الشهيد الرئيس الصمّاد.. عنوان وطن وتضحيات شعب
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
من أيِّ أبواب الرثاء سندخل.. وبأي أبيات القصيد سنعبر عن قائدٍ صنع التغيرات.. وحصلت في عهده التطورات.. فكان سحابةً معطاءة أينما ثقلت هطل غيثها.. تروي الأرض وتخضر الأشجار وينبثق الأمل وتتجدد الحياة.. كان ينصَحُ قبل حدوث الأشياء ويمنحُ بلا انتظار.. ويغفرُ دون اعتذار، وقف إلى جانب شعبه في الحِلِّ والترحال في الكرب والشدة.
كان رئيساً للشعب كُـــلّ الشعب، جسّد العدالة والإصْلَاح وبناء دولة القانون.. فكان شعارُه (يدٌ تنبني ويدٌ تحمي) فاغتيل من أجل ذلك.. كان بحق رجلَ دولة حمل الهمومَ وتحَــرّك بمسؤولية وجسّد معادلةَ أن الدين دولة.. لم تقيّدْه الظروفُ الأمنية ولم تعِقْه التحدياتُ من القيام بمسؤولياته، فتجده عسكرياً في الميادين يخوض غمراتِ الموت فكان بحق قائداً بحجم وطن وتضحيات شعب.. فهو السياسي البارع الذي يجيد لغةَ التفاوض ويعرف دهاليز السياسة وأروقتها.. اتسم بالمرونة وسعة الصدر، كان عالماً لا يضاهى يحفظ القُــرْآن الكريم وهاضماً للثقافة القُــرْآنية.. بل وخطيباً مصقعاً له جولات وجولات في مضمار السياسة والحرب.
فلو سألنا عن هذا القائد في السهول والجبال والرمال والصحراء، فإنَّ حباتِ الحصى والرمل ستخبرنا أنها قد اشتاقت إليه ليدوسَها بقدمَيه الطاهرتين.. فهي -كما نحن- قد اشتاقت حُبّاً لذلك القائد العظيم الذي تعـفّر وجهُه بغبارها وتلحف بترابها وهو محاربٌ فيها نازلٌ في كُـــلّ ميدان.. وهنا حتماً ستتحدث جميعها لا محالة عن أمجاد وتاريخ هذا القائد الحافل بالمنجزات والانتصارات.
ولأنه كان دوماً عاشقاً لليمن وثراها وشعبها، فقد عاش وكرّس حياته للدفاع عن ذلك الحق منذ نعومة أظافره وَريعان شبابه.. ولذلك فقد تلألأ نجمه عالياً في السماء وازداد ذاك النجم تألقاً وسطوعا في زمن تخافتت فيه الأصوات.. وبرز في الساحة اليمنية مشروع المسيرة القُــرْآنية.. الذي تحَــرّك فيه منذ البداية مجاهداً مخلصاً صادقاً حاملاً على عاتقه مسؤوليةَ التحَــرّك والتبليغ وإعلاء كلمة الله.. فانطلق في ميادين الجهاد باذلاً النفس والمال، ((من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه)).. فكان في أوساط المجاهدين متواضعاً يتصف بالحلم والعلم والحكمة والشجاعة والكرم والأخلاق العالية والإحسان..
فكانت نظرته ثاقبةً ووعيه كَبيراً، حمل هم الأُمَّــة العربية والإسْــلَامية وعلى رأسها قضية فلسطين.. وجه بوصلة العداء لأمريكا وإسرائيل، وهذا من صميم الثقافة التي نهل منها ومن المرتكزات الأساسية للمسيرة القُــرْآنية الذي تحَــرّك فيها تحت لواء قائدها الشهيد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه-.. ومن بعده تحت لواء قائد الثورة الشعبيّة سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي- حفظه الله وأبقاه ذخراً لهذه الأُمَّــة.
مهما كتبت الأقلام وسال مدادُها، فإنها لن تستطيعَ أن توفيَه بعضاً من حقه.. وستظلُّ عاجزة خجولةً أسيرة مكبّلة لا تستطيعُ أن تخُطَّ بريشها لتكتب عن هذا القائد العظيم..؛ ولأننا نعيش ذكرى استشهاده، أحببت أن أبوحَ بما لديَّ؛ امتناناً وتخليداً لروح الشهيد الطاهرة.. فهذه الأسطر المتواضعة التي أكتبها هي تعبيرٌ عن الوفاء له.. ولما كانت لي من صُحبة معه في الجهاد والعمل.. فالعهدُ باقٍ والمشوارُ طويلٌ ونحن في الركب لن نحيدَ أَو نميلَ.. وَإننا ماضون في هذا الدرب لن نتزحزح قيد أنملة في إكمال المسير حتى يتحقّــق النصر.
ولأنه عاش حياتَه كذلك وارتقى إلى العُلا على ذلك المنوال مُدافعاً عن اليمن وعن شعبها المظلوم.. فجسَّد أروع أمثلة التضحية وأثبت عدالة القضية.. فالقول كُـــلّ القول لك أَيُّـهَا القائد منا ومن شعبنا أننا لن ننساكم أبدَ الدهر، فذكراكم باقيةٌ وقد سُجِّلت بأحرف من نور في سجل الخالدين.
أخيراً أَيُّـهَا القائد، السـلامُ منا ومن شعبنا لك وعليك وَعلى روحك الطاهرة في كُـــلّ وقت وَحين والسلام لك يوم استشهدت ويوم تُبعث حيَّا.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
فعالية ثقافية بتعز احياءً لذكرى الشهيد القائد
يمانيون/ تعز أقامت مكاتب المالية والمؤسسة العامة للاتصالات والهيئة العامة للبريد وبنك التسليف التعاوني الزراعي بتعز ، اليوم، فعالية ثقافية بمناسبة ذكرى استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي شهيد القرآن رضوان الله عليه.
وأكدت كلمة المناسبة التي القاها مسئول التعبئة العامة بالمحافظة محمد الخليدي أن شهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه كان نعمة أنعم الله به علينا وعلى الأمة كلها، حيث جاء في مرحلة خطيرة جدا كادت الأمة أن تخسر كل شيئ.
وقال: كان الشهيد حجة الله على عباده فهيأ لهم أسباب النجاة والفلاح والسعادة وأسباب الخلاص والفرح، لقد أقام حجته عليهم ، مشيرا إلى أن الشهيد القائد بدأ تحركه وصدع بالحق في تلك المرحلة التي استفحل فيها الشر وهاج فيها الطغيان وتحركت كل قوى النفاق من داخل الأمة لتسير في نهجها وتلحق بركب الاستعمار بقيادة أمريكا واسرائيل تحت راية كافرة بطغيان واستكبار.
وأشار الخليدي إلى أن شهيدنا كان غيورا على أمته من الضلال والظلم والقهر ، فتحرك بحمية وعزة الإيمان ورحمة رسولنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله فكان من عباد الله المحسنين ونهج نهج أنبياء الله واقتدى بهم بالإحسان إلى الناس، وكان يحث ويرشد إلى ترسيخ ثقافة الاحسان وتحرك على هذا الاساس في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين في مواجهة الظلم الذي يعانيه الناس والأخطار التي تواجههم.
وقال: كان الشهيد السيد حسين يمتلك وعيا عاليا وايمانا حقيقيا وبصيرة وحكمة وهذا ما تجلى في المشروع القرآني العظيم الذي قدمه للأمة متحررا من كل القيود والمؤثرات السياسية أو الطائفية والمذهبية والاجتماعية، مؤكدا أن شهيدنا كان قد تحرر من تلك القيود بكلها فقرأ الواقع ودخل إلى هذا الواقع بالقران تشخيصا وتقييما وحلا فقدم شهيدنا رؤية قرآنية متكاملة نرى فيها خلاص الأمة من واقع مظلم وطريق للتحرر من كل أشكال العبودية والقهر .
وكان مدير عام التخطيط محمد الوشلي قد ألقى كلمة الترحيب ، مشيرا إلى أن هذه الفعالية هي عزاء بشهيدنا القائد واحتفال بما وصلت إليه الأمة من عزة وكرامة، لافتا إلى أن اليمن كان قد وصل إلى طريق مسدود واستسلم للأعداء وأغلق باب الجهاد وأصبحت السفارة الامريكية الحاكم الفعلي؛ فظهر مشروع شهيدنا القائد الذي جاء في وقته بعكس التيار فكانت للمسيرة انتصارات عظيمة أعادت الكرامة والعزة والاستقلال لليمن.
تخلل الفعالية شذرات من المسيرة القرآنية القاها شبل المسيرة نشوان غمدان وقصيدة شعرية معبرة عن المناسبة.
حضر الفعالية مدير عام مكتب المالية وسيم الأنسي ومدير مكتب البريد فوزي العريقي ومدير بنك التسليف الزراعي بتعز أشرف العرومي.