هند.. وصمة عار فى جبين العالم
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
لن يمحو التاريخ وصمة عار المجتمع الدولى، إذا صمت طويلا على مقتل الطفلة هند التى وثقت بدمائها وبكائها أبشع جريمة إنسانية فى حق الطفولة، حين عثر عليها جثة هامدة وسط أشلاء أسرتها داخل سيارتهم بمنطقة تل الهوى جنوب غرب غزة صباح السبت الماضى٠
تلك الطفلة بنت الست سنوات التى ظلت تتوسل قبل موتها إلى الصليب الاحمر الفلسطينى ثلاث ساعات متواصلة لإنقاذها قائلة :( أنا خايفة، أرجوكم تعالوا)، وحين تحرك الصليب الأحمر لإسعافها، دكتها دبابات الاحتلال ومعها المسعفين، ليتخلصوا من نداءاتها حسبما أذاع الصليب الأحمر تسجيلات إغاثتها قبل العثور على جثتها بأيام٠
الى هنا ستظل الطفلة هند رمزا مؤلما لاغتيال البراءة، بعد ان سبقها فى هذا المدمار الطفل محمد الدرة ابن الاثنى عشر ربيعا، الذى اغتيل برصاصات الاحتلال فى 30 سبتمبر عام 2000 فى اليوم الثانى لانتفاضة الأقصى، ولفظ أنفاسه بين أحضان والده، حين أختبأ به خلف برميل للأسمنت بأحد شوارع غزة وفشل فى حمايته فسقط فوق جثته مغشيا عليه، مسببا جرحا غائرا للشعب الفلسطينى لم يندمل حتى الآن بعد ان فشل العالم فى محاكمة إسرائيل بجريمة اغتياله!
وها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد فترتكب إسرائيل نفس جرائمها فى حق الطفولة، لكنها هذه المرة بصورة أكثر ضراوة وبأساليب أكثر وحشية، حين عثر على الطفلة هند رجب مقتولة فى غزه بعد أن سجلت وسائل التواصل الاجتماعى استغاثاتها قبل مقتلها بأيام، الأمر الذى دفع حماس إلى دعوة المؤسسات الأممية والحقوقية إلى توثيق هذه الجريمة البشعة وعرضها على المجتمع العالمى عسى أن يتحرك!
والسؤال إلى متى سيظل هذا المجتمع الدولى ساكنا، امام القتل والترويع اللذين تمارسهما إسرائيل ضد المدنيين والأطفال فى غزة؟
والى متى تظل آلة الحرب الصهيونية وجنود الاحتلال يرتكبون كل أنواع القتل والاغتيال للمدنيين، فى محاولة لتصفية القضية وإرغام الفلسطينيين إلى النزوح القسرى على الحدود المصرية؟
يحدث ذلك وسط إدانات عالمية بعبارات إنشائية، فى مواجهة تهديدات إسرائيلية يجرى تنفيذها على الأرض، تلويحا بالاجتياح البرى لرفح الفلسطينية خلال أيام فى أكبر مجزرة إنسانية سيتم ارتكبها، فى حق شعب أعزل محاصرا من كل اتجاه، ومن ينجو من القتل يموت جوعا، بينما المساعدات الإغاثية على بعد امتار قد تنتهى صلاحيتها، بينما تواصل إسرائيل قصف المعبر الفلسطينى لمنع دخولها، ثم تتهم الجانب المصرى بعرقلة دخولها، بينما الموقف المصرى لا يحتاج تبريرا أو تأكيدا فى مناصرة القضية الفلسطينية، منذ قرن من الزمان بشهادة العديد من دول العالم.
فى اعتقادنا اذا لم يتحرك الضمير العالمى لوقف هذه المجازر الإسرائيلية، بحشد وتجييش مواقف المجتمع الاسلامى، والمجموعة العربية فى المقدمة، من خلال التلويح بالضغوط الدبلوماسية والعلاقات التجارية ووقف الاستثمارات العربية فى الاتحاد الأوروبى وأمريكا، والتى تفوق التريليونى دولار على أقل تقدير، حتى تفيق امريكا من نومها ويستيقظ الضمير العالمى لإرغام إسرائيل على وقف إطلاق النار، بعد أن سجل اغتيال هند وأخواتها وصمة عار فى جبين العالم، فمتى يتحرك لإزالتها؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إسرائيل عبدالعظيم الباسل غزة
إقرأ أيضاً:
فرانشيسكا ألبانيز: تعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه
المناطق_متابعات
قالت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، “إن إسرائيل تستهدف الشعب الفلسطيني في عملية الإبادة الجماعية في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967″، مؤكدة أن محاولة الفصل بين الضفة الغربية وغزة سيبقى مجرد وهم.
