باكنغهام يتخذ إجراءات لبيع كتب تتناول مرض الملك تشارلز باستخدام الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
موجة من الغضب والاستياء عبَّر عنهما قصر باكنغهام الملكي بشأن بيع كتب مزيفة مثيرة للاشمئزاز حول تشخيص سرطان الملك تشارلز، تمت كتابتها باستخدام الذكاء الاصطناعي ولا تستند لأي مؤلفين. وقد انتقد القصر الملكي في بيانٍ غير مسبوق، بيع الكتب التي وصفها بـ”المتطفلة” و”غير الحساسة” التي تم إنشاؤها بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تقدم ادعاءات كاذبة حول صحة الملك.
استدعى قصر باكنغهام المحامين بشأن بيع الكتب ومتابعة القضية من كثب. كما تم تقديم ملف الأدلة لوزارة الصحة، وقال متحدث باسم قصر باكنغهام: “أي عناوين تتكهن حول تشخيص الملك وعلاجه هي تدخلية وغير حساسة ومليئة بالمغالطات. سينظر فريقنا القانوني في المشكلة من كثب. نحن ندعو أي أفراد أو منظمات تسهل بيعها إلى سحبها من الفور”.
محتوى الكتب مليء بالأكاذيب والادعاءاتجاء رد فعل قصر باكنغهام بعد أن كشف تحقيق أجرته إحدى الصحف عن سبع سير ذاتية زائفة يتم بيعها من قبل إحدى شركات التسويق الإلكتروني، التي تدعي كذباً أنها تكشف بشكلٍ حصري أخباراً حول الملك، وتظهر على الموقع إلى جانب السير الذاتية الملكية المشروعة الأكثر مبيعاً. هذه الكتب -المكتوبة بواسطة الذكاء الإصطناعي- مليئة بالأكاذيب وجاء فيها:
وصف للحظة التي علم فيها الملك أنه مصاب بالسرطان، زاعماً أنه شعر “بالخوف والغضب واليأس”. تفاصيل عملية إزالة “الورم” و”التعب” الذي يعاني منه الملك تشارلز بعد العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. كيف تم تشخيص إصابة الملك بسرطان الجلد. ادعاءات من أحد المطلعين الملكيين بأن تشارلز مصاب بسرطان البروستاتا مع “خطر معتدل” للانتشار. كيف أدخل “حادث غير مبرر” الملك إلى المستشفى بعد “أشهر قليلة” من حكمه. إصابة الملك تشارلز بالسرطانبعد أسبوع من مغادرة الملك تشارلز مستشفى لندن، بعد إقامة لمدة ثلاثة أيام لخضوعه لعملية جراحية في البروستاتا في 26 من يناير، كان الخبر الآخر الذي أعلنه قصر باكنغهام في 5 من فبراير؛ عن إصابة الملك بالسرطان، ومع ذلك فهو لا يعاني من سرطان البروستاتا.
وقال قصر باكنغهام في البيان: “خلال الإجراء الأخير الذي خضع له الملك في المستشفى لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، تمت الإشارة إلى مسألة منفصلة مثيرة للقلق، وقد حددت الاختبارات التشخيصية اللاحقة شكلاً من أشكال السرطان”. وتابع البيان: “بدأ الملك اليوم جدولاً للعلاجات المنتظمة، وخلال هذه الفترة نصحه الأطباء بتأجيل واجباته العامة. وطوال هذه الفترة، سيواصل الملك القيام بأعمال الدولة والأوراق الرسمية كالمعتاد”.
وأضاف البيان: “الملك ممتن لفريقه الطبي لتدخلهم السريع، الذي أصبح ممكناً؛ بفضل الإجراء الذي خضع له مؤخراً في المستشفى، وهو لا يزال إيجابياً تماماً بشأن علاجه ويتطلع إلى العودة إلى الخدمة العامة الكاملة في أقرب وقت ممكن. لقد اختار الملك مشاركة تشخيصه لمنع التكهنات، وعلى أمل أن يساعد ذلك على فهم الجمهور لجميع المصابين بالسرطان في جميع أنحاء العالم”.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: قصر باکنغهام الملک تشارلز
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟
نشرت مجلة نيتشر العلمية تقريراً حديثاً يستعرض كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة فعالة في مكافحة الفقر حول العالم، وذلك من خلال تحليل البيانات وتحديد المستحقين للمساعدات بطرق أكثر دقة وسرعة من الأساليب التقليدية.
في أواخر عام 2020، خلال جائحة كوفيد-19، تلقى عشرات الآلاف من القرويين الفقراء في توغو مساعدات مالية مباشرة عبر هواتفهم المحمولة، بفضل نظام ذكاء اصطناعي مبتكر. تم تحويل حوالي 10 دولارات كل أسبوعين إلى حساباتهم الرقمية، وهي مبالغ قد تبدو صغيرة، لكنها ساعدت العديد منهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتجنب الجوع.
اقرأ أيضاً.. هل يشيخ الذكاء الاصطناعي كالبشر؟ خفايا التقادم الرقمي
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في تحديد الفقراء؟
اعتمدت حكومة توغو، بالتعاون مع علماء من جامعة كاليفورنيا في بيركلي ومنظمة GiveDirectly غير الربحية، على الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات شبكات الهواتف المحمولة لتقدير مستوى الدخل والفقر في مناطق مختلفة. وبدلاً من استخدام المسوحات الميدانية التقليدية التي تستغرق وقتاً طويلاً وتحتاج إلى موارد ضخمة، استطاع النظام الجديد تحديد الأشخاص الأكثر حاجة بسرعة ودقة أكبر.
وفقاً للمجلة، فإن هذا النهج ساعد في التغلب على تحديات مثل عدم توفر بيانات دقيقة عن الفقراء، وهي مشكلة تواجه الحكومات والمنظمات الإنسانية عند توزيع المساعدات.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الطرق التقليدية؟
حالياً، يعيش نحو 700 مليون شخص حول العالم في فقر مدقع، حيث يحصلون على أقل من 2.15 دولار يومياً وفقاً للبنك الدولي. ومع ذلك، يواجه قياس الفقر وتوزيع المساعدات مشكلات عديدة، منها التكاليف العالية لجمع البيانات وعدم شمول بعض الفئات مثل المشردين أو الأشخاص الذين لا يملكون هواتف محمولة.
يقول الباحث جوشوا بلومنستوك، المتخصص في علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في التغلب على هذه المشكلات عبر تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة، مما يجعل عملية تحديد المستفيدين من المساعدات أكثر كفاءة.
من جهة أخرى، يُحذر خبراء مثل أولا هال، الباحث في جامعة لوند في السويد، من أن الذكاء الاصطناعي ليس مثالياً، فقد تعاني بعض النماذج من التحيز أو عدم الدقة، مما قد يؤدي إلى استبعاد بعض الأشخاص المستحقين للمساعدة.
كيف تطور قياس الفقر عبر الزمن؟
تاريخياً، حاول الباحثون تطوير معايير لقياس الفقر منذ أواخر القرن التاسع عشر. على سبيل المثال، في عام 1901، أجرى عالم الاجتماع البريطاني سيبوم راونتري دراسة ميدانية حول الفقر في مدينة يورك بالمملكة المتحدة، حيث تم تحديد الفقر بناءً على قدرة الأسر على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية.
لاحقاً، في عام 1964، اعتمدت الولايات المتحدة مقياس الفقر الرسمي الذي حدد الحد الأدنى من الدخل اللازم لتغطية الطعام والمسكن والنفقات الأساسية، وهو ما تبنته أيضاً دول مثل الهند.
لكن هذه المقاييس لم تعكس الواقع المعقد للفقر، حيث إن امتلاك دخل معين لا يعني بالضرورة القدرة على تأمين الصحة، التعليم، أو المياه النظيفة. ولهذا السبب، طورت الباحثة سابينا ألكاير بالتعاون مع جيمس فوستر ما يُعرف بمؤشر الفقر متعدد الأبعاد MPI عام 2008، والذي يقيس الفقر بناءً على عشرة عوامل مختلفة، مثل التغذية، التعليم، وسهولة الوصول إلى مياه الشرب.
اقرأ أيضاً.. عندما تتحدث الأرض.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالزلازل؟
هل الذكاء الاصطناعي هو الحل؟
مع التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأ الباحثون في استخدام صور الأقمار الصناعية وتحليل البيانات الرقمية لتحديد الفقر بشكل أكثر دقة. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد عام 2016 أن الذكاء الاصطناعي يمكنه التنبؤ بمعدلات الفقر بدقة مماثلة للمسوحات الميدانية التقليدية، ولكن بتكلفة أقل وبسرعة أكبر.
تتوسع هذه التجارب حالياً، حيث يتم تحليل بيانات الهاتف المحمول، حركة المرور، والإضاءة الليلية لتحديد المناطق الأكثر فقراً، ما يسمح للحكومات والمنظمات الإنسانية بتوجيه المساعدات بشكل أكثر كفاءة.
هل نحن مستعدون للاعتماد على الذكاء الاصطناعي بالكامل؟
رغم الإمكانات الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفقر، إلا أن هناك تحديات يجب معالجتها، مثل ضمان العدالة في توزيع المساعدات، حماية البيانات الشخصية، وتجنب التحيزات الخوارزمية التي قد تؤثر على دقة التحديد.
في نهاية التقرير، تشير مجلة نيتشر إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفقر لا يزال في مراحله الأولى، لكن التجارب مثل مشروع توغو تثبت أنه يمكن أن يكون أداة قوية وفعالة إذا تم استخدامه بطريقة مدروسة ومنصفة.
إسلام العبادي(أبوظبي)