موقع النيلين:
2025-02-02@17:55:44 GMT

محمد وداعة: عقدة شندى .. تعال شندى

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT


*قبل اتفاقية نيفاشا كان قرنق يقول انه سيشرب القهوة فى شندى ، و لم يشربها حتى بعد اتفاقية 2005م و تعيينه نائبآ للبشير*

*رغم كل افرازات الحرب الاقتصادية و الاجتماعية انخرط الشعب السودانى فى المقاومة الشعبية متطوعآ، لا مرغمآ ،*

*توحدت بندقية الحلو مع الجيش فى الدلنج ، و انضمت له قوات عبد الواحد و قوات اطراف سلام جوبا فى الفاشر*

*فى بابنوسة كانت المفاجأة فى تحول نوعى للاصطفاف من الولاء للقبيلة الى الولاء للوطن*
*زعيم المليشيا المجرمة يرغى و يزبد و يهدد شندى ، كالهر يحكى انتفاخآ صولة الاسد*،
تراجع خطاب المليشيا المتمردة المضلل من ان الحرب قامت لاجل التحول الديمقراطى منذ اليوم الاول للحرب ، تحت شعار ( يا الاطارى .

. يا الحرب ) و تزامن ذلك مع وهم السيطرة على السلطة فى بضع ايام بعد فشل الانقلاب، تراجع ذلك الخطاب الى ان الحرب قامت ضد الفلول ، و احيانآ الحرب اشعلها الفلول ، و جاء ذلك متفقآ مع اقتحام البنوك و المصانع و الشركات و نهب الاسواق و استباحة بيوت المواطنين بذريعة انها اموال و منازل الفلول ، و انقلب الشعار الى الحرب ضد دولة 56 ، مترافقآ مع توسيع رقعة الحرب فى دارفور و الجزيرة ، و اخيرآ محاولة التخفى باحلال السلام و المساعدات الانسانية ،

يلاحظ ان هذا الخطاب لم يفلح فى اى مرحلة باقناع الناس سوى فئة قليلة ضلت الطريق و ارتضت ان تبرر حرب المليشيا على الدولة السودانية و الشعب السودانى قاطبة ، و ذلك لان الطبيعة المتوحشة لهذه المليشيا ظلت ماثلة و لم تفارق اذهان ملايين المواطنين النازحين و المهجرين قسرآ ، مع استمرار ترويع السكان بالقصف العشوائى و احتلال القرى فى دارفور و الجزيرة و العمل على توسيع رقعة الحرب ، واستمرار النهب و الاغتصاب و الاعتقالات و محاولة اذلال المواطنين و ارهابهم و تخويفهم دون هوادة ،

بعد كل هذه الجرائم و الانتهاكات و فقدان الاموال و الارواح صمد الشعب السودانى و قواته المسلحة فى وجه المليشيا و مرتزقة دول الجوار ، ورغم كل افرازات الحرب الاقتصادية و الاجتماعية انخرط الشعب السودانى فى المقاومة الشعبية متطوعآ، لا مرغمآ ، دون اى اكراه او ( تجنيد اجبارى ) كما يحدث فى كل الحروب ، تحمل الشعب السودانى متماسكآ بصبر و شجاعة كلفة الحرب لانه يدرك ان الحرب هدفها انهاء وجوده و تفكيك دولته و احتلالها و الاستيطان فى مدنه و قراه ، و الاستيلاء على ثرواته و ارضه استجابة لمخططات اجنبية برعاية دولة الامارات و الكيان الصهيونى ،

هذه الحرب احيت الشعور الوطنى ، ووحدت ما بين الفاشر و بابنوسة و شندى و كسلا و الخرطوم و بورتسودان و الجنينة.. و كل الولايات و المدن و الارياف ، و تراجعت بوضوح التناقضات الثانوية والمطالب المناطقية لتسود روح القومية و ارتفاع درجة الوعى بالمخاطر التى تمثلها حرب المليشيا ضد كيان الدولة و سلامة النسيج الاجتماعى ، مع تزايد القناعة بان الحرب تحركها اطماع خارجية استغلت اسرة آل دقلو لتمرير مشروع السيطرة على السودان ، و جاء الالتفاف الشعبى فى بابنوسة و الفاشر و الدلنج ليقدم لوحة وحدت الارادة الوطنية فى مواجهة المؤامرة ، توحدت بندقية الحلو مع الجيش فى الدلنج ، و انضمت قوات عبد الواحد و قوات اطراف سلام جوبا الى القوات المسلحة فى الفاشر ، و كانت المفاجأة فى تحول نوعى للاصطفاف فى بابنوسة ،

بعد كل هذا يتحدث زعيم المافيا بان قواته ذاهبة الى شندى ، و هو تكرار لاحاديث من قيادات فى المليشيا بان هدفهم القادم شندى ، و تارة سنار و مرة مروى واحيانآ القضارف … الخ ، المليشيا تتواجد فى نيالا و فى الجنينة و الضعين و بعضآ من الجزيرة و الخرطوم ، و لم يحقق ذلك لها اى شرعية او قبول وسط المواطنين ، فهل استهداف شندى سيحقق هذه الاوهام ؟ قادة المليشيا يجهلون ان شندى لم تعد رمزآ لفئة اجتماعية بعينها ، شندى الان سودان مصغر، و لا يوجد دليل على ذلك اصدق من انضمام مواطنى الولايات الاخرى من دارفور و كردفان و الشرق للمقاومة الشعبية فى شندى و نهر النيل ،

قبل اتفاقية نيفاشا كان قرنق يقول انه سيشرب القهوة فى شندى ، و لم يشربها حتى بعد اتفاقية 2005م و تعيينه نائبآ للبشير ، مع الفارق ان قوات قرنق لم تكن تغتصب او تنهب او تعمل على احتلال السودان ، وربما لم ينفصل الجنوب لو امتدت الايام بقرنق ، الحرب دماء و اشلاء و خراب و لا احد يريدها ان تستمر يومآ واحد ، ومع ذلك تعال شندى ،

زعيم المليشيا (المعدل) يرغى و يزبد و يهدد شندى ، كالهر يحكى انتفاخآ صولة الاسد ،
زعم الفرزدق ان سيقتل مربعآ .. فابشر بطول سلامة يا مربع

محمد وداعة
12 فبراير 2024م

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الشعب السودانى ان الحرب

إقرأ أيضاً:

عقدة التأليف السلاح... وبن فرحان يعود

كتبت سابين عويس في" النهار": تبدو حكومة الرئيس المكلف نواف سلام عالقة أمام عقدة تولي الثنائي الشيعي "أمل" - "حزب الله" حقيبة وزارة المال، التي برزت في وجهها اعتراضات شديدة داخلية وخارجية على السواء، ليس من باب رفض تمثيل الثنائي في الحكومة العتيدة وإنما لسبب محلي يكمن في رفض قوى وازنة في الداخل تكريس مبدأ التوقيع الثالث للطائفة الشيعية، الذي يخوض رئيس المجلس نبيه بري آخر معاركه ربما لتحقيقه قبل أن تدخل البلاد مناخ الانتخابات النيابية، مع ما قد تحمله على صعيد تكريس التوازنات الجديدة.

قد تكون وزارة المال أحد أوجه معركة الأحجام والأوزان التي يواجهها الرئيس المكلف، هو الآتي من خلفية قانونية تعطي الأولوية للدستور وحسن تطبيقه من خارج الأعراف والتقاليد ومنطق المحاصصات.
لكن الواقع أن المعركة الناشبة اليوم على التمثيل، هي معركة تأمين الثلث المعطل داخل مجلس الوزراء لأي قرار أو مفهوم من شأنه أن يتبنى مقاربة سياسية تستهدف السلاح. ذلك أن خطر الحكومة العتيدة بالنسبة إلى هذا الفريق يكمن في بعدين، أحدهما سياسي يتصل بالتزامات الحكومة وتوجهاتها في بيانها الوزاري حيال ثلاثية حكمت المرحلة الماضية والآخر عسكري يتمثل في التزامها تنفيذ القرار الدولي 1701 القاضي بنزع سلاح الحزب. وهذان البعد أن يشكلان التحديين الأبرز أمام حكومة سلام في أول اختبار حقيقي لها.

من هذا المنطلق، يمكن فهم خلفيات الضغط العربي والدولي المشروط بتطبيق القرارات الدولية ومنع تسلم الثنائي قرارات أساسية وحصصاً تسمح له بالتحكم في الحكومة، مقابل حصول لبنان على الدعم المالي.

ذلك أن الرسائل الخارجية الواضحة التي بلغت المسؤولين اللبنانيين، بمن فيهم الرئيس بري، تركز على مسألة واحدة تشكل الخاصرة الرخوة للحزب، هي أن لا أموال ولا دعم ولا إعادة إعمار ما لم يلتزم الحزب تطبيق القرار 1701 ويسلم سلاحه، من خارج المناورات الجارية حالياً والتي تأتي نتائجها عكسية، ما يعزز الاعتقاد بأن مهلة الأسابيع الثلاثة الباقية أمام حلول الثامن عشر من شباط المقبل لن تكون كافية لإنجاز الانسحاب، ولن تكون نهائية، بل ستذهب الأمور مجدداً نحو تمدید جدید ما لم تحسم الدولة أمرها بسحب السلاح ومعه سحب الذريعة الإسرائيلية.

في هذا المناخ المأزوم سياسياً وحكومياً، يحط الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان في بيروت، في زيارة جديدة ترمي إلى إعادة وضع الأمور في نصابها، والتذكير بأن انتخاب العماد جوزاف عون وتكليف القاضي نواف سلام، ليسا إجراءين منفصلين عن الرزمة الكاملة الكامنة في تأليف حكومة جدية من أصحاب الكفاية والنزاهة، لتطبيق برنامج إصلاحات تحتاج إليها البلاد، ليس في المجال الاقتصادي والمالي فحسب، بل أيضاً في المجال السياسي. ولعل هذا ما يفسر إثارة عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور مسألة السلاح، عندما قال إن مبدأ حصرية السلاح في يد الدولة يجب ألا يحتمل فيتو من أي طرف. وهذا الكلام يعطف على المخاوف التي عبر عنها وليد جنبلاط، مبدياً خشيته من استفادة إسرائيل من عدم تأليف الحكومة، ومتوقعاً عودة الحروب في لبنان وغزة، ما يستدعي المسارعة إلى التأليف.  
 

مقالات مشابهة

  • ما المعجزة التي ينتظرها جنود المليشيا لتتحقق وتوقف تقدم الجيش؟
  • السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق شعبي في أم درمان
  • القوات المسلحة: طرد المليشيا من رفاعة وتمبول والهلالية وتطهير مناطق واسعة بوسط الجزيرة
  • هل انقلبت موازين القوى في حرب السودان؟
  • عقدة الخشب
  • السودان: قصف على سوق صابرين بأمدرمان يؤدي إلى مقتل وإصابة العشرات
  • طيران الشرطة ينقل الإعلاميين لولاية الخرطوم لتوثيق آثار الخراب والدمار لحرب المليشيا المتمردة
  • ممرات تحت الأرض.. توجه جديد لفك عقدة الاختناق المروري في بغداد
  • عقدة التأليف السلاح... وبن فرحان يعود
  • ماذا بعد تحرير الخرطوم؟