الانتخابات الامريكية.. هل تنقذ أكياس الشيبس بايدن؟
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
يسارع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخطى نحو حشد الكثير من الناخبين لدعمه في الانتخابات الرئاسية المقررة نوفمبر من العام الجاري، مستهدفًا خلال الأونة الأخير فئة الشباب وصغار الناخبين، حيث لجأ إلى التحدث إليهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي أثارت تلك الإجراءات تساؤلات بشأن مدى نجاحه في هذه المهمة.
وبحسب محللون ومختصون في الشأن الأمريكي"، فإن حملة بايدن تواجه العديد من العقبات للحصول على أصوات الناخبين الشباب، وعلى رأس ذلك كبر سنه البالغ 81 عاما، في حين يفضل الشباب المرشحين الأصغر سنًا، فضلًا عن تأثرهم بالحرب الجارية حالياً في قطاع غزة والانتقادات الموجهة إلى إدارته بشأن تأخر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى وحماية المدنيين.
وفي أواخر العام الماضي، أظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة "إن بي سي" الأمريكية، تراجع شعبية بايدن بين أوساط الناخبين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، إذ حصل الرئيس السابق دونالد ترامب على دعم 46 في المائة من الناخبين الشباب، في حين حصل بايدن على 42 في المائة.
كما أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز ومعهد سيينا للأبحاث، أن الناخبين المسجلين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما قالوا إنهم أكثر ميلا إلى دعم فلسطين في خضم الحرب الجارية، في الوقت الذي أشار 72 بالمئة من الناخبين إلى أنهم لا يوافقون على جهود الرئيس الأمريكي.
خطوات لاستقطاب الشباب
اتخذت حملة بايدن عددًا من الخطوات المتعاقبة لاستقطاب الشباب، حيث الرئيس الأمريكي يوم الأحد، حسابا على منصة التواصل الاجتماعي "تيك توك"، بتسجيل مصور مدته 26 ثانية، على الرغم من الانتقادات الحادة من الحكومة الامريكية للمنصة في السنوات الأخيرة، والتي قادها الجمهوريون، وصدر جزء منها أيضا من إدارة بايدن.
في التسجيل الذي نشر على حساب حملة بايدن "@bidenhq"، تطرق الرئيس الديمقراطي إلى موضوعات تراوحت بين السياسة والدوري الوطني لكرة القدم الامريكية.
ولدى سؤاله عن وجود خطة سرية للتلاعب بنتيجة مباراة نهائي السوبر بول، أكبر حدث رياضي في الولايات المتحدة، لتستغل تايلور سويفت التي تواعد لاعب "كنساس سيتي تشيفس" ترافيس كيلسي شهرتها لدعم بايدن، سخر الرئيس من الفكرة التي يعتبرها البعض نظرية مؤامرة يمينية. ويقول "سأكون في ورطة إذا اخبرتكم".
قوة تايلور سويفت
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استعانت حملة بايدن بنجمة البوب تايلور سويفت لكسب أصوات الشباب الامريكي مع تنامي شعبية ترامب، وتفاعل بايدن مع ذلك حيث نشر صورة "غريبة" له على منصة "إكس"، تظهر أشعة ليزر على ما يبدو تنطلق من عينيه، وكتب تعليقا مقتضبا قال فيه: "تماما كما خططنا له"، ليثير التكهنات بشأن قصده من هذه الجملة. لكن تقارير صحفية ومتابعين لمنصات التواصل الاجتماعي، قالوا إن بايدن كان يرد بسخرية على تقارير أشارت إلى "تلاعب" في مباراة نهائي الـ"سوبر بول"، ما يعني تفاعله مع الموضوعات الشبابية.
معضلة كيس البطاطا
اهتم بايدن بالتفاعل مع موضوعات الشباب عبر حسابه على منصة "إكس"، حيث اشتكى من أنشطة الشركات الأمريكية التي تقلل كمية المنتجات الغذائية في عبواتها، بما في ذلك رقائق البطاطس.
علق بايدن عبر فيديو نشره على "إكس"، قائلًا: "عندما اشتريتم مقبلات لمشاهدة كرة القدم على الأغلب لاحظتم أن زجاجات المشروبات أصبحت أصغر حجما وهناك عدد أقل من رقائق البطاطس في أكياس رقائق البطاطا، على الرغم من أن السعر هو نفسه. حيث تعمل الشركات تدريجيا على تقليل كمية المنتجات في عبواتها وتعتقد أنه لن يلاحظ أحد ذلك". ودعا الرئيس الشركات إلى التوقف عن فعل ذلك.
ملاحقة الناخبين في كل مكان
قال مستشارو الرئيس إنهم "سيقابلون الناخبين أينما كانوا"، ولن يوفروا أي تطبيق لفعل ذلك، كما ألمحوا إلى إمكانية انضمامهم أيضا إلى تطبيق "تروث سوشيل" المملوك لترامب، إذا اقتضت الحاجة. كما وضعت حملة بايدن إستراتيجية رقمية ستعتمد على المئات من "المؤثرين" على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يروجون له، حيث أشار موقع "أكسيوس" إلى أن هؤلاء سيكون لديهم في وقت قريب غرفة إحاطة خاصة بهم في البيت الأبيض.
الشباب.. كتلة فارقة
بدوره، قال المحلل السياسي الامريكي سكوت مورغان، وهو عضو في الحزب الديمقراطي، إن تصويت الشباب كان عاملا مهمًا في انتخاب الرئيس الأمريكي، خلال الاستحقاقات الانتخابية الماضية.
وأوضح مورغان أن إحدى الأساليب الدعائية الناجحة التي تم استخدامها لكسب أصوات الشباب، كانت الوعد المتعلق بقروض الطلاب، وكان الوفاء بهذا الوعد مشكلة في الكثير من الأوقات.
وحاول الرئيس بايدن العام الماضي التماهي من تلك القضية، بيد أن المحكمة العليا الأمريكية أبطلت اقتراحه بشأن إلغاء المليارات من ديون الطلاب، حيث ألغى الحكم الخطة فعليا، والتي كانت ستسقط حوالى 10 آلاف دولار عن كل مقترض، وما يصل إلى 20 ألف دولار في بعض الحالات.
وقال بايدن إن الأمر أثار غضب الرأي العام الأمريكي، وتعهد حينها بوضع إجراءات جديدة لتخفيض ديون طلاب الجامعات باستخدام قوانين أخرى قائمة.
عقبة غزة
لكن "مورغان" يعتقد أن الحرب في غزة باتت إحدى العقبات أمام منح الشباب أصواتهم إلى بايدن، مضيفًا: "إحدى القضايا التي تمثل معضلة أمام بايدن في كسب الناخبين الجدد هي الصراع في غزة، وتواصل مع بعض المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن سياساته والترويج لها، بما يُمكنه من حصد بعض الأصوات الإضافية من تلك الكتلة".
ويعتقد الخبير الامريكي المتخصص في الشؤون الإستراتيجية أن عامل السن يمثل تحدياً إضافياً أمام بايدن. وقال: "يشعر الشباب بالفارق في التفكير مع الإدارة التي يتجاوز رئيسها عتبة الـ 80 عامًا، وأن أصواتهم غير مسموعة، ويبدو أن هذا هو الجزء الذي قد تعتبره حملة بايدن أمرًا مفروغًا منه".
ويوضح "مورغان" أن الكثير من تدوينات الشباب الأمريكي على مواقع التواصل تُظهر ذلك جلياً في التعامل مع سياسات بايدن، معتبرًا أن "منشورات وسائل التواصل الاجتماعي قد أكثر موثوقية من بيانات الاقتراع التقليدية".
بيد أنه أكد أنه في هذا الوقت، من الصعب اتخاذ قرار بشأن من يحسم أصوات الناخبين الشباب سواءً بايدن أو ترامب، وسيكون من الضروري الانتظار حتى عيد العمال (أول يوم اثنين من شهر سبتمبر) لمعرفة توجهات الناخبين الحقيقية بعد شهور من الحملات الانتخابية.
في المقابل، يرى عضو المجلس الاستشاري لترامب سابقاً، وأستاذ القانون الدولي الأمريكي، جابريال صوما، في تصريح صحفي أن بايدن يعلم أنه يواجه خطر خسارة الكثير من أصوات الشباب في حملته الانتخابية الراهنة، بسبب العديد من سياساته خلال فترة التي تنقضي هذا العام.
وأوضح "صوما" أن أحد المؤشرات التي يهتم بها الشباب الأمريكي هي مسألة صادرات الغاز الطبيعي المسال، حيث كان من المقرر أن يتم الاستمرار في سياسة التصدير، لكن بايدن تدخل لإيقافه مؤقتاً حتى تتمكن وزارة الطاقة من مراجعة التأثيرات المناخية، لأنه يعلم جيداً أن الشباب خاصة المهتمين بقضايا المناخ وهم يمثلون نسبة كبيرة، لا يريدون تنفيذ هذا القرار.
وفي نهاية يناير، أعلنت إدارة بايدن تعليق إصدار تصاريح لأي منشآت جديدة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، في خطوة حظيت بإشادات على اعتبارها ضرورية للتعامل مع أزمة تغيّر المناخ.
ولفت صوما إلى أن بإمكان بايدن استغلال قضايا المناخ لكسب مزيد من التأييد وسط الأوساط الشبابية الأمريكية، مضيفا: "بإمكانه تقديم برنامجاً تفصيلياً يتعلق بالوقود الأحفوري لإخراجه من الاقتصاد الأمريكي، والانتقال لمجال الطاقة النظيفة".
استعادة زخم القاعدة الشبابية
المحلل السياسي الامريكي ماك شرقاوي، قال، إن الشباب يعتبرون من الشرائح المهمة بالنسبة للديمقراطيين، حيث اعتمد عليهم في وقت سابق الرئيس باراك أوباما وأطلق شعاره الانتخابي "نعم نستطيع" وكان موجهًا بالأساس لتلك الفئة لدعمه، ثم لعبت على هذه الكتلة المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون في مواجهة ترامب.
وأضاف شرقاوي أن "الرئيس بايدن يعتمد في خطته الانتخابية على أدوات الحزب الديمقراطي التقليدية مع التجديد بعض الشيئ فيها، وبالتالي دائمًا ما يميل الشباب إلى التصويت للمرشح الديمقراطي، باعتبارهم يميلون إلى الفكر الليبرالي المتحرر، ولكن الأمور تختلف بشكل واضح في الانتخابات الراهنة، حيث تشير الكثير من استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة إلى أن الشباب يرفضون سياسات بايدن خلال الفترة الأخيرة".
وهذا ما أشارت إلى صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير مطلع العام الجاري، حيث أضحت أن الحرب الإسرائيلية على غزة أشعرت الكثير من الشباب الأمريكيين بخيبة أمل في الرئيس الذين صوتوا له قبل 4 سنوات.
واعتمد الديمقراطيون على إقبال الناخبين الشباب لدفعهم إلى الفوز في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 والانتخابات النصفية لعام 2022. وينفق الجهاز الديمقراطي عادة ملايين الدولارات على التواصل مع الشباب ومشاركتهم لتعزيز الدعم.
وعاد المحلل السياسي الامريكي للقول بأن "بايدن فقد الكثير من الزخم لدى الشباب، حيث يرفض الكثيرين من أنصاره العمليات العسكرية في غزة ويطالبون بوقف إطلاق النار، واستمرار الحرب الراهنة سيكون لها الكثير من التداعيات خاصة بين فئة الشباب".
ولا يعتقد "شرقاوي" أن ظهور بايدن وتفاعله على منصات التواصل الاجتماعي لن يجذب له أصوات الناخبين الشباب، ما لم يُغير سياساته خلال الشهور الحاسمة قبل انتخابات نوفمبر المقبل.
المصدر: سكاي نيوز
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی الناخبین الشباب الرئیس الأمریکی حملة بایدن الکثیر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
لمواجهة «مخاطر البلاستيك».. مصر تبدأ تطبيق المسئولية الممتدة للمنتج على أكياس التسوق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطوة جادة للقضاء على أحد المصادر الرئيسية للتلوث بمخلفات البلاستيك، أصدرت الحكومة المصرية قراراً بشأن تطبيق قواعد «المسؤولية الممتدة للمنتج» على أكياس التلوث البلاستيكية، وهو ما يعني فرض رسوم إضافية على منتجي ومستوردي الأكياس البلاستيكية، مقابل قيام الجهات الحكومية بالتخلص الآمن من المخلّفات الناتجة عنها، الأمر الذي لقي ترحيباً من قبل العديد من نشطاء حماية البيئة والمنظمات البيئية الإقليمية والمحلية.
حيث انه قد جاء في المادة الأولى من القرار الصادر عن رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، برقم 662 لسنة 2025، أن أكياس التلوث البلاستيكية، المنتجة أو المستوردة وفقاً للمواصفة القياسية المصرية رقم 3040، تعد من المنتجات ذات الأولوية، التي تخضع للمسؤولية الممتدة للمنتج، طبقاً لأحكام قانون تنظيم إدارة المخلفات، رقم 202 لسنة 2020.
واوضحت رائد" الشبكة العربية للبيئة والتنمية" في بيان لها اليوم، انه قد تضمن القرار، في مادته الثانية، مجموعة من الإجراءات التي يتوجب على منتجي ومستوري أكياس التسوق البلاستيكية الالتزام بها، ومنها تسجيل بيانات المنشأة لدى الموقع الإلكتروني للنظام الوطني لإدارة المعلومات والبيانات الخاصة بالمخلفات، وتقديم بيان ربع سنوي، عبر الحساب الخاص بالمنشأة، على الموقع الإلكتروني للنظام الوطني، متضمناً الكميات التي تم بيعها، بالإضافة إلى سداد مبلغ قدره 37.5 جنيهاً عن كل كيلوجرام من أكياس التسوق البلاستيكية المباعة في السوق المحلي، نظير قيام الجهة الإدارية المختصة بالتخلص الآمن من المخلفات الناتجة عنها، وذلك عند تقديم البيان الربع سنوي.
ونصت المادة الثالثة على أن يتم إيداع المبالغ المالية، التي يتم تحصيلها بموجب القرار، في حساب جهاز تنظيم إدارة المخلفات، بهدف تنفيذ إجراءات وضوابط التخلص الآمن من المخلفات البلاستيكية، فيما أشارت المادة الرابعة إلى التزام جهاز تنظيم إدارة المخلفات بتقديم تقرير سنوي إلى مجلس الوزراء، بشأن نتائج تطبيق القرار، كما تضمنت المادة الخامسة نشر القرار في الجريدة الرسمية، على أن يتم العمل به بعد ثلاثة أشهر من اليوم التالي لتاريخ نشره.
وقد أعربت الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» عن ترحيبها بقرار الحكومة المصرية بشأن تطبيق المسؤولية الممتدة للمنتج على أكياس التسوق البلاستيكية، ووصف الدكتور عماد الدين عدلي، المنسق العام لشبكة «رائد»، القرار بأنه خطوة هامة نحو الحد من التلوث البلاستيكي، وتعزيز الاستدامة البيئية في مصر، مشيراً إلى أن الشبكة أطلقت دعوة إلى كافة الجهات المعنية، من مؤسسات حكومية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، إلى التعاون من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من هذا القرار، بما يضمن بيئة أنظف وأكثر استدامة للأجيال القادمة.
وكذلك، أشادت جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة بالقرار، الذي أكدت أنه يأتي استكمالاً لجهود الجمعية من خلال مبادرة «لا للبلاستيك أحادي الاستخدام»، وهي مبادرة غير مسبوقة أطلقتها الجمعية بهدف نشر الوعي بمخاطر البلاستيك، والتشجيع على استخدام بدائل البلاستيك، وتم تنفيذ المبادرة الأولى من نوعها، تحت رعاية وزارتي البيئة والصحة والسكان، وهيئة تنشيط السياحة، بمشاركة عدد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في مختلف المحافظات.
وأشار المكتب العربي للشباب والبيئة، في بيان، إلى أن القرار يلزم منتجي البلاستيك بتحمل تكلفة التخلص الآمن من أكياس التلوث البلاستيكية، مما يشجع على التحول نحو البدائل الآمنة والصديقة للبيئة، كما أكد البيان على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر البلاستيك غير القابل للتحلل، وتشجيع الشركات والمستهلكين على تبني سلوكيات مسؤولة تجاه البيئة، ودعت الجمعية إلى الاستفادة من العائدات المالية لهذا القرار في دعم مبادران إعادة التدوير، والتوسع في استخدام المواد الصديقة للبيئة.