الإصلاح الاقتصادى.. ومعيشة المواطن
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
فى لقاء الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء مع كرستينا جورجيفيا مدير عام صندوق النقد الدولى على هامش قمة الحكومات فى دبى تم التشاور على المراجعتين الثانية والثالثة للبرنامج الاقتصادى المكلف، وتم مناقشة عدة قضايا بالغة الأهمية حول الإصلاح، وهذا أمر محمود. لكن المهم هو الاهتمام بالمواطن، ويمكن إجمال ذلك فى عدة نقاط، أبرزها اتخاذ إجراءات جادة للحماية الاجتماعية وتعزيز النمو بمشروعات ذات جدوى اقتصادية كبيرة، واتخاذ خطوات مهمة للسيطرة على عجز الموازنة والدين العام وإصلاح منظومة المعاشات.
لابد من برنامج حكومى يجمل كل القضايا التى تحتاجها مصر خلال المرحلة القادمة، ولو نجحت الحكومة فى هذا الأمر، فسنكون فعلًا قد بدأنا مرحلة جديدة فى تاريخ المصريين، وأهم قضية فى هذا الشأن هى توفير الحماية الاجتماعية للناس. وأهم هدف هو القضاء على الحالة الاجتماعية السيئة التى يعانى منها المواطنون. ولذلك فإننى أرى أن أهم قضية لو نجحت الحكومة فى تحقيقها فستكون قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وهى توفير الحياة الكريمة للمواطن المصرى الذى صبر كثيرًا على الفقر والحياة البائسة والسكن، وانحناء ظهره فى توفير لقمة العيش والمصاريف الباهظة للحصول على الخدمات من خلال الفواتير المرتفعة، والمعاش الضئيل الذى لا يكفى لمدة أسبوع.
القضاء على الفقر فى البلاد ورفع المعاناة الشديدة عن كاهل المواطن مسألة بالغة الأهمية، وأعتقد أن الحكومة لو نجحت فى هذا الأمر فسيقف لها الشعب ونوابه تبجيلًا واحترامًا، والمواطن سيضرب لها «تعظيم سلام» بكل جوارحه. نعلم أن حسن النية متوفر لدى الحكومة فى ذلك، ومنحها الفرصة ضرورة للقيام بهذه المهمة الخطيرة، والشعب لا يريد من الحكومة ولا من الدولة سوى توفير الحياة الكريمة والكرامة الإنسانية.. المواطن يرى هناك كروشًا منتفخة، مصت دماءه على مدار سنوات طويلة، وحالته تسوء يوميًا، ولا بد للحكومة أن تتخذ فعلًا الخطوات اللازمة للقضاء على الفقر. وصحيح أن الأمر قد يستغرق سنوات، لكن هذا لا يمنع أبدًا الحكومة من اتخاذ التدابير اللازمة حتى يشعر المواطن بأن هناك تحسنًا ملحوظًا فى ظروف معيشته القاسية التى لا يرضى بها أى أحد.
إننا نأمل أن تكون الحكومة جادة فى كل أفعالها وتصرفاتها من أجل أن يشعر المواطن المطحون بأن قوت يومه متوفر، والخدمة المقدمة له يحصل عليها دون عناء أو مشقة، ولذلك فإنه يجب على الحكومة، أن توضح الخطوط العريضة للقضاء على الفقر، وتحقيق العدالة الاجتماعية فى توزيع الدخول، والمواطن لا يريد شيئًا من الحكومة سوى ذلك.
وهنا يجب تغيير فى السياسات التى تتبعها مصر خلال الفترة القادمة من أجل نجاح قضايا الإصلاح الاقتصادى التى يتحمل فاتورتها الصعبة المواطن المصرى، خاصة أن المصريين، تعرضوا لمحن كثيرة، وأمامهم تحديات واسعة، بسبب فاتورة الإصلاح، من سُنة الحياة أن يحدث التغيير، ومن سُنة الحياة أيضًا أن يظل يحلم المواطن بتحسين ظروف معيشته الحياتية، خاصة أن قطاعًا كبيرًا من المصريين تعرض لأذى كبير وطويل على مدار عقود زمنية مضت، ومن حق المواطن أن يشعر أنه جاء اليوم الذى تحسنت فيه ظروفه المعيشية.
مصر بدأت الإصلاح الاقتصادى الذى لم يجرؤ رئيس مصرى من قبل على الدخول فى معركته، بعد أن نشأت وترعرعت أجيال فى ظل أزمات طاحنة، لم تفكر حكومة واحدة من الحكومات السابقة المتعاقبة قبل ثورة 30 يونيو فى خوض غمار قضية الإصلاح، واعتمدت كل هذه الحكومات على شىء واحد، وهو العمل بنظام «الترقيع» إن جاز هذا التعبير اللغوى، وبمعنى أدق وأوضح، لم تلتفت كل هذه الحكومات إلى الإصلاح الحقيقى، وتركت الأمور تسير بنظام البركة، ظنًا أن هذا يسعد المواطن أو يرضيه، فى حين أن ما فعلته هذه الحكومات يعد ضد المواطن تمامًا. الإصلاح الاقتصادى ماضية فيه مصر، ولن تتراجع عنه لأنه فى الأصل من مصلحة المواطن. قد لا يشعر به جيل حالى، لكن أجيالًا أخرى ستحصد ثماره، وكفى ما مر من سنوات طويلة والأمور تتأزم وتزداد تفاقمًا. ولم يكن هناك إلا الدخول فى معركة الإصلاح التى تأخرت كثيرًا، وهذه هى معركة التحدى الحقيقية، وبعدها ستنصلح جميع الأحوال. ولذلك فإنه لن توجد أية تراجعات فى عمل الإصلاح الاقتصادى والحكومة مطالبة بإصلاح كل هذه الأحوال المايلة التى تعرضت لها مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإصلاح الاقتصادى د وجدى زين الدين رئيس الوزراء صندوق النقد الدولي الإصلاح الاقتصادى على الفقر
إقرأ أيضاً:
البنك المركزي ينفي شائعات طلب مصر زيادة الشريحة المقبلة من صندوق النقد الدولي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صرح حسن عبد الله محافظ البنك المركزى بصفته محافظ مصر لدى صندوق النقد الدولي، بانه لا توجد أي صحة لما تردد في بعض الوسائل الإعلامية بخصوص طلب مصر زيادة الشريحة المقبلة من صندوق النقد الدولى.
وكان المركز الإعلامى لمجلس الوزراء قد نفى منذ قليل ما تداولته بعض وسائل الإعلام، منسوبًا إلى مسئولين حكوميين رفيعى المستوى، بأن مصر طلبت من صندوق النقد الدولى زيادة الشريحة الرابعة إلى مليارى دولار بدلًا من 1.3 مليار دولار، غير صحيح على الإطلاق، ولا يمت للحقيقة والواقع بأى صلة، موضحًا أن ما نشر فى هذا السياق، مجرد محاولة جديدة لإثارة البلبلة بنشر الشائعات والأكاذيب بين المواطنين.
وأهاب المركز الإعلامى بكل وسائل الإعلام تحرى الدقة والتحقق من أى معلومات من مصادرها المختصة قبل نشرها.
وأشار المركز الإعلامى لمجلس الوزراء، إلى حرص السلطات المصرية على الشفافية، وإتاحة المعلومات للمواطنين أولًا بأول خاصة ما يتعلق ببرنامج الإصلاح الاقتصادى المدعوم من صندوق النقد الدولى.
كان الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، قد التقى مع كريستالينا چورچييفا، المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، على هامش مشاركته فى «COP29» بأذربيجان، وقد أعربت «چورچييفا»، عن تقديرها للدولة المصرية، وجهود الحكومة والخطوات الناجحة والملموسة لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والتقدم الذى أحرزته فى هذا السياق.