وأضافت ألبانيز، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الفلسطينية، اليوم السبت، أن إسرائيل تعمل على تقسيم الأرض والشعب الفلسطيني بطريقة تجعل الناس يعتقدون أن غزة والضفة الغربية منفصلتان، لكن لا، الحقيقة غير ذلك، فإسرائيل تستهدف الفلسطينيين كشعب.
أخبار قد تهمك رئيس الوزراء الإسرائيلى يشكر ترامب لدعمه “الجريء” لإسرائيل 8 مارس 2025 - 11:07 مساءً جنوب أفريقيا: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحًا في غزة 6 مارس 2025 - 1:18 صباحًاوتابعت: “أنا لا أعتقد أن إسرائيل تريد قتل كل فلسطيني، لكنها تريد القضاء على فكرة الوجود الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة لصالح مشروع (إسرائيل الكبرى)، تاركة أمام الفلسطينيين ثلاثة خيارات كما أعلنها وزير المالية سموتريتش: المغادرة، أو البقاء شريطة الخضوع، وفي حال الرفض مواجهة القتل”.
وبينت ألبانيز أن ما يحدث في الضفة الغربية يختلف عن غزة من حيث الشدة والسرعة، لكن تبقى الضفة الغربية النموذج الأول لأعمال الإبادة الجماعية”، وقالت: “لقد حدث ذلك في غزة بعد السابع من أكتوبر 2023 ضمن عملية التطهير العرقي لفلسطين وهو هدف إسرائيل، وقد حدث خلال النكبة والنكسة، والآن خلال الحرب، إذ تستغل إسرائيل حالة الطوارئ، ولم يتوقف ذلك أبدا، والفلسطينيون يعرفون ذلك أكثر من أي شخص آخر.
وحول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أكدت ألبانيز أنه لا يمكن لأحد إنهاء “الأونروا” التي وجدت بموجب قرار دولي ومحمية بقواعد ومواثيق الأمم المتحدة.
وأوضحت أن إسرائيل لا تستهدف الأونروا لإنهاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، بل تستهدفها لأنها أكبر هيئة تابعة للأمم المتحدة في فلسطين المحتلة، وبالتالي فإن التخلص منها سيسهل ويسرع التخلص من أي وجود أممي آخر يعارض سياسة إسرائيل القائمة على التطهير العرقي وإخضاع الشعب الفلسطيني.
وقالت ألبانيز إن الأونروا لن تختفي لأنها جزء من الأمم المتحدة، وإذا أرادت الدول الأعضاء إنهاء عملها فلا يمكنها فعل ذلك إلا من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس من خلال تغيير القوانين أو تجريم الوكالة كما تفعل إسرائيل، ولا عبر قطع التمويل عنها كما فعلت سويسرا، ونذرلاند، والولايات المتحدة وغيرها، أما حقوق اللاجئين الفلسطينيين فستظل محفوظة لأن هذه الحقوق منصوص عليها في القانون الدولي.
وأضافت أن طلب تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة أمر لا ينبغي إهماله لما قامت به إسرائيل من اعتداء على مؤسسات الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي هذا السياق، قالت ألبانيز: “عندما طالبت بتعليق عضوية إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ركزت على نقطة محددة ألا وهي أنه حتى لو تجاهلنا الاحتلال غير القانوني ونظام الفصل العنصري الذي هو جريمة ضد الإنسانية، وحتى لو تجاهلنا الإبادة الجماعية، فإن تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه بسبب ما فعلته خلال الـ15 شهرا الماضية ضد الأمم المتحدة، إذ دمرت 70% من مقراتها في غزة، واستهدفت مدارس الأونروا التي كانت تؤوي اللاجئين، ورأينا أطفالا قصفوا أثناء بحثهم عن مأوى في منشآت الأونروا، كما جرمت إسرائيل الأونروا ووصفتها بالإرهاب، واعتبرتني أنا نفسي والأمين العام للأمم المتحدة شخصيات غير مرغوب بها، واتهمت العديد من مسؤولي الأمم المتحدة بمعاداة السامية وتمجيد الإرهاب.
وتابعت: “إسرائيل مزقت ميثاق الأمم المتحدة أمام أعضاء الجمعية العامة، ولذلك، وبسبب عدم احترامها لقوانين الأمم المتحدة، فإنها لا تستحق أن تبقى ضمن عضوية الأمم المتحدة حتى تتراجع وتحترم قواعد وقوانين المنظمة الأممية”.