جهات فلسطينية توثق تدمير الاحتلال مقومات الحياة في غزة
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
وثّقت مؤسسات حكومية وحقوقية فلسطينية لليوم 129 على التوالي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، التدمير الإسرائيلي الممنهج لكل مقومات الحياة في القطاع، من منازل ومنشآت ومؤسسات ومساجد ومراكز صحية وجامعات ومدارس.
ووفقًا لعمليات الإحصاء الفلسطينيي الأولية، فقد دمر الاحتلال المدن والأحياء السكنية بأكملها بشكل كلي وجزئي، مثل مدن: بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا شمال قطاع غزة، وأحياء الشجاعية والشيخ رضوان والرمال وتل الهوا والزيتون، والزهراء بمدينة غزة.
أخبار متعلقة البديوي: دول مجلس التعاون تملك رؤى اقتصادية عالميةمنظمة الفاو: سكان غزة على حافة مجاعةكما دمر الاحتلال بالكامل بلدات خزاعة وبني سهيلا، والقرارة، ومعن وحي الأمل بمدينة خان يونس.
بالإضافة لتدمير المئات من المنازل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، خاصة منازل في الحي السعودي ومخيم الشابورة، ما أدى إلى تدمير 350 ألف منزل وشقة سكنية.
بالإضافة إلى مئات آلاف المنازل التي تضررت بشكل جزئي في القطاع، منذ بدء العدوان، كما دمر الاحتلال بالكامل 186 مسجدًا بشكل كلي و266 بشكل جزئي.استشهد عشرة فلسطينيين وأصيب العشرات اليوم في قصف إسرائيلي استهدف منازل في مدينة #دير_البلح وسط قطاع #غزة#اليوم
للمزيد: https://t.co/evdF0JbS4U pic.twitter.com/4BAH44rShl— صحيفة اليوم (@alyaum) February 12, 2024
تدمير المنشآت التعليميةوأشارت وزارة التعليم الفلسطينية في تقرير لها، إلى أن الاحتلال دمر بالكامل نحو 100 مدرسة وجامعة وكلية بعد قصفها وتعمد تفجيرها، ومنها مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، كما تسبب القصف بدمار جزئي في نحو 300 مدرسة.
ولفتت إلى أن نحو 620 ألف طالب حُرموا من الدراسة بفعل العدوان الإسرائيلي، واستشهد بفعل القصف الإسرائيلي نحو 5000 طالب وطالبة.استهداف القطاعات الصحيةوبشأن الوضع الصحي، فقد أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الاحتلال استهدف بشكل ممنهج القطاعات الصحية، من خلال قتل الكوادر الطبية واعتقالهم وتدمير المستشفيات، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إليها، ما تسبب وفق تقرير لوزارة الصحة إلى إخراج 83 مستشفى ومركزًا صحيًا عن العمل، وقصف واستهداف نحو 150 مؤسسة صحية.أكدت نائبة المدير العام لـ #منظمة_الأمم_المتحدة للزراعة والأغذية "#الفاو" أن سكان #غزة يعانون مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي الحاد و #الجوع#اليوم
للمزيد: https://t.co/rAGcrCx6Cf pic.twitter.com/0XGEJJTVHM— صحيفة اليوم (@alyaum) February 12, 2024
وأوضحت الصحة الفلسطينية، أن 350 ألف مريض يعانون الأمراض المزمنة ولا يتوافر لهم العلاج، مشيرة إلى اكتشاف 8 آلاف حالة مصابة بالوباء الكبدي، وإصابة نحو 700 ألف نازح بالأمراض المعدية، بينهم 100 ألف حالة سُجلت في رفح التي يوجد فيها وفق تقديرات منظمات دولية نحو مليون ونصف المليون نازح فلسطيني.
