موجة من الغضب والاستياء عبَّر عنهما قصر باكنغهام الملكي بشأن بيع كتب مزيفة مثيرة للاشمئزاز حول تشخيص سرطان الملك تشارلز، تمت كتابتها باستخدام الذكاء الاصطناعي ولا تستند لأي مؤلفين. وقد انتقد القصر الملكي في بيانٍ غير مسبوق، بيع الكتب التي وصفها بـ”المتطفلة” و”غير الحساسة” التي تم إنشاؤها بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تقدم ادعاءات كاذبة حول صحة الملك.

إجراءات قانونية يتخذها قصر باكنغهام

استدعى قصر باكنغهام المحامين بشأن بيع الكتب ومتابعة القضية من كثب. كما تم تقديم ملف الأدلة لوزارة الصحة، وقال متحدث باسم قصر باكنغهام: “أي عناوين تتكهن حول تشخيص الملك وعلاجه هي تدخلية وغير حساسة ومليئة بالمغالطات. سينظر فريقنا القانوني في المشكلة من كثب. نحن ندعو أي أفراد أو منظمات تسهل بيعها إلى سحبها من الفور”.

محتوى الكتب مليء بالأكاذيب والادعاءات

جاء رد فعل قصر باكنغهام بعد أن كشف تحقيق أجرته إحدى الصحف عن سبع سير ذاتية زائفة يتم بيعها من قبل إحدى شركات التسويق الإلكتروني، التي تدعي كذباً أنها تكشف بشكلٍ حصري أخباراً حول الملك، وتظهر على الموقع إلى جانب السير الذاتية الملكية المشروعة الأكثر مبيعاً. هذه الكتب -المكتوبة بواسطة الذكاء الإصطناعي- مليئة بالأكاذيب وجاء فيها:

وصف للحظة التي علم فيها الملك أنه مصاب بالسرطان، زاعماً أنه شعر “بالخوف والغضب واليأس”. تفاصيل عملية إزالة “الورم” و”التعب” الذي يعاني منه الملك تشارلز بعد العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. كيف تم تشخيص إصابة الملك بسرطان الجلد. ادعاءات من أحد المطلعين الملكيين بأن تشارلز مصاب بسرطان البروستاتا مع “خطر معتدل” للانتشار. كيف أدخل “حادث غير مبرر” الملك إلى المستشفى بعد “أشهر قليلة” من حكمه. إصابة الملك تشارلز بالسرطان

بعد أسبوع من مغادرة الملك تشارلز مستشفى لندن، بعد إقامة لمدة ثلاثة أيام لخضوعه لعملية جراحية في البروستاتا في 26 من يناير، كان الخبر الآخر الذي أعلنه قصر باكنغهام في 5 من فبراير؛ عن إصابة الملك بالسرطان، ومع ذلك فهو لا يعاني من سرطان البروستاتا.

وقال قصر باكنغهام في البيان: “خلال الإجراء الأخير الذي خضع له الملك في المستشفى لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، تمت الإشارة إلى مسألة منفصلة مثيرة للقلق، وقد حددت الاختبارات التشخيصية اللاحقة شكلاً من أشكال السرطان”. وتابع البيان: “بدأ الملك اليوم جدولاً للعلاجات المنتظمة، وخلال هذه الفترة نصحه الأطباء بتأجيل واجباته العامة. وطوال هذه الفترة، سيواصل الملك القيام بأعمال الدولة والأوراق الرسمية كالمعتاد”.

وأضاف البيان: “الملك ممتن لفريقه الطبي لتدخلهم السريع، الذي أصبح ممكناً؛ بفضل الإجراء الذي خضع له مؤخراً في المستشفى، وهو لا يزال إيجابياً تماماً بشأن علاجه ويتطلع إلى العودة إلى الخدمة العامة الكاملة في أقرب وقت ممكن. لقد اختار الملك مشاركة تشخيصه لمنع التكهنات، وعلى أمل أن يساعد ذلك على فهم الجمهور لجميع المصابين بالسرطان في جميع أنحاء العالم”.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: قصر باکنغهام الملک تشارلز

إقرأ أيضاً:

موظفو البنوك.. أين أنتم من الذكاء الاصطناعي؟

 

مؤيد الزعبي

رغم أنَّ قطاع البنوك واحدٌ من أكثر القطاعات حساسية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لما يترتب على ذلك من مخاطر عديدة، إلّا أنه في الوقت نفسه، يُعد قطاع البنوك واحدًا من أكثر القطاعات استثمارًا في التكنولوجيا واستخداماتها لتطوير بيئة العمل داخل القطاع نفسه أو حتى فيما يتعلق بتحسين تجربة المستخدمين وتعاملاتهم وخدمتهم بشكل أفضل وأسرع.

ووفقًا لدراسة أجرتها شركة "ماكينزي" بعنوان "لماذا تفشل أغلب عمليات التحول إلى الخدمات المصرفية الرقمية، وكيفية قلب الاحتمالات"، فإنَّ إنتاجية البنوك الكبيرة كانت أقل بنسبة 40% من البنوك الرقمية. وهنا نتحدث عن البنوك الرقمية، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ كيف يكون الحال مع البنوك الذكية أو بنوك الذكاء الاصطناعي. وفي المقابل كيف سيؤثر هذا الأمر على موظفي قطاع البنوك؛ سواء من حيث طريقة عملهم أو حتى فرصهم المستقبلية والمخاطر التي تهدد وظائفهم، هذا هو ما سوف أتناوله معك ها هنا من خلال هذا الطرح.

تُشير الدراسات إلى أنه منذ عام 2013 وحتى عام 2022، زادت البنوك إنفاقها على التكنولوجيا بنسبة 38% لدعم الاحتياجات الرقمية المتطورة للعملاء، وفي بيئة حياة دخلها الذكاء الاصطناعي بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية فكان لا بُد للبنوك من إدخال هذه التقنيات في صلب عملياتها التشغيلية وأيضًا إدراجها في عمليات تحسين تجربة العملاء. وقد حدث بالفعل في أن شهدنا تطورًا كبيرًا في التطبيقات الرقمية الخاصة بالبنوك، من خلال تحسينات ملحوظة في واجهة المستخدم، وأيضًا من خلال الخدمات التي يمكن للعمل الوصول إليها من خلال هذه التطبيقات مباشرة دون تدخل موظفي البنوك إلا في بعض الحالات.

الذكاء الاصطناعي قادم لا محال في قطاع البنوك، أولًا: لأن البنوك تستهدف الربحية في المقام الأول؛ إذ يُشير تقرير منشور في موقع "Financial News London" إلى أن تبنِّي الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يضيف 170 مليار دولار إلى أرباح البنوك في السنوات الخمس المقبلة، مع توقعات بزيادة الأرباح إلى ما يقرب من 1.992 مليار دولار بحلول عام 2028، وعين البنوك جميعها على هذه الأرباح. وثانيًا: لأن البنوك لن تدخر أي فرصة من شأنها تحسين وتسريع تجربة العملاء. وثالثًا: لأن المخاطر التي سيخلقها دخول الذكاء الاصطناعي لحياتنا تحتاج لذكاء اصطناعي قادر على مواجهتها. ونتحدث هنا عن الأمن الإلكتروني والاحتيال وما شابه ذلك من مخاطر رقمية. ففي الوقت الذي تعمل فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي من محاكاة الأصوات وتقليدها وما سيُسببه ذلك من إرباك لمقدمي الخدمات المصرفية عبر الهاتف، إلّا أنه في الوقت نفسه، سيُقدِّم الذكاء الاصطناعي حلًا لمثل هذه المشاكل، كما إن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستُقلِّل من عمليات جرائم غسيل الأموال أو انتحال الهوية أو التحويلات المزيفة أو السرقة الإلكترونية.

ربما لاحظنا جميعًا السرعة الكبيرة التي حدثت في عمليات التحويلات المالية والتي باتت مؤتمتة بالكامل من خلال أنظمة تكنولوجية لا يمكننا القول إنها تعمل بالذكاء الاصطناعي؛ لأن هذه العمليات يمكن إدراجها ضمن الأتمتة الإلكترونية المتطورة، وليس لها علاقة بالذكاء الاصطناعي. لكن سنجد أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بتسريع بعض العمليات المُعقَّدة في هذا الجانب، مثل التحويلات المالية بين الشركات أو حتى التحويلات الدولية، والتي كانت تحتاج لبعض الأيام لمعالجتها والتأكد منها إلى حين إتمامها. والذكاء الاصطناعي سيؤدي دورًا كبيرًا في تسريع هذه العملية لما له من قدرات فائقة في تحليل البيانات والتأكد من صحتها.

وتُعد خدمة العملاء أو الرد على استفسارات أو تنفيذ متطلباتهم المالية من أكثر المهام التي سيدخلها الذكاء الاصطناعي، وسيسطر عليها في السنوات المقبلة. فعلى سبيل المثال: رُوبوت الدردشة "Watsonx Assistant" الذي طورته شركة "IBM، وهو عبارة عن روبوت محادثة يقدم المساعدة للخدمات المصرفية مدعوم بالذكاء الاصطناعي، سنجده يلبي احتياجات المؤسسات المالية بشكل فعّال في الرد على استفسارات العملاء، وتسجيل شكاويهم وتنفيذ طلباتهم وتقديم المساعدة في الوصول لبياناتهم المصرفية. وكل هذا دون تدخل بشري، إلّا أن الشركة المُطوِّرة تقول إن نظامها يُشبه البشر في طريقة الرد والتحدث، ونحن ما زلنا في بداية الأمر؛ إذ ستشهد هذه الخدمات تطورًا كبيرًا قد يتسبب في إلغاء أي وظيفة متعلقة بخدمة العملاء في قطاع البنوك في السنواتر المقبلة.

وأحد أكبر فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، هو تحسين عملية اتخاذ القرار المتعلقة بتقييم الائتمان والإقراض والاستثمار، والذكاء الاصطناعي وقدراته في الاستفادة من الكم الهائل من البيانات التي تولدها المؤسسات المالية سيُعزز عمليات اتخاذ القرار؛ سواءً بالنسبة للموظفين العاملين في البنوك من عمليات الموافقة على القروض والائتمان، أو حتى تحسين اتخاذ القرار بالنسبة للخدمات المؤتمتة والرقمية؛ حيث سيُوفِّر الذكاء الاصطناعي القدرة على تقييم المخاطر الائتمانية وبنفس الوقت سيكون قادرًا بنفسه على اتخاذ القرار للموافقة أو الرفض لأي عملية ائتمانية دون الرجوع للبشر.

أيضًا الذكاء الاصطناعي قادرٌ على فتح وإغلاق الحسابات، وقد لاحظنا إدراج العديد من البنوك لمثل هذه الخدمات ضمن خدماتها المصرفية الرقمية. كما يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يتنبأ ما إذا كان العملاء الأفراد أو الشركات على وشك إلغاء حساباتهم بناء على سجلاتهم البنكية، مثل عدد مرات تسجيل الدخول أو إيداع الأموال، وبالتالي يُمكن للبنوك تفادي هذا الأمر من خلال تقديم بعض العروض للعملاء، أو حتى تقديم بعض التحسينات في تجربتهم الشخصية. ومن هنا تأتي أهمية الذكاء الاصطناعي في أن يقدم للعملاء تجربة شخصية بناءً على متطلباته ومتغيراته الشخصية، ولهذا سنجد في قادم الوقت خدمات أكثر شخصية تقدمها البنوك لعملائها، مثل بطاقة ائتمانية تناسب العميل نفسه وحده، أو نوع حساب مناسب له بشكل أكبر، أو تسهيلات في عمليات الدفع تناسب ظروفه المالية أو حتى تناسب طبيعة عمله.

الخلاصة.. أن قطاع البنوك سيشهد طفرة كبيرة في عملية التحوُّل التشغيلي والخدمي مع دخول الذكاء الاصطناعي، وسنجد وظائفَ تنتهي مثل وظائف خدمة العملاء، ووظائف متعلقة بالتحليل الائتماني ومكافحة الاحتيال، أو حتى بعض وظائف المبيعات والتسويق، إلّا أن الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف جديدة في قطاع البنوك، مثل مُبرمِج ذكاء اصطناعي أو مُتخصص أمن سيبراني أو مدير أنظمة الذكاء الاصطناعي. وعلى جانب آخر، ستُوفِّر البنوك خدمات "أكثر ملاءمة شخصية" لعملائها، تتناسب معهم ومع طبيعة أعمالهم الشخصية أو التجارية، ولكن ينبغي الانتباه إلى أنَّ الخطأ في برمجة الذكاء الاصطناعي قد يُسبب كارثة في المستقبل، ولهذا ما نُبرمِجه اليوم وما نُدخله في بيئة أعمالنا هو ما سيُحدد شكل تواجدنا المستقبلي كمؤسسات بنكية، وما نتعلمه اليوم ونُطوِّرُه من مهارات، سيُحدد ما إذا كُنا سنخسر وظائفنا أم سنُطوِّرُها كأفراد وعاملين في قطاع البنوك.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • هيئة البيئة – أبوظبي و”نبات” تتعاونان لصون وتأهيل أشجار القرم في الإمارة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
  • تطور الذكاء الاصطناعي في 2025.. ما الذي يُمكن توقعه؟
  • الملك تشارلز يكرّم العاملين في القطاع الصحي في خطاب عيد الميلاد
  • من الوكلاء إلى الهلوسات.. هكذا تطور الذكاء الاصطناعي في 2024
  • الملك تشارلز يتحدث عن معاناة عائلته.. تفاصيل رسالته في عيد الميلاد
  • رسالة مؤثرة من الملك تشارلز لفريقه الطبي في عيد الميلاد
  • قيمة أبل تقارب 4 تريليونات دولار بفضل الذكاء الاصطناعي
  • الشيف ChatGPT..وصفات من الذكاء الاصطناعي
  • د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
  • موظفو البنوك.. أين أنتم من الذكاء الاصطناعي؟