الدراما السيكولوجية هى أحد الأنواع الادبية والفنية التى تتناول الصراع والشخصيات من منظور المدارس النقدية المتصلة بالجانب النفسى بداية من مدرسة «سيجموند فرويد» عن الذات والأنا والأنا العليا وأيضًا قضية عقدة أوديب أو حب الابن لأمه وغيرته من أبيه بالإضافة إلى موضوع الأحلام وكيف تشكل مع الرمز المخزون الطبيعى للاوعى وذلك الجانب الخفى والمظلم من النفس البشرية، مرورًا بمدارس أدلر عن عقدة النقص ومدرسة كارل يونج عن الضمير الجمعى والرموز الإنسانية الضاربة فى جذور البشرية حتى تصل إلى لاكان ومدرسته الحديثة عن مراحل التطور البشرى أو ما يسمى مراحل المرآة.
... وكم من الأعمال الأدبية والفنية قديمًا وحديثًا تناولت الجوانب النفسية فى الطرح الإبداعى كما فى «السراب» لنجيب محفوظ و«لا أنام» لإحسان عبدالقدوس و«بئر الحرمان».. وتطورت الأساليب الفنية مع تغير المفاهيم حيال العديد من الأمراض النفسية مثل التأخر العقلى وذوى الهمم وأيضا التوحد باعتباره مرضًا مقابلًا لفرط الحركة وما يسمى بالأمراض النفسية المتصلة بالجينات الخلقية وليس بالتحليل النفسى والتكوين الوجدانى وعقد النقص أو الخوف أو الغيرة أو تراكمات حية من تجارب بشرية سابقة.. وقد تعرض مسلسل خلى بالك من زيزى.. لقضية فرط الحركة أو عدم التركيز.. والآن يعرض مسلسل حالة خاصة.. تأليف «مهاب طارق» وإخراج «عبدالعزيز النجار» وهو وإن كان اقتباسًا من
المسلسل الشهير «الطبيب الجيد» أو المسلسل الكورى «المحامية الاستثنائية» وكلاهما تم عرضهما على منصة أجنبية شهيرة فإن الاقتباس أو التمصير قد نجح إلى حد كبير فى التعبير عن هذه الحالة الخاصة لمرض جينى وراثى يمتزج فى الجانب العقلى مع السلوك والمشاعر النفسية المختلفة والمتضاربة حيث يعد هذا المرض والذى يعانى منه العديد من البشر فى الوقت الحالى لأسباب تستدعى الدراسة ومازالت قيد البحث العلمى، فقد حاول مؤلف المسلسل أن يمصر صورة المحامية الجميلة الناجحة «أمانى النجار» أو «غادة عادل» ويقدمها كنموذج لأشهر وأكبر المحاميات فى مجال القانون الجنائى والتى تملك مكتبا حديثا وفريق عمل من المتدربين الشباب ونسى المؤلف أن المجال الجنائى فى المحاماة يحتكره الجنس الذكورى وعالم الرجال
الذى لا تدخله النساء والمحاميات لاعتبارات إجتماعية متعلقة بنظرة الوكيل تجاه موكلته الأنثى فيما يخص الشق الجنائى فكيف يسلم رقبته وحياته لأمرأة؟! أيضًا حكاية المحامى الشاب «نديم» والتى تمكن من تشخيصها الفنان الشاب «طه دسوقي» كانت حكاية جميلة ولكن منقوصة لا تشمل جوانب عديدة من حياة الطفل اليتيم الذى فقد والديه صغيرًا فإذا به محامٍ بارع بعد سنوات سقطت من ذاكرة السيناريو.. وإن كانت شخصية «رام الله» هاجر السراج الفتاة السورية الجميلة التى تلاعب ثلاثة رجال فى آن واحد لتحصل على الحب والإقامة من خلال ياسر زوج رئيستها فى مكتب المحاماه أو الإقامة والزوج والوظيفة عبر تواصلها مع «خالد» نائب أمانى النجار أو الإقامة والزواج المؤقت فى صفقة سيئة السمعة مع «نديم» الذى يحبها فى صمت ولا يعرف كيف يكون الحب والزواج.. أما بقية شخصيات العمل فمعظمها ظهر دون أى عمق فنى يعبر عن التصرفات والسلوك وإن كانت شخصية «عم جميل» صاحب المكتبة والتى قدمها الفنان «نبيل على ماهر» من أجمل الشخصيات مثالية ونقاء وعطاء إلا أنها فى النهاية غير واقعية ولا تتحمل التفسير الدرامى سوى نمطية الخير فى مقابل عبثية الحياة والقدر… تكنيك المزج بين الماضى والطفولة مع الحاضر والواقع تقنية فنية أضافت بعض العمق للعمل مع تلك الموسيقى الرائعة فى الخلفية واستخدام أغنيات شهيرة لملء فراغات الحوار وتعد الأغانى والموسيقى من أقوى عناصر المسلسل الذى ظهرت أجواؤه النقية الأنيقة جدًا بالتوازى مع حالة الشاب نديم المتوحد مع ذاته وهو يجاهد ليخرج من شرنقة الذات إلى خضم الصخب والتنافس والغيرة والحب فى حياة فرضت عليه وعلينا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية:
حالة خاصة
النفس البشرية
إقرأ أيضاً:
مليشيا الحوثي تحتجز شابًا بسبب صورة على "واتس آب" في صنعاء
تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية في العاصمة صنعاء احتجاز شاب للشهر الثالث على التوالي دون مسوغ قانوني.
وقالت مصادر محلية لوكالة خبر، إن مليشيا الحوثي اختطفت الشاب عبد المجيد الميثالي، صاحب مكتب "صقر الحجاز للنقل الدولي"، قبل ثلاثة أشهر وقامت باقتياده إلى جهة مجهولة.
وأوضحت المصادر أن الميثالي أُعتقل بشكل تعسفي على خلفية وضعه صورة السفير أحمد علي عبد الله صالح كحالة في تطبيق "واتس آب".
ولفتت المصادر إلى أن المليشيا اقتادت الشاب الميثالي إلى جهة مجهولة وأخفته قسريًا، ولم يتم الإفصاح عن أي تفاصيل حول مصيره أو التهم الرسمية الموجهة إليه.
وأثار الحادث استياءً واسعًا بين الناشطين والحقوقيين، الذين اعتبروا هذا الإجراء قمعًا صارخًا للحريات الشخصية.
وأكدت أسرة الميثالي أنها تطالب بالإفراج الفوري عن نجلها عبد المجيد وضمان سلامته.