ماذا لو كان هناك شخص يعرفه الناس بأنه مختل عقليا، مجنون، يقابلك كل يوم، ويدعي بصوت عالٍ أنه دجاجة، وأننا جميعاً دجاجا؟ هل ستهدر وقتك وطاقتك في محاورته بالحجة والبرهان، وإثبات حقيقة أننا بشر لا دجاج؟ هل ستنزع له ملابسه وتريه أنه لا يحمل ريشا ولا ينتج بيضا؟ أم ستتجاوزه بحكمة وتتناسى هراءه وتركز على ما هو أولى وأجدى بعنايتك؟
إن العقل السليم يدعوك إلى اختيار الخيار الأخير، فليس من منفعة في الخوض في نقاش مع من أعمى عينيه عن الحقيقة، ولا جدوى من الحوار مع من يرفض أن يستمع إلى العقل.

فالمجنون — يارعاك الله – لا يدرك ما ينطق، ولا يفهم ما يسمع. ولا يمكن أن يكون مقياسا للحق والباطل، أو للواقع والمنطق. فهو يسكن في عالم آخر بعيد كل البعد عن عالمك. والانسياق وراء كلامه والاشتباك معه هو أسوء طريقة للتعامل معه، فبذلك تمنحه أهمية أنت في غنى عنها.
هذا هو حال ذلك المرتزق في وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يعرفه الناس بالخيانة، ولكنه يتظاهر كل يوم أمامنا بأنه مدافع عن الحق والعدل، وأنه يقاتل من أجل الحرية ويطمح إلى تخليصك من ظلم واستبداد ليس لك فيه نصيب إنما له ولمشغليه. ويستخدم كل الوسائل والحيل المكشوفة للناس لإغرائهم وتحريف حقيقة أنصار الله والشعب اليمن الذي يقف مع غزة بروحه ودمه.
في الآونة الأخيرة، شهد قطاع غزة أبشع حصار وعدوان من قبل الكيان الصهيوني، الذي لا يعرف الرحمة ولا الإنسانية، وفي وسط هذه المحنة الكبرى، التي لا زالت مستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، تألق اليمن وشعبه بموقفهم النبيل والمشرف في الوقوف إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين المجاهدين في القطاع، متخطياً كل العراقيل والمكائد. لكن هذا الدور الرائد لليمن وشعبه لم يحظ بالتقدير والاحترام من بعض الخونة الذين باعوا أنفسهم وأمتهم لدول التطبيع مع العدو الصهيوني، فسعوا إلى التنقيص من أهمية وقيمة هذا الدور، والتشهير باليمن وقيادته الوطنية في صنعاء، التي كانت في طليعة الحركة العربية والإسلامية في نصرة القضية الفلسطينية، وتولت مسؤولية مواجهة الكيان الصهيوني بكل بسالة وعزيمة. هذه المحاولات البائسة لا تمثل إلا حالة العمالة والذل التي يغرق فيها هؤلاء المأجورون، ولا تؤثر في مكانة اليمن وشعبه في قلب الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية. وتدخل في إطار الحرب الإعلامية والنفسية التي تقودها عبر أذيالها المأجورة دول التطبيع العربي، لا على اليمن والشعب اليمني وحدهم، بل على محور المقاومة في المنطقة بهدف تشويه صورتهم وتحطيم معنوياتهم وتفكيك صفوفهم وإضعاف مقاومتهم. ولهذا السبب، فإن الرد الأنسب على هذه المحاولات هو في كشف الحقائق للرأي العام العربي والإسلامي، وتسليط الضوء على دور اليمن ومحور المقاومة في الدعم والتضامن مع شعب فلسطين.
في الحقيقة، يبرز دور اليمن الريادي والفاعل في التضامن والدعم الكبير للشعب فلسطين في غزة، وذلك على مستويات متعددة ومتنوعة. فمن جهة، يتميز الشعب اليمني بتضامنه ووحدته مع شعب فلسطين ومقاومته الشريفة، ويظهر ذلك بشكل واقعي وملحوظ من خلال إقامة مسيرات حاشدة تغزو الشوارع والميادين في كل ربوع البلاد، وتحمل شعارات ولافتات تستنكر العدوان الصهيوني وتدعو إلى إيقافه وفك الحصار عن غزة، وتؤكد على حق فلسطين في الحرية والاستقلال. ومن جهة أخرى، يلعب اليمن دورا عسكريا مهما في دعم شعب فلسطين، ويبرهن على ذلك بشكل عملي وفاعل من خلال إنجازات وإجراءات عدة، تتمثل في منع مرور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، ومهاجمتها وتدميرها في حال حاولت الاقتراب من المياه الإقليمية اليمنية، وذلك بفضل القدرات البحرية التي يتمتع بها الجيش اليمني، والتي أحاطت الكيان الغاصب بحصار بحري وألحقت به خسائر اقتصادية ضخمة. بالإضافة إلى شن الهجمات الصاروخية على الاحتلال الصهيوني، وخصوصا على مدينة أم الرشراش، وذلك بواسطة الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة، والتي ألقت الرعب والفزع في نفوس الصهاينة وأرغمتهم على الهروب والاختباء في الملاجئ.
وعلى الجانب الآخر، فإننا لا نحتاج إلى الخوض في مناظرات وحوارات مباشرة مع تلك العناصر المأجورة التي تحاول التقليل من أهمية ومكانة اليمن في القضية الفلسطينية، فهي مجرد مضيعة للوقت والطاقة، لأن هؤلاء العناصر هي نفسها التي تتغاضى عن معاناة الشعب الفلسطيني، وتتحدث بما يرضي مموليها ومن يدير شؤونها.
وبهذا نختم بالقول إن اليمن وفلسطين في غزة هما رفيقان أوفياء ومخلصان في المقاومة ضد العدو الصهيوني وحلفائه من التحالف السعودي الإماراتي ودول الخيانة، وأن اليمن يلعب دوراً مشرفاً ومحترماً وفعالاً في دعم شعب فلسطين في غزة، ولا يمكن لبعض العملاء الذين يطبقون تعليمات مموليهم ومشغليهم أن يقللوا من قيمته أو يسخروا منه.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة : العدو الصهيوني خلف دمارًا في غزة لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية

يمانيون../ قال مقرر الأمم المتحدة المعني بالحق في السكن بالاكريشنان راجاجوبال، إن الكيان الصهيوني بارتكابه إبادة جماعية في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، خلف دماراً في القطاع لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية.

وأضاف راجاجوبال في تصريح صحفي، اليوم الخميس، إلى أن الدمار في قطاع غزة “غير مسبوق من حيث نطاقه ووحشيته وتأثيره الهائل على الفلسطينيين الذين يعيشون هناك”.

ولفت إلى تدمير العدو الصهيوني أكثر من 80% من المنازل في غزة بالكامل، و”هو ما لا يشبه ما حدث عندما جرى تدمير مدينة دريسدن الألمانية”.

وأوضح أن فلسطينيي غزة يواجهون تحديات ضخمة، مثل إنقاذ الأشياء الثمينة بين الأنقاض، وإزالة الحطام وإعادة بناء حياتهم.

وأكد أن “الأولوية في غزة الآن هي تقديم المساعدات الإنسانية حتى يتمكن الناس من العيش عند عودتهم”، وشدد على الحاجة الملحة للوصول إلى المأوى في غزة.

وذكر أنه عقب إقامة الفلسطينيين بغزة خيامهم ومنازلهم بفضل المساعدات، يجب وضع خطط إعادة الإعمار موضع التنفيذ.

وشدد على ضرورة إزالة الركام في غزة أولا، في ظل خطورة وجود ذخائر غير منفجرة.

وقال المقرر الأممي إن “ما حدث في غزة هو إبادة جماعية حقيقية لأنه يخلق ظروفا تجعل الحياة مستحيلة وتجعل غزة غير صالحة للسكن”.

وأضاف: “إذا جعلت منطقة أو مكانا غير صالح للسكن للأشخاص الذين يعيشون فيه، فهذا في الواقع عمل من أعمال الإبادة الجماعية”.

وشدد على أن وجود اتفاق لوقف إطلاق النار “لا يعني أن الإبادة الجماعية قد توقفت”.

وأردف: “الإبادة الجماعية تستمر طالما أن غزة غير صالحة للعيش لشعبها، وطالما أن هناك ظروفا قد تؤدي إلى القضاء على الشعب الفلسطيني بالكامل أو جزء منه” .

مقالات مشابهة

  • قيادي في حزب الله : دور اليمن كان رائداً وقيادياً في إسناد فلسطين ولبنان
  • كاتب صحفي: تضامن ودعم مصر مع القضية الفلسطينية «أسطوري»
  • حزب المؤتمر: المشهد أمام معبر رفح يعكس تضامن الشعب المصري مع قيادته السياسية
  • بالأرقام والتفاصيل.. الكشف عن كافة العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة ضد كيان العدو الصهيوني إسناداً لغزة
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • الأمم المتحدة: الاحتلال الصهيوني خلّف دمارًا بغزة لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية
  • اتحاد نقابات عمال اليمن يدين التصنيف الأمريكي لأنصار الله ويؤكد انحياز واشنطن للعدو الصهيوني
  • عضو أمناء الحوار الوطني يدين الحملة الإعلامية ضد مصر: أساليب رخيصة
  • الأمم المتحدة : العدو الصهيوني خلف دمارًا في غزة لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية
  • نبات سانت جون.. علاج طبيعي للأمراض الجسدية والنفسية