وحذرت من خطورة ما تمر به نحو 60 ألف امرأة حامل، بفعل وجودهن في مراكز الإيواء والخيام وعدم توافر العلاج والمستلزمات والرعاية الصحية لهن.نقص المستلزمات الطبيةوتشير مستشفيات قطاع غزة، إلى أنها باتت غير قادرة على استيعاب المزيد من الجرحى والمرضى، في ظل النقص الحاد في المستلزمات الطبية والأدوية، مطالبة بنقل 11 ألف مريض وجريح بشكل عاجل للعلاج خارج قطاع غزة لإنقاذ حياتهم، في ظل عدم توافر العلاج لهم في مستشفيات القطاع، التي تتعرض لتدمير وحصار إسرائيلي، ومنها كبرى مستشفيات القطاع، وهي الشفاء بغزة، وناصر بخان يونس، ومستشفى الأقصى وسط قطاع غزة، الذي حول الاحتلال باحات تلك المستشفيات لمقابر لدفن الشهداء بعد تعذر دفنهم، نظرًا إلى الحصار الإسرائيلي.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس القدس المحتلة الأراضي الفلسطينية المحتلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
4 خيارات إسرائيلية لمستقبل قطاع غزة لا يضمن أيّ منها أمن الاحتلال
عديدة هي الخيارات الإسرائيلية التي تم طرحها للتعامل مع "اليوم التالي"، سواء من الائتلاف أو المعارضة، رغم أن العديد منها تعتمد على سوابق تاريخية، لكن المقارنات أحيانا مفقودة، ولأنه ما كان مناسبا لألمانيا واليابان عقب هزيمتهما في الحرب العالمية الثانية لن يناسب قطاع غزة بالضرورة، كما أن السيطرة المصرية على القطاع لن يستفيد منها الاحتلال، وكذلك لن تنجح خطة تشجيع الهجرة، وفقا لما طرحه زعيم المعارضة يائير لابيد قبل أيام، حين اقترح سيطرة مصر على غزة، مقابل إلغاء ديونها.
قسم التحقيقات في مجلة "غلوبس" الاقتصادية، انشغل بهذه القضية، "طارحا حلولا مختلفة وغريبة لما بعد اليوم التالي في قطاع غزة، كي لا يعود الاحتلال ليوم السادس من أكتوبر، في يوم ما قبل الهجوم، ومنها استقدام قوة متعددة الجنسيات، مكوّنة من قوات غربية وعربية معتدلة، للسيطرة على القطاع، وإعادة تأهيله، ويعتقد آخرون أن مجرد فتح السياج الحدودي مع مصر قد يدفع الفلسطينيين للمغادرة طواعية، وبالتالي تجنب الحاجة لحلّ طويل الأمد".
"قوة متعددة الجنسيات"
وأضاف في تقرير مطول ترجمته "عربي21"، أن "الخيار الأول يتمثل في القوة متعددة الجنسيات في غزة، حيث لدينا وثيقة سياسية تهدف لتقديم مخطط لليوم التالي، وقّع عليها: نيتا باراك كورين وداني أورباخ وناتي بالمر وهاريل حوريف.. تروّج لإدارة القطاع من قبل قوة متعددة الجنسيات، بمشاركة إسرائيلية، رغم اختلاف الظروف عن واقع ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وهناك مثال على فشل الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق، وفي غزة ستكون هناك حاجة للتغيير الذي سيستغرق عقوداً من الزمن، إن لم يكن أجيالاً".
وأشار إلى أنه "لن ترغب القوات الأجنبية بدخول غزة، كما أنها لن تقاتل حماس، ولم تقاتل قوات الأمم المتحدة حزب الله في جنوب لبنان، ما يستدعي السؤال حول مشروعية سيطرة الاحتلال على غزة بشكل مباشر، والإجابة تكمن في مفهوم الأمن الإسرائيلي، الذي طوّره ديفيد بن غوريون، القائل إن دولة الاحتلال ليست قوة عظمى، وبالتالي فهي لا تستطيع فرض السلام على منافسيها، ما يعني أن تحقيق نصر عسكري سريع من شأنه أن يزيل التهديد ينبغي أن يكون كافياً، لأنه في كل مرة حاول فيها الإسرائيليون "هندسة" الشركاء، فشلوا".
"الخيار المصري"
وأوضح أن "الخيار الثاني متعلق بسيطرة مصر على غزة، وقد حكمتها بين 1948و1967، دون حصول سكانها على الجنسية المصرية، ناقلا عن العقيد ديفيد هاشام، رئيس الإدارة المدنية بغزة، وممثل المؤسسة الأمنية في اتفاقيات أوسلو، ومستشار سبعة وزراء أمن للشؤون العربية، أنه بين عامي 1958 و1962، حاولت مصر الترويج لقيام دولة فلسطينية، وتم تأسيس حكومة وبرلمان كجزء من محاولة لإضفاء الحكم الذاتي، ولكن هذا النظام بأكمله تحت إشراف الأخ الأكبر، بحيث يكون تابعاً للمصريين، وخاضعاً لإشرافهم، ومتأثراً بهم".
وأوضح أنه "في 1953، فكرت مصر بنقل 12 ألف لاجئ من غزة لسيناء من خلال خطة الأونروا، بعكس موقفها المعلن الحالي ضد تهجير سكان غزة، وتم إلغاء الخطة عقب احتجاجات الفلسطينيين الذين أدركوا أنها ستقوّض قوميّتهم، وتضرّ بحقهم في العودة، ومع مرور الوقت، تضاءل الاهتمام المصري بالسيطرة على غزة، وأظهرت عدم رغبتها بالمشاركة في الصراع. وفي كامب ديفيد، لم يُرد السادات استعادة غزة".
وأكد أن "إعادة الاحتلال لطرح الخيار المصري اليوم لغزة يستدعي وضع تساؤلات حول مدى تحسّن الوضع في القطاع، أم إنه سيُعفيه فقط من المسؤولية عما يحدث فيه، وإذا أصبح القطاع حدودا إسرائيلية مصرية، فقد يؤدي لتدفئة العلاقات الإسرائيلية المصرية طالما كانت هناك قوة معادية على الجانب الآخر، تماما كما دفعت غزوات الاحتلال لغزة في الخمسينيات مصر لدعم الفدائيين، لذلك، فإن اقتراح لابيد لن يؤدي بالضرورة لاختفاء المشكلة الأمنية وراء السياج".
"الهجرة الطوعية"
وأشار إلى أن "الخيار الثالث يتمثل في الهجرة الطوعية، وقد حصلت محاولات سابقة حين سيطر الاحتلال على غزة في 1967، حين سعى لتقليص عدد الفلسطينيين هناك، بهدف ضمّ القطاع، واعتمد مسار العمل على الوسائل الاقتصادية، وليس الضغوط العسكرية، بهدف دفع سكان غزة للانتقال إلى الضفة الغربية، مرورا بالوصول إلى الأردن".
وأكد أن "الخيار الرابع يرتكز على الجمع بين الهندسة والتخطيط والتكنولوجيا، وهناك سابقة تاريخية بين نوفمبر 1967 ويوليو 1968، حين غادر غزة 2800 فلسطيني شهريًا، مع محاولة فاشلة لتشجيع هجرتهم من غزة إلى باراغواي، انتهت بإطلاق النار من قبل فلسطينيين داخل سفارة الاحتلال فيها، وفي نهاية المطاف، قرر الأردن إلغاء الخطة، ومنعوا سكان غزة من دخوله".
ونقل عن ياني سبيتزر المؤرخ الاقتصادي من الجامعة العبرية، أن "هناك العديد من أمثلة الهجرة الطوعية، لكن حالة غزة اليوم تبدو غير عادية للغاية، وتجعل من الصعب التنبؤ بما سيحدث بالضبط إذا ما انفتحت لهم، على سبيل المثال، إمكانية الهجرة للدول الغربية أو الخليج العربي، لأن صعوبة الاعتماد على هذه السوابق التاريخية تنبع من حقيقة أن تدمير البنية التحتية في غزة خلال الحرب كان على نطاق غير مسبوق تقريبا في التاريخ الحديث، كما أنه يصعب في غزة رؤية كيفية إعادة إنشاء بنيتها التحتية في المستقبل المنظور".
وختم بالقول إنه "في كل الأحوال، إذا حدثت مثل هذه الهجرة الجماعية من غزة، فستكون نتيجة للكارثة الجيو-سياسية التي تحول الأمل في إعادة الإعمار بشكل كبير إلى حلم بعيد المنال، وهنا سيكون صعباً تسميتها بكونها هجرة طوعية أم لا".