استننكر الدكتور عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة الأسبق، التصعيد الجاري في رفح الفلسطينية على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤيدا دعمه لموقف مصر الرافض لضرب رفح، قائلا إن اصطفاف العالم القوي بكل إمكانياته الاقتصادية والعسكرية خلف إسرائيل ضد الفلسطينيين، ما يضع المنطقة بأكملها على حافة الهاوية منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى الآن، قائلا إنه لم يمر بتاريخ العالم ولا بتاريخ المنطقة بمرحلة أو وقت حرج مثلما يحدث الآن، مشيرا إلى أننا في أزمة بالغة الصعوبة وصاحب القرار يقبض على الجمر.

 

مصر تلعب بدبلوماسية في محاولة جمع القلوب المتفرقة

وثمَّن الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، والموقف المصري الرافض لضرب رفح، قائلا: مصر تلعب بدبلوماسية في محاولة جمع القلوب المتفرقة من الدول العربية والدول الإسلامية لتقف خلف رؤية واحدة وكيف يمكن إيقاف الدماء التي تنزف يوميا في الأراضي الفلسطينية، وهو أمر من الصعوبة بمكان، لأن الدول العربية والإسلامية كان من الصعوبة أن تتفق على رؤية موحدة من معالجة القضية الفلسطينية.

وأضاف النبوي لـ«الوطن»: «والأمر كان يحتاج إلى نوع من التعقل في إدارة المسألة بشكل يجعل المنطقة تخرج بأقل الخسائر، فالأمر لا يحتاج إلى عنتريات ولا إلى ألفاظ كبيرة ضخمة مثيرة للعواطف في ظل التفكك الذي يحدث في منطقتنا».

المنطقة ملتهبة ومفككة

وأكمل: المنطقة ملتهبة ومفككة، والدول التي تقف على رجليها وموحدة تعاني من أزمات، وبالتالي هذا يتيح لإسرائيل فرصة كبيرة لأن تحقق أهدافها ومطامعها في المنطقة، خاصة وأن الدعم العسكري القوي والسياسي الضخم الذي نالته وتناله من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي وحلفاؤهما جعل إسرائيل توغل في الدماء بشكل كبير.

وذكر «النبوي» أن ما دفعت إليه مصر في الأيام الماضية كان من أجل تحقيقي عدة أهداف، أولا: عدم تصفية القضية الفلسطينية، وثانيا عدم تهجير الفلسطينيين إلى أي مكان كان، وبخاصة إلى سيناء والأردن أو إلى خارج أراضيهم إلى أي مكان آخر ، وثالثا: وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن ورابعا إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بأقصى سرعة ممكنة.

وأوضح وزير الثقافة الأسبق: إعلاء نبرة الحدة في السياسة المصرية كان واضحا في الأيام الماضية، وكانت الرسائل التي أرسلت عن طريق آخرين سواء عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي إلى إسرائيل ألا تغامروا بالعلاقة مع مصر .

وأكد أن العلاقة مع مصر لها حدود وأبعاد وثمن قد يُدفع وسوف تدفعه إسرائيل قبل أي أحد آخر، وبالتالي بشكل كبير أن الدبلوماسية المصرية تنشط في هذه الأيام والاتصالات مستمرة والجهود الكبيرة سواء من الرئيس أو مؤسسة الخارجية المصرية كانت واضحة وكبيرة وأيضا بمؤسسات الأمن القومي المصري.

وأوضح عبدالواحد أن المنطقة ليست لديها قدرة أن تجر إلى حرب إقليمية واسعة، وبالتالي كانت مصر تراهن على العقل في هذا الأمر، فالمنطقة ليس لديها القدرة لأن تدفع ثمن مغامرة حكومة يمينية متطرفة متعطشة للدماء ليل نهار تستفز مصر سواء بالألفاظ أو بالخطابات أو بالاتهامات أو بالضغوط، ورغم هذا مصر خريصة بألا تلتهب أعصابها، ولا أن تنجر إلى مثل هذا الأمر الذي يريدونه أن يحدث.

وأكمل: فالأمر الآن أمر عقل وأمر رشد ويحتاج أن تعالج المسألة بشيء من الروية حتى نخرج من هذه الأزمة الكبيرة التي تطحن أمتنا، لأن أي خسائر تخسرها المنطقة لن يتم تعويضها بسهولة إلا من دماء أبنائها وميزانيتها واقتصادها، أما كل خسائر إسرائيل فخزائن الولايات المتحدة ومخازنها وكذلك الاتحاد الأوروبي كلها مفتوحة لإسرائيل، ولتعوض خسائرها بعشرات أضعافها.

وذكر أن إسرائيل لديها أمر واضح، وهو عملية بناء إسرائيل الكبرى، ونتنياهو عندما ذهب إلى الأمم المتحدة عرض أمام الجمعية العامة مطامعه على الخريطة (إسرائيل الكبرى)، والتي تتم وفق ما يخطط بالتخلص من الفلسطينيين ثم بالالتفات إلى الجوار، لبنان وسوريا والعراق والأردن ومصر، وهذا في أحلامهم الواهية.

وواصل قائلا: نحن في أزمة بالغة الصعوبة، وصاحب القرار يقبض على الجمر، الدولة الوحيدة التي تخشاها إسرائيل في المنطقة هي مصر، تعرف الثمن الكبير الذي يمكن أن تدفعه وأعتقد أنها لن تغامر وأنها سوف تستخدم كل قواها مع حلفائها الغربيين في الضغط على مصر، ومصر لن تستجيب لضغوط تدفع من أمنها القومي أو تكون على حساب القضية الفسطينية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إطلاق النار الأمم المتحدة الأمن القومي الخارجية المصرية الدول الإسلامية الدول العربية السياسة المصرية

إقرأ أيضاً:

خبير علاقات دولية: رفض مخططات تصفية القضية الفلسطينية أبرز مخرجات القمة العربية

قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن القمة العربية الطارئة حققت جزءا كبيرا من أهدافها بإصدار مخرجات مهمة، لافتًا إلى أن أهم مخرجات هو رفض أي مخططات ضد تصفية القضية الفلسطينية سواء خطة التهجير أو خطة إعادة الإعمار.  

وأضاف الدكتور أحمد سيد أحمد خلال مداخلة هاتفية عبر قناة extra news، أن الرؤية المصرية كانت واضحة عندما رفضت تهجير الشعب الفلسطيني من الجانب الأمريكي أو أي جانب آخر، وقدمت خطة بديلة هذه الخطة تقوم على فلسفة إعمار قطاع غزة في ظل وجود الفلسطينيين.

وأوضح أن الرؤية المصرية كانت رؤية شاملة رافضة للتهجير، وتقدم خطة لإعادة إعمار غزة قابلة للتطبيق.

مقالات مشابهة

  • يوسف زيدان : شايل هم القضية الفلسطينية .. فيديو
  • خبير علاقات دولية: رفض مخططات تصفية القضية الفلسطينية أبرز مخرجات القمة العربية
  • خبير علاقات دولية: أهم مخرجات القمة العربية رفض تصفية القضية الفلسطينية
  • خبير: أهم مخرجات القمة العربية الطارئة رفض أي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية
  • مستشار رئيس حماس: مصر تبذل جهودًا كبيرة لدعم القضية الفلسطينية
  • أوزغور أوزيل: نقف إلى جانب القضية الفلسطينية
  • الحشد العربي والإسلامي لدعم القضية الفلسطينية
  • برلمانية: خطة إعمار غزة شهادة على دور مصر الريادي في حماية القضية الفلسطينية
  • محسن عثمان: القضية الفلسطينية اختبار لضمير الإنسان
  • مستشار رئيس وزراء فلسطين الأسبق: المقاومة الفلسطينية لم تُحسن إدارة المعركة