بوابة الوفد:
2025-03-16@13:15:49 GMT

الإصلاح الاقتصادى.. ومعيشة المواطن

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

فى لقاء الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء مع كرستينا جورجيفيا مدير عام صندوق النقد الدولى على هامش قمة الحكومات فى دبى تم التشاور على المراجعتين الثانية والثالثة للبرنامج الاقتصادى المكلف، وتم مناقشة عدة قضايا بالغة الأهمية حول الإصلاح، وهذا أمر محمود. لكن المهم هو الاهتمام بالمواطن، ويمكن إجمال ذلك فى عدة نقاط، أبرزها اتخاذ إجراءات جادة للحماية الاجتماعية وتعزيز النمو بمشروعات ذات جدوى اقتصادية كبيرة، واتخاذ خطوات مهمة للسيطرة على عجز الموازنة والدين العام وإصلاح منظومة المعاشات.


لابد من برنامج حكومى يجمل كل القضايا التى تحتاجها مصر خلال المرحلة القادمة، ولو نجحت الحكومة فى هذا الأمر، فسنكون فعلًا قد بدأنا مرحلة جديدة فى تاريخ المصريين، وأهم قضية فى هذا الشأن هى توفير الحماية الاجتماعية للناس. وأهم هدف هو القضاء على الحالة الاجتماعية السيئة التى يعانى منها المواطنون. ولذلك فإننى أرى أن أهم قضية لو نجحت الحكومة فى تحقيقها فستكون قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وهى توفير الحياة الكريمة للمواطن المصرى الذى صبر كثيرًا على الفقر والحياة البائسة والسكن، وانحناء ظهره فى توفير لقمة العيش والمصاريف الباهظة للحصول على الخدمات من خلال الفواتير المرتفعة، والمعاش الضئيل الذى لا يكفى لمدة أسبوع.
القضاء على الفقر فى البلاد ورفع المعاناة الشديدة عن كاهل المواطن مسألة بالغة الأهمية، وأعتقد أن الحكومة لو نجحت فى هذا الأمر فسيقف لها الشعب ونوابه تبجيلًا واحترامًا، والمواطن سيضرب لها «تعظيم سلام» بكل جوارحه. نعلم أن حسن النية متوفر لدى الحكومة فى ذلك، ومنحها الفرصة ضرورة للقيام بهذه المهمة الخطيرة، والشعب لا يريد من الحكومة ولا من الدولة سوى توفير الحياة الكريمة والكرامة الإنسانية.. المواطن يرى هناك كروشًا منتفخة، مصت دماءه على مدار سنوات طويلة، وحالته تسوء يوميًا، ولا بد للحكومة أن تتخذ فعلًا الخطوات اللازمة للقضاء على الفقر. وصحيح أن الأمر قد يستغرق سنوات، لكن هذا لا يمنع أبدًا الحكومة من اتخاذ التدابير اللازمة حتى يشعر المواطن بأن هناك تحسنًا ملحوظًا فى ظروف معيشته القاسية التى لا يرضى بها أى أحد.
إننا نأمل أن تكون الحكومة جادة فى كل أفعالها وتصرفاتها من أجل أن يشعر المواطن المطحون بأن قوت يومه متوفر، والخدمة المقدمة له يحصل عليها دون عناء أو مشقة، ولذلك فإنه يجب على الحكومة، أن توضح الخطوط العريضة للقضاء على الفقر، وتحقيق العدالة الاجتماعية فى توزيع الدخول، والمواطن لا يريد شيئًا من الحكومة سوى ذلك.
وهنا يجب تغيير فى السياسات التى تتبعها مصر خلال الفترة القادمة من أجل نجاح قضايا الإصلاح الاقتصادى التى يتحمل فاتورتها الصعبة المواطن المصرى، خاصة أن المصريين، تعرضوا لمحن كثيرة، وأمامهم تحديات واسعة، بسبب فاتورة الإصلاح، من سُنة الحياة أن يحدث التغيير، ومن سُنة الحياة أيضًا أن يظل يحلم المواطن بتحسين ظروف معيشته الحياتية، خاصة أن قطاعًا كبيرًا من المصريين تعرض لأذى كبير وطويل على مدار عقود زمنية مضت، ومن حق المواطن أن يشعر أنه جاء اليوم الذى تحسنت فيه ظروفه المعيشية.
مصر بدأت الإصلاح الاقتصادى الذى لم يجرؤ رئيس مصرى من قبل على الدخول فى معركته، بعد أن نشأت وترعرعت أجيال فى ظل أزمات طاحنة، لم تفكر حكومة واحدة من الحكومات السابقة المتعاقبة قبل ثورة 30 يونيو فى خوض غمار قضية الإصلاح، واعتمدت كل هذه الحكومات على شىء واحد، وهو العمل بنظام «الترقيع» إن جاز هذا التعبير اللغوى، وبمعنى أدق وأوضح، لم تلتفت كل هذه الحكومات إلى الإصلاح الحقيقى، وتركت الأمور تسير بنظام البركة، ظنًا أن هذا يسعد المواطن أو يرضيه، فى حين أن ما فعلته هذه الحكومات يعد ضد المواطن تمامًا. الإصلاح الاقتصادى ماضية فيه مصر، ولن تتراجع عنه لأنه فى الأصل من مصلحة المواطن. قد لا يشعر به جيل حالى، لكن أجيالًا أخرى ستحصد ثماره، وكفى ما مر من سنوات طويلة والأمور تتأزم وتزداد تفاقمًا. ولم يكن هناك إلا الدخول فى معركة الإصلاح التى تأخرت كثيرًا، وهذه هى معركة التحدى الحقيقية، وبعدها ستنصلح جميع الأحوال. ولذلك فإنه لن توجد أية تراجعات فى عمل الإصلاح الاقتصادى والحكومة مطالبة بإصلاح كل هذه الأحوال المايلة التى تعرضت لها مصر.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإصلاح الاقتصادى د وجدى زين الدين رئيس الوزراء صندوق النقد الدولي الإصلاح الاقتصادى على الفقر

إقرأ أيضاً:

لأول مرة.. توفير عربتين للنساء للتحلل من النسك في المسجد الحرام

في خطوة تهدف إلى تحسين تجربة النساء المعتمرات داخل المسجد الحرام، أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن توفير عربتين مخصصتين للتحلل من النسك (قص الشعر).

هذه المبادرة جاءت لتلبية احتياجات النساء من حيث الخصوصية والراحة أثناء أداء الشعائر الدينية، وذلك يجعلها من الخطوات النوعية التي تسهم في تطوير الخدمات المقدمة داخل الحرم المكي.

عربة مخصصة للنساء للتحلل من النسك في المسجد الحرام( الحرمين)

حُدد موقع العربتين بجوار باب المروة، وهو موقع مناسب يسهل الوصول إليه بعد الانتهاء من السعي بين الصفا والمروة. وحرصت الهيئة على تجهيز العربتين بفريق عمل نسائي مؤهل يضم موظفات للتنظيم، ومقدمات خدمة محترفات، وعاملات نظافة لضمان أعلى معايير النظافة والتعقيم. الخدمة تقدم مجانا بالكامل، وتأتي ضمن جهود المملكة في توفير أفضل التسهيلات لضيوف الرحمن.

وتسهم المبادرة في تعزيز راحة المعتمرات من خلال توفير بيئة آمنة وخاصة، بعيدا عن الازدحام. وفضلا عن ذلك، فإن هذه الخدمة تأتي كجزء من سلسلة من التحديثات التي تستهدف تحسين جودة الخدمات داخل الحرم الشريف، ومن ذلك توفير العربات الكهربائية لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

إعلان

بدأ العمل بهذه الخدمة الجديدة مع حلول شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ (مارس/آذار 2025)، إذ يشهد المسجد الحرام تدفقا كبيرا من المعتمرين. ويعد هذا التوقيت مناسبًا لتجربة المبادرة وضمان نجاحها في تلبية احتياجات النساء المعتمرات في ظل ازدحام الموسم.

مقالات مشابهة

  • الإسكان توقع اتفاقيات توفير الخدمات الأساسية بمشروعاتصروح
  • «الموارد» : توفير 9.7 ألف وظيفة نوعية في 15 مهنة
  • لأول مرة.. توفير عربتين للنساء للتحلل من النسك في المسجد الحرام
  • الستاتي يغني ضد غلاء الأسعار
  • بعد قرار صندوق النقد..برلماني: مصر حققت نجاحات كبيرة بفضل برنامج الإصلاح الاقتصادي
  • برلماني: إجراءات جادة لزيادة الاستثمارات واستقرار الاقتصاد يؤكد نجاح الإصلاح
  • شيخ جنكي: أمريكا تعتبر العراق محافظة إيرانية في ظل الحكومات الإطارية
  • القابضة للصناعات الغذائية: توفير 840 مليون كيلو سكر سنويا
  • الحكومة تبدي استعدادها توفير الوقود لمناطق الحوثيين بعد حظر استيرادها عبر ميناء الحديدة
  • «فلكيًا».. موعد عيد الفطر 2025