«قمة الحكومات» ترسم 3 مسارات للوصول إلى طيران «بلا انبعاثات»
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
مصطفى عبد العظيم (دبي)
أخبار ذات صلةأكد قادة عالميون في قطاع الطيران أهمية تسريع الجهود الدولية للتوسع في ابتكار حلول عملية لتسهيل تحول قطاع الطيران نحو الاستدامة وتحقيق الهدف العالمي للوصول إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2050.
ورسم قادة القطاع خلال جلسة «الطيران ومعضلة هل من توازن في الأفق؟»، والتي شارك فيها خوان سالازار، الأمين العام، منظمة الطيران المدني الدولي، الإيكاو، وجيوم فوري، الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص، وأدارها ريتشارد كويست، المذيع في سي إن إن، ثلاثة مسارات لخفض انبعاثات الكربون في قطاع الطيران، والتي لا تشكل سوى 2% فقط من إجمالي الانبعاثات العالمية.
وتضمنت المسارات الثلاثة، التوسع في تحديث وتجديد أساطيل الطائرات الحالية للاستفادة من كفاءة الطائرات الحديثة في خفض الانبعاثات، وكذلك التوسع في إنتاج واستخدم وقود الطيران المستدام الذي مازال لا يشكل سوى أقل من 1% من الوقود المستخدم حالياً، بالإضافة إلى مواصلة الاستفادة من التكنولوجيا للتحول إلى استخدام الهيدروجين في الطائرات مستقبلاً.
وأشار هؤلاء إلى أن المسارات الثلاثة تتطلب مضاعفة الجهود المشتركة بين المصنعين والمشرعين والحكومات لصياغة منظومة حديثة من السياسات والتشريعات التي تنظم عملية التحول، بما يتواكب مع معايير السلامة العالمية الصارمة في قطاع الطيران.
وشدد خوان سالازار، الأمين العام، منظمة الطيران المدني الدولي، إيكاو، على التزام قطاع الطيران المدني الدولي بالمساهمة بدور فاعل في الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي، مشيراً إلى توصل أعضاء المنظمة إلى اتفاق دولي بشأن إطار عالمي لوقود الطيران المنخفض الكربون والوقود المستدام، وأنواع أخرى من الوقود النظيف، وذلك في ختام أعمال المؤتمر الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل الذي أقيم في دبي في شهر نوفمبر الماضي.
خريطة طريق
وأوضح أن المؤتمر شكل خريطة طريق للحكومات والشركاء في القطاع للعمل معاً من أجل التوسع في استخدام الوقود المستدام وزيادة طاقة إنتاجه، والتي تتطلب صياغة سياسات مبتكرة لتعزيز انتشار الوقود المستدام، وتوفير التكنولوجيا وإتاحتها على نطاق واسع، بالإضافة إلى توفير التمويل.
وقال: إن الإطار العالمي لوقود الطيران المستدام (إطار دبي العالمي)، حدد هدفاً طموحاً في خفض انبعاثات الكربون من قطاع الطيران العالمي بنسبة 5% بحلول عام 2030، وذلك من خلال تحفيز زيادة إنتاج واستخدام وقود الطيران المستدام ووقود الطيران منخفض الكربون وسائر مصادر الطاقة النظيفة في مجال الطيران في مختلف أنحاء العالم، باعتبار أن ذلك هو أساس تنفيذ هذه الرؤية الطموحة، مع تطوير ممكنات تدعم التوسع في الإنتاج من خلال توفير تمويل منخفض التكلفة والعمل على نقل التكنولوجيا وبناء القدرات فيما بين الدول.
تغير متسارع
وأكد أنه في ظل التغير المتسارع الذي يشهده قطاع الطيران، فإن جميع اللاعبين الرئيسيين في قطاع الطيران، بدءاً من المصنعين والمشغلين والمشرعين وكذلك المستخدمين، يتفقون على أن الهدف ليس هو خفض مساهمة الطيران في انبعاثات الكربون فحسب، بل ضرورة التوصل إلى صافي صفر انبعاثات بحلول 2050.
وأكد أن التقدم المحرز في الإرادة للتوصل إلى صافي صفر انبعاثات يعكس رغبة القطاع في تحقيق ذلك، لكن العمل في إطار نظام متعدد الأطراف يتطلب كذلك وجود تحول مواز في السياسات لدى الحكومات لتسريع وتيرة التحول.
وقال: إنه من خلال القمة العالمية للحكومات فإن منظمة الطيران الدولي على استعداد للتواصل مع الحكومات وتقديم الدعم اللازم للانتقال من المقاربات التقليدية إلى المقاربات المبتكرة للتحول نحو الوقود المستدام، والعمل معاً لمشاركة الحكومات وكذلك المؤسسات المالية والتمويلية لتسريع وتيرة الإنتاج الوقود المستدام.
حلول مبتكرة
وقال جيوم فوري، الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص، إنه بينما لا تشكل نسبة انبعاثات الكربون من قطاع الطيران سوى ما يتراوح بين 2 إلى 2.5% من إجمالي الانبعاثات العالمية، إلا أنه يجب عدم النظر إلى هذه النسبة باعتبارها نسبة قليلة، وإنما يجب العمل على تكريس جهود الصناعة للبحث عن حلول مبتكرة لتخفيض هذه النسبة والوصول إلى صفر انبعاثات بحلول 2050، من خلال تعاون كافة الأطراف من مصنعين ومشغلين ومشرعين ومنظمين لحماية الكوكب، لأن قطاع الطيران المدني يقدم خدمة أساسية للبشرية لا يمكن التخلي عنها.
تحديث الأساطيل
وأوضح فوري أن الخطوة الأولى في خفض الانبعاثات هي التحديث المستمر لأسطول الطائرات الذي يبلغ حالياً أكثر من 25 ألف طائرة في العالم، يشكل نقطة مهمة في عمليات خفض الانبعاثات، فالطائرات الحديثة التي لا تشكل سوى 30% فقط من الأسطول العالمي الحالي تسهم بشكل فاعل في خفض الانبعاثات، إلى جانب بداية التحول من استخدام الوقود التقليدي إلى وقود الطيران المستدام والذي تقل نسبته عن 1% حالياً من إجمالي الوقود المستخدم وبتكلفة مرتفعة.
وأشار فوري، إلى ضرورة التوسع في إنتاج الوقود المستدام لخفض تكلفته ليصل إلى نفس تكلفة الوقود التقليدي.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص، إن الشركة تخطط لإطلاق أول طائرة ركاب تعمل بالهيدروجين الأخضر في عام 2035، وذلك في إطار استراتيجيتها لخفض الانبعاثات الكربونية وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة والخضراء لتخفيف الأضرار الناتجة عن تغير المناخ.
وتطوّر شركة إيرباص محرك خلية وقود يعمل بالهيدروجين لطائراتها عديمة الانبعاثات، التي من المتوقع أن تدخل حيز التشغيل بحلول عام 2035.
خزانات الهيدروجين
تجرى شركة إيرباص حالياً تعديل طائرة اختبار الطيران إيه 380 إم إس إن 1، لتحمل خزانات الهيدروجين السائل وأنظمة التوزيع المرتبطة بها، ويستخدم المحرك خلايا الوقود لتحويل الهيدروجين إلى كهرباء، وستبدأ إيرباص تسيير الرحلات التجريبية بحلول عام 2026.
وكشفت شركة الطيران سابقاً عن تصميمات لطائرة تستخدم وقود الهيدروجين السائل ومحركات الاحتراق، لكن نائب الرئيس لتقنية الانبعاثات الصفرية في إيرباص غلين ليولين، قال: إن خلايا الوقود وحدها قد تكون كافية لتشغيل الطائرات التجارية الأصغر.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القمة العالمية للحكومات الإمارات الطيران الاستدامة وقود الطیران المستدام انبعاثات الکربون الوقود المستدام فی قطاع الطیران الطیران المدنی خفض الانبعاثات صفر انبعاثات التوسع فی من خلال فی خفض
إقرأ أيضاً:
من الجعفري إلى الكاظمي: توافقات سياسية تحدد مصير الحكومات
29 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: يعتمد الوصول إلى رئاسة الوزراء في العراق على معادلة معقدة تجمع بين الوزن الانتخابي والتوازنات السياسية.
ويمنح الفوز بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية السياسي أدوات قوة في المفاوضات، لكنه لا يكفي وحده اذ تتطلب العملية تشكيل كتلة سياسية متماسكة قادرة على ترشيح رئيس الحكومة، وهو ما يستلزم توافقات دقيقة بين الأطراف السياسية.
وتبرز هنا ثقافة المحاصصة كعامل حاسم، إذ غالبًا ما تتجاوز أهميتها الأداء الفردي لرئيس الوزراء أو شعبيته.
وتشكل العلاقات بين الفرقاء السياسيين العامل الأقوى في حسم المنصب فيما تظهر التجارب السابقة أن التحالفات الداخلية، وليس فقط النتائج الانتخابية، هي التي تحدد من يتولى المنصب.
يضاف إلى ذلك العلاقات الإقليمية والدولية التي تمنح شرعية إضافية للمرشح فيما يسعى المرشحون إلى كسب تأييد القوى الخارجية، لكن هذا التأييد يثير حساسيات داخلية، مما يعقد المشهد أكثر.
وتشير التجارب إلى أن إبراهيم الجعفري (2005-2006) وصل إلى رئاسة الوزراء بعد مفاوضات مكثفة بين الكتل الشيعية ضمن التحالف العراقي الموحد، رغم أن الانتخابات لم تمنحه تفويضًا مباشرًا.
واختير الجعفري نتيجة توافقات داخلية، حيث لعبت عوامل داخلية وتدخلات إقليمية دورًا في حسم الترشيح، مما قلل من وزن النتائج الانتخابية.
ويتجلى نموذج آخر في اختيار نوري المالكي (2006-2014) لرئاسة الوزراء. ورغم فوز التحالف العراقي الموحد في انتخابات 2005، لم يكن المالكي المرشح الأول، لكنه برز كمرشح توافقي بين الأطراف الشيعية بعد رفض خيارات أخرى مثل الجعفري اذ دعمته قوى إقليمية، خصوصًا إيران، مما عزز شرعيته السياسية على حساب الاستحقاق الانتخابي.
ويبرز عادل عبد المهدي (2018-2019) كمثال لاحق، حيث اختير رئيسًا للوزراء بناءً على اتفاق بين تحالفي “سائرون” و”الفتح” بعد انتخابات 2018.
ولم يكن عبد المهدي زعيم كتلة فائزة، بل مرشحًا توافقيًا لتجاوز الخلافات.
ويكشف اختيار مصطفى الكاظمي (2020-2022) عن استمرار هذا النمط. بعد فشل مرشحين آخرين مثل محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي في كسب تأييد الكتل,
وتعكس هذه الأمثلة إشكالية بنيوية في النظام السياسي العراقي. تتسبب المحاصصة في إضعاف الثقة بالعملية الديمقراطية، حيث يشعر الناخبون بأن أصواتهم لا تترجم إلى قرارات حاسمة.
و ينطيق هذا النسق على رئيس الحكومة الحالي محمد السوداني.
وتكشف هذه الديناميكية عن هشاشة النظام السياسي الذي يعتمد على توافقات مؤقتة بدلاً من مؤسسات راسخة.
كما تتحكم ثقافة المحاصصة في مصير الولاية الثانية لرئيس الوزراء.
ويمكن لرئيس الوزراء أن يحقق نجاحات ملموسة في تقديم الخدمات وكسب تأييد شعبي واسع، لكن ذلك لا يضمن استمراريته.
وتعتمد التجديدات على توافق الكتل السياسية التي غالبًا ما تعطي الأولوية لمصالحها الخاصة على الأداء الحكومي.
ويعكس هذا الواقع تحديًا بنيويًا في العملية السياسية العراقية، حيث تتفوق التحالفات السياسية على إرادة الشارع.
وتبرز إشكالية أعمق تتعلق بغياب إصلاحات سياسية جذرية اذ يعاني النظام من ضعف المؤسسات وسيطرة التوافقات السياسية، مما يحد من قدرة الحكومات على تحقيق استقرار طويل الأمد
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts