التشخيص والعلاج مجانًا للمسافرين الدوليين والمهاجرين.

وفي عام 2017، حولت البلاد تفشي المرض إلى فرصة، إذ حددت سلطات الرأس الأخضر المشاكل وأدخلت تحسينات، مما أدى إلى عدم وجود حالات إصابة بين السكان الأصليين لمدة ثلاث سنوات متتالية.

وخلال جائحة كوفيد-19 (كورونا) المستمرة، حافظت البلاد على التقدم من خلال الجهود التي تركز على تحسين جودة واستدامة مكافحة ناقلات الأمراض وتشخيص الملاريا، وتعزيز مراقبة الملاريا – خاصة في الموانئ والمطارات والعاصمة والمناطق المعرضة لخطر إعادة الملاريا.

النصر العالمي

وأشار بيتر ساندز، المدير التنفيذي للصندوق العالمي: “هذا إنجاز استثنائي، ومنارة أمل في وقت يهدد فيه تغير المناخ بإبطاء تقدمنا في المعركة العالمية ضد الملاريا.

وأضاف أنه “من المهم الآن ألا نتخلى عن حذرنا، وأن نساعد الرأس الأخضر على الحفاظ على هذا الإنجاز ومنع عودة الملاريا إلى الظهور. ومع وضع هذا الهدف في الاعتبار، سنواصل تمويل تدخلات مكافحة ناقلات الأمراض وضمان إدارة الحالات ذات الجودة ومراقبة الأمراض من خلال تعزيز مكافحة ناقلات الأمراض.

ولعب التعاون بين وزارة الصحة ومختلف الإدارات الحكومية التي تركز على البيئة والزراعة والنقل والسياحة وغيرها، دورًا محوريًا في نجاح كابو فيردي.

وأشار الدكتور مايكل أديكونلي تشارلز، الرئيس التنفيذي لشراكة RBM للقضاء على الملاريا: “إن هذا الإنجاز ليس انتصارًا للرأس الأخضر فحسب، بل أيضًا للمجتمع العالمي ونحن نسعى جاهدين للقضاء على الملاريا في جميع أنحاء العالم.”

وأضاف أديكونلي: “ومع ذلك، مع ارتفاع الحالات العالمية الآن بمقدار 16 مليونًا عما كانت عليه قبل الوباء، يجب ألا نتنازل عن التزامنا بالاستثمار في استراتيجيات وأدوات جديدة وتنفيذها وابتكارها”.

ويصف رئيس منظمة الصحة العالمية هذا التطور بأنه هائل قائلاً: “إن نجاح الرأس الأخضر هو الأحدث في المعركة العالمية ضد الملاريا، ويمنحنا الأمل في أنه من خلال الأدوات الحالية، فضلاً عن الأدوات الجديدة بما في ذلك اللقاحات، يمكننا أن نجرؤ على الحلم بعالم بلا ملاريا”.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: مکافحة ناقلات الأمراض لمنظمة الصحة العالمیة منظمة الصحة العالمیة من الملاریا الملاریا فی من خلال فی عام

إقرأ أيضاً:

وزارة الصحة تستقبل وفد المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها

استقبلت وزارة الصحة والسكان، وفدًا رفيع المستوى من المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC)، وذلك في مستهل زيارة رسمية تمتد حتى 24 أبريل الجاري، وتتضمن تفقد عدد من المنشآت الصحية التابعة للوزارة.

تفاصيل تدريب أطباء الامتياز في عدد من التخصصات بوزارة الصحة| تفاصيلمبادرات وتطوير المستشفيات.. خطة وزارة الصحة للقضاء على الدرن عام 2030وزير الصحة يتابع جهود هيئة الدواء في الحفاظ على استقرار توافر الأدوية بالسوق المحليةوزير الصحة يبحث مع مدير صندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية دعم الأطباء وتطوير بيئة العمل

رافق الوفد خلال الزيارة الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة لشؤون مبادرات الصحة العامة، وذلك في إطار توجيهات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان،  لدعم التكامل بين الدول الأفريقية في مجال الصحة العامة، والارتقاء بكفاءة النظم الصحية، وتعزيز قدرة الدول على التصدي للأوبئة والتحديات الصحية من خلال التقنيات الرقمية الحديثة وضمان استدامة تقديم الخدمات الصحية بجودة وكفاءة عالية.

 نظام ترصد المواليد والوفيات

وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الوفد استهل زيارته بعقد اجتماع مع الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة والسكان لشؤون الطب الوقائي والصحة العامة والرعاية الأولية، والدكتورة عبلة الألفي، نائب الوزير لشؤون السكان، واستعراض مبادرة «الألف يوم الذهبية» بالإضافة إلى جهود رقمنة نظام ترصد المواليد والوفيات، والتي تُعد خطوة محورية في بناء قاعدة بيانات صحية دقيقة وشاملة تدعم التخطيط الصحي السليم. 

وتابع «عبدالغفار» أن اللقاء استعرض جهود الوزارة في منظومة التحول الرقمي بشأن برنامج التطعيمات، الذي ساهم في تحسين معدلات التغطية وتسهيل الوصول إلى الفئات المستهدفة، مما يعكس التزام الدولة بحماية الصحة العامة وتعزيز الوقاية من الأمراض المعدية.

وأضاف المتحدث الرسمي للوزارة، أنه تم عرض أنماط التطوير في النظم الوطنية لترصد الأمراض، من خلال تطبيق النظام الإلكتروني الوطني لترصد الأمراض (NEDSS)، والترصد القائم على الأحداث (EBS)، وترصد الأمراض التنفسية الحادة (ARI)، وهي نظم تعكس قدرة الدولة على الاستجابة السريعة والفعالة للأوبئة والمخاطر الصحية، وتعزز جاهزيتها في مواجهة التحديات المستقبلية.

واستطرد «عبدالغفار» أنه تم استعراض جهود وزارة الصحة والسكان، في تطوير وحدات الرعاية الصحية الأولية، من خلال ميكنة خدمات الرعاية الأساسية، وتطبيق بطاقة الأداء المتوازن (Balanced Score Card)، لمتابعة الأداء وتحسين الجودة، إلى جانب استحداث عدد من الخدمات الصحية الجديدة داخل بعض منشآت الرعاية، ومنها (عيادات علاج السمنة، وعيادات الصحة النفسية) وهو ما يعكس التوجه نحو تقديم خدمات صحية متكاملة وشاملة تلبي احتياجات المواطنين بجودة عالية، كما تم الاشارة الى جهود الدولة في تطوير الخدمات الصحية ضمن مباردة حياة كريمة .

وأشار «عبدالغفار» إلى أن الوفد استكمل زيارته بعقد اجتماع مع الدكتور محمد الطيب نائب الوزير للحوكمة والرقابة والمشرف العام على المركز القومي لمعلومات وزارة الصحة، حيث شهد الاجتماع مناقشات موسعة حول آفاق التعاون المتبادل بين الجانبين، مع التأكيد على أهمية تبادل الخبرات ونقل التجارب الناجحة، وخاصة في مجال التحول الرقمي في القطاع الصحي. 

وأضاف «عبدالغفار» أن الاجتماع استعرض أبرز الجهود الوطنية التي تقوم بها وزارة الصحة والسكان في عدد من الملفات والمحاور الهامة، حيث تم التطرق إلى دور التحول الرقمي في إدارة الأزمات، كما أكد وفد المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض، حرصه على الاستفادة من تجربة الوزارة في حوكمة المنظومة الصحية، معربين عن استعدادهم لدعم جهود الوزارة في ملف الصحة الرقمية، من خلال إفاد الخبراء في هذا المجال. 

ونوه المتحدث الرسمي للوزارة، إلى أن الزيارة تأتي امتدادًا لعلاقات التعاون الوثيقة والمستمرة بين وزارة الصحة والسكان، والمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتي شهدت تبادلًا مثمرًا للخبرات والمعرفة الفنية، على مدار السنوات الماضية، لاسيما في مجالات الترصد والاستجابة للأوبئة، وبناء القدرات، وتعزيز نظم الصحة العامة على المستوى القاري، حيث أسفر هذا التعاون عن نجاحات ملحوظة في دعم قدرات مصر والدول الأفريقية في التصدي للتحديات الصحية المشتركة، بما يعكس الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة نحو بناء أنظمة صحية قوية ومرنة.

حضر اللقاء الدكتور راضي حماد، رئيس قطاع الطب الوقائي والصحة العامة، والدكتورة رشا خضر، رئيس قطاع الرعاية الأولية وتنمية الأسرة.

مقالات مشابهة

  • منظمة الصحة العالمية.. 3700 قتيل و5100 مصاب جراء زلزال ميانمار
  • مصر تحصل على الإشهاد الدولي من الصحة العالمية في القضاء على الملاريا
  • "الصحة العالمية" تدعو إلى تسريع التقدم نحو القضاء على الملاريا
  • منظمة الصحة العالمية تدعو لتكثيف الجهود للقضاء على الملاريا
  • فريدة الحوسني: الإمارات تعمل على الوصول إلى عالم خال من الملاريا
  • الإمارات تقود جهوداً عالمية للوصول إلى عالم خالٍ من الملاريا
  • أحمد الشناوي: لدينا طموح كبير للتتويج بدوري أبطال أفريقيا وهدفنا تحقيق إنجاز تاريخي
  • الصحة العالمية تطلق حملة عالمية للحد من الملاريا وتحقيق القضاء عليها
  • الصحة تستقبل وفد المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها
  • وزارة الصحة تستقبل وفد المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها