الثورة / متابعة /حمدي دوبلة
الكيان الصهيوني يتفنن في الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة وأصبح يبتكر طرقا جديدة وغير مسبوقة في التنكيل والبطش بالأبرياء، وذلك في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي يواصل تنفيذها في غزة بدعم أمريكي.
السقوط الأخلاقي للكيان الإسرائيلي والأمريكي وصل إلى مستويات قياسية في الانحطاط والبشاعة ليجعل من أنات ضحايا تعذيب جلاوزته الوحشية في المعتقلات حفلات للتسلية والاستمتاع لقطعان مستوطنيه.


وكشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن إحضار جيش الاحتلال “الإسرائيلي” مجموعات من المستوطنين إلى المراكز والسجون التي يستخدمها لاحتجاز المعتقلين من قطاع غزة، بغرض تمكينهم من مشاهدة جرائم التعذيب التي تُمارس ضدهم ومتابعتها، فيما سُمح للعديد منهم بتصويرها على هواتفهم الخاصة.
وأكد المرصد الأورومتوسطي في بيان له أنه تلقى شهادات صادمة من أسرى ومعتقلين فلسطينيين أفرج عنهم حديثًا، أفادوا فيها أن جيش الاحتلال استدعى عددًا من “المدنيين الإسرائيليين” خلال جلسات التحقيق معهم لمشاهدة ما يتعرضون له من صنوف التعذيب والمعاملة غير الإنسانية، والتي تعمد الجيش ممارستها في حضورهم.
وكان الأسرى والمعتقلون تعرضوا للاحتجاز لفترات متفاوتة داخل مركز احتجاز في منطقة “زيكيم” على الحدود الشمالية من قطاع غزة، وآخر تابع لسجن “النقب” جنوبي “إسرائيل”، بعد اعتقالهم خلال عمليات التوغل البري لقوات الاحتلال داخل القطاع.
وقال المعتقلون المفرج عنهم للأورومتوسطي، إن الجنود الصهاينة تعمدوا عرضهم أمام جموع من المستوطنين والادعاء أنهم مقاتلون يتبعون فصائل فلسطينية، وشاركوا في الهجوم على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنه وفقًا للشهادات التي تلقاها، فإن مجموعات من “المدنيين الإسرائيليين”، يتراوح العدد في المجموعة الواحدة من 10 إلى 20 شخصًا سمح لهم بمشاهدة وتصوير الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين المجردين من ملابسهم أثناء ضربهم من جنود الاحتلال بالهراوات المعدنية وعصي الكهرباء، وصب الماء الساخن على رؤوسهم، بالتوازي مع شتائم وإهانات لفظية وتهديدات للمعتقلين باللغة العربية.
وذكر الأورومتوسطي أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذه الممارسات غير القانونية بتنفيذ التعذيب على مرأى من مدنيين إسرائيليين والسماح لهم بتوثيقها بهواتفهم وهم يسخرون، لتضاف بذلك جريمة جديدة على مجمل الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في القطاع، وبخاصة ضد الأسرى والمعتقلين منهم، الذين يتعرضون للاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري، والحرمان من المحاكمة العادلة، والخضوع للتعذيب الوحشي.
وأورد المرصد في بيانه، شهادات مروعة لعدد من الضحايا والذين تعرضوا لصنوف من التعذيب الوحشي على أيدي جنود وضباط الاحتلال تحت أنظار المستوطنين.
واستغرب المرصد الأورومتوسطي من تضارب ادعاء الاحتلال بأن من اعتقلهم وعذبهم من المدنيين الفلسطينيين بحضور مجموعات مدنية “إسرائيلية” كانوا مقاتلين شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر الماضي، مع الإفراج عنهم لاحقًا، ما يؤكد أن الرواية مغلوطة وغير صحيحة، واستخدمت للانتقام من المدنيين الفلسطينيين والاعتداء على كرامتهم بكافة الوسائل.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن جرائم التعذيب والمعاملة اللاإنسانية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقًا لنظام روما الأساسي، وأن سلوك جيش الاحتلال بتحويل هذه الممارسات إلى فقرات استمتاع لمدنيين إسرائيليين، وتصويرهم، ينطوي على اعتداء خطير على كرامة هؤلاء الأشخاص، ومعاملتهم معاملة مهينة وحاطة بالكرامة، مما يشكل بحد ذاته جريمة حرب.
وحذر الأورومتوسطي من مغبة إقحام المدنيين الإسرائيليين في مراكز الاعتقال والاحتجاز وعرض المعتقلين الفلسطينيين أمامهم خلال التعذيب وتركهم يستخدمون هواتفهم الشخصية في توثيق تلك الممارسات اللاإنسانية باعتباره نهجًا انتقاميًا، ويندرج في إطار ترويج مزيف لرواية إسرائيلية، ويكرس من حالة التطرف ويغذي الكراهية ويؤجج الرأي الاسرائيلي الداخلي باتجاه ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات ضد الفلسطينيين.
وشدد على أن الغالبية العظمى ممن تم اعتقالهم من داخل قطاع غزة يخضعون للاحتجاز التعسفي دون توجيه تهم لهم أو عرضهم على القضاء، ولم يتم اتخاذ أي مقتضيات قانونية بحقهم، فيما يحرمون من المحاكمة العادلة ويتعرضون للإخفاء القسري والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، داعيًا اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تفقد مراكز وسجون احتجاز الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والتحقيق في ما يتعرضون له من انتهاكات وجرائم مروعة، والعمل على الكشف عن مصيرهم فورًا.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن الممارسات “الإسرائيلية” بحق المعتقلين الفلسطينيين مخالفة واضحة لما ورد في المواثيق والأعراف الدولية، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، بما في ذلك حظر قيام سلطة الاحتلال بنقل الأسرى من الأرض المحتلة إلى مراكز الاحتجاز في أراضيها، أو إخفائهم قسريًا، أو تعذيبهم، أو الاعتداء على كرامتهم، أو معاملتهم معاملة تحط من كرامتهم الإنسانية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مع قرب المهلة التي منحها السيد القائد.. حماس: العدو يواصل إغلاق معابر غزة بشكل كامل

أكدت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، أن كيان العدو الصهيوني يواصل إغلاق معابر قطاع غزة بشكل كامل مانعا دخول المساعدات والمواد الأساسية لليوم العاشر على التوالي، محذرة من أن استمرار إغلاق معابر غزة يُنذر بمجاعة في القطاع.

وقالت “حماس” في بيان: إن الاحتلال الإسرائيلي يزيد من معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، جراء إغلاقه المعابر بشكل كامل، ومنعه دخول المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية.

وأكدت الحركة أن إغلاق المعابر يشكّل خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي ينص على تسهيل دخول المساعدات دون قيود، مضيفة أن هذا الإغلاق يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، ويُعتبر جريمة حرب وعقابًا جماعيًا يهدد حياة المدنيين الأبرياء.

وأشارت إلى أن منع دخول الغذاء والدواء والوقود والمواد الإغاثية الأساسية أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ونقص حاد في المستلزمات الطبية، ما فاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

وأضافت، أن إغلاق المعابر ومنع دخول الآليات الثقيلة يعرقل جهود انتشال الجثامين، وأعمال الترميم والإعمار، ويزيد من معاناة السكان الذين يعيشون في ظروف قاسية.

وأدانت “حماس” استخدام “إسرائيل” المساعدات كـ”ورقة ابتزاز سياسي”، مؤكدةً أن هذه السياسات العدوانية لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، ولن تفلح في تحقيق أهداف الاحتلال.

وطالبت حركة “حماس” الوسطاء بالضغط على الاحتلال للالتزام بتعهداته وفتح المعابر بشكل فوري؛ لضمان تدفق المساعدات الإنسانية وإنهاء سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد قطاع غزة.

وفي تصريح سابق، قال الناطق باسم حركة “حماس” حازم قاسم، إن أهالي قطاع غزة يعيشون بوادر مجاعة حقيقية، مع استمرار إغلاق الاحتلال معابر قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي.

وأوضح “قاسم” في تصريحات صحفية أن أهالي القطاع يعانون شُح الغذاء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، مضيفاً “والاحتلال يمنع إدخال المواد الغذائية بإغلاقه المعابر”.

ودعا “قاسم” في تصريحاته الجامعة العربية لتفعيل قرارات القمة العربية الأخيرة بكسر الحصار عن قطاع غزة، ومنع الاحتلال من تجويع الفلسطينيين.

ويواصل كيان العدو الصهيوني منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة لليوم العاشر توالياً، مشدداً الحصار على جميع الإمدادات، بما في ذلك الغذاء والوقود.

ويأتي ذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وعرقلة سلطات العدو الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.

وجاء هذا الإغلاق في وقت يعاني فيه سكان قطاع غزة، من أوضاع إنسانية كارثية، بسبب نقص الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية مع حلول شهر رمضان.

ويأتي إصرار العدو على مواصلة إغلاق معابر غزة وفرض الحصار الكامل عليها، مع قرب انتهاء مدة 4 أيام التي منحها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي لكيان العدو الصهيوني لرفع الحصار عن غزة.

ولم يتبقى إلا ساعات على انتهاء المهلة، حيث توعد السيد القائد كيان العدو باستئناف العمليات البحرية اليمنية ومنع دخول السفن إلى الموانئ الصهيونية، ومنع مرور السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني عبر البحر الأحمر، فارضا معادلة الحصار بالحصار.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية ترحب بالتقرير الأممي حول جرائم العدو الصهيوني
  • العدو الصهيوني يواصل اغلاق المعابر لليوم 12 على التوالي
  • مقررة أممية: العدوان الصهيوني على الضفة الغربية «تطهير عرقي ضد الفلسطينيين»
  • العدو الصهيوني يعزز وجوده العسكري في جبل الشيخ بإنشاء موقعين جديدين
  • شهادات صادمة وإهمال طبي.. العدو الصهيوني ينفذ سياسة تجويع مُمنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين في رمضان
  • الأورومتوسطي: جيش العدو الإسرائيلي قتل 145 فلسطينيا منذ وقف إطلاق النار بقطاع غزة
  • العدو الصهيوني يقتل 145 فلسطينيا منذ وقف النار بغزة
  • الأورومتوسطي: إسرائيل قتلت 145 فلسطينيا بغزة منذ وقف إطلاق النار
  • مع قرب المهلة التي منحها السيد القائد.. حماس: العدو يواصل إغلاق معابر غزة بشكل كامل
  • الأورومتوسطي .. إسرائيل تقتل 7 فلسطينيين كل 48 ساعة في غزة منذ وقف إطلاق